الجمعة، 30 أكتوبر 2009

انفلونزا الصحافة!

د. عبد الله الفقيه
عن صحيفة العاصمة العدد (366) بتاريخ 31 اكتوبر 2009

ابتليت الصحافة اليمنية كما كل شيىء آخر بصنف من الناس اصبحوا يجدون في امراض البلاد وويلاتها مصدرا للثراء السريع. فان نامت الفتن ايقظوها وان غابت صنعوها..يقدمون انفسهم للخارج كمحدثين وكاعداء للفساد ويكتبون باسمائهم مطالبين بمكافحة الفساد واصلاح الأوضاع. وبعد ان يقبضوا ما تيسر من الخارج يتجهون بسرعة الى اباطرة الفساد في الداخل فيلهفوا منهم ما تيسر مقابل ان يكتبوا هذه المرة باسماء مستعارة عن الخبثاء اعداء الفساد..احد هؤلاء ويعرفه كاتب هذه السطور بالأسم يكتب باسم مستعار فيشتم الحوثيين او المعارضة او الحراك لصالح الرئيس ويكتب باسم آخر فيشتم الرئيس لصالح الحوثييين او لصالح الحراك او لصالح المعارضة..تارة ينسب نفسه الى وراف واخرى الى وادي الدور وثالثة الى ابين ورابعة الى حضرموت.
اما الآخر، وهو دخيل على الصحافة واصبح يقود صحيفة باللغة الأجنبية تقدم نفسها كناطق باسم دعاة التغيير والدولة المدنية، فقد ساءه ان يذكر احد اصدقائه في سياق مقال يتحدث عن الفساد واستغلال النفوذ وكتبه خمسة من الأكاديميين. وبدلا من ان يتواصل ويسأل عن الكيفية التي صعد بها صاحبه الى الموقع المعني ودور النفوذ الإجتماعي في ذلك قرر ادانة الكتاب وارسل ملاحظة الى كاتب هذه السطور تقول لهذا السبب ستبقون على الرصيف. ولا يدرك مدرس اللغة الأجنبية الذي اصبح فجاة رئيس تحرير صحيفة بان اي عمل لا بد ان تحكمه القيم وان هناك اشخاص تختلف قيمهم عن قيمه المرنة ولا يقبلون ببيع الأكاذيب للناس والفهلوة والنصب على خلق الله حتى لو ادى ذلك الى بقائهم كما يقول على الرصيف، وهو بالتأكيد رصيف الشرف والنزاهة.
ومع ان الفساد يوجد، كما يقول خطاب الروحاني، في كافة مناحي الحياة الإ ان فساد الصحفي، والكلام ما زال للروحاني، يعد الأكثر خطورة لإن الصحفي "ولد ليكون ضد الفساد." لقد افرغ ذلك النوع من الصحفيين، واكثرهم دخيل على الصحافة كما يقول فتحي ابو النصر "الضمير الصحافي من مضامينه." انهم بحسب ابو النصر "والغون في إنفصامهم الذي يفسد قيمة الموقف الأخلاقي ويجعله موقفاً متذبذباً من السهل اختراقه او التدليس بأسمه." ويخلص ابو النصر، ويتفق معه كاتب هذه السطور في ذلك الى ان "الشئ الوحيد الذي لنا ان نعول عليه في ظل كل اللغط القيمي وعدم وضوح المواقف هو وجود متابعين نوعيين قادرين على الفرز الجيد ...وحماية الوعي من الانحدار." لكن الرهان على القراء النوعيين في بلد يقف على شفا الهاوية ويحتاج الى احداث تغيير كبير في الوعي قد لا يكون الإستراتيجية المثلى ..فمخرب واحد كما يقول المثل اليمني يغلب الف عمار.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق