الجمعة، 22 فبراير 2019

عاصفة الخلافات تهب على السعودية...(غير مسلسل 8)



عمل الرئيس الأمريكي باراك اوباما منذ منتصف يوليو 2015 على تحييد الدور السعودي فيما يتعلق بالموقف الذي سيتخذه الكونجرس الأمريكي من الاتفاق مع إيران في موعد لا يتجاوز الـ17 من سبتمبر 2015، وكان ذلك يعني فيما يعني منع المملكة من تحريك اذرعها وقدراتها داخل أمريكا لخلق أغلبية داخل الكونجرس الأمريكي بمجلسيه تمكنه من تمرير قانون يعترض بموجبه على الاتفاق النووي مع إيران.


واتخذت جهود الرئيس الأمريكي لتحقيق ذلك مسارين اثنين: الأول، محاولة إرضاء السعوديين عن طريق إعطائهم الانتصارات العسكرية  السريعة في المحافظات اليمنية الجنوبية والتي يمكن ان تجعلهم يشعرون بأن موازين القوة مع إيران لم تتعرض لأي اختلال؛ والثاني تكثيف اللقاءات الدبلوماسية بهدف إقناع السعوديين بأهمية الاتفاق الذي تم التوصل إليه.

وفيما يتصل بالمسار الأول، فإنه بحلول الـ15 من أغسطس 2015، أي بعد حوالي شهر على توقيع الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني،   كان ذلك الخليط من القوات الموالية  "اسميا" لما يسمى  بـ"الشرعية"، وبمساندة رمزية من قوات إماراتية، قد سيطر على 5 محافظات يمنية جنوبية هي: الضالع، عدن، لحج، ابين، وشبوة .

وأدت السرعة التي تطورت بها الأمور على هذا المسار إلى شيوع تساؤلات مكتومة عن إمكانية أن يكون الرئيس السابق قد خدع حلفائه الحوثيين وعقد صفقة مع الإمارات سحب بموجبها قوات الحرس الجمهوري الموالي له من أماكن تموضعها في عدن مما مكن القوات الموالية لهادي من القيام بعملية إنزال على شواطئ عدن.  فقد تساءل مثلا النائب في البرلمان اليمني شوقي القاضي أن كانت دولة الإمارات قد لعبت بالفعل الدور الأكبر في  تحرير عدن، وعن الدور الذي لعبه نجل الرئيس السابق المتواجد في الإمارات في هذا الجانب.  



وعززت التطورات اللاحقة في المحافظات الجنوبية ثم في الشمالية الشكوك بأن الانتصارات السريعة التي تحققت في المحافظات الجنوبية قد تمت بحبكة وسيناريو مسبق متفق عليه بين الأمريكيين (إدارة اوباما)، رئيس اليمن السابق ونجله المقيم في الإمارات، ودولة الإمارات.

وتدعم القراءة الاستقرائية الدقيقة للأحداث والتطورات في الجنوب وفي الشمال فكرة وجود تفاهمات بين الأطراف الثلاثة بعضها سابق على استعادة المحافظات الجنوبية، وبعضها مصاحب، والبعض الثالث لاحق. ويمكن تلخيص تلك التفاهمات استقرائيا على النحو التالي:

أولا، اعتبار المحافظات اليمنية الجنوبية بحكم تجربتها مع الماركسية أراض ممهدة لقيام نظام الحكم الذي تتطلع إليه الأطراف الثلاثة في المحافظات الجنوبية واليمن عامة وهو "الدكتاتورية العلمانية" على غرار النظام الذي يقوده الرئيس عبد الفتاح السيسي في جمهورية مصر العربية وعيال زايد في الإمارات.

ثانيا، جعل المحافظات الجنوبية مناطق نفوذ للأطراف الثلاثة المشاركة في التفاهمات دون غيرها من الأطراف داخلية كانت أو خارجية.

ثالثا، جعل الإمارات بحكم "الرؤية الإيديولوجية" التي تحملها والخبرة التي طورتها، باستخدام قوات موالية للأطراف الثلاثة، هي المتصدرة ميدانيا للمشهد سواء في تحرير المحافظات الجنوبية أو في تحرير اليمن بعامة. 

