الأحد، 26 أغسطس 2018

عاصفة الخلافات تهب على السعودية...(23)

بدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشن العمليات الجوية ضد الحوثين والرئيس السابق في اليمن في 26 مارس 2015 وهو ذات التاريخ الذي بدأت فيه دول الخمسة (الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي وهي الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، روسيا، والصين) زائدا واحد  (المانيا) المرحلة الأولى من الجولة النهائية من المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وقد أراد اوباما، الذي برهن بشكل متكرر بأنه من أشد المؤمنين بمبدأ "القيادة من الخلف"، من الحرب في اليمن، من ضمن أهداف أخرى، إدارة إيران على طاولة المفاوضات من جهة، وإدارة المعارضة السعودية للتفاوض مع إيران من جهة ثانية. وحرص أوباما في سياساته الإعلامية على تصوير الصراع بأنه يدور بين "الدول السنية" التي لم يعرف عددها بالضبط، والحوثيين الشيعة المدعومين من ايران.   

وتعدت المسألة، بالنسبة لأوباما والحزب الديمقراطي الذي يمثله، قضية العلاقات الأمريكية الإيرانية أو امن دول الخليج أو الحد من انتشار الأسلحة النووية إلى قضية صراع منفلت بين الديمقراطيين من جهة، والجمهوريين من جهة ثانية، داخل أمريكا وعلى المستوى الدولي للحصول على المزيد من الموارد والنفوذ.



والت السعودية تاريخيا  الحزب الجمهوري، وبنى اوباما قناعاته بهذا الخصوص من ملاحظته للسعوديين وهم ينفقون بسخاء على حملات الدعاية الخاصة بالمرشحين الجمهوريين المنافسين له في انتخابات الفترة الأولى في عام 2008 وفي انتخابات الفترة الثانية في عام 2012، وكان الديمقراطيون وشأنهم في ذلك شأن الجمهوريين، بحاجة إلى دولة تدعمهم وتوازن في ثقلها السعودية، وكان هناك الكثير من الأموال الإيرانية المجمدة  في الولايات المتحدة ويمكن لأوباما وحزبه أن ينالوا منها "لقمة" محترمة، ولنقل على سبيل التقدير بضع مليارات يمكن وضعها جانبا دون أن يلاحظ أحدا ذلك ودون أن تترك العملية أي أثر عندما يتم شحن النقود المجمدة إلى إيران. ولا يتوقف الأمر عند ذلك الحد. فرفع العقوبات عن إيران وعودتها إلى سوق النفط  يعني أنها ستحصل على المزيد من النقود، وان الديمقراطيين قد يحصلون على مصدرا ماليا لا ينضب يرفدون به مصادرهم المالية الحالية.

لم يكن أوباما، أو الحزب الديمقراطي، مبتدعا في هذا الجانب. فقد عمل الجمهوريون وبالتنسيق مع السعوديين منذ عام 1987 على فرض العقوبات على إيران وتشديدها مع مرور الزمن بما يخدم مصالحهم النفطية والمالية بشكل اساسي، ثم مع الغزو الأمريكي للعراق وتوقف تصدير النفط العراقي، تمكن الجمهوريون وال سعود من إيصال سعر برميل النفط لأول مرة في التاريخ إلى أكثر من 150 دولار للبرميل وجنوا مئات المليارات من الدولارات.            

وأراد اوباما كذلك في فترته الرئاسية الثانية أن يرد الصاع صاعين للجمهوريين وللسعوديين على السواء من خلال التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، مدركا بأن تحقيق مثل ذلك الهدف يمكن أن يعني: إعادة نفط إيران إلى الأسواق، وبالتالي حرمان السعوديين وحلفائهم الجمهوريين من جني أرباح طائلة؛ شحن أموال إيران المجمدة إلى طهران لتكتسب النصيرة المحتملة للديمقراطيين المزيد من القوة؛  وزيادة الدور الإقليمي لإيران على حساب السعوديين والجمهوريين، ولصالح الديمقراطيين.

