الخميس، 30 أغسطس 2012

الحوثيون والسلطة في اليمن

تقوم استراتيجية الأقليات في الإنقضاض على السلطة والثروة والإحتفاظ بهما في الوطن العربي على خطوط قبلية، او مذهبية، أو جغرافية، أو سلالية، على البحث عن أهداف او عقائد سياسية (او حتى اعداء) تتجاوز حدود الدولة وغير قابلة للتحقق لإن تحققها ينزع عن تلك الأقليات اي مشروعية أو شرعية. 
فقد رفع دكتاتور العراق صدام حسين شعار توحيد وبعث الأمة كهدف للعراقيين وكمبرر لإستئثار الأقلية السنية بالسلطة والثروة وتهميش الشعب العراقي باغلبيته الكردية والشيعية. وفعل أسود سوريا، أو بالأصح كلابها، ذات الشيىء لإخفاء استئثار الطائفة العلوية بالسلطة والثروة على حساب الأغلبية الساحقة من السوريين.  
وفي الحالتين العراقية والسورية تم تبني علمانية الدولة لإخفاء الوجه القبيح للسيطرة المذهبية لكن العلمانية لم تعني ابدا اشراك طوائف الشعب في السلطة والثروة حيث ظلت سيطرة الطائفة ثابتا وطنيا.
ومما يؤسف له ان ثورات الربيع العربي  التي قامت لتطيح بحكم الأقليات وتستبدله بحكم الشعوب قد فتحت شهية الأقليات العربية هنا وهناك للإنقضاض على السلطة بذات الطريقة وذات الإستراتيجية التي اتبعت في الإنقضاض على السلطة في كل من سوريا والعراق.    
ويمثل سعي الحوثيين في اليمن، وهم أقلية صغيرة، للإنقضاض على السلطة والثروة  وتأسيس نظام ثيوقراطي يقوم في جوهره على اصطفاء الآلهة لهم ليكونوا دون غيرهم العلماء والحكام وملاك الأراضي والتجار أوضح الأمثلة على التحدي الذي يواجه الثورات العربية التي قامت من اجل المواطنة المتساوية والنظام السياسي الديمقراطي. 
ولا يمثل شعار الدولة المدنية الذي يرفعه الحوثيون سوى احد الأقنعة التي يتلبسها المشروع الطائفي للأقلية الحوثية وهو المشروع الذي جاهرت به خلال فترة الثورة الشبابية. 
وبنفس الطريقة فإن أهداف تحرير فلسطين وتحرير المسلمين والعالم من السيطرة الأمريكية ليست سوى التراب التي يتم ذره في العيون للإنقضاض على السلطة اولا ولتبرير الإحتفاظ بها دون وجه حق ثانيا.
ولعله ليس من المصادفة ان الشعارات التي يرفعها الحوثيون كأقلية في اليمن هي ذاتها التي يرفعها شيعة ايران وهم بدورهم أقلية في العالم الإسلامي في سعيهم لفرض انفسهم قادة للمسلمين في العالم سنة وشيعة.  

عوامل التغول الإيراني في المنطقة


هناك عاملان ساعدا ايران على التغول في المنطقة العربية وخصوصا خلال العقد الماضي: 
الأول، خروج مصر من الصف العربي بعد اتفاقية كامب ديفيد؛ 
والثاني، المواجهة التي نشأت بين العراق والغرب والتي انتهت بالغزو الأمريكي للعراق في عام 2003. 
خطاب الرئيس المصري محمد مرسي اليوم في قمة عدم الإنحياز في طهران يؤشر الى عودة قوية للدور المصري على المستوى الإقليمي وهو الدور الذي يمكن ان يوازن القوة والنفوذ الإيراني المتصاعد. 
لكن مصر لن تستطيع القيام بدور اقليمي فعال ما لم يكن هناك دعم اقتصادي خليجي فعال لمصر يمكنها من دفع تكاليف هذا الدور.

الأحد، 26 أغسطس 2012

الصراع الإقليمي والدولي على ميناء عدن

كان الخبر الذي وزع امس حول قيام سلطات موانىء عدن بالغاء اتفاقية تأجير الميناء لشركة موانىء دبي مضللا الى حد كبير ويخاطب العواطف وليس العقول، وقد ظهر القرار في الخبر وكانه قرار تأميم للميناء الذي تم التفريط بالسيادة اليمنية عليه في عملية من ابشع عمليات الخيانة للبلاد والتفريط بمصالحها وفي اطار صراع مستتر بين عدد من القوى الإقليمية والدولية للسيطرة على هذا الميناء الدولي الهام ليس بغرض تشغيله ولكن بهدف بسط اليد عليه وقطع الطريق على الآخرين. 

والواقع ان استعادة السيادة على ميناء عدن ستتطلب ليس فقط ارادة سياسية موحدة ولكن ايضا نضالا مستمرا وكبيرا ونوعيا لإن الذي باع قبض الثمن مجزيا والذي اشترى ضمن ربحا كبيرا وحقوقا لا يمكن مصادرتها حتى وان كانت غير مشروعة. 

ولا يخفى على لبيب أن اتفاقية التأجير هي اتفاقية ذات طابع دولي  ولا يمكن لطرف الغائها دون موافقة الطرف الآخر. وما سيحدث، ان توفرت الإرادة السياسية الصادقة، هو ان موانىء عدن ستدخل في مفاوضات مع شركة موانىء دبي العالمية بهدف "الإتفاق" على الغاء "الإتفاقية." 

ولا يوجد ما يبعث على الإعتقاد ان موانىء دبي ستوافق في الظروف الحالية على الغاء عقد التأجير وهو ما يعني، اذا توفرت الإرادة السياسية وهي غير متوفرة في ظل حكومة منقسمة، الذهاب الى التحكيم الدولي. 

وصحيح ان موانىء دبي قد اخلت بالإتفاقية ذات الطابع السري ولم تحقق اهداف التطوير الواردة في العقد لكن الصحيح ايضا ان عشرات الصحفيين اليمنيين يعملون خلال 24 ساعة في اليوم و7 ايام في الأسبوع على نشر تقارير عن غياب الأمن في البلاد وسيطرة القاعدة على عدن وعن اختطاف الإجانب..وعن وعن. 

ورغم جهود واعد باذيب وزير النقل فيما يتصل باستعادة ميناء عدن الإ ان تعرضه لخمس محاولات اغتيال واحدة منها بعد اجتماعه مع سلطات الميناء مباشرة يعني ان اي تحكيم دولي ستكون نتيجته محسومة مسبقا لصالح طرف معين. 

 ويمكن القول اعتمادا على ما سبق ان حسم مصير ميناء عدن سيرتبط بحسم الكثير من الأمور في اليمن بما في ذلك طبيعة الدولة القادمة وتحالفاتها الإقليمية والدولية.

السبت، 25 أغسطس 2012

من فمك الى باب السماء يا صاحبي


يعرفني الصديق العزيز احمد سيف حاشد عضو مجلس النواب جيدا ويعرف مصادر دخلي وخرجي تماما كما اعرفه جيدا واعرف مصادر دخله وخرجه.  ومع ذلك فان حاشد عمل مني في الخبر الوارد في الصورة ادناه "اصلاحي" ثم عمل مني "ليبرالي" واعد لي مشروع حزب يرفع شعار فضفاض يقول "الإسلام هو الحل" تخلى عنه الإسلاميون انفسهم نحو شعارات اكثر واقعية ومصداقية. 

وزاد حاشد على ذلك ومن باب الكرم الحاتمي بان وضعني في قائمة مع اشخاص اكن لهم كل تقدير ولكل منهم من الرصيد الوطني والثوري ما يعادل في حجمه وزن نقم وعيبان. 
وكل ما استطيع قوله امام هذا التكريم الذي غمرني به حاشد هو انك تعرف يا صاحبي مصادر الدعم الداخلي والخارجي والى اين يذهب ذلك الدعم وكيف يسخره البعض للمقربين جدا ولإنصار مشروع لا يقل ظلامية وتخلفا عن المشروع العفاشي وان تقنع بالليبرالية والحداثة. 
ولكل ما سبق اقول لصاحبي حاشد "من فمك الى باب السماء" وعليك بالدعم غير المشروط وعلي بالحزب الذي يؤسس لعمل حزبي حقيقي بعيدا عن القبلية والسلالية والمذهبية والصنمية!

الجمعة، 24 أغسطس 2012

الشعب يريد الإصلاح في قطر...ايضا


د . عبد الله الفقيه 

عن موقع التغيير

 صدر هذا الصيف عن منتدى المعارف في بيروت كتاب "الشعب يريد الإصلاح في قطر ...ايضا" والذي قام بتنسيقه وتحريره المفكر القطري الجنسية، الخليجي الهم، والقومي التوجه الدكتور علي خليفة الكواري. وقد فأجأ صدور الكتاب الكثيرين، ومنهم كاتب هذا المقال، ليس لإن مطالب الإصلاح لم تكن تطرح في قطر قبل صدور هذا الكتاب، ولكن لإن طرح تلك المطالب ظل يقتصر على اللقاءات الخاصة للقطريين والقطريات، وهذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها امر الإصلاح في قطر بهذا الوضوح والرصانة والمنهجية العلمية وعلى جمهور واسع.
كما انه يمكن اعتبار الكتاب أول وأبرز صدى خليجي لثورات الربيع العربي، وكون هذا الصدى يأتي من قطر وهي الدولة الأبرز في دعم ثورات الربيع العربي هو امر لا يخلو من الإثارة والتشويق. وفي حين قد يرى فيه البعض تناقضا يحسب ضد، فإن آخرون قد يرون فيه ما يحسب للقيادة القطرية!
ويأتي الكتاب –الذي لا يعرف حتى الان ان كانت السلطات القطرية ستسمح بدخوله الى الدولة—كما جاء في مقدمته التي كتبها الكواري نتيجة تضافر جهود مجموعة من القطريين الداعين للإصلاح والذين "جرى بينهم حوار مسئول" داخل قطر نفسها تناول عددا من جوانب الخلل التي "لا يتم الاعتراف بها في العادة على المستوى الرسمي، ولا تتناولها الصحافة وأجهزة الإعلام والمؤتمرات والندوات الكثيرة التي تعقد في قطر، ولا تتطرق لها المراكز ذات الصلة بالسلطة، ولا فضائيات شبكة الجزيرة التي تصف نفسها ’بمنبر من لا منبر له’ دون أن يتسع ذلك المنبر- مع الأسف - لرأي شعب قطر".
لقد استمر ذلك الحوار الذي استضافه ديوان الكواري بسبب تعذر انعقاده في مكان عام، كل يوم اثنين لمدة عام كامل وشارك فيه أكثر من 60 من القطرين المهتمين بالشأن العام والذين "يجمعهم شعور بواجب رفع صوت جماعي للإصلاح في قطر، لا تتيسر له سبل التعبير والحوار ضمن الهامش الرسمي المتاح." وقد نشرت بعض مجريات ذلك الحوار على الشبكات الاجتماعية وفي بعض الموقع على الإنترنت في حينه.
ويضم الكتاب عددا من الأوراق والنقاشات التي تناولت "الجوانب الدستورية والسلطة القضائية وحكم القانون (...) والسكان والمجتمع والثقافة والإعلام و التعليم والهوية وتراجع دور اللغة العربية في الإدارة والتعليم"، و "استخدامات الغاز الطبيعي وصادرات الغاز المسال، والبيئة، والخطوط الجوية القطرية، ومؤسسة قطر ومدينتها التعليمية"، و استراتيجية قطر الوطنية 2011-2016 وغير ذلك من القضايا.
مطالب الإصلاح
يركز الكتاب على ثلاثة جوانب تتصل بالإصلاح في قطر: الأول منها يتعلق بعوائق الإصلاح، والتي تتمثل في حجب المعلومات المتعلقة بالشأن العام مثل تفاصيل الموازنة العامة للدولة والحسابات الختامية، والبيانات والسياسات السكانية، وتقارير ديوان المحاسبة؛ التضييق على حرية الراي والتعبير؛ وعدم السماح بإنشاء التنظيمات السياسية والنقابية.
اما الجانب الثاني من جوانب الإصلاح التي يركز عليها الكتاب فقضايا الإصلاح الملحة والتي ياتي في مقدمتها: تفاقم الخلل السكاني حيث تراجعت نسبة القطريين الى اجمالي السكان الى حوالي 12% فقط في عام 2010 ؛ الاعتماد الكلي على ايرادات النفط والغاز؛ وغياب الديمقراطية.
ويتوقف الكتاب عند قضية غياب الديمقراطية فيشير الى وجود "سلطة أكثر من مطلقة ومجتمع أكثر من عاجز" والى ان النصوص النظرية الواردة في النظام الأساسي المؤقت لعام 1970 والدستور الدائم لدولة لقطر لعام 2004 والتي تؤكد على ديمقراطية النظام والفصل بين السلطات والمساواة بين المواطنين لا يتم تطبيقها على أرض الواقع، وان دستور عام 2004 يأخذ بالشمال ما يمنحه باليمين ولا يصلح اساسا لبناء نظام ديمقراطي.
اما الجانب الثالث من جوانب الإصلاح التي يركز عليها الكتاب فهو مدى الحاجة الى الإصلاح وهنا ينفي الكتاب مزاعم الإعلام القطري بان الربيع العربي قد تحقق في قطر مبكرا ويؤكد المشاركون في الحوار ان قطر بدورها تحتاج الى الإصلاح الجذري والشامل مثلها مثل الدول العربية الأخرى وان ذلك الإصلاح ينبغي ان يشتمل على: تبني سياسات تعالج الاختلال السكاني؛ اصلاح الإدارة العامة؛ والانتقال الى نظام حكم ديمقراطي.
مسئولية الجميع
يطرح الكتاب عوائق وقضايا ومطالب الإصلاح برصانة تامة وبعيدا عن الشخصنة وهو ما يجعل الكتاب اكثر أهمية والمطالب اكثر شرعية. وتؤكد مقدمة الكتاب على ان "الإصلاح قضية وطنية تتطلب ارادة مجتمعية تعبر عن توافق بين السلطة والمجتمع" وان هذا امر لن يتحقق الإ "بنمو طلب فعال على الإصلاح يعبر عن توافق وطني بين افراد المجتمع وجماعاته ، من خلال حوار حر ومسئول يشارك فيه كل من يرغب ويستطيع." ويأمل القطريون المناصرون للإصلاح من خلال هذا الكتاب ان يصل صوتهم "الخافت" إلى "المعنيين بالشأن العام في قطر" وان يجد هذا الصوت الخافت "صدى إيجابي لدى متخذ القرار."
واذا كان من الصعب التنبؤ برد فعل القيادة القطرية على ما طرح في الكتاب فإن الشيء المؤكد هو ان كل شعوب الخليج تريد الإصلاح "ايضا" وان الكتاب سيكون له صداه الإقليمي وسيساعد دعاة الإصلاح اينما وجدوا على تنظيم افكارهم وطرح قضايا الإصلاح الجذري سياسية كانت أو اقتصادية بوضوح وجرأة ودون أي مواربة.

السبت، 18 أغسطس 2012

تمكين القاعدة وتدمير البلاد


قالت اللجنة الأمنية العليا في بيان لها إنه في تمام الساعة العاشرة وخمسة واربعين دقيقة من صباح يوم السبت الموافق 18 أغسطس 2012م قامت مجموعة ارهابية باستهداف مبنى الإذاعة والتلفزيون بمحافظة عدن مما ادى الى استشهاد 15 من قوات الأمن المركزي المرابطين في الموقع وجرح شخصين آخرين.

وهكذا يذبح جنود اليمن ليلة العيد من قبل عصابات الإرهاب لا لشيىء ولكن لإن جيش اليمن تحول الى مجموعة من العصي المتفرقة التي يوظفها مراكز القوى كل لأهدافه واغراضه الخاصة بينما السلطة الشرعية للبلاد فاقدة القدرة على الحركة دفاعا عن نفسها ناهيك عن البلاد! وبينما تستمر الدولة اليمنية مخطوفة من اصحابها الشرعيين فإن المستفيد الأكبر من ذلك الإختطاف هو جماعات القاعدة التي باتت تتقرب الى الله وتحارب امريكا واسرائيل بقتل ابناء الشعب اليمني.

وفي ظل تنامي قوة القاعدة وقدرتها على قتل اليمنيين، فإن الناس يتسائلون بشكل مستمر: الى متى ستظل الدولة اليمنية مخطوفة بيد اعدائها ومتى سيتحرك الرئيس هادي لإستعادتها قبل ان يفقد الناس ثقتهم به تماما؟

وفي ظل الهدر اليومي للدم الذي يشكل اغلى ما تملكه اليمن من ثروة يزداد اليقين بإنه لا عيد لليمنيين الإ بزوال الإرهاب عن أرض بلادهم، ولا زوال للإرهاب عن اليمن كما يدرك كل عاقل الإ بتوحيد قوات الجيش والأمن واحكام السيطرة عليها من قبل السلطة الشرعية وتوظيفها في الغرض الذي وجدت من اجله. ولا يمكن لأي حرب حقيقية على القاعدة أن تبدأ الإ بعد استعادة قوات الجيش والأمن من خاطفيها وتوحيدها..

وبالنسبة لتوحيد قوات الجيش والأمن فهذا امر لا يمكن التدرج فيه في ظل اوضاع اليمن المعقدة واي تدرج لن يعني سوى المزيد من التمكين لجماعات القاعدة واعطائها ما تحتاجه من وقت لإعادة ترتيب امورها والتخطيط للمزيد من الإرهاب الذي قد سيتجاوز بالتأكيد حدود اليمن.

ولذلك فإن على اليمنيين جميعا أن يدعو اي شخص في موقع سلطوي وغير قادر على اداء واجبه في حماية اليمن واليمنيين ان يقدم استقالته براءة للذمة وحفظا لماء الوجه قبل ان تقيله جماعات القاعدة.

الجمعة، 17 أغسطس 2012

الرئيس هادي ومسألة توحيد الجيش


لنكن صريحين. بامكان الرئيس هادي ان يسند لكل من اللواء الركن علي محسن الأحمر والعميد الركن احمد علي صالح وابن عمه يحيى اي مناصب يراها في الدولة داخليا أو خارجيا..

اما مسألة توحيد قوات الجيش والأمن ووضعها تحت الإرادة الشرعية للأمة التي يعبر عنها في الحالة اليمنية رأس الدولة بموجب التفويض الذي حصل عليه بالية اجمعت عليها الأمة فمسألة سيادية تتصل ببقاء الدولة او زوالها وبالأمن القومي لليمنيين بابعاده المختلفة.

واذا كان يصعب الحديث عن الدولة في ظل غياب قوات الجيش والأمن فانه يصعب الحديث عن السيادة والسلطة في ظل انقسام قوات الجيش والأمن وعدم خضوعها للإرادة العامة وضمان استخدامها في حماية الأمة والدفاع عن مصالحها وبدون وجود اي منازع للقائد الأعلى في وظيفته تلك .

والرئيس هادي امام مسئولية تاريخية. فكل قطرة دم تسيل بسبب انقسام الجيش وخروجه مع قوات الأمن عن سيطرته هو مسئول عنها. وهو مسئول كذلك عن اية تطورات سلبية ستلحق باليمن واليمنين ولا يعفيه من ذلك انقسام قوات الجيش والأمن وخروجها عن سيطرته.

وما على الرئيس هادي بموجب التفويض الذي حصل عليه من الأمة والقسم الذي اداه سوى اتخاذ القرارات الصحيحة التي تحفظ ما تبقى من الدولة وسيادتها وتعزز أمن اليمن واليمنيين. واذا لم يرضخ المعنيين لقراراته فحسبه انه مارس حقه السيادي في التعبير عن الإرادة العامة لليمنيين ووضع اليمنيين والمجتمعين الإقليمي والدولي امام مسئوليتهم.

لقد برهنت الأشهر الماضية على ان الخطوات الجزئية غير مجدية وأن التدرج قد يؤدي في النهاية الى الفشل. فما يتراكم في اليمن ليس الإستقرار بل عدم الإستقرار، وليس الأمن بل الخوف، وليس القدرة على الفعل بل عدم القدرة على الفعل، وليس الحياة بل الموت.

الاثنين، 13 أغسطس 2012

السفير الإنسان عبد الله الصائدي


لا يعرف الكثير من شباب اليمن عبد الله الصائدي الحاصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة لونغ ايلاند في عام 1975 وشهادة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة كولومبيا في عام 1982، وربما ان الكثير منهم لم يسمع حتى باسمه لإن اعلام السلطة واعلام المعارضة والإعلام المستقل في اليمن لم يكتب عن الصائدي وقد لا يكتب عنه ابدا لإن القيم التي يحملها الصائدي تمثل للكثيرين هنا نقيضا لما هم عليه.
عمل الصائدي بين عامي 1996-2002 عضوا في لجنة التحكيم الوطنية مع اريتريا حول جزر حنيش. كما عمل نائبا لوزير الخارجية بين عامي 1998-2002.
وعين الصائدي منذ عام 2002 ممثلا دائما لليمن لدى الأمم المتحدة. وكان يسكن قصرا فخما في نيويورك وكان لكل ابن من ابنائه، ولكل بنت من بناته، غرفة خاصة وكان يستلم مرتبا محترما، وكان له بالتأكيد اعتمادا خاصا ناهيك عن وسائل النقل..
لكن مقتل العشرات من شباب الثورة اليمنية في ساحة التغيير امام جامعة صنعاء في 18 مارس 2011 جعل الصائدي يقدم استقالته ويتخلى عن كل شيىء بما في ذلك القصر الفخم والغرف ووسائل النقل.
وتوارى الصائدي عن الأنظار ولم يمارس اي ابتزاز سواء للنظام القديم أو للثورة ولم ينتظر مكافأة من احد. ولعله يعيش الان في منزل متواضع بعدد قليل من الغرف ويكسب رزقه من وظيفة متواضعة اقل شأنا من تلك التي كان يشغلها ويقبض مرتبا صغيرا يعيش منه.

السبت، 11 أغسطس 2012

تقييم اداء وزراء حكومة الوفاق الوطني

الجرافيكز من اعداد:عبد العزيز منصور

لقد تعاملت مع وزراء حكومة باسندوة كمجموعة طلاب اشرف عليها وتابعت كل ما يفعلون ويعكسه الإعلام او يتحدث عنه النشطاء عبر الشبكات الاجتماعية ثم قررت منحهم درجات على ضوء الإضافة السياسية التي  قدموها  خلال قرابة 8 اشهر والإضافة للأسف غير واضحة ولا ملموسة. 
وعلينا قبل قراءة الدرجات ان ندرك صعوبة الوضع  الذي يعمل فيه الوزراء.  فقد تم اختيارهم كموظفين لا كقادة وكمكافاة لهم على الولاء السياسي لشخص في الغالب، وتم توزيرهم بعيدا عن تخصصاتهم لضمان الفشل، ثم تم منع كل وسائل النجاح عنهم. فوزير الداخلية عبد القادر قحطان مثلا حصل على صفر  بينما الأصل ان وزارة الداخلية هي الأمن المركزي  والجهاز الإعلامي والقدرة على تحريك مختلف القوات وكل تلك بيد المخلوع واقاربه. 
وبنفس الطريقة فقد حصل عبد السلام رزاز وزير المياه والبيئة على صفر بينما لا يوجد تصور عن ما يمكنه عمله وخصوصا اذا عرفنا انه لا يملك حتى مقر للوزارة يباشر من خلاله اعماله.
بعد فراغي من كتابة هذا التقييم الذي ارجو ان لا يغضب اصحاب المعالي الوزراء  وصلت الى قناعة بانه لا داعي لإحداث اي تعديل وزاري على حكومة باسندوة.
ارجو من الجميع المشاركة في  تصويب وتحسين نتائج التقييم وبعيدا عن التعصبات الحزبية والقبلية والمذهبية والمناطقية.

الأسم
الوزارة
الدرجة من 10
الملاحظات (نقاط الضعف)
1. صخر الوجيه
المالية
7
افضل الوزراء؛ يعمل كأمين صندوق امين ولكنه يفتقر الى الرؤية  المطلوبة في الجانبين الاقتصادي والمالي
2. صالح سميع
الكهرباء
5
يحاول جاهدا؛ فشل فشلا ذريعا في منع الكهرباء من التحول الى سلاح بيد الأطراف السياسية المتصارعة
3. حورية مشهور
حقوق الإنسان
2
فقر في القدرات القيادية  وفي امتلاك الرؤية؛ ادائها في لجنة الحوار مع الشباب لم يكن موفقا
4. مرشد العرشاني
العدل
4
دخل القضاء بسمعة جيدة؛ لكن تعصبه لحزب الإصلاح والتعيينات على خطوط حزبية اضعفته كثيرا  وجاءت الحركة القضائية التي عارضتها الرئاسة لتكمل ما تبقى
5. محمد السعدي
التخطيط
2
ربما كان من افضل الكوادر التي يملكها التجمع اليمني للإصلاح لكن غياب التخصص والرؤية  وغياب الخبرة في التعامل مع المانحين وعدم وجود دعم رئاسي  اضعفه كثيرا




6. عبد الرزاق الأشول
التربية
6
رغم التعقيدات الكبيرة داخل وزارة التربية والتعليم الا انه حقق حتى الان نجاحا ملحوظا ويعتبر الغش في امتحانات الثانوية العامة اكبر اخفاقاته
7. يحيى الشعيبي
التعليم العالي
صفر
المحسوبية التي مارسها خلال اسابيع قليلة عكست شخصا مخرفا ومفلسا؛ هروبه من اليمن يعني ايضا انه متورط بما هو اكبر؛ اما رسالة الاستقالة التي قدمها فقد عكست انه شخص مزايد  وقد آن له التقاعد بعد ان عمر طويلا  في العمل العام
8. ابو بكر القربي
الخارجية
صفر
يعمل كمافيا وقد جير سياسة اليمن الخارجية لصالح المخلوع واقاربه؛ فضيحة  غياب اليمن عن التصويت على قرار ادانة سوريا واستثماراته المشبوهة وفساده الذي ملأ الأفاق يعني انه اصبح عبئا حتى على المخلوع واقاربه
9. معمر الإرياني
الشباب
صفر
لا يمتلك الرؤية ولا قدرات القيادة؛ فضيحة تزوير شهادته الجامعية  التي ما زال يتعامل معها حتى الان بكل استخفاف واحتجاجات موظفي وزارة الشباب حولته الى كسيح
10. علي العمراني
الأعلام
صفر
يفتقر الى التخصص والرؤية وقدرات القيادة وقد مكن الجناح السلالي في حزب الإصلاح من السيطرة على الإعلام العام  وصار العمراني يدير الوزارة بحسب احد الصحفيين كمحرر في صحيفة الأهالي وليس كوزير ؛ بصمته هي محاولات الإغتيال الأربع التي تعرض لها والتي قتلت الإعلام وابقت الوزير حيا




11. قاسم سلام
وزير السياحة
صفر
حنق طويلا من المنصب الوزاري ثم راجع نفسه وقبل بالمنصب؛ لا عمل للوزارة خلال هذه المرحلة؛ ولا يصلح هذا الصدامي لأي شيء غير التصوف في محراب صدام او تقديس على عفاش الدم
12. عبدالسلام رزاز
المياه والبيئة
صفر
 وزير لم يختبر في وزارة لا ضرورة لها ولا مهام واضحة ولا موارد
13. حمود عباد
الأوقاف
صفر
وزير مشهور بالفساد لا يعتق حتى عظام الأموات؛ يعمل بوضوح على صناعة الفشل لإنه مربح اكثر من النجاح
14. امة الرزاق حمد
الشئون الاجتماعية
صفر
غياب الرؤية ومهارات القيادة؛ موظفة جيدة تريح وتستريح. اما الوزير الفعلي فعلي صالح عبد الله
15. عمر الكرشمي
الأشغال
صفر
رمز من رموز التوريث؛ وزارة معطلة بسبب الأحداث؛ والطرق الله لا يوريكم




16. عوض السقطري
الأسماك
صفر
كعادته لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم؛ وجد في الأسماك راحة نفسية بعد ان جلدته سياط الكهرباء طويلا
17. محمد ناصر احمد
الدفاع
4
حقق بعض النجاحات في البداية من خلال اللجنة العسكرية؛ صدق ان التغيير الحقيقي قادم فاسكتوه سريعا؛ ينافس العمراني في عدد محاولات الاغتيال التي تعرض لها
18. هشام شرف
النفط
2
غياب الرؤية ومهارات القيادة ويفتقر الى المبادرة؛ يميل حيث يميل داعمه
19. احمد عبيد بن دغر
الإتصالات
صفر
غياب التخصص والرؤية وقدرات القيادة؛ تكاد الأسلاك والكبائن ان تتفجر احتجاجا على توزيره
20. علي اليزيدي
الإدارة المحلية
صفر
 وزارة مجمدة حتى اشعار آخر، وزير خارج التغطية؛ قومي  يدير الإدارة المحلية!!!!




21. فريد مجور
وزير الزراعة
صفر
لا جديد؛ وزارة لا لزوم لها ووزير لا تأثير له
22. محمد المخلافي
الشئون القانونية
2
غياب الرؤية، يدير الوزارة كمنظمة مجتمع مدني تهدف الى الربح؛ يثير الكثير من الضجيج وينتج القليل من الأثر   
23. واعد باذيب
النقل
صفر
وزارة لا لزوم لها ووزير يثير الضجيج ولا شيىء حتى الان؛ ادائه في قضية ميناء عدن صفر حتى الان
24. سعد الدين بن طالب
الصناعة والتجارة
صفر
وزارة لا لزوم لها  ولا شيء ملموس على صعيد الواقع؛ وغير واضح متى ستلتحق اليمن بمنظمة التجارة الدولية ولا الفائدة التي ستجنيها




25. احمد قاسم العنسي
الصحة
صفر
وزارة لا لزوم لها؛ الناس مرضى؛ والمرافق الصحية العامة في أسوأ حال؛ لا جديد
26. عبد الحافظ نعمان
التعليم الفني
3
لا جديد؛ توقف نموه عند تعيين عمداء كليات المجتمع  بطريقة تنافسية
27. عبد القادر قحطان
الداخلية
صفر
لا سلطة ولا ادواتها  ولا قبيلة يمكن الركون اليها في حفظ الأمن
28. نبيل شمسان
الخدمة المدنية
صفر
لا جديد؛ الازدواج الوظيفي ما زال يحبل ويلد
29. مجاهد القهالي
المغتربين
صفر
لم يقدم شيىء  ووجود الوزارة مثل عدم وجودها ولك الله يا مغترب




30. رشاد الرصاص
وزير النواب والشورى
صفر
لا لزوم للوزارة والأصل انها جزء من مهام وزارة الشئون القانونية
31. عبد الله عوبل
الثقافة
صفر
لا شيء ذي جدوى على هذا الصعيد؛ يفترض ان تكون الوزارة جزء من الإعلام
32. جوهرة حمود
وزيرة بلا وزارة
صفر
المهم وزراء ولو على انفسهم
33. شائف صغير
وزير بلا وزارة
صفر
34. حسن شرف الدين
وزير بلا وزارة
صفر

الجرافيكز من اعداد: عبد العزيز منصور