رابعا، العمل على منع العناصر الموالية للسعودية وفي مقدمتها الرئيس هادي وحكومته واللواء الأحمر وشيوخ القبائل والوجاهات الاجتماعية وبكل الطرق من اتخاذ عدن أو أي منطقة أخرى في الجنوب أو في الشمال عاصمة مؤقتة، أو الاستقرار فيها، أو بناء أي نفوذ في المحافظات الواقعة تحت سيطرة أطراف التفاهم مع السعي الحثيث في ذات الوقت وبالتدريج على اجتثاث أي نفوذ  عسكري قائم لتلك الجماعات.

خامسا، العمل على منع حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي تنتظم داخله حركة الإخوان المسلمين في اليمن، والتيارات الدينية المدعومة سعوديا و/أو قطريا المتشدد منها والمعتدل، من بناء أي نفوذ في المحافظات  الخاضعة لسيطرة أطراف التفاهم والعمل بالتدريج على تصفية عناصره الفاعلة وخصوصا خطباء وأئمة المساجد ومديري مدارس تحفيظ القرآن والعاملون في الجمعيات الخيرية.

سادسا، العمل على منع عناصر الإخوان المسلمين من تحقيق أي انتصار في أي جبهة من جبهات القتال وخصوصا في تعز التي تعتبر مركز ثقلهم الرئيس.

سابعا، فيما عدا العناصر المحسوبة على الأطراف الثلاثة من القيادات السياسية والاجتماعية والعسكرية والضباط والجنود وأعضاء مجلسي النواب والشورى وناشطي الأحزاب، فيتم العمل على الحد من دخول العناصر القادمة من المحافظات الشمالية إلى المحافظات الجنوبية.

ثامنا، تعمل أطراف التفاهم الثلاثي على بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية والمدنية في المحافظات الجنوبية من الموالين لها، ويعمم النموذج العسكري والأمني والاقتصادي الذي سيتطور في المحافظات الجنوبية على سائر المحافظات والمناطق  التي يسيطر عليها إطراف التفاهم مستقبلا.

تاسعا، تعطى الأولوية في "التحرير" والتثبيت والتطهير للمناطق الساحلية والجزر البحرية نظرا لأهميتها الإستراتيجية ولما توفره من موارد، ويتم الدفع بالقوى التي تشكل تهديدا لهذه التفاهمات نحو الداخل لتتولى التعامل مع بعضها البعض مع العمل المستمر على إذكاء الصراع الديني بين الحوثيين من جهة والإخوان من جهة ثانية.  

عاشرا، يرتبط الدور الذي تلعبه السعودية على الأرض في اليمن والمكانة التي ستحتلها بين الأطراف المتفاهمة بالخطوات الجادة التي ستقوم بها القيادة السعودية لتكييف توجهاتها داخليا وخارجيا بما يتسق مع توجهات الأطراف الثلاثة.     

حادي عشر، يتولى تمويل العمليات والأنشطة المشتركة دولة الإمارات والأمريكيون والرئيس السابق وأفراد أسرته بالإضافة إلى ما يمكن تطويره من موارد محلية وما ستقدمه السعودية كقائدة للتحالف من مساهمات مادية وعينية غير مشروطة.

واكتسبت القاعدة وداعش أهمية بالغة في تنفيذ التفاهمات الثلاثية على أرض الواقع. وتم استحضار تلك الجماعات بقوة منذ إخراج الحوثيين من عدن. فذكرت وسائل الإعلام أنها شاركت خلال شهر يوليو 2015 في تحرير مدينة عدن، وأكد شهود عيان أن عناصرها كانت تتجول في المدينة بسيارات مكشوفة ترفع رايات القاعدة وقد القي على ظهرها جثث قتلى للحوثيين بقصد استعراضها أمام الناس. وقامت تلك الجماعات بتنفيذ اعتداءات على بعض كليات جامعة عدن بحجة منع الاختلاط بين الجنسين.  

الثلاثاء، 12 فبراير 2019

عاصفة الخلافات تهب على السعودية...(غير مسلسل 7)



في 14 يوليو 2015، الموافق 27 رمضان، والذي يعتقد بعض المسلمين بان ليلته تشهد حدوث ليلة القدر، وبعد مرور قرابة 3 أشهر و3 أسابيع على بدء التدخل العسكري الخارجي في اليمن، تمكن خليط من القوات الموالية "اسميا" للرئيس اليمني المستقيل المتواجد في الرياض، عبد ربه منصور هادي، في عملية أطلق عليها "السهم الذهبي"، وفي اليوم ذاته الذي وقعت فيه الأطراف المتفاوضة حول البرنامج النووي الإيراني على الاتفاق النهائي،  من السيطرة على منطقة خور مكسر ومطار مدينة عدن الدولي محققة أكبر اختراق في الصراع المسلح منذ بدء التدخل العسكري الخارجي.

وذكرت الأنباء يومها أن كل طرق الإمداد للحوثيين المتواجدين في كريتر والمعلا والتواهي  تم قطعها، وأن الحوثيين المحاصرين حاولوا الفرار عن طريق زوارق، إلا انه تم استهدافهم وتلقوا ضربات موجعة.

ووقعت "معجزة عدن" التي لا تقل في أهميتها عن معجزة عقد صفقة مع إيران بشأن برنامجها النووي، نتيجة قيام التحالف (تترجم إلى إدارة أوباما) بالتزامن مع اقتراب المفاوضات بين إيران والـ5+1 من التوصل إلى اتفاق، بإمداد تلك القوات المتواجدة في المدينة عن طريق البحر بالعربات والمدرعات والأفراد المدربين، بالإضافة إلى الإسناد الجوي المكثف من قبل الطائرات.




وإذا كان توقيع إيران اتفاقا نهائيا مع دول الـ5+1 بشأن برنامجها النووي في 14 يوليو قد مثل تطورا مزعجا للقيادة السعودية ومحرجا لها أمام مواطنيها، فقد عملت إدارة اوباما، من خلال التطورات التي شهدتها عدن، على جعل الانتكاسة السعودية تبدو اقل قبحا. 

كما وفرت تطورات عدن للرئيس المنفي شيئا يمكن أن يتحدث عنه في كلمته الموجهة إلى اليمنيين عشية عيد الفطر، والتي وافقت الـ16 من يوليو. وقد افتتح هادي خطابه ليلتها، بعد ترديد الأدعية المعتادة  في مثل هذه المناسبة، بما يلي:
  
"انه من حسن الطالع أن تتزامن تهنئتنا بعيد الفطر المبارك في ظل أجواء البهجة والسرور والفرحة التي تجتاح قلوب اليمنيون نتيجة الانتصارات العظمية التي حققتها المقاومة الشعبية في عدن، عدن الشموخ والتحدي، عدن الصمود والإباء ، ليصبح العيد عيدين والفرحة فرحتين، فهنيئاً لشعبنا ،وشكراً لربنا تعالى، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، وأننا على موعد قريب مع النصر المحقق والمبين لكامل وطننا الحبيب."    

ومع أن الفرح عندما "يجتاح" القلوب يمكن أن يحولها إلى أطلال ويقلب الأفراح إلى مآتم، إلا أن القليلين كانوا يهتمون بما يقوله هادي أو بالألفاظ التي يوظفها. أما تعبيرات من مثل "العيد عيدين"، "الفرحة فرحتين"، "هنيئا لشعبنا"، و"شكرا لربنا"، ورغم ما بدت عليه من "سوقية" الصياغة وتنافر التراكيب، فقد جاءت متسقة تماما مع شخصية هادي المتكلفة.
  
وفي فجر 17 يوليو، أول أيام عيد الفطر، والذي صادف أيضا اليوم الذي يحتفل فيه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح كل عام حتى بعد خروجه من الرئاسة بذكرى توليه في شمال اليمن (17 يوليو 1978)، وبعد 3 أيام فقط من توقيع الاتفاق بين إيران والـ5+1 في 14 يوليو، وبعد بضع ساعات فقط على سجع هادي المثير للشفقة، أعلن خالد بحاح نائب الرئيس-رئيس الوزراء في تغريدة على تويتر عند الفجر "تحرير محافظة عدن" بالكامل باستثناء بعض الجيوب.

وبدلا من الاكتفاء بخبر التحرير، راح بحاح بمحدودية خبرته السياسية وبناء على نصائح تلقاها خلال آخر جولة خارجية قام بها يطلق الخطط والتوجهات للمرحلة القادمة، فأكد على أن "الحكومة ستعكف على تطبيع الحياة في عدن وسائر المدن المحررة، وإعادة تأهيل بنية المياه والكهرباء والطرقات، وستعمل على عودة النازحين من جيبوتي والصومال ومحافظة حضرموت وغيرها." وأضاف "الحكومة  ستعمل جاهدة على تأهيل مطار عدن والموانئ البحرية، وستكون المحافظة منطقة مركزية لاستقبال الإغاثة، وسنجتهد لاستئناف العملية الدراسية المنقطعة بعد تأهيل المدارس والجامعات."

ورغم أن إعلان السيطرة على محافظة عدن جاء قبل وقته، إلا أن المرحلة، كانت من وجهة نظر إدارة اوباما تتطلب مثل ذلك الإعلان حتى وإن افتقر إلى الواقعية. فإذا كان الإيرانيون سيحتفلون هذا الموسم بعيدين، عيد الفطر وعيد الاتفاق النووي، فإن السعوديين بدورهم سيحتفلون كذلك بعيدين، عيد الفطر وعيد استعادة محافظة عدن من الإيرانيين ووكلائهم من اليمنيين، بحسب توصيف السعوديين للحدث. 

وكان من الواضح من خلال الفارق الزمني الضئيل بين خطاب هادي من جهة، وإعلان نائب الرئيس-رئيس الوزراء  من جهة ثانية، أنه تم العمل بشكل مقصود وجلي على حرمان الرئيس من  الإعلان عن استعادة محافظة عدن في خطابه بمناسبة عيد الفطر، وإعطاء ذلك الحق حصريا لبحاح.

وكان من الطبيعي أن يتصدر بحاح، الذي لا بد وأنه يملك الكثير من الأصدقاء، بإعلانه تحرير محافظة عدن في وقت مبكر من يوم الـ17 من يوليو عناوين الأخبار في حين تراجع هادي، الذي يعاني من عزلة كبيرة، وخطابه بمناسبة عيد الأضحى إلى التفاصيل السياقية. وأبرزت التغطيات الإعلامية لإعلان تحرير عدن وما ورد فيه من خطط وتوجهات نائب الرئيس-رئيس الوزراء كرجل دولة يهتم بالأفعال لا بالأقوال ويملك رؤية وتوجه في حين بدا هادي وكأنه يقوم بدور المسحراتي بعد انقضاء الشهر الكريم.

ورغم أن العملية التعليمية في المدارس والجامعات اليمنية كانت قد توقفت مع بدء طائرات العدوان بقصف اليمن في 26 مارس 2015 إلا أن الحوثيين والرئيس السابق أعلنوا بعد بضعة أيام من توقيع الاتفاق بين إيران والدول الست عودة الدراسة في كافة المراحل ابتدءا من 25 يوليو 2015 بالرغم من  عدم حدوث أي تغير ايجابي،  استمرار  شحة أو انعدام المشتقات النفطية، ووجود عدد كبير من الطلاب الذين نزحوا مع أسرهم من المحافظات التي كانوا يقيمون فيها بشكل دائم.

كان الدور المناط بملايين المدنيين من اليمنيين، وخصوصا النساء والأطفال والشيوخ والمرضى والذين يعيشون على الدخل اليومي وغيرهم، هو أن يلزموا منذ بداية التدخل العسكري العدواني بيوتهم وأن تتعطل حياتهم اليومية وأن يتحولوا إلى أسرى لدى إدارة أوباما حتى تنال ما تريده من إيران. أما وقد حدث ذلك، فلا بأس بأن يعودوا إلى ممارسة حياتهم اليومية وإن في ظل أوضاع شاقة وظروف غير مواتية. 