ولا يعني كل ما سبق أن اوباما أراد فقط التوصل إلى اتفاق مع إيران والحصول على ما يمكن الحصول عليه من مصالح شخصية أو حزبية، وبغض النظر عن أي اعتبار آخر. لقد أراد أوباما الوصول في التفاوض مع إيران إلى أفضل اتفاق يمكن الوصول إليه حتى يتمكن من إقناع الأمريكيين به، غير أن الاتفاق الذي كان يمكن لأوباما كرئيس لأمريكا عن الحزب الديمقراطي القبول به، ما كان ليحظى بقبول الحزب الجمهوري والسعودية وإسرائيل باي حال من الأحوال.   

وقد راقت كثيرا لأوباما فكرة أن تخوض أمريكا حربا مستترة باسم السعودية ضد النفوذ الإيراني باليمن، وأن يوظف  تلك الحرب للضغط على إيران على طاولة المفاوضات، على أن يقوم وفي ذات الوقت وبالتنسيق مع ايران، بتوظيف النفوذ الإيراني في اليمن للضغط على السعودية للحد من معارضتها للمفاوضات وللاتفاق الذي سيتم التوصل إليه في نهاية المطاف. وسيمضي اوباما في خطته ولن يتردد، كما ستكشف الحلقات القادمة، في توجيه الصفعات للإيرانيين والسعوديين على السواء عند الضرورة حتى يتمكن من الحصول على ما أراد  الحصول عليه.   

ويبدو أن حرب الطائرات التي بدأت إدارة أوباما في شنها على اليمنيين في 26 مارس قد تركت خلال أسبوعها الأول أثرها المطلوب على الإيرانيين بدليل أن المرحلة الأولى من المفاوضات النهائية حول البرنامج النووي والتي بدأت في 26 مارس (لاحظ التوافق بين تاريخ بداية التفاوض وتاريخ بداية الحرب)  قد انتهت في  الـ2 من ابريل، أي بعد أسبوع واحد فقط بقبول إيران مبدئيا بأمرين: فرض قيود على برنامجها النووي؛ والقبول بالخضوع لبرنامج مكثف من التفتيش الدولي للمواقع والمنشئات النووية للتأكد من التزامها بما تم التوصل إليه. واتفقت أطراف التفاوض على بدء المرحلة الثانية من المفاوضات النهائية، والتي ستناقش التفاصيل المتعلقة بفرض القيود على برنامج إيران النووي، واليات التفتيش على المنشئات النووية،  في 30 يونيو 2015.    

السبت، 25 أغسطس 2018

عاصفة الخلافات تهب على السعودية...(22)



في 29 ابريل 2015، أي بعد سبعة أيام فقط من الأمر بتحريك قوات الحرس الوطني إلى الحدود الجنوبية، أبعد سلمان بأمر ملكي أخاه غير الشقيق الأمير مقرن، الذي لا قرون له، من منصبه كولي للعهد وهو المنصب الذي لم يبق فيه سوى لحوالي ثلاثة أشهر.

وعين سلمان الأمير محمد بن نايف، ابن أخيه الشقيق، وليا للعهد مع احتفاظه بموقعه كوزير للداخلية. كما عين نجله محمد، الذي لم يتجاوز حينها الثلاثين من عمره، وليا لولي العهد مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع.  وأعفى الملك يومها أيضا الأمير سعود الفيصل من منصبه الذي قضى فيه قرابة 40 عاما كوزير لخارجية المملكة بناء على طلبه، وكان الوضع الصحي للأمير سعود قد تدهور بشكل كبير، وسيتوفاه الله بعدها بحوالي شهرين. وعين سلمان لأول مرة في تاريخ المملكة وزيرا للخارجية من خارج الأسرة المالكة هو عادل الجبير الذي كان يعمل سفيرا للسعودية في واشنطن. 


بالنسبة لبن نايف الذي حقق قفزتين خلال حوالي ثلاثة أشهر انتقل بموجب الأولى من وزير للداخلية الى "ولي لولي العهد" مع الاحتفاظ بحقيبة الداخلية، وفي الثانية من "ولي ولي العهد" إلى "ولي العهد" مع الاحتفاظ أيضا بحقيبة الداخلية، فقد أوجدت خطوة إبعاد الأمير مقرن من ولاية العهد سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الأسرة المالكة، وكان يفترض أن تجعله يشعر بالقلق، لكنه بدا شديد الولاء لعمه الملك. ووزعت صورة لبن نايف تناقلها الناشطون على الشبكات الاجتماعية وهو يقبل يد عمه مقرن الذي اعفي من موقعه عندما جاء الأخير لمبايعته.

ولم يكن محتملا، على أي حال، والبلاد تعيش حالة حرب أن تظهر أي معارضة علنية من داخل الأسرة  أو خارجها لقرارات الملك، ناهيك بالطبع عن أن مقرن، الذي لا قرون له، لا يحظى بأي دعم يذكر داخل الأسرة. بالنسبة لمقرن نفسه، فيبدو أن الملك إذا ما صدقت التسريبات قد استرضاه بمبلغ مالي كبير، غير أنه لا يعتقد أن المبلغ وصل إلى عشرة مليار ريال سعودي كما ذهبت التسريبات.

كانت مخاوف الملك سلمان ونجله تدور حول رد الفعل المحتمل لنجل الملك الراحل ووزير الحرس الوطني الأمير متعب، ولذلك حرصا على أن لا تصدر تلك القرارات سوى بعد مرور أسبوع على أمر الملك بتحريك قوات الحرس الوطني نحو الحد الجنوبي. وكانت المخاوف السائدة تنبع بشكل أساسي من أن فرص متعب في الوصول إلى الملك ارتبطت كلها بوصول عمه مقرن، وأنه بإزاحة مقرن تبخرت كل آماله في الوصول إلى العرش،  ولم يكن ذلك أسوأ ما سيحدث لمتعب ولآخرين غيره. وبدا واضحا منذ 29 ابريل 2015، أن بقاء متعب وزيرا للحرس الوطني لم يعد له من هدف، وإن إبعاده من قيادة الحرس أصبح مسألة وقت فحسب.

وفي منتصف مايو 2015، أي بعد حوالي أسبوعين على صدور القرارات، نشرت الواشنطن بوست تحليلا ذهبت فيه إلى أن أهم نتيجة للعمليات العسكرية في اليمن هي أنها سمحت للملك، في ظل التفاف النخبة الحاكمة حوله، أن يقدم على تغييرات هي الأكبر في تاريخ القيادة العليا للسعودية. وكانت تلك هي طريقة الأمريكيين في تسويق الحرب لسلمان ونجله مرة بعد أخرى. وأضافت الصحيفة أن الملك تمكن بقراراته تلك من: حل مشكلة الزعامات المسنة؛ تقوية الجبهة الداخلية الداعمة للتدخل في اليمن؛ وتعزيز العلاقات مع أمريكا بحكم أن ولي العهد الجديد وولي ولي العهد مقربان من أمريكا.

كان أسوأ ما في أوامر سلمان الصادرة في 29 ابريل 2015، أي بعد مرور شهر وبضعة أيام منذ بدء التدخل في اليمن ومرور 13 أسبوعا على تولي سلمان هو أنها أطاحت باربعة عقود من التوازن  التاريخي، وإن الهش، والذي بدأ بعد مقتل الملك فيصل في مارس عام 1975، بين تيار السديرين، وتيار غير السديرين من أبناء عبد العزيز (انظر الحلقة 10).  

ولأول مرة منذ وفاة الملك المؤسس في عام 1953 أصبح الملك، ولي العهد، وولي ولي العهد (النائب الثاني) كلهم من التيار السديري. لكن سلمان، الذي يقوم مشروعه على تقويض كافة الترتيبات القديمة، لم يكن ليبالي بذلك الجانب، وكان بإمكانه أن يلفت انتباه من يطرح الموضوع إلى الطريقة التي تعامل بها مع أخوه الشقيق احمد في عام 2012 ومع أبناء شقيقه سلطان (انظر الحلقة 13)،  ومع غيرهم من السديرين.

الجمعة، 24 أغسطس 2018

عاصفة الخلافات تهب على السعودية...(21)



في وقت مبكر من يوم الـ22 من ابريل 2015، أي في اليوم التالي لإعلان التحالف انتهاء عمليات "عاصفة الحزم"، هاجمت قوات الحوثيين والرئيس السابق معسكر اللواء 35 مدرع بمدينة تعز الذي كان قد أعلن ولائه لما يسمى بالشرعية، وبدأ يحارب في صفها، ونجحت تلك القوات في السيطرة على المعسكر، فرد التحالف بقصف المعسكر بالطائرات الأمر الذي أكد للجميع بأنه لا يوجد فرق  بين الحيزبون "عاصفة الحزم" وابنتها الدلوعة "إعادة الأمل." 

وبينما بدأ وزير الحرس الوطني السعودي بتحريك قوات الحرس بمعداتها وتجهيزاتها إلى الحدود الجنوبية للسعودية ارتالا ارتالا، دون وجود خطط عسكرية لمواقع التموضع والايواء وغير ذلك، فقد لوحظ أن الحوثيين شنوا أول هجوم واسع لهم على الحدود السعودية في الأول من مايو 2015 وكأنهم كانوا ينتظرون منذ بداية الحرب العدوانية وصول قوات الحرس الوطني إلى الحدود حتى يبدؤوا هجماتهم البرية الواسعة على السعودية.



وكان هناك حرص شديد من الجانب السعودي على أن تظل الحدود التي يتمركز عندها ضباط وجنود الحرس الوطني السعودي مفتوحة بشكل مستمر أمام الحوثيين وقوات الرئيس السابق في اليمن ليعملوا على اختراقها وقتل أو اسر ضباط وجنود الحرس وتدمير المدرعات والدبابات الحديثة والمواقع والمعسكرات ولينشروا عملياتهم المتصلة بكل ذلك في فيديوهات على موقع اليوتيوب للأفلام.

والأكثر من ذلك هو أن الطائرات التي تعمل تحت يافطة التحالف، استخدمت تسلل الحوثيين واستيلائهم على بعض مواقع ومعدات الحرس الوطني كذريعة لشن غارات على مواقع وأفراد ومعدات الحرس الوطني  بشكل عام لقتلهم وتدمير عتادهم بنيران صديقة.

ومع أنه كان من المتوقع، حتى مع استمرار كل شيء على ما كان عليه، ان يتم الالتزام بالاسم الجديد الذي لا بد وأن وزير الحرس الوطني قد خاض نضالا شاقا للحصول عليه، إلا أن فوضى التسميات استمرت على ما كانت عليه حتى مع دخول متغيرات جديدة، وأظهر وزير الدفاع حرصا شديدا على حرمان ابن عمه وزير "الحرس الوطني" من تحقيق أي انتصار مهما كان صغيرا مقابل التضحيات الجسام التي فرضت على قوات الحرس.

ولم يكن أحدا يتوقع على أي حال للعاصفة العاقر أن تحقق شيئا أو أن تلد أملا. وكان سلمان ونجله معذورين فيما يتعلق بالتسميات. فلو أنهما التزما بالتسمية الجديدة لفقدت الحرب ما أريد تحقيقه منها على  صعيد الداخل السعودي من إظهار "الحزم" لأعضاء الأسرة الحاكمة والشعب السعودي عامة.  

وفي يوم 6 يونيو 2015 ، أطلقت قوات  الحوثيين والرئيس السابق أول صاروخ بالستي على موقع سعودي، ثم استمروا بإطلاق الصواريخ البالستية تجاه السعودية طوال السنوات اللاحقة مذكرين الناس حتى دون أن يقصدوا ذلك بتصريحات احمد عسيري، وبالإعلان الصادر عن وزارة الدفاع السعودية يوم 21 ابريل 2015، بأنه تم  القضاء  على الصواريخ البالستية للحوثيين والرئيس اليمني السابق.

وأضطر بن سلمان بعد أن أصبح عسيري، الناطق باسم التحالف، رمزا يجسد الأكاذيب التي رافقت الحرب إلى إبعاده عن موقع المتحدث الرسمي باسم التحالف وتعيينه (لاحظ التاريخ)، في 22 ابريل 2017، نائبا لرئيس الاستخبارات العامة، مع الحد قدر الإمكان من ظهوره الإعلامي، على أمل أن ينسى الناس بمرور الزمن تلك الرمزية التي بات يجسدها.    


السبت، 18 أغسطس 2018

عاصفة الخلافات تهب على السعودية...(20)



يمضي اغرب بيان يصدر عن تحالف عسكري في التاريخ، في الاقتباس عن رسالة مزعومة ارسلها هادي الى ملك السعودية يوم 20 ابريل 2015، فيورد ما يلي:

"كما أضاف فخامته أنه تم تتويج هذا الانتصار ولله الحمد بصدور قرار مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع رقم ( 2216 ) الذي جاء ليفرض واقعاً جديداً ويقطع الطريق على كل العابثين باليمن والموقدين للفتن فيه , وسيكون المرتكز الأساسي في السعي لمستقبل جديد لليمن , وعليه فإن فخامته .. أكرر فخامته يتطلع إلى بدء عملية ( إعادة الأمل ) للشعب اليمني , بحيث يتم خلالها إن شاء الله العمل على تحقيق الأهداف المرجوة منها . واختتم فخامته رسالته بما يلي:
"وإننا لعلى ثقة بحول الله أن جهودنا المشتركة مع دول التحالف والمجتمع الدولي ستأخذ بيد اليمن إلى مرحلة جديدة يطوي فيها الشعب اليمني الأحداث الأليمة التي عصفت به وتنتصر فيه ـ بإذن الله - إرادته الحرة في رسم مستقبله بعيداً عن الإكراه والإذعان وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح الذي سعت إليه الميليشيات الحوثية ومن تحالف معها ودعمها                            .
سائلين الله جل جلاله أن يعيد للشعب اليمني أمنه واستقراره.
وتقبلوا خالص التقدير والاحترام.
عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية 
 "



ويلاحظ أن البيان، بعد أن استرسل في اقتباس النجاحات العديدة التي حققتها "عاصفة الحزم" حتى  استنفذها، فتح قوسا ثم كتب "كما أضاف فخامته أنه تم تتويج هذا الانتصار ولله الحمد بصدور قرار مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع رقم ( 2216 )" وكأن الهدف من الحرب استصدار القرار رقم 2216 تحت الفصل السابع. ثم يمضي البيان إلى أن يقول "وعليه فإن فخامته .. أكرر فخامته يتطلع إلى بدء عملية ( إعادة الأمل ) للشعب اليمني  بحيث يتم خلالها إن شاء الله  العمل على تحقيق الأهداف المرجوة منها."وما يفهم من الاقتباس هو أن شخصا ما كان يملي على شخص آخر بالتلفون ما الذي ينبغي عليه أن يكتبه على لسان هادي والأخير يسجل كل ما يسمع، وإن كان من الواضح أنه غير مقتنع بما يسمعه أو انه لا يفهم شيئا مما يملى عليه.

ويمضي البيