الأحد، 18 أكتوبر 2009

انقاذ اليمن!

عن صحيفة العاصمة
شهددت الأسابيع القليلة الماضية تحركا عربيا يعد الأنشط منذ اندلاع الحرب الأخيرة بين الحكومة والحوثيين. فقد قام مسئولان مصريان هما وزير الخارجية احمد ابو الغيط ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عمر سليمان بزيارة لصنعاء، واكدا خلال الزيارة على وقوف مصر الى جانب اليمن ووحدته واستقرار ه. ثم جاء بعد ذلك الى صنعاء السيد عمر موسى الأمين العام للجامعة العربية.
بالنسبة لزيارة المسئولين المصريين فلا تخلو من غموض ولا تبعث التصريحات المستفزة لإيران والدول القريبة منها والتي اطلقها الوزير ابو الغيط على التفاؤل الإ اذا كان المقصود منها استخدام ايران كفزاعة لإخافة النظام اليمني ودفعه لإيقاف الحرب. اما زيارة امين عام الجامعة العربية فانها تبعث على "التشاؤل" اي التفاؤل والتشاؤم معا. من جهة، تؤشر الزيارة على ان النظام الإقليمي العربي بدأ يهتم وان مشاكل اليمن بدأت تشق طريقها وان بسرعة السلحفاة الى اجندة الفاعلين الإقليميين، وهذا بالتأكيد تطور مهم. من جهة ثانية، فان ايكال مهمة حل مشاكل اليمن الى أمين عام الجامعة العربية قد يعني ان بعض الدول العربية التي يتوقع منها ان تلعب دورا جوهريا في مساعدة اليمن على تجاوز أزماته تحاول الهروب من مسئولياتها عن طريق ايكال المشكلة اليمنية الى الجامعة العربية التي لا تمتلك سجلا مشجعا في حل الخلافات الداخلية في الدول الأعضاء، وربما كان سجلها في حل الخلافات بين الدول الأعضاء افضل نسبيا.
وتواجه اليمن معضلة حقيقية تتعلق بالدور المطلوب والمحتمل الذي يمكن ان تلعبه الدول العربية الأخرى في الأزمات القائمة. فعلى صعيد العلاقة بين القوى السياسية الداخلية، هناك عدة عوامل تجعل الحوار الداخلي بمثابة آلية لتعميق الخلافات وتصعيد الصراع العنيف أهمها: وجود حالة مزمنة من الشك وغياب الثقة بين الأطراف السياسية؛ اختلال في توزيع القوة بين مختلف الفاعلين السياسيين؛ وعدم توفر الموارد الكافية لتمويل الحلول التي يتم الإتفاق عليها. اما على صعيد الدور العربي، فان انقسام الدول العربية الى دول اعتدال ودول ممانعة قد يؤدي في حال العشوائية وغياب الإستراتيجية لدى السلطة والوسطاء الى تحويل اليمن الى ساحة لتصفية الخلافات الإقليمية.
وكل ما سبق يعني ان حل مشاكل اليمن سيتطلب دورا اقليميا قويا تتصدره دول الخليج ويحظى بدعم سعودي ايراني وتحيد فيه الإنقسامات الإقليمية ويشارك فيه الجميع في الداخل. وكل هذا يعني ان الحديث عن حوار يمني يمني في القاهرة هو مجرد تسريبات لإنه لا يوجد حتى الان اي اسس موضوعية لقيام مثل ذلك الحوار. ويبدو ان السلطة في اليمن لا تملك في الوقت الحالي اي رؤية للتعامل مع الوضع في صعدة او في الجنوب او مع التحدي الإقتصادي سوى الرؤية الأمنية التي تزيد الوضع سوءا وتثير القلق على كل المستويات. والأمل الوحيد هو ان تضع القوى اليمنية خارج السلطة من حراك وحوثيين ومشترك وقيادات في الخارج أيديهم في أيدي بعض ويدعوا جميعا إلى حوار وطني يسفر عن مشروع كبير بحجم التحديات التي تواجهها البلاد.

هناك تعليق واحد:

  1. في الحقيقة هذه المعضلة أنا اعتبرها القشة التي قسمت ظهر البعير، حيث أوضحت لنا كأمة إسلامية عربية، أنه لا وجود للغة الحوار نهائياً بين أي أطراف مشتركة في أي معضلة، بل القمع .. القمع .. القمع بأي وسيلة وأي شكل.

    الموضوع أوضح جانب من العلاقات العربية العربية، والعلاقات العربية الإسلامية، لكن ما الفائدة إذا كان كل طرف يبحث عن مصلحته الشخصية فقط، وخلي إللي يموت يموت وهم (الشغب)

    جزاك الله أخي في الله خير الجزاء ، ونفع بك الأمة الإسلامية العربية

    ردحذف