الجمعة، 30 أكتوبر 2009

انفلونزا الصحافة!

د. عبد الله الفقيه
عن صحيفة العاصمة العدد (366) بتاريخ 31 اكتوبر 2009

ابتليت الصحافة اليمنية كما كل شيىء آخر بصنف من الناس اصبحوا يجدون في امراض البلاد وويلاتها مصدرا للثراء السريع. فان نامت الفتن ايقظوها وان غابت صنعوها..يقدمون انفسهم للخارج كمحدثين وكاعداء للفساد ويكتبون باسمائهم مطالبين بمكافحة الفساد واصلاح الأوضاع. وبعد ان يقبضوا ما تيسر من الخارج يتجهون بسرعة الى اباطرة الفساد في الداخل فيلهفوا منهم ما تيسر مقابل ان يكتبوا هذه المرة باسماء مستعارة عن الخبثاء اعداء الفساد..احد هؤلاء ويعرفه كاتب هذه السطور بالأسم يكتب باسم مستعار فيشتم الحوثيين او المعارضة او الحراك لصالح الرئيس ويكتب باسم آخر فيشتم الرئيس لصالح الحوثييين او لصالح الحراك او لصالح المعارضة..تارة ينسب نفسه الى وراف واخرى الى وادي الدور وثالثة الى ابين ورابعة الى حضرموت.
اما الآخر، وهو دخيل على الصحافة واصبح يقود صحيفة باللغة الأجنبية تقدم نفسها كناطق باسم دعاة التغيير والدولة المدنية، فقد ساءه ان يذكر احد اصدقائه في سياق مقال يتحدث عن الفساد واستغلال النفوذ وكتبه خمسة من الأكاديميين. وبدلا من ان يتواصل ويسأل عن الكيفية التي صعد بها صاحبه الى الموقع المعني ودور النفوذ الإجتماعي في ذلك قرر ادانة الكتاب وارسل ملاحظة الى كاتب هذه السطور تقول لهذا السبب ستبقون على الرصيف. ولا يدرك مدرس اللغة الأجنبية الذي اصبح فجاة رئيس تحرير صحيفة بان اي عمل لا بد ان تحكمه القيم وان هناك اشخاص تختلف قيمهم عن قيمه المرنة ولا يقبلون ببيع الأكاذيب للناس والفهلوة والنصب على خلق الله حتى لو ادى ذلك الى بقائهم كما يقول على الرصيف، وهو بالتأكيد رصيف الشرف والنزاهة.
ومع ان الفساد يوجد، كما يقول خطاب الروحاني، في كافة مناحي الحياة الإ ان فساد الصحفي، والكلام ما زال للروحاني، يعد الأكثر خطورة لإن الصحفي "ولد ليكون ضد الفساد." لقد افرغ ذلك النوع من الصحفيين، واكثرهم دخيل على الصحافة كما يقول فتحي ابو النصر "الضمير الصحافي من مضامينه." انهم بحسب ابو النصر "والغون في إنفصامهم الذي يفسد قيمة الموقف الأخلاقي ويجعله موقفاً متذبذباً من السهل اختراقه او التدليس بأسمه." ويخلص ابو النصر، ويتفق معه كاتب هذه السطور في ذلك الى ان "الشئ الوحيد الذي لنا ان نعول عليه في ظل كل اللغط القيمي وعدم وضوح المواقف هو وجود متابعين نوعيين قادرين على الفرز الجيد ...وحماية الوعي من الانحدار." لكن الرهان على القراء النوعيين في بلد يقف على شفا الهاوية ويحتاج الى احداث تغيير كبير في الوعي قد لا يكون الإستراتيجية المثلى ..فمخرب واحد كما يقول المثل اليمني يغلب الف عمار.



الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009

علاقة علم السياسة بالعلوم الأخرى

تدرس العلوم الطبيعية البيئة التي يعيش فيها الإنسان، وتدرس العلوم الإنسانية سلوك الإنسان. ومن الطبيعي ان تتقاطع العلوم المختلفة وخصوصا الإنسانية مع علم السياسة. وتركز الدراسات الإنسانية المعاصرة ومنها الدراسات السياسية على الاقتراب من الظاهرة التي يجري دراستها بتوظيف معطيات أكثر من حقل من حقول المعرفة وذلك لأن السلوك الإنساني يتصل ببعضه البعض. فلا يمكن مثلا الفصل بين سلوك الإنسان في السوق Market (موضوع علم الاقتصاد) وسلوكه في المؤسسات السياسية (موضوع علم السياسة) وتاريخ ذلك السلوك (موضوع علم التاريخ) والقوانين المنظمة لذلك السلوك (موضوع علم القانون).

جدول رقم 1: العلاقة بين علم السياسة والعلوم الأخرى

علاقته بعلم السياسة (علم القوة)

العلم

علم الاجتماع: يدرس المجتمعات الإنسانية (البني، الأنشطة) على المستويات الصغيرة micro وعلى المستويات الكبيرة Macro ويركز على ظواهر مثل الطبقية، العلاقات الاجتماعية، التفاعل الاجتماعي، الدين، الثقافة، الحداثة..بالنسبة لعلم السياسة فيمثل فرعا من فروع علم الاجتماع وهو يركز على السلوك السياسي للأفراد. ويجمع الاثنان موضوع الاجتماع السياسي.

علم الاجتماع Sociology

يمثل التاريخ في ابسط صوره سجلا لمنجزات الإنسان وتجاربه. وهو بذلك يمثل مختبرا لعالم السياسة ولصانع القرار السياسي.

علم التاريخ History

علم الأجناس: يدرس الكائنات الإنسانية عبر التاريخ من حيث الخصائص المميزة، التشابه والاختلاف بين المجموعات الإنسانية، كيف اثر تطور الكائن الإنساني على الثقافة والتنظيم الاجتماعي، ويمد عالم السياسة مثله مثل التاريخ بالمادة التي تمكنه من صوغ النظريات كنظرية نشأة الدولة.

علم الأجناس

Anthropology

الفلسفة (حب الحكمة): دراسة المشكلات العامة والجوهرية مثل الوجود، المعرفة، القيم، العقل، التفكير. ويتفق مع علم السياسة في الاهتمام بالقواعد المنظمة للسلوك وإبراز القيم الايجابية كالخير والعدل والمساواة.

علم الفلسفة Philosophy

يدرس القواعد المنظمة للمجتمع والتي تفرضها المؤسسات وتؤثر بشكل كبير على السياسة والاقتصاد والمجتمع. ويدرس علم السياسة بعض الظواهر التي يدرسها القانون مع اهتمام علم السياسة بالمقارنة بين القوانين الحاكمة والسلوك الفعلي.

القانون Law

يدرس العمليات العقلية مثل الإدراك Perceptions ، التعلم، الانتباه، الإحساس، الدافعية، الشخصية، والسلوك . ويوظف عالم السياسة الأساليب والمناهج المستخدمة في علم النفس في دراسة القادة واتجاهات الرأي العام.

علم النفس

Psychology

يدرس علم الاقتصاد إنتاجProduction ، توزيع Distribution ، واستهلاك Consumption ، السلع والخدمات. ويلاحظ ان نوعية النظام السياسي في الدولة تؤثر على النظام الاقتصادي، للقرارات السياسية نتائج اقتصادية (موقف اليمن من حرب الخليج الأولى مثلا)، وتؤثر الظروف الاقتصادية على المؤسسات السياسية. ولذلك يقال ان السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة.

علم الاقتصاد Economics

(علم الثروة)

دراسة الحياة والكائنات الحية، وهو علم طبيعي، ويدرس ظواهر مثل بنية ووظائف وتطور وجذور وتوزيع الأجهزة الحيوية.

يستعير علماء السياسة بعض المتشابهات من علماء الأحياء كالنظر الى الدولة على انها كائن حي وكنظرية "البقاء للاقوى" التي انبثقت عن نظرية تطور الأجناس لداروين.

علم الأحياء Biology

دراسة الأرض Earth وخصائصها والطقس والمناخ. كما يدرس أيضا تفاعل الإنسان مع بيئته. وتشكل الدراسات الجغرافية مادة هامة للتحليل السياسي. وهناك علم حديث هو الجيوبوليتكز الذي يدرس اثر الجغرافيا على السياسة والعكس

علم الجغرافيا Geography

يوظف علماء السياسة المعاصرين وخصوصا في الولايات المتحدة القياس الكمي والتحليل الرياضي في دراساتهم للظواهر السياسية محاولين الوصول إلى نظريات مشابهة للنظريات التي تم التوصل إليها في العلوم الطبيعية.

الرياضيات Mathematics والإحصاء

Statistics

الأحد، 25 أكتوبر 2009

هل يعتذر طميم؟

د. عبد الله الفقيه

استاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء
عن صحيفة العاصمة بتاريخ 24 اكتوبر 2009

نشرت صحيفة المصدر قبل بضعة أسابيع مقالا حول الفساد في جامعة صنعاء موقعا من قبل 5 من أساتذة الجامعة، وبعدها ببضعة أيام نشرت صحيفة العاصمة تقريرا مطولا موقعا عليه ايضا من قبل 10 من أساتذة الجامعة معظمهم من اعضاء الحزب الذي يقوده طميم داخل الجامعة. وما نشر موقعا عليه من قبل اعضاء هيئة التدريس عبارة عن بلاغ موجه لرئيس الجمهورية الذي عين طميم وللنائب العام وهيئة مكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وحكومة مجور ووزير التعليم العالي وللمنظمات الدولية المعنية والمانحين. وقد أنطوى ما نشر على اتهامات خطيرة لرئيس جامعة صنعاء تتطلب منه ردا يرقى الى مستوى الإتهامات. وكان بامكان طميم ان يتصرف كاكاديمي فيرد على الصحف ويفند ما يستطيع تفينده من الحقائق والأرقام. وكان بامكانه ايضا ان يبالغ في رد الفعل وفي التظاهر بالنزاهة التامة فيتجه الى القضاء لمحاكمة خصومه والمطالبة بشنقهم في ميدان التحرير.
لكن طميم اثبت بان لا علاقة له بالمجتمع الأكاديمي من قريب أو بعيد وانه يجلس على كرسي رئيس الجامعة لكنه لا يملك الحد الأدنى من المعارف والقيم والخصائص الشخصية التي يتطلبها موقع رئيس أهم وأعرق جامعة في البلاد وابسطها ان يحترم كرامة الطلاب ولا يجرجرهم الى مجلس الجامعة ليقولوا للمجلس ماذا قال خصوم طميم عنه. كما اثبت ايضا ان الكثير من ما ورد في مقال المصدر وتقرير العاصمة فيما يتصل باسلوب ادارته للجامعة هو صحيح ان لم يكن بدرجة 100% فبدرجة 90%.
لقد جمع طميم مجلس الجامعة الذي عينه هو، كما يجمع بعض المشايخ مجالس القبائل الموالية لهم، وقرر طميم باسم اعضاء المجلس، وبرغم دفع بعض اعضاء المجلس بعدم الإختصاص، احالة 10 من اساتذة الجامعة الشرفاء الذين هم خصومه الى التحقيق. وهكذا يهين طميم الدستور والقانون والقواعد الأكاديمية المتعارف عليها ويعتدي على اختصاصات سلطات الدولة وخصوصا السلطة القضائية. وتصرف طميم لا يمثل اهانة للاساتذة ال10 الشجعان بقدر ما يمثل اهانة لكل اكاديمي ولكل يمني يحترم الدستور والقانون ويحرص على ان تكون الجامعة واساتذتها نموذجا يحتذى في سلوكهم.
لقد كان كاتب هذه السطور واحدا من الذين تفاءلوا بتعيين طميم رئيسا لجامعة صنعاء وكان ممن كتب عن تفاؤله، لكن طميم خيب ظنه كما خيب ظن المئات من زملائه داخل أكبر جامعة في البلاد. وحاول ادارة الجامعة كما لو كانت معسكرا للاعتقال. وكانت اول نتائج فشله ازهاق روح طالبين من طلاب الجامعة ووضع رأس احد جنود الأمن المغلوبين على امرهم تحت حبل المشنقة. وهاهو طميم اليوم وفي ظرف شديد الحساسية بالنسبة للبلاد يحاول الزج بالجامعة واساتذتها وطلابها في فتنة سيكون هو أول من يكتوي بنارها.

الجمعة، 23 أكتوبر 2009

مصدر في النقابة أكد رفضهم واعتبرها إجراءات غير قانونية أو دستورية

مصدر في النقابة أكد رفضهم واعتبرها إجراءات غير قانونية أو دستورية .. رئيس جامعة صنعاء يحيل 10 من دكاترة الجامعة للتحقيق حول تقرير صحفي ينتقد أوضاع الجامعة

http://www.newsyemen.net/view_news.asp?sub_no=1_2009_10_22_32598

22/10/2009
خاص-نيوزيمن: (الأخطاء كما في المصدر)

أحال رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد الطميم 10 من هيئة التدريس بالجامعة للتحقيق حول تقرير صحفي نشر في وسائل الإعلام مذيل بأسمائهم يتحدث عن أوضاع الجامعة وينتقد أدائها.
و اعتبر مصدر في نقابة هيئة التدريس بجامعة صنعاء في تصريح لـ(نيوزيمن): إحالة رئيس الجامعة للدكاترة إجراءات غير قانونية وغير دستورية .
وقال المصدر أن الطميم شكل لجنه للتحقيق مع كل من الدكتور محمد الظاهري ، والدكتور خالد الفهد وعمر العمودي و سعيد الغليسي وعبدالله الفقيه وخالد العديني وعبدالله النجار وحكيم السماوي وعارف الشيباني للتحقيق .
وأضاف المصدر أن الدكاترة رفضوا مثولهم لإجراء التحقيق ، باعتبار الإجراءات غير قانونية وغير دستورية، وكون رئيس الجامعة خصما فيها ، وليس من حقه أن يحيلهم للتحقيق، وقال كان يفترض ان يكون المجلس الأعلى للجامعات هو الحكم بينهما .
ولفت المصدر إلى أن قرار إحالتهم للتحقيق قوبل بتعارض الكثير من أعضاء مجلس الجامعة والذي وجهوا نصيحتهم لرئيس الجامعة با الجئوا إلى القضاء.
وكانت صحيفة العاصمة والمصدر نشرت تقارير مذيل بأسماء الدكاترة يتحدث عن أوضاع الجامعة وينتقد أداء رئيسها .
http://www.newsyemen.net/view_news.asp?sub_no=1_2009_10_22_32598

الخميس، 22 أكتوبر 2009

رئيس جامعة صنعاء يحيل 10 من أساتذة الجامعة للتحقيق

عن موقع المصدر
http://www.almasdaronline.com/index.php?page=news&article-section=1&news_id=2728

المصدر أون لاين- خاص

قالت مصادر أكاديمية ان رئيس جامعة صنعاء أحال 10 من أساتذة الجامعة على خلفية نشرهم تقرير يتحدث عن أوضاع الجامعة وينتقد أداء رئيسها د. خالد طميم، في حين طالبه مصدر أكاديمي بالاعتذار عن تصرفه هذا وإظهار احترامه للدستور والاختصاصات.


وأكدت تلك المصادر لـ"المصدر أونلاين" قولها:أن طميم أحال الأساتذة للتحقيق أمس، ومن بينهم الدكتور محمد الظاهري أمين عام نقابة أعضاء هيئة التدريس، والدكتور خالد الفهد رئيس قسم العلوم السياسية، والدكتور عبد الله الفقيه أستاذ العلوم السياسية والمفكر المعروف، بسبب نشرهم تقريرين في صحيفتي "المصدر" و"العاصمة".


ووصف متحدث باسم اللجنة التحضيرية لمنظمة "أكاديميين ضد الفساد" هذا التصرف بأنه يمثل إهانة للدستور لأنه يعتدي على سلطة سيادية للدولة هي السلطة القضائية، ويخترق قرابة 60 مادة في قانون السلطة القضائية وحده.


وقال المتحدث لـ"المصدر أونلاين" إن ما نشره الأساتذة موقعاً بأسمائهم يمثل بلاغاً لرئيس الجمهورية، والنائب العام، والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، والهيئة العليا لمكافحة الفساد، وحكومة الدكتور علي محمد مجور، ووزارة التعليم العالي الذي يعتبر وزيرها الخط الأول للسلطة في هذا الأمر.


وأضاف ان مجلس الجامعة لا اختصاص له في القضية لأن الدكتور خالد طميم المتهم في قضايا الفساد هو رئيس المجلس ولا يجوز أن يكون الحكم في نفس الوقت، فضلاً عن أن معظم أعضاء مجلس الجامعة معينين من قبل طميم وبعضهم ممن تم الطعن في قانونية تعيينهم في المقال والتقرير المنشورين في "المصدر"، و "العاصمة".


وتابع قائلاً ان الموضوع لا يتصل بالأعمال الأكاديمية للأساتذة والتي تدخل ضمن اختصاصات مجلس الجامعة، والقضاء هو السلطة المختصة، و بالتالي على الدكتور خالد طميم الإعتذار عن تصرفه وإظهار الإحترام للدستور وللاختصاصات والحدود التي رسمها. وقال المتحدث باسم المنظمة قيد التأسيس: إذا كان ما نشر غير صحيح فان ما على رئيس الجامعة فعله هو أن يرد على ما نشر أو يلجأ إلى السلطة القضائية إعمالاً للدستور وقانون السلطة القضائية وقانون الجامعات اليمنية.


وكان مجلس الجامعة قد عقد الأحد الماضي جلسة لمناقشة التقارير المنشورة والمذيلة باسم عشرة أكاديميين، وقالت مصادر مطلعة ان غالبية المجلس نصحت رئيس الجامعة بالرد أو اللجوء للقضاء، وأنه ظهر توجه داخل المجلس يعارض الإجراء الذي يطالب به رئيس الجامعة نظراً لتصادمه مع القوانين واللوائح.


وإذ نفت المصادر أن يكون المجلس قد اتخذ قراراً بإحالة الأساتذة للتحقيق، فإنها لم تستبعد أن يكون رئيس الجامعة قد اتخذ القرار بإحالة الأساتذة إلى التحقيق.


وحذر عضو اللجنة التحضيرية لـ"منظمة أكاديميين ضد الفساد"، مما سماها " فتنة" يخطط لها رئيس الجامعة ويريد الزج بأساتذة الجامعة والطلاب فيها. وفي الوقت الذي تمنى أن تضطلع الجهات الرسمية بمهامها، قال ان أساتذة الجامعة واللجنة التحضيرية لأكادميين ضد الفساد ونقابة أعضاء هيئة التدريس واتحاد الطلاب لن يقفوا مكتوفي الأيدي ويعرفون جيداً كيف يتصرفون لحماية الجامعة التي هي بيتهم. حسب قوله.

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

مكانة علم السياسة بين العلوم الأخرى

أ-تعريف العلم

* المقصود بالعلم science هو المعرفة القائمة على منهج. وهناك ركنان لهذا التعريف أولهما المعرفة knowledge ذاتها والتي تتكون من المعلومات والحقائق التي تم التوصل إليها، والنظريات theories والافتراضاتassumptions ، وثانيهما المنهج method الذي يمكن بواسطته طلب المعرفة أو التحقق منها عن طريق المشاهدة والملاحظة والتجربة.

* وظيفة العلم: الوصول إلى نظريات تفسر الظاهرة أو الظواهر في الوقت الحاضر وتتنبأ بتطور تلك الظاهرة في المستقبل.

*النظرية قول يفسر العلاقة بين متغيرين variables أحدهما متغير مستقل independent والآخر تابع dependent . وللتمثيل على النظريات هناك مثلا نظرية الجاذبية وهي احدى نظريات علم الفيزياء التي:

o تشرح السبب cause الذي يجعل الحجر الذي نقذف به الى أعلى يرتد بسرعة الى الأرض،

o تفسر السبب الذي يجعل الناس والاشياء تبقى على وضعها على وجه الكرة الارضية رغم الدوران المستمر للارض.

o تساعد على التنبوء بالمستقبل . فنحن نعرف وبدرجة عالية من اليقين أنه كلما قذفنا بحجر إلى ألأعلى فأنه من الافضل لنا أن نكون حذرين من أن نتلقى ضربة على الرأس لأن الحجر لا محالة سيعود. الحالة الوحيدة التي لن يعود فيها الحجر هي اذا ابتعدنا بشكل كاف عن المجال الأرضي الى الحد الذي تفقد معه الجاذبية أثرها.

ب- نشأة وتطور علم السياسية

هناك فرق بين السياسة كعلم والسياسة كممارسة. فالسياسة كممارسة ترتبط بالاعتبارات والمصالح الشخصية قديمة قدم الإنسان نفسه. أما السياسة كعلم، أي كمعرفة قائمة على منهج، فقد تطور كالتالي:

1. العصور اليوناني: ظهر علم السياسة لدى اليونان مرتبطا بالفلسفة التي اعتبرت أم العلوم وخصوصا في عهد أفلاطون وأرسطو، وفي المرحلة اليونانية كان التركيز بشكل اكبر كما يظهر في أعمال أفلاطون ( وخصوصا في مؤلفه الجمهورية) وغيره على النموذج المثالي للدولة وصفات الحكام والمبادئ والأهداف التي ينبغي تحقيقها.

2. في العهد الروماني: تم التركيز على القانون دون الفلسفة وتحولت الدولة إلى كائن قانوني وتدهور علم السياسة.

3. العصور الوسطى: استمر تدهور علم السياسة بعد سيطرة الكنيسة على الدولة واعتبار المؤسسات والممارسات السياسية جزء من العقيدة الدينية.

4. عصر النهضة: تم فصل السياسة عن الأخلاق وظهور مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة." وكان لكتاب مكيافيللي "الأمير" تأثيرا كبيرا على هذا التحول.

ج. مكانة علم السياسة بين العلوم الاخرى:

هناك نوعان من العلوم: علوم طبيعية natural sciences وعلوم اجتماعية social sciences (انظر الجدول).

جدول 1: مقارنة بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية

العلوم الإنسانية

العلوم الطبيعية

مجال المقارنة

الانسان (دوافعه وسلوكه)

المادة (بيئة الانسان).

موضوع الدراسة

الحركية

الثبات

الصفة المميزة لموضوع الدراسة

نادرة واقل وضوحا

متعددة وواضحة

النظريات التي يتم التوصل إليها

التنبؤ المحقق لذاته والتنبؤ الهادم لذاته

مطلقة (يتركب الماء من ذرتين هيدروجين ودرة اوكسجين)

الاستثناء نادر

القدرة التفسيرية

صعوبة الملاحظة والمشاهدة والتجربة

الملاحظة والمشاهدة والتجربة

المنهج

أمثلة على النظريات السياسية:

1. القيم (أي الثقافة) تحدد البني (المؤسسات) والسلوك السياسي

المتغير المستقل في هذه النظرية هو الجوانب الثقافية (الذاتية) والمتغير التابع هو (البنى والسلوك السياسي).

2- "الديمقراطيات لا تحارب بعضها." المتغير المستقل هنا هو طبيعة النظام السياسي (ديمقراطي، استبدادي، ....) اما المتغير التابع فهو إمكانية وقوع الحرب.

ويمكن القول عموما اعتمادا على الخصائص التي تميز النوعين من العلوم:

*أن علم السياسة ينتمي إلى مجموعة العلوم الإنسانية بحكم موضوع الدراسة وطبيعة النظريات التي تم التوصل إليها وطبيعة منهج البحث.

* مازال حديث النشأة بل هو من أحدث العلوم الإنسانية ظهورا حيث يرجع تطوره واكتسابه شخصيته المستقلة إلى النصف الأول من القرن العشرين.

*هناك جهودا حثيثة ملحوظة للرقي به إلى مصاف العلوم الطبيعية عن طريق إدخال التحديث في منهجه واستخدام الأساليب الإحصائية والكمية في دراساته.

*مسألة وجود نظرية معينة تشرح الظاهرة السياسية عموما وتحظى بالقبول ولا يكثر فيها الاستثناء تظل طموحا ولا يختلف علم السياسة في هذا الجانب عن العلوم الإنسانية الأخرى التي تطمح الى الوصول الى نظريات تشرح الظاهرة التي تدرسها واذا كان هناك من استثناء فهو علم الاقتصاد الذي يبدو انه أكثر العلوم الإنسانية قدرة على شرح السلوك الاقتصادي للانسان والتنبؤ به.

الأحد، 18 أكتوبر 2009

انقاذ اليمن!

عن صحيفة العاصمة
شهددت الأسابيع القليلة الماضية تحركا عربيا يعد الأنشط منذ اندلاع الحرب الأخيرة بين الحكومة والحوثيين. فقد قام مسئولان مصريان هما وزير الخارجية احمد ابو الغيط ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عمر سليمان بزيارة لصنعاء، واكدا خلال الزيارة على وقوف مصر الى جانب اليمن ووحدته واستقرار ه. ثم جاء بعد ذلك الى صنعاء السيد عمر موسى الأمين العام للجامعة العربية.
بالنسبة لزيارة المسئولين المصريين فلا تخلو من غموض ولا تبعث التصريحات المستفزة لإيران والدول القريبة منها والتي اطلقها الوزير ابو الغيط على التفاؤل الإ اذا كان المقصود منها استخدام ايران كفزاعة لإخافة النظام اليمني ودفعه لإيقاف الحرب. اما زيارة امين عام الجامعة العربية فانها تبعث على "التشاؤل" اي التفاؤل والتشاؤم معا. من جهة، تؤشر الزيارة على ان النظام الإقليمي العربي بدأ يهتم وان مشاكل اليمن بدأت تشق طريقها وان بسرعة السلحفاة الى اجندة الفاعلين الإقليميين، وهذا بالتأكيد تطور مهم. من جهة ثانية، فان ايكال مهمة حل مشاكل اليمن الى أمين عام الجامعة العربية قد يعني ان بعض الدول العربية التي يتوقع منها ان تلعب دورا جوهريا في مساعدة اليمن على تجاوز أزماته تحاول الهروب من مسئولياتها عن طريق ايكال المشكلة اليمنية الى الجامعة العربية التي لا تمتلك سجلا مشجعا في حل الخلافات الداخلية في الدول الأعضاء، وربما كان سجلها في حل الخلافات بين الدول الأعضاء افضل نسبيا.
وتواجه اليمن معضلة حقيقية تتعلق بالدور المطلوب والمحتمل الذي يمكن ان تلعبه الدول العربية الأخرى في الأزمات القائمة. فعلى صعيد العلاقة بين القوى السياسية الداخلية، هناك عدة عوامل تجعل الحوار الداخلي بمثابة آلية لتعميق الخلافات وتصعيد الصراع العنيف أهمها: وجود حالة مزمنة من الشك وغياب الثقة بين الأطراف السياسية؛ اختلال في توزيع القوة بين مختلف الفاعلين السياسيين؛ وعدم توفر الموارد الكافية لتمويل الحلول التي يتم الإتفاق عليها. اما على صعيد الدور العربي، فان انقسام الدول العربية الى دول اعتدال ودول ممانعة قد يؤدي في حال العشوائية وغياب الإستراتيجية لدى السلطة والوسطاء الى تحويل اليمن الى ساحة لتصفية الخلافات الإقليمية.
وكل ما سبق يعني ان حل مشاكل اليمن سيتطلب دورا اقليميا قويا تتصدره دول الخليج ويحظى بدعم سعودي ايراني وتحيد فيه الإنقسامات الإقليمية ويشارك فيه الجميع في الداخل. وكل هذا يعني ان الحديث عن حوار يمني يمني في القاهرة هو مجرد تسريبات لإنه لا يوجد حتى الان اي اسس موضوعية لقيام مثل ذلك الحوار. ويبدو ان السلطة في اليمن لا تملك في الوقت الحالي اي رؤية للتعامل مع الوضع في صعدة او في الجنوب او مع التحدي الإقتصادي سوى الرؤية الأمنية التي تزيد الوضع سوءا وتثير القلق على كل المستويات. والأمل الوحيد هو ان تضع القوى اليمنية خارج السلطة من حراك وحوثيين ومشترك وقيادات في الخارج أيديهم في أيدي بعض ويدعوا جميعا إلى حوار وطني يسفر عن مشروع كبير بحجم التحديات التي تواجهها البلاد.

الجمعة، 16 أكتوبر 2009

احمد الكبسي وممارسة العنصرية داخل الجامعة




في 11 اغسطس 2009 عقد المجلس الأكاديمي بجامعة صنعاء جلسة للنظر في عدد من الموضوعات الخاصة باعضاء هيئة التدريس في الجامعة وعندما وصل النقاش الى موضوع ترقية الدكتور عبد الله الفقيه استاذ العلوم السياسية بالجامعة رفض الكبسي ان يوافق المجلس على الترقية دون ابداء سبب مقنع. ووفقا لعدد من الأعضاء فان الكبسي الذي كان وجهه يطفح بالعنصرية قد رفض اي مراجعة من قبل اعضاء المجلس أو من نقيب أعضاء هيئة التدريس. الكبسي في مذكرة بعثها الى عميد كلية التجارة بعد ذلك برر الرفض بان اجتماع قسم العلوم السياسية الذي نظر في موضوع ترقية الفقيه لم يكتمل نصابه ولم يكن قانونيا وان المحضر لم يذكر ان الكبسي انسحب...الخ.

لكن الفضيحة المدوية للكبسي الذي لا يستحي والتي كشفت عنصريته وممارسته للتتمييز وانتهاكه للدستور والقانون هو ان الكبسي مرر على المجلس الأكاديمي وفي نفس اليوم قرار تعيين الدكتور احمد عبد الواحد الزنداني استاذا في قسم العلوم السياسية والذي كان قسم العلوم السياسية قد اتخذه في نفس الإجتماع ودونه في نفس المحضر الذي شكك الكبسي في شرعيته.
نعم اجتماع واحد ومحضر واحد لقسم العلوم السياسية وقراران مختلفان يتخذهما المجلس الأكاديمي وفقا للاهواء العنصرية للكبسي. في القرار الأول يرفض مجلس الكبسي ترقية الفقيه ويعتبر اجتماع ومحضر قسم العلوم السياسية غير شرعيان. أما في القرار الثاني فيعتبر ذات الإجتماع وذات المحضر شرعيان.
الدكتور خالد الفهد رئيس قسم العلوم السياسية طالب التحقيق في الواقعة لكن الكبسي الذي غالبا ما يهدد زملائه بالأجهزة الأمنية ويعتبر عنصريته قرار نهائي يعتبر الإعتراض على عنصريته تطاول وقلة أدب وغالبا ما يلفق لزملائه التهم ويهددهم بدبابات الأمن المركزي وبجهاز الأمن القومي.
الدكتور عبد الله الفقيه استاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء وضحية عنصرية الكبسي قال ان عنصرية الكبسي معروفة للجميع وان الكثير من زملائه في القسم وقعوا ضحايا لها وفي مقدمتهم الأستاذ الدكتور حكيم السماوي شقيق رئيس مجلس القضاء الأعلى والدكتور عمر العمودي الذي منع الكبسي تعيينه لمدة 10 سنوات حتى جاء الدكتور صالح باصرة وفرضه بقرار فوقي.

المرفقات
1. مذكرة من ثلاث صفحات كتبها رئيس قسم العلوم السياسية تبين تفاصيل الحالة وتطالب باجراء تحقيق

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

تعريف علم السياسة

المعنى الحرفي بالعربية لكلمة سياسة يمكن إرجاعه إلى ساس، سوس (بشدة وفتحة على الواو) وسيس (بشدة وكسرة على الياء) وتستخدم للحيوان بمعنى روض ودرب وللإنسان بمعنى تولى امور الناس بما يصلح دنياهم وأخراهم.
اما في الانجليزية فكلمة politics مشتقة من لفظ polis والذي كان يطلق على المدينة الدولةcity-state وقد تطورت الكلمة فيما بعد وأصبحت تطلق على فن الحكم وإدارة أمور الدولة داخليا وخارجيا.
أولا. تعريف علم السياسة بانه "علم الدولة" Science of State
o يحصر علم السياسة في دراسة الدولة من حيث نشأتها وتطورها وسلطاتها المختلفة ...الخ
o تأثر بالفلسفة اليونانية والقانون الروماني حيث اهتم فلاسفة اليونان وخصوصا أفلاطون وأرسطو بالمدينة الفاضلة (الدولة ككائن فلسفي اخلاقي) وأهتم الرومان بالقانون (الدولة ككائن قانوني)
o أسباب التركيز على الدولة: الملائمة مع فترة الظهور، أكثر أشكال التنظيم الإنساني حداثة في ذلك الوقت، الدولة كتنظيم شامل يضم جميع المواطنين، إحتكار الدولة للسياسة داخليا وخارجيا (وهو ما لا يتوفر لأي تنظيم اجتماعي آخر)
o أوجه النقد:
- الدولة رغم اهميتها لم تعد تحتكر الحيز السياسيpolitical space وخصوصا مع تطور الانظمة السياسية الديمقراطية democratic systems وما تنطوي عليه من مشاركة سياسية political participation. لم تعدالدولة هي الفاعل السياسي الوحيد single actor ، فقد تعقد النظام السياسي الى الحد الذي تعددت فيه المؤسسات والفاعلون وخصوصا في الانظمة الديمقراطية. التركيز على الدولة اذا يهمل الكثير من المؤسسات والعمليات السياسية الواقعة خارج نطاق الدولة informal political institutions and processes.
- ارتكز في دراسته للدولة ومؤسساتها وأنشطتها وعلاقاتها الخارجية على النصوص القانونية الواردة في الدستور مما جعله أقرب الى القانون الدستوري وهو مادة تدرس في كليات القانون law collegesمنه الى السياسة. وهناك فرق كبير بين السياسة والقانون وان تقاطعا في تناولهما لبعض الموضوعات. يهتم القانونيون بدراسة النصوص القانونية legal codes وتطورها لكن علماء السياسة يذهبون أبعد من ذلك فيركزون على السلوك السياسي. حين يتصل الامر بالقانون أو بالجوانب الدستورية فأن علماء السياسة يولون اهتماما بالغا للتطبيق والممارسة فيعقدون
- يهمل هذا التعريف السلوك السياسي للافراد individual political behavior وللمجموعات groups وخصوصا تلك المؤسسات التي تنظوي تحت مظلة المجتمع المدني civil society.
- يتصف هذا التعريف بالنظر الى السياسة على انها نشاط سكونيstatic ولا يدرك الطبيعة الحركية dynamic للظاهرة السياسية.
ثانيا- تعريف علم السياسة بانه "علم السلطة (القوة، القدرة)" Science of Power
أدى التطور التنظيمي للمجتمعات البشرية وبزوغ الديمقراطية الى ظهور المدرسة الحديثة modern school في الدراسات السياسية political studies والتي رأت بأن موضوع علم السياسة ليس الدولةper se ولكن علاقات القوة power relationsداخل المجتمع اينما وجدت (بما في ذلك تلك التي توجد داخل مؤسسات الدولةstate institutions). وتعرف السلطة power بأنها علاقة قوة بين طرفين بحيث يتمكن أحد الطرفين من دفع آخر للقيام ب(أو الامتناع ) عن القيام بسلوك معين. وللقوة مصادر عدة اهمها القانون والدستور authority والقدرات القيادية للأفراد charisma . هذا التعريف نقل الدراسات السياسية من شرنقة الاطار القانوني السكوني للدولة الى المجتمع بشكل عام مركزا على علاقات القوة اينما وجدت سواءا في الدولة او في الاحزاب السياسةpolitical parties او القبائل tribes او الاسر families. وفي هذا الاطار فان علم السياسة يدرس:
1- الكيفية التي يصل بها الناس الى السلطة how do people get to power? (وراثي hereditary ، الانتخاب electoral، الانقلاب coup d’eta، الثورة revolutions ، ...).
2- الطريقة التي يمارس بها الناس السلطة how do people exercise power?.
3- الكيفية التي يحتفظ بها الناس بالسلطة how do people keep power? (اعادة انتخاب reelection، ...،....).
4- الاساليب المتاحة للمعارضةmechanisms for political opposition .
ويتصف هذا التعريف بشموليته حيث يتناول كل من الجوانب السكونية static(البني أو المؤسساتinstitutions) والحركية dynamic(السلوك السياسي political behavior) سواءا وجدت داخل الدولة أو خارجها.
وقد أخذ على هذا التعريف:
عموميته المفرطة وصعوبة تحديد موضوع الدراسةsubject of study فعلاقات القوة لاتوجد فقط في اطار الدولة والاحزاب السياسية وغير ذلك من المؤسسات political institutions ولكنها توجد ايضا في الكثير من المؤسسات والمنظمات والجماعات ذات الطابع التجاري والثقافي ...الخ. ويصير السؤال: هل يدرس علم السياسة علاقات القوة او السلطة اينما وجدت حتى في الشركات والاسر وغير ذلك؟ ويزيد من تعقيد الامور أن بعض الشركات قد تكون اكثر تعقدا في بنيتها وفي علاقات القوة داخلها من بعض الدول. كما أن علاقات القوة داخل بعض الاسر قد تكون اكثر اهمية من علاقات القوة داخل بعض الاحزاب.
ثالثا- تعريف علم السياسة بانه "العلم الذي يدرس عملية صنع القرار" ٍScience of Decisions-making.
ترتبط هذه المدرسة ارتباطا عضويا بالمدرسة الحديثة ويمثل التعريف الذي تقدمه أضافة الى تلك المدرسة من حيث الوضوح وتضييق مجال الدراسة. ويركز هذا التعريف الذي يلتقي مع تعريف الموندAlmond للمارسة السياسية على أنهاعملية صنع القرار. تركز هذه المدرسة على: 1- خطوات صنع القرار، 2- المؤسسات المعنية، 3- دور القادة وخلفياتهم وتفضيلاتهم، 4- نوع القرارات المتخذة ...الخ.
ويندرج تحت التعريف الأخير التعريفات الهامة التالية:
أ-هارولد لاسول: Harold Lasswell من يحصل على ماذا؟اين؟ومتى؟ وكيف؟Who gets what, when, where, and how?
مفهوم لاسول للسياسة يرتكز على فكرة أن السياسة هي الأنشطة السلوكية المتعلقة بتوزيع الموارد في المجتمع. فاذا كانت هذه الموارد (المالwealth ، السلطة power، الجاه recognition ) عبارة عن كيكة كبيرة فأن السياسة هي الانشطة المرتبطة بتوزيع تلك الكيكة على الفئات المختلفة التي تسعى للحصول على نصيب. وبهذا فأن السياسة وفقا لهذا المفهوم:
1- تنطوي على الصراع conflict والتعاونcooperation ، فقد يتفق الافراد والقوىالمتنافسة على الموارد على اتباع الاسلوب السلمي في تقسيم تلك الموارد وبشكل ياخذ في الاعتبار العديد من المسائل بمافي ذلك مسألة الجهد الذي ساهمت به المجموعات أوبذله الافراد( المدخلات inputs) في سبيل تحويل تلك الكيكة الى مخرج ((output يمكن توزيعه، أوقد يلجأون الى العنف violence. ولعل هذا هو مادفع كلوتز ويتز الى القول بأن الحرب ماهي الا مواصلة للسياسة وان بطريقة أخرى.
2- تتصف بالعالمية universal ففي كل مجتمع مهما بلغ غناه هناك دائما حالة من عدم التوازن بين الموارد resources المتاحة والتي تتصف بالندرةscarcity ، وبين الطلب demand على تلك الموارد.
3- تتصف السياسة بالديناميكيةdynamic: تعريف لاسول يتضمن ادراكا عميقا للبعد الحركي (الديناميكي ) للسياسة فالصراع على الموارد صراع كوني لايستثني قارة أو بلد أو شعب أو زمان. هناك دائما "كيكة" وهناك دائما صراع عليها وغياب ذلك الصراع هو غياب أو تغييب للسياسة ذاتها وهو تغييب قد يستمر لفترة لكنه لايمكن ان يتحول الى قاعدة. هوصراع داخل الدول وصراع بين الدول، بين القبائل وداخل القبائل. ..
يعيب تعريف لاسول عموميته الى الحد الذي يهمل معه الاطر اللتي تتولى التوزيع سواءا أكانت الدولة أو السوق أو الفئة الطفيلية التي أنقضت على الكيكة. وأكثر من ذلك هو غياب أي اشارة لموضوع الصراع.
ب. ديفيد ايستون David Easton: التوزيع السلطوي للقيم Authoritative allocation of values .
يأتي تعريف أيستون ليضيف ابعادا جديدة لتعريف لاسول، فمع التسليم بأن السياسة هي الانشطة المتصلة بتوزيع الموارد في مجتمع ما أو بين المجتمعات (نفس المفهوم الذي أنطلق منه لاسول) فأنه يقدم اضافتين هامتين: الاولى تتعلق بالتأكيد على البعد المؤسسي للتوزيع، فلا ينطوي تحت مفهوم السياسة أي نشاط توزيعي يتم خارج أطر الدولة. فالسياسة هي الانشطة المتصلة بالتوزيع السلطوي للموارد الذي تعكسه القوانين المتصفة بالالزامية. الاضافة الثانية تتمثل في الاشارة الى المادة المراد توزيعها "الكيكة" باتسخدام لفظ "القيم" وهي اشارة الى الموارد التي يتم توزيعها في أي مجتمع والتأكيد على أن السياسة تتصل بتوزيع الموارد التي يرغب الناس فيها. القيم قد تكون ايجابية (تعطي الدولة الافراد وظائف، خدمات، طرق،...الخ) او سلبية (ترغمهم على دفع ضرائب، رسوم، غرامات) وقد تكون محسوسة (يمكن لمسها، بيعها والاستفادة منها ماديا) أو غير محسوسة (لا يمكن لمسها أو الاستفادة منها ماديا).
السؤال الذي ينبغي طرحه هنا هو عن واقعية حصر السياسة بالانشطة المرتبطة بالتوزيع. ماذا عن الانشطة المتصلة بانتاج القيم؟
ج. جابريل الموند: Gabriel Almond القرارات الإنسانية التي تتصف بأنها ملزمة وعامة.
تعريف الموند يعالج نقطة ضعف كبيرة في تعريف لاسول وايستون الا وهي حصر النشاط السياسي في التوزيع. وفقا لالموند السياسة ترتبط بالنشاط الإنساني المتصل باتخاذ القرارات التي لابد من أن يتوفر لها شرطان:
- الإلزام: تكون ملزمة للأفراد ومدعومة بقوة القانون.
- العمومية: أن يمتد تأثيرها ليشمل عددا كبيرا من الناس. في اشتراط العمومية استبعاد لكثير من الانشطة التي وأن اتصلت باتخاذ قرارات إنسانية فان تلك القرارات قد لاتتوفر فيها صفتي الالزام والعمومية.
أهمية دراسة علم السياسة:
1. الإعداد العلمي والمهني لشاغلي الوظائف العليا في الدولة
2- تنمية المهارات السياسية للأفراد وبالذات تلك المتصلة بصنع القرار ومهارات التفاوض وفن التعامل مع الناس. تلك المهارات مهمة للأفراد بغض النظر عن الحقل الذي سيعملون فيه عند التخرج.
3- التمييز بين السياسة كعلم وفن ومبادئ وأخلاق وبين السلوك السياسي الذي قد يتطلب الإصلاح.

الجمعة، 9 أكتوبر 2009

فوز اوباما بجائزة السلام

بالرغم من ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يمض سوى 8 أشهر في البيت الأبيض الإ انه وفي تسجيل لرقم قياسي جديد فاز اليوم بجائزة نوبل للسلام لعام 2009. وقالت لجنة الجائزة ان اختيارها لأوباما الذي لم يكن اسمه من بين الأسماء المرشحة، ياتي تقديرا لجهوده الإستثنائية في تعزيز الدبلوماسية والحوار والمفاوضات كاسلوب لحل النزاعات الدولية ولسياساته الهادفة الى الوصول الى عالم خال من الأسلحة النووية. ولا شك أن القرار قد كان مفاجئا للكثيرين حول العالم وانه سيثير الكثير من الجدل والإنقسام في امريكا والعالم ربما ليس لان اوباما لا يستحق الجائزة ولكن للسرعة التي حصل بها عليها في الوقت الذي ما زالت فيه شعوب العالم تنتظر منه الكثير. ولا شك ايضا ان فوز اوباما سيثير الى حد كبير حفيظة اليمين واليسار الأمريكي على السواء.

لكن الواضح لمن يريد ان يفهم هو ان قرار اللجنة النرويجية منح جائزة نوبل للسلام للرئيس اوباما دون شراكة مع احد لم يأت للاحتفاء بمنجزاته في هذا الجانب لإن الوقت ما زال مبكرا جدا وخصوصا في ظل الحرب الدائرة في افغانستان وفي ظل العنف المتفجر في اكثر من بقعة في العالم بما في ذلك اليمن بقدر ما جاء ليعبر عن الإقرار الدولي باهمية السياسات والتوجهات التي اعلنها على أكثر من صعيد وبأهمية الإصطفاف الدولي لدعم تلك لسياسات التي بعثت الكثير من الأمل في نفوس محبي وانصار السلام حول العالم. وصحيح ان اوباما هو رئيس اقوى دولة في العالم سياسيا واقتصاديا الا ان الدعم الدولي لسياساته مطلوب ومرغوب لإن المعركة التي يخوضها اوباما من اجل عالم افضل ليست سهلة ابدا ولن يكون بامكانه كسبها دون ان يسارع الفاعلون الدوليون الى مساندته. فالتحديات العالمية تتطلب كما يؤكد اوباما ردا عالميا كذلك.
وحسب أوباما انه يقود هذا التوجه الجديد وانه يعطي المثل الأعلى في البدء بنفسه وبالدولة التي يتزعمها، ولعل الرئيس اوباما نفسه يدرك بانه قد حاز على الجائزة ولكن ما زال امامه الكثير من العمل حتى يستحقها بجدارة.

الخميس، 8 أكتوبر 2009

الحرب التي لن توصل الحوثيين الى السلطة



د. عبد الله الفقيه
استاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء

عن صحيفة الأهالي

توفرت لطرفي الصراع الدائر في صعدة منذ عام 2004 العديد من الفرص لتحقيق نصر بلا حرب من خلال الحل السلمي للخلافات السياسية القائمة بينهما. ولا يختلف اثنان على أن اتفاق الدوحة الأول الذي تم ابرامه في عام 2007 قد وفر و ما زال يوفر أفضل الفرص لتحقيق نصر بلا حرب. لكن الطرفين ضيعا الفرص المتتالية التي اتيحت لهما لوضع نهاية سلمية لصراع الإخوة الأعداء واصرا على الإستمرار في حرب تتحول مع مرور كل يوم جديد الى دوامة تبتلع موارد البلاد البشرية والمادية والى تهديد كبير للدولة والشعب وللمجتمعين الإقليمي والدولي. وفي ظل اصرار حكومي غير منطقي على الحسم العسكري يحاول هذا المقال مناقشة اربع خصائص للحرب الدائرة يختلط فيها الجانب الموروث بالجانب المكتسب وتعمل على جعل الحل العسكري خيار غير واقعي.

حرب اثنية
يقصد بالحرب الإثنية ان الجماعات المتحاربة تختلف عن بعضها ثقافيا او دينيا او عرقيا أو غير ذلك. وبالنسبة للحرب القائمة في صعدة فان الملاحظ انها تتبلور اكثر فاكثر كحرب اثنية بين طرفين: الزيدية الهاشمية ويسميها البعض خطأ ب"الزيدية الدينية" التي يؤمن اتباعها بان حق الإمامة وحق الخروج على الحاكم في البطنين اي في احفاد الحسن والحسين انجال الإمام علي ابن ابي طالب من زوجته فاطمة بنت الرسول؛ و"الزيدية القبلية" التي تشترك مع الزيدية الهاشمية في الإيمان بمبادىء الزيدية فيما عدا مبدأ حصر الولاية والخروج في البطنين الذي تجد فيه بحكم هيمنتها على السلطة وسعيها لتوريثها من جيل الى آخر تهديدا لمصالحها. ولا يعني هذا بالضرورة ان سبب الحرب بين الطرفين هو مبدأ الولاية في البطنين او ان الحوثيين يسعون فعلا لإعادة الإمامة وحصرها في الهاشميين او ان عبد الملك الحوثي اكثر زيدية من الرئيس علي عبد الله صالح او ان علي عبد الله صالح اكثر جمهورية من عبد الملك الحوثي بقدر ما يعني ان كل طرف يعرف ذاته ويعرف الطرف الآخر كذلك من خلال ذلك الإختلاف بين الجماعتين.
ورغم ان الزيدية القبلية تقدم نفسها على انها الدولة الا ان ضعف مفهوم الدولة في العالم الثالث بشكل عام وفي اليمن بشكل خاص، وفساد النخبة الحاكمة، وشكلية المؤسسات والاليات، ووجود قطاعات واسعة بخلاف الحوثيين تطعن في مشروعية النخبة المسيطرة تجعل الدولة مجرد غطاء جديد لصراع قديم بين فئتين احتكرتا وما زالتا حتى اليوم تحتكران السلطة والصراع حولها وان اختلفت الأدوار. وفيما يتصل بالحوثيين فانهم وان كانوا يخوضون حربا ضروسا ضد السلطة الإ ان عدم تبنيهم لإي مشروع وطني او حتى سياسي واضح يبرهن على ان الطرفين يخوضان حربا مدمرة تمثل فيها الشكوك وغياب الثقة وتخيلات واعتقادات كل طرف عن الطرف الآخر وما تضيفه تطورات الحرب الى كل ذلك المغذي الرئيس للمعركة.
وتمتاز الحروب الإثنية بصعوبة الحسم ذلك لإن التمايز بين الجماعات المتحاربة، ولجوء الأطراف المتحاربة الى التأكيد على الإختلافات التي تميز كل جماعة عن الأخرى، يحول الصراع من كونه صراعا حول قيم مادية أو معنوية الى صراع حول الهوية وبالتالي حول البقاء والإستمرار. وفي حالة الحرب الدائرة في صعدة يعمل كل طرف، بهدف تعظيم الشر والخطر الذي يمثله الطرف الآخر، على استدعاء الماضي البعيد منه والقريب والآخر المختلف سواء أكان في الداخل او في الخارج، وما تحمله مخزونات الذاكرة من مظالم وتجارب اليمة. وتؤدي الخسائر البشرية الكبيرة في كل جولة من جولات الحرب، والإعتقالات العشوائية، والإبقاء على المعتقلين في السجون دون تهم او محاكمات، والزج باطراف جديدة في الصراع الى ترسيخ الأحساس بالظلم والإستهداف. ويذهب افراد كل جماعة حقا او باطلا الى التأكيد بانهم لا يحاربون الجماعة الأخرى فحسب بل يحاربون قوى أخرى تحتشد معها ضدهم. واذا كانت السلطة تقول بانها لا تحارب الحوثيين وحدهم بل تحارب ايضا ايران والكثير من الجماعات والحوزات الشيعية في العالم فان الحوثيين بدورهم يؤكدون بانهم لا يحاربون السلطة فقط بل يحاربون معها السلفيه والسعودية وامريكا واسرائيل.
غير نظامية
تتصف الحرب الدائرة في صعدة بانها حرب غير نظامية. فعلى عكس الحروب التقليدية التي يتواجه فيها جيشان أو اكثر ويتحدد النصر أو الهزيمة وفقا لنتيجة المعركة، يلجأ الحوثيون كونهم الطرف الأضعف في الحرب الدائرة من حيث القوة المادية (حجم الجيش، الأسلحة، الإمدادات...الخ) الى تكتيكات حرب العصابات. ومن أهم الأساليب التي يوظفونها، كطرف مدافع، العمل كجماعات صغيرة، زرع الألغام والكمائن، اختيار النقاط الأضعف للجيش والقيام بالهجمات المباغتة التي يختفي القائمون بها بعد تنفيذها، والعمل بشكل مستمر على استثارة الجيش ودفعه للقيام بردود فعل تؤدي الى زيادة الناقمين على السلطة وزيادة المؤيدين لهم. ويستفيد الحوثيون من خاصتين هامتين للحرب غير النظامية: الأولى هي انها لا تحصر اساليبها في الهجمات العسكرية فقط؛ والثانية هي انها لا ترتبط بنطاق جغرافي محدد. وتلعب الجغرافيا الوعرة لبعض مناطق محافظة صعدة دورا هاما في نجاح الحوثيين في حرمان السلطة من تحقيق نصر نهائي عليهم.
ومع ان الرئيس صالح تحدث مع بداية الحرب السادسة عن تغيير الجيش لإستراتيجته ليتكيف مع حرب العصابات الإ ان ذلك لا يبدو ممكن التحقيق. فالأساليب الحديثة لمواجهة حرب العصابات لا تراهن على السيطرة على اكبر عدد من المواقع او اوسع مساحة من الأرض أو قتل اكبر عدد ممكن من التمردين ولكنها تركز على كسب السكان في مناطق التمرد عن طريق تطوير البنية الأساسية ، التخلص من المسئولين الفاسدين، توفير الحماية والعيش الكريم للسكان وغير ذلك من الأساليب التي تحتاج الى الكثير من الموارد والى قدر كبير من الشمول والى حذر شديد وخصوصا في ظل الحديث عن استهداف المتمردين للمتعاونين مع الدولة.
ومن الملاحظ ان السلطة، وفي ظل صعوبة توظيف الأساليب الحديثة في مواجهة حرب العصابات، تتبع اسلوبا تقليديا في مواجهة حرب العصابات تسميه "استراتيجية الأرض المحروقة" ويقوم هذا الأسلوب، الذي يشبه الى حد كبير الأسلوب الذي استخدمه السوفييت في افغانستان، على الإستخدام المفرط للقوة وخصوصا الجوية في هدم القرى والمدن والمنشئات المائية والمزارع وقتل الأبقار والأغنام وبالتالي تهجير مئات الالاف من السكان من منازلهم. وتكمن خطورة هذا الأسلوب في انه قد يؤدي، وخصوصا في ظل ما يعرف عن اليمنيين من تمسك بمنازلهم ومزارعهم، الى عمليات قتل جماعي للمدنيين، او في احسن الأحوال الى تهجير لمئات الالاف وتعريضهم للامراض والمجاعات، وفي الحالين تزداد شعبية المتمردين بين السكان.
حرب سياسية
يتم التركيز عند الحديث عن الحرب المستعرة في صعدة على المذهب الزيدي والتشيع والإثني عشرية، والسلفية، والهاشمية، والإمامة، والنظام الجمهوري، والمشروع الإيراني الذي يسعى الى السيطرة على العالم كما يفهم من مقال الدكتور حسين فروان المنشور في القدس العربي، و تحرير فلسطين وموت امريكا واسرائيل وغير ذلك من القضايا، لكن الملاحظ ان طرفي الحرب يوظفان كل تلك العلامات واليافطات لرسم الحدود التي تفصل كل طرف وتميزه عن الآخر ولتبرير الحرب وتقديمها بشكل مقنع للمقاتلين والجمهور بشكل عام. أما اسباب الحرب الحقيقية فداخلية لا خارجية، ودنيوية لا دينية، وسياسية وليس فكرية، وتتعلق بالشراكة في "بنت الصحن." ولعل محرر مجلة الإيكونومست البريطانية لم يذهب بعيدا عندما وصف الحرب الدائرة في مقال نشر في 10 اغسطس بانها تشبه الخلافات العائلية التي يجد الوسطاء صعوبة بالغة في تحديد اسباب بدايتها.
وتعكس الحرب الدائرة اليوم نمطا تاريخيا للصراع حول السلطة سواء بين "الزيدية القبلية" من جهة و "الزيدية الهاشمية" من جهة أخرى أو بين الأسر الهاشمية ذاتها أو حتى بين الأجنحة الحزبية داخل الحزب الإشتراكي قبل الوحدة. والملاحظ من التجربة التاريخية سواء قبل الثورة أو بعدها وفي الشمال او الجنوب وقبل الوحدة أو بعدها ان هذه الحروب تندلع وتستمر بسبب غياب الثقة بين الأطراف المتصارعة وعدم استعدادها لتقديم تنازلات متبادلة. واذا كانت الحرب الدائرة اليوم تتشابه في أوجه عديدة مع حرب الستينيات في الشمال وحرب الثمانينيات في الجنوب وحرب التسعينيات بين الإشتراكي والمؤتمر، فانه لا ينبغي ان يغيب عن التحليل اوجه الإختلاف بين تلك الحروب والأخيرة قد تكون اكثر فائدة في تفسير ما يحدث اليوم وفي التنبوء بمسارات التطور المستقبلية.
وبالنسبة للغموض الكبير الذي يحيط باسباب الحرب ومحاولة كل طرف تصوير ما يحدث بشكل مختلف، فقد يعود ذلك الى الطبيعة السياسية للحرب والتي قد تؤدي في حالة الحديث الصريح عنها الى فقدان الأطراف المتصارعة للدعم الذي تحصل عليه. كما لا ينبغي ان يغيب عن التحليل حقيقة ان الحرب تدور بين طرفين يمثلان تاريخيا بيت السلطة ويعتقدان، كما تبين الممارسات بان الحكم حقا مكتسبا لهما وان دور الجماعات الأخرى هو مناصرة احد الطرفين في الحرب.
بؤرة استقطاب
تشكل حرب صعدة، بالنظر الى طبيعتها الإثنية والى الإمتدادات العرقية والمذهبية لأطرافها والى طبيعة الأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية وطبيعة الصراعات الدائرة على المستويات الثلاثة بؤرة استقطاب للفاعلين الإقليميين والدوليين. وتمثل اتهامات السلطة لدول مثل ايران وليبيا او لجماعات شيعية مثل التيار الصدري في العراق او حزب الله في لبنان، واتهامات الحوثيين للسعودية او للطيارين العراقيين او لأمريكا مؤشرات هامة على الطبيعة الإستقطابية للحرب الدائرة. لكن تلك الإتهامات تظل حتى الان والى حد كبير مجرد اتهامات، وما ظهر منها هو ان الجانب الإيراني، رسميا كان او شعبيا، قد دخل خلال الجولة السادسة من الحرب بدعم اعلامي واضح للحوثيين وان كان لا يخلو من تردد في حين دخلت المملكة العربية السعودية بدورها بدعم اعلامي واضح للسلطة في اليمن وان بتردد ايضا. ولا يكفي الدعم الإعلامي كدليل على ان الحرب الدائرة قد اصبحت، كما يذهب بعض المحللين الغربيين، حربا بالوكالة بين ايران والسعودية وان كان الحديث عن حرب يمنية بالوكالة عن فاعلين اقليميين أو دوليين لا يبدو، على ضوء التجربة التاريخية لليمنيين ولطرفي الصراع وللمنطقة التي تدور فيها المعارك اليوم، بعيد الحدوث.
الشيىء الأكيد هو ان استمرار حرب مثل هذه في مثل هذا التوقيت وفي ظل هذه الملابسات والتداخلات والتعقيدات المحلية والإقليمية والدولية سيكون له آثاره العميقة المقصودة وغير المقصودة على كافة أوجه الحياة والتي قد تتجاوز الداخل اليمني الى المحيطين الإقليمي والدولي. ولن يكون من نتائج هذه الحرب وصول الحوثيين الى السلطة تحت اي لافتة كانت أو نجاح السلطة في اقصاء الهاشميين كشركاء تاريخيين في السلطة. ولن تنجح الحرب في تحويل شيعة ايران الى المذهب السني او في تحويل السعودية الى المذهب الشيعي. ومن المستبعد تماما ان تؤدي الحرب الى موت اسرائيل أو امريكا أو الإثنين معا. واذا كان هناك من يموت اليوم ومن سيموت غدا فهم اليمنيون سواء أكانوا شيعة أو سنة أوسلف.



الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

الدكتور خالد عبد الله طميم وأربع سنوات من تخريب الجامعة

عن صحيفة المصدر، العدد 93، 6 اكتوبر
2009

http://www.almasdaronline.com/index.php?page=news&article-section=1&news_id=2493
اعده: اللجنة التحضيرية لمنظمة أكاديميين ضد الفساد

د. سعيد الغليسي

د. خالد الفهد

د. عمر العمودي

د.عبد الله الفقيه

د. عبد الله النجار

كان الفساد ينخر في أجهزة الدولة الفرنسية وكاد أن يقضي عليها، وعندما جاء شارل ديجول إلى الحكم سأل: " هل وصل الفساد إلى الجامعات" فقيل له " لا" فقال "هناك إمكانية كبيرة لإصلاح الأوضاع" .

المقولة السابقة لشارل ديجول توضح الأهمية البالغة لدور الجامعات في البناء أو في الهدم وفي إنقاذ المجتمع أو إغراقه وهي تلقي الضوء على ما يحدث داخل جامعة صنعاء بقيادة د. خالد طميم الذي مارس وما يزال يمارس في حق الجامعة ما لم يمارسه الألمان في باريس ولا الصهاينة في غزة..صعد طميم إلى رئاسة جامعة صنعاء وهو يحمل نوعان من الأحقاد..حقد ضد الثورة والجمهورية وضد الثوار الذين اعدموا والده نصير الإمام دون ان يرحموا الدموع التي ذرفها أملا في الحفاظ على حياته، وحقدا ضد المجتمع الذي يصنف الناس جهالة إلى أصول ونواقص. ومن رئاسة الجامعة بدأ طميم مشروعه الثأري الذي يريد من خلاله إعادة الاعتبار لما يرى فيه أخطاء وجرائم ارتكبها التاريخ. .ومن حق طميم ان يكون له مشاريعه الخاصة. اما الذي ليس من حقه فهو ان يغتال المستقبل انتقاما للماضي وان يحول الجامعة إلى خنجر مسموم يطعن به ليس فقط النظام الجمهوري والوحدة الوطنية، ولكن آمال وتطلعات الشباب وأحلام اليمنيين واليمنيات في مستقبل أفضل.

نهب موارد الجامعة

أُسس النظام الموازي بغرض الحصول على موارد إضافية يمكن توظيفها لتحسين أوضاع هيئة التدريس وتطوير الجامعة والعملية التعليمية والمعامل والوسائل. لكن طميم حول موارد النظام الموازي إلى عقارات في تركيا والقاهرة ولبنان وعدن وصنعاء وإلى مئات اللبن في العاصمة صنعاء. لم تصرف بعض كليات الجامعة أجور هيئة التدريس في النظام الموازي عن العام الأكاديمي حتى الآن لان طميم الذي ينتظر ان ينقل إلى منصب ارفع قام بتجفيف كل الحسابات تمهيدا للرحيل. ويقول إداريون تم استقصاء أرائهم بان طميم أضاع حقوقهم كما لم يحدث في عهد أي رئيس جامعة سابق وان تلك الحقوق تحولت إلى جيوب شلة صغيرة يتزعمها طميم.

وتشير دراسة أعدها نخبة من الأكاديميين من المؤتمر الشعبي العام وركزت على حساب واحد فقط من حسابات الجامعة وهو حساب الموازي بالدولار وليس حساب الموازي بالريال، او حساب التعليم عن بعد بالريال السعودي أو حسابات الموازنة، إلى ان إيرادات هذا الحساب بلغت في عهد رئيس الجامعة الحالي حتى منتصف أغسطس 2009 اثنا عشر مليون ومائتين ألف دولار أمريكي. وبحسب اللائحة فان نصف المبلغ كان ينبغي ان يحول إلى الكليات وبحيث يكون نصيب كليات الطب والأسنان والصيدلة والهندسة حوالي خمسة مليون دولار كونها ساهمت بحوالي 85% من إيرادات الحساب لكن ما صرفه رئيس الجامعة على تلك الكليات بلغ 7.37 % من ذلك المبلغ.

ولم يتجاوز ما أنفقه رئيس الجامعة من حساب الموازي على كافة الكليات والمراكز نسبة 11% أو ما يعادل مبلغ مليون وثلاثمائة الف. أما المبلغ المتبقي وهو عشرة مليون وثمانمائة الف دولار، فقد عبث به رئيس الجامعة كيفما شاء. وفي حين اضطرت بعض الكليات إلى إيقاف برامج الدراسات العليا نظرا لحاجاتها إلى مبالغ زهيدة تتراوح بين الفين وثلاثة آلاف دولار كأجور للمحاضرين صرف رئيس الجامعة 28 ألف دولار على وجبات مطاعم الشيباني، وصرف ما يقارب نصف مليون دولار لأشخاص من داخل الجامعة وخارجها تحت مسمى "مساعدات ومجاملات." وهناك ملايين الدولارات عهد على أمناء الصناديق مع العلم بان حساب الموازي لا يدخل في أي بند ولا تحت أي نظام محاسبي.

تخريب أكاديمي

غيب طميم منذ توليه رئاسة الجامعة اللوائح والقيم الأكاديمية ودور المجالس العلمية ودور نوابه ومساعديه ونزع عنهم أي صلاحية، وكي يحكم سيطرته عمل على إزاحة غالبية القيادات الأكاديمية من عمداء ورؤساء أقسام وعين قيادات أخرى وفقا لمعيار الولاء وتنفيذ التوجيهات. وعمل على توتير العلاقة بين أعضاء هيئة التدريس من جهة وبين الإداريين من جهة ثانية، وشغل الجميع بالصراعات الجانبية حتى لا يلتفتوا إلى ما يرتكبه بحق الجامعة، وجند الإداريين وبعض الطلاب وحتى بعض ضعفاء النفوس من أعضاء هيئة التدريس للتجسس على بعضهم البعض. وعمل على إضعاف التحصيل العلمي للطلاب من خلال عدة أساليب أهمها تعيين أساتذة بعيداً عن تخصصاتهم الأساسية. فعلى سبيل المثال لا الحصر نقل د. محمد الحمدي، المدعوم من عبد الملك مطهر وكيل جهاز الأمن القومي، وتخصصه علوم سياسية من كلية التجارة خمر –قبل أن تصبح تابعة لجامعة عمران- إلى كلية التربية أرحب قسم التاريخ، وبعد النقل عينه رئيسا لقسم التاريخ في الكلية. وعين د. امين منصر وتخصصه هندسة أستاذا في كلية التربية في أرحب. وعين د. عزيز الخطري، وهو أخ لمدير مكتبه السابق، في كلية التربية بالمحويت رغم ان تخصصه قانون.

وجمد عملية التطوير العلمي والأكاديمي في عدد من الكليات المهمة من خلال تعيين عمداء من خارج كلياتهم ويحملون تخصصات بعيدة عن تخصص الكلية المعينين فيها على الرغم من وجود أخرين متخصصين. وللتمثيل فقط فقد عين د. ملهم الحبوري عميدا لكلية الطب البشري وتخصصه صيدلة ... وعين د. محمد المعمري عميدا لكلية الصيدلة وتخصصه كيمياء أغذية زراعية، كما عين د. زكريا الشعيبي نائبا لعميد الصيدلة وتخصصه علوم... وعين د. عبد الرحمن المصنف عميدا لكلية التربية الرياضية وتخصصه تاريخ إسلامي.. وعين د. أحمد العجل عميد لكلية التربية في المحويت وتخصصه إذاعة وتلفزيون ومؤخراً عينه عميدا لكلية الإعلام .

وشجع إداريين مقربين منه على التدخل في صلاحيات الأكاديميين والقيام بالمهام الأكاديمية في الكليات. ففي كلية التجارة والاقتصاد يقوم عديله أمين الكلية محمد إبراهيم بمهام الشؤون المالية والإدارية والأكاديمية بينما لا يملك عميد الكلية أي اختصاص أو صلاحية. ولعل عميد الكلية يقضي وقته يعض على الأصابع وهو يرى أمين الكلية ينعم بسيارة اشتراه له عديله من حساب الموازي ويستلم مكافآت تارة بالدولار وأخرى بالعملة المحلية.

وعمل طميم على إضعاف الأداء التدريسي للكثير من الأساتذة حيث انصرف هؤلاء عن النشاط العلمي وانشغلوا بمواجهة ما يمارسه رئيس الجامعة ضدهم من أساليب عقابية على ما أبدوه من ملاحظات تجاه التردي الحاصل في الجامعة، ومن تلك الأساليب: انتهاج سياسة هدفها التأثير على حالتهم النفسية، خلق تهم واهية لهم وإدخالهم في تحقيقات تأخذ الكثير من أوقاتهم وتفكيرهم. ولم يهتم رئيس الجامعة بتوفير المتطلبات الضرورية لعملية التحصيل العلمي في الجامعة،

فالمعامل تفتقر إلى الكثير من المواد والأجهزة والصيانة، وفي إحدى الكليات اضطر بعض الأساتذة إلى إعطاء الطلبة الجانب العملي في معامل مؤسسة المياه لتوفر الأجهزة والمواد فيها. وو صل الأمر في عدد من الكليات العلمية كالعلوم والصيدلة إلى تحميل الطلاب ثمن مواد المعامل، ويضطر بعض الأساتذة في بعض الأوقات إلى شراء بعض المواد الكيميائية ليتمكنوا من تعليم طلابهم في حين يتحول رئيس الجامعة إلى ابن "بطوطة" عصره وتزيد عدد سفرياته عن سفريات وزير الخارجية، وفي كل مرة يسافر على نفقة برنامج أو حساب بما في ذلك حساب مشروع تطوير الإدارة العامة. اما مبالغ العهد فحدث ولا حرج.

ذكاء انتهازي

ولا ينقص طميم الذكاء ولا الإستراتيجية ولا الخبث ولا الميكيافلية في أقذر صورها. وقد لعب ورقة التعيينات داخل الجامعة بذكاء عز نظيره حتى يجعل مشروعه مدعوما بالنفوذ..عين د. خالد الأكوع المتزوج من ابنة المهندس احمد الانسي رئيس هيئة مكافحة الفساد مديرا لبرنامج تطوير الإدارة العامة إلى جانب عمله كأستاذ في قسم العلوم السياسية وكوكيل في وزارة الإدارة المحلية. ويتقاضى البرنامج الذي تحاط أنشطته وحساباته وطريقة اختيار المشاركين فيه بدرجة عالية من السرية حوالي 4 آلاف دولار من حسابات الدولة عن كل طالب، وتذهب المبالغ إلى حساب مجهول لا يعرف تفاصيله سوى الأكوع وطميم. ويمثل الأكوع ورقة رابحة ليس فقط بحكم صلته بالآنسي ولكن أيضا بحكم صلة القرابة التي تربطه بالدكتور محمد محمد مطهر نائب وزير التعليم العالي والذي يعمل على توجيه الدعم الخارجي لبرنامج تطوير الإدارة العامة الذي ابتلع حتى الآن نصف مليار ريال يمني من الدعم الخارجي وينتظر ان يوجه الأمريكيون عن قريب ملايين الدولارات نحو هذا البرنامج "الأسري." ويعمل طميم على تمليك البرنامج الذي هو عبارة عن استثمار خاص ربع مساحة كلية التجارة رغم ان الأخيرة تستوعب 18 الف طالب في حين ان طلاب برنامج تطوير الإدارة العامة الذي يرأسه نسب الآنسي هم في حدود 20 أو 30 طالب ويدرسون يوما واحدا في الأسبوع هو يوم الخميس أو يومين بالأكثر.

وزيادة في التأكيد، فقد عين طميم الأستاذ د. سنان المرهضي المتزوجة ابنته من نجل رئيس هيئة مكافحة الفساد والمحاضر في برنامج تطوير الإدارة العامة الذي يخضع تجنيد أعضاء هيئة التدريس فيه لمعايير صارمة ليس من بينها الكفاءة أو تطوير الإدارة العامة، نائبا لعميد كلية التجارة.

وبالنسبة لبلقيس أبو أصبع نائبة رئيس هيئة مكافحة الفساد التي تحتفظ صوريا وبالمخالفة للقانون بموقعها كأستاذة في قسم العلوم السياسية، فقد احتواها طميم بطريقته الخاصة حيث فرض على مجلس الجامعة مؤخرا الموافقة على تعيين زوجها الطبيب نجيب أبو أصبع أستاذا في كلية الطب في الجامعة بالمخالفة لكل اللوائح والقوانين في حين تولت هي توظيف نفوذها لاستخراج درجة مالية باسم زوجها من وزارة المالية..وينتظر ان يصدر قرار التعيين قريبا.. أما د. عبد الله السنفي رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، ومثله مثل الدكتوراه أبو اصبع، فيستلم مرتبه آخر كل شهر من كلية التجارة والاقتصاد، وزيادة في التأكيد على احتوائه تم تعيينه رئيسا للجنة الأكاديمية في كلية التجارة وكأن مهام رئاسة الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة غير كافية.

وعين طميم وبقرار صاروخي هشام السنباني المتزوج بابنة الشيخ صادق أمين أبو رأس والمقرب من فارس السنباني الذي يعمل في الرئاسة مديرا عاما لمكتبه. وعين د. أمة الإله حمد شقيقة وزيرة الشئون الاجتماعية عميدة لكلية الحاسوب رغم ان تخصصها لا علاقة له بالحاسوب. وتطول قائمة التعيينات خارج القوانين واللوائح والمعززة للنفوذ فتشمل تعيين نبيل الصهيبي أخ وزير المالية أستاذا في كلية الحاسوب، وآمال العرشي زوجة علي الشاطر وكيل وزارة المالية أستاذة في كلية الهندسة بعد ان كان عينها في احد المراكز.

البحث عن زعامة

يعد د. خالد طميم أول رئيس جامعة يضفي على نفسه هالة من الزعامة تتجاوز طبيعة المنصب الذي يتولاه حيث يقوم أربعة أشخاص ثلاثة منهم بزي مدني ورابع بزي عسكري بمرافقته وتشكيل دائرة للحيلولة دون الاقتراب منه ولا يترددون في التهكم على أساتذة الجامعة او حتى استخدام العنف ضدهم ان حاولوا الاقتراب من طميم في الطواريد ولو حتى للسلام. وعمل طميم على تطويل مكتبه بضم المكاتب الأخرى إليه حتى ظن المتابعون للعملية انه يسعى لدخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية. ويمر الراغب في مقابلة طميم الذي يجمع بين يديه كل السلطات بعدة محطات انتظار عبر المكاتب التي يؤدي كل منها إلى الآخر وكأنه سيقابل في النهاية لويس الرابع عشر. وما ان يصل إليه المرء حتى يفاجأ بأنه في حضرة شيخ في ثياب دكتور. يضع سبابته في خده ويقول " في وجهي" ويؤكد لمن طلبه شيء أن طلبه مجاب بقوله: " عليت ياذاك " ويضع يده في كتفه الأيمن، وبعد ذلك لا يلتزم بأي شيء، فلا التزم بالأعراف والقوانين الأكاديمية ولا بالأعراف أو التقاليد القبلية بما تحمله من قيم.

وتتحدد مكانة الأشخاص وأهميتهم في الجامعة بمقدار اقترابهم من طميم ولذلك أصبح أساتذة الجامعة يطلقون على سائقه لقب الأستاذ الدكتور ناصر الذيفاني. وما قيمة كرسي الأستاذية أمام النفوذ الذي يتمتع به الباشا سائق رئيس الجامعة؟

ولا يضيع طميم أي فرصة تسنح ليقوم بالإيحاء المباشر أو غير المباشر وخصوصا لزملائه المؤتمريين بأنه قوي ويحضى بدعم خاص من قبل فخامة الرئيس وفي كثير من الأحيان يبرر مخالفاته التي يواجهه بها زملاؤه بقوله: " هذا من فوق ".. " هذا من الأفندم"، و " ما اعمل لكم هذا مش من عندي.. هذا جاء من احمد علي"، "هذه توجيهات الأمن القومي" ويذكر في الغالب شخصيات قريبة من الرئيس مثل طارق، عمار، علي محسن.... إلخ على أساس أنه تواصل مع أحدهم، أو اتفق معه، أو أن أحدهم اتصل به، وكل هذا بدون مناسبة في أغلب الأحيان.. والهدف الإيحاء لمستمعيه بأن علاقته أكثر من حميمة مع تلك الشخصيات المقربة من الرئيس.

توظيف الأعلام

ولأن الصحافة يمكن ان تفضح فساد طميم والتخريب الذي يمارسه ضد الجامعة فقد انفق عليها خلال فترة رئاسته للجامعة ومن حساب واحد فقط هو حساب الموازي قرابة 134 الف دولار او ما يعادل 27 مليون ريال. ويبلغ ما صرفه طميم على الصحف 11 ضعف ما صرفه على مركز تطوير التعليم. كما يزيد على إجمالي ما صرفه من هذا الحساب على كليات الزراعة ومركز أبحاثها، وكليات التربية، الإعلام، والآداب.

ولتحييد اكبر صحيفة رسمية في البلاد وتحويلها إلى ملمع لطميم ومنجزاته في تخريب أقدم واعرق الجامعات اليمنية وإذلال أساتذتها وطلابها ونهب مواردهم ومصادرة حقوقهم وحرياتهم عين ضياء علي الرعوي ابنة رئيس مؤسسة الثورة معيدة في كلية العلوم ثم سرعان ما اصدر لها قرار إبتعاث إلى جمهورية مصر العربية لإكمال الدراسة بالمخالفة لكل القوانين واللوائح. وفي ظاهرة نادرة في التاريخ اليمني عين طميم في ديسمبر 2007 د. عبد الله الزلب، المتخصص في الاجتماع، والذي كان قد عين بقرار جمهوري مديرا عاما لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون في مارس من نفس العام، أستاذا في كلية الأعلام. وقد استفاد طميم كثيرا من تعيين الزلب حيث أصبح منذ ذلك التاريخ يتمتع بتغطية تلفزيونية تفوق في جودتها أي تغطية لأي مسئول آخر..

وحتى يضمن طميم كسب الأكاديميين القدامى الذين لهم الكلمة المسموعة في دوائر الدولة وظف جائزة الجامعة من جهة وحسابات الجامعة من جهة ثانية لهذا الغرض حيث صرف من حساب الموازي لواحد منهم على سبيل المثال وعلى دفعات أكثر من 11 ألف دولار. والغريب ان دولار الموازي وريال موازنة الجامعة ودعم طميم وجدا طريقهما إلى شخصيات نقابية محسوبة على المعارضة وتحظى في ذات الوقت بمكارم السلطة. ويهمس الكثيرون انه ليس المهم ان تكون مؤتمريا أو معارضا ولكن المهم ان تكون في حزب "طمطم."