الجمعة، 24 أغسطس 2018

عاصفة الخلافات تهب على السعودية...(21)



في وقت مبكر من يوم الـ22 من ابريل 2015، أي في اليوم التالي لإعلان التحالف انتهاء عمليات "عاصفة الحزم"، هاجمت قوات الحوثيين والرئيس السابق معسكر اللواء 35 مدرع بمدينة تعز الذي كان قد أعلن ولائه لما يسمى بالشرعية، وبدأ يحارب في صفها، ونجحت تلك القوات في السيطرة على المعسكر، فرد التحالف بقصف المعسكر بالطائرات الأمر الذي أكد للجميع بأنه لا يوجد فرق  بين الحيزبون "عاصفة الحزم" وابنتها الدلوعة "إعادة الأمل." 

وبينما بدأ وزير الحرس الوطني السعودي بتحريك قوات الحرس بمعداتها وتجهيزاتها إلى الحدود الجنوبية للسعودية ارتالا ارتالا، دون وجود خطط عسكرية لمواقع التموضع والايواء وغير ذلك، فقد لوحظ أن الحوثيين شنوا أول هجوم واسع لهم على الحدود السعودية في الأول من مايو 2015 وكأنهم كانوا ينتظرون منذ بداية الحرب العدوانية وصول قوات الحرس الوطني إلى الحدود حتى يبدؤوا هجماتهم البرية الواسعة على السعودية.



وكان هناك حرص شديد من الجانب السعودي على أن تظل الحدود التي يتمركز عندها ضباط وجنود الحرس الوطني السعودي مفتوحة بشكل مستمر أمام الحوثيين وقوات الرئيس السابق في اليمن ليعملوا على اختراقها وقتل أو اسر ضباط وجنود الحرس وتدمير المدرعات والدبابات الحديثة والمواقع والمعسكرات ولينشروا عملياتهم المتصلة بكل ذلك في فيديوهات على موقع اليوتيوب للأفلام.

والأكثر من ذلك هو أن الطائرات التي تعمل تحت يافطة التحالف، استخدمت تسلل الحوثيين واستيلائهم على بعض مواقع ومعدات الحرس الوطني كذريعة لشن غارات على مواقع وأفراد ومعدات الحرس الوطني  بشكل عام لقتلهم وتدمير عتادهم بنيران صديقة.

ومع أنه كان من المتوقع، حتى مع استمرار كل شيء على ما كان عليه، ان يتم الالتزام بالاسم الجديد الذي لا بد وأن وزير الحرس الوطني قد خاض نضالا شاقا للحصول عليه، إلا أن فوضى التسميات استمرت على ما كانت عليه حتى مع دخول متغيرات جديدة، وأظهر وزير الدفاع حرصا شديدا على حرمان ابن عمه وزير "الحرس الوطني" من تحقيق أي انتصار مهما كان صغيرا مقابل التضحيات الجسام التي فرضت على قوات الحرس.

ولم يكن أحدا يتوقع على أي حال للعاصفة العاقر أن تحقق شيئا أو أن تلد أملا. وكان سلمان ونجله معذورين فيما يتعلق بالتسميات. فلو أنهما التزما بالتسمية الجديدة لفقدت الحرب ما أريد تحقيقه منها على  صعيد الداخل السعودي من إظهار "الحزم" لأعضاء الأسرة الحاكمة والشعب السعودي عامة.  

وفي يوم 6 يونيو 2015 ، أطلقت قوات  الحوثيين والرئيس السابق أول صاروخ بالستي على موقع سعودي، ثم استمروا بإطلاق الصواريخ البالستية تجاه السعودية طوال السنوات اللاحقة مذكرين الناس حتى دون أن يقصدوا ذلك بتصريحات احمد عسيري، وبالإعلان الصادر عن وزارة الدفاع السعودية يوم 21 ابريل 2015، بأنه تم  القضاء  على الصواريخ البالستية للحوثيين والرئيس اليمني السابق.

وأضطر بن سلمان بعد أن أصبح عسيري، الناطق باسم التحالف، رمزا يجسد الأكاذيب التي رافقت الحرب إلى إبعاده عن موقع المتحدث الرسمي باسم التحالف وتعيينه (لاحظ التاريخ)، في 22 ابريل 2017، نائبا لرئيس الاستخبارات العامة، مع الحد قدر الإمكان من ظهوره الإعلامي، على أمل أن ينسى الناس بمرور الزمن تلك الرمزية التي بات يجسدها.    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق