الجامعات التي ترغب في بلوغ القمة لا تعتبر نفسها مجرد مؤسسات تعليمية يستكمل فيها طالب الثانوية العامة تعليمه ليحصل على شهادة أكاديمية تساعده في العثور على وظيفة، بل ترى أن مهماتها مختلفة تماما.
فالطالب العادي ليس من تبحث عنه، هي تريد أن تكتسب أفضل الطلاب، فالتنافس بل الصراع على أفضل العقول في العالم هو هدف هذه الجامعات، هي تريد الفوز بالشخص الذي يمتلك فكرا إبداعيا، لا يسير ضمن «القطيع»، بل يبحث دوما عن طريق بديل ويفكر خارج الصندوق ويرفض وضع قيود على فكره وبحثه، لأن العالم لا يتقدم بمن يطبق إرشادات الاستعمال التي يتبعها الجيل تلو الآخر، بل من يفكر باستقلالية ويكتشف الجديد ويؤمن أن الفكرة المبتكرة مثل الريح تقدر على تحريك مئات الملايين من حبات الرمل وتغير مسار البشرية.
لكن هذا النوع من الطلاب لا يأتي إلى جامعة، لأنها تقدم له منحة دراسية، بل لأنها توفر له الأساتذة المبدعين القادرين على التعامل مع هؤلاء الطلاب، والذين يصلحون أن يكونوا مثلا أعلى للباحثين الشباب، فيتقبلون الفكرة مهما بدت غريبة، ويرحبون بالرأي الآخر، حتى ولو كان يهدم آرائهم، وهذا الفكر غائب عن جامعاتنا للأسف!