وفي حين تمكن بحاح من كسب معركة تحرير محافظة عدن لصالحه في مواجهة هادي، فإن ذلك النصر الذي لم يكن الأول من نوعه،  قد أثبتت الأيام والأشهر التي تلت أنه كان الأخير. ويعود ذلك بشكل أساسي إلى أن حظوظ بحاح، الموالي لأمريكا والمقبول من السعودية، قد ارتبطت بحالة التوافق النسبي في العلاقات السعودية الأمريكية، والتي مكنت إدارة اوباما  من الهيمنة على القرار السعودي بشأن اليمن بشكل شبه كامل.

ومع توقيع الدول الست بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في 14 يوليو 2015 اتفاقا نهائيا مع إيران بشأن البرنامج النووي للأخيرة، بدأت العلاقات السعودية الأمريكية بالسير على طريق صخري نتيجة شعور السعوديين بان إدارة أوباما لم تتوصل إلى الاتفاق الذي كانوا ينتظرونه. وبالمثل، فإن حظوظ خالد بحاح، نائب الرئيس-رئيس الوزراء بدأت تسير بدورها من سيء إلى أسوأ.

الاثنين، 11 فبراير 2019

عاصفة الخلافات تهب على السعودية...(غير مسلسل 6)



في الـ 14 من يوليو 2015، تحققت المعجزة التي لطالما انتظرها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعدها أهم انجازاته على صعيد السياسة الخارجية، حيث وقعت إيران والدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي مضافا إليها ألمانيا (تعرف أيضا بدول الـ5+1) في فينا بعد مفاوضات امتدت لـحوالي عامين، اتفاقا نهائيا بشأن البرنامج النووي الإيراني.

ونص الاتفاق في خطوطه العريضة، التي كان قد تم التوصل إليها في نهاية الجولة الأولى من مفاوضات المرحلة النهائية، على وضع قيود على الأنشطة النووية لإيران من جهة، والتفتيش الدوري عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتأكد من التزام إيران ببنود الاتفاق، من جهة ثانية. وفي المقابل، وافقت الدول الست على رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران بالتدريج بدءا من مطلع عام 2016، بما في ذلك الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة، والتي كان الإفراج عنها هو أكثر ما يثير معارضي الاتفاق.         

واعتبر الرئيس باراك اوباما الاتفاق خطوة نحو عالم مفعم بالأمل، وأكد انه  "يقطع أي طريق أمام إيران للحصول على أسلحة نووية"، و"يضمن استقرار دول الخليج وإسرائيل"، مشيرا إلى أن الاتفاق يقوم على "التحقق" وليس على "الثقة." وأضاف أوباما أن امن ومصالح الولايات المتحدة "تقتضي منع إيران من الحصول على سلاح نووي" وان عدم التزام إيران سيجعلها عرضة لفرض العقوبات من جديد.   



ورأى الرئيس الإيراني حسن روحاني في الاتفاق دليلا على أن "الالتزام البناء يؤتي ثمارا"، مؤكدا بأن الاتفاق يفتح فصلا جديدا بين بلاده والعالم. أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فقد أشار إلى أن الصفقة "ليست مثالية للجميع" لكنها كانت "أفضل إنجاز يمكن التوصل إليه." وعدت صحيفة طهران تايمز الاتفاق واحدا من أهم أحداث القرن الواحد والعشرين. ووصف الرئيس السوري بشار الأسد ، في رسالة بعث بها إلى القيادة الإيرانية، الاتفاق بأنه يمثل "نقطة تحول كبرى في تاريخ إيران والمنطقة والعالم واعترافا لا لبس فيه من دول العالم بسلمية البرنامج النووي الإيراني."

وبينما لقي الاتفاق ترحيبا واسعا من قبل الدول في جميع القارات ومن قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، فقد تركزت المعارضة للاتفاق على المستوى الدولي في دولتين شرق أوسطيتين هما إسرائيل والسعودية. بالنسبة لإسرائيل، فقد عد رئيس الوزراء الإسرائيلي عن حزب الليكود اليميني بنيامين نتنياهو الاتفاق "خطأ سيئا"، وغير ملزم لإسرائيل التي ستعمل، حسب تعبيره "بكل وسيلة ممكنة لوقف التصديق على الاتفاق."  أما تسيبي هوتوفلي، نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، فقد ذهبت في تغريدة لها على تويتر إلى أن الاتفاق يمثل "استسلام تاريخي من جانب الغرب لمحور الشر وعلى رأسه إيران.." ولوحت مقتفية آثار نتنياهو أن بلادها ستعمل "بكل وسيلة ممكنة لوقف التصديق على الاتفاق.."

وعلى عكس المعارضة الإسرائيلية القوية والشرسة للاتفاق، فإن السعوديين وكنتيجة للضغوط الشديدة التي مارسها اوباما عليهم، أكتفوا بالإعراب عن شكوكهم في كفاية الاتفاق، التزام إيران بالتنفيذ، وفي مقدرة المجتمع الدولي على إعادة فرض العقوبات، في حال ثبت عدم التزام إيران. كما لجئوا إلى التعبير عن معارضتهم للاتفاق من خلال تصريحات لمصادر مجهولة أو شخصيات لا تتولى مواقع رسمية، أو من خلال اتخاذ سياسات وخطوات تعبر بشكل مباشر عن عدم الرضا عن الاتفاق. لكنهم لم يتخذوا موقفا رسميا معارضا للاتفاق أو مؤيد له.

وتمثل أول رد فعل للرياض، وقد نسبته وكالة الأنباء السعودية إلى مصدر مسئول لكنه مجهول، في دعوة إيران إلى استخدام مواردها في التنمية الداخلية وتحسين أوضاع الإيرانيين بدلا من توظيفها في "إثارة الاضطرابات والقلاقل في المنطقة." وتبدو الدعوة وجيهة ولا يضعفها سوى أن السعوديين أنفسهم لا يأخذون  بالنصائح التي يوجهونها إلى الآخرين. 

وفيما يخص الاتفاق، فقد ذكر المصدر المجهول أن السعودية كانت دوما مع أي اتفاق "يضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووي  (...) ويشمل في الوقت ذاته على آلية تفتيش محددة ودائمة لكل المواقع، بما فيها المواقع العسكرية، مع وجود آلية لإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال في حال انتهاك إيران للاتفاق." ويفهم من تصريحات السعودية أن الاتفاق في نظر المملكة لا يفي بالغرض.


أما على صعيد الداخل الأمريكي، فقد وصف السيناتور الجمهوري لينزي جراهام الاتفاق بأنه "حكم محتمل بالإعدام على إسرائيل" وأنه "سيجعل كل شيء أسوأ.." وأضاف بأن الرئيس الأمريكي باراك اوباما ووزير خارجيته جون كيري "يتسمان" بالسذاجة عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط. 

ولم يكن أوباما يشعر بالقلق كثيرا من أي معارضة في الكونجرس للاتفاق النهائي مع إيران كما سبق الإشارة في موضع آخر بقدر قلقه من الجهود التي يمكن أن تقوم بها السعودية وإسرائيل واذرعهما الأمريكية (السياسيون المناصرون  وشركات الدعاية والعلاقات العامة)  في إقناع أعضاء الكونجرس بالتصويت ضد الاتفاق من جهة، وبخلق رأي عام أمريكي معاد للاتفاق وضاغط على أعضاء الكونجرس للتصويت ضد الاتفاق، من جهة ثانية.     

السبت، 9 فبراير 2019

عاصفة الخلافات تهب على السعودية (فهرس)

عاصفة الخلافات تهب على السعودية (1)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (2)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (3)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (4 و5)


عاصفة الخلافات تهب على السعودية (6)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (7)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (8)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (9)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (10)

عاصفة الخلافات تهب على السعودية (11)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (12)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (13)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (14)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (15)

عاصفة الخلافات تهب على السعودية (16)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (17)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (18)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (19)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (20)

عاصفة الخلافات تهب على السعودية (21)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (22)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (23)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (24)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (25)

عاصفة الخلافات تهب على السعودية (26)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (27)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (28)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (29)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (30)

عاصفة الخلافات تهب على السعودية (31)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (32)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (33)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (34)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (35)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (36)

عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 1)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 2)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 3)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 4)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 5)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 6)

عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 7) 
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 8)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 9) 
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 10)  
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 11)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 12)  
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 13)  
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 14)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 15)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 16)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 17)
عاصفة الخلافات تهب على السعودية (غير مسلسل 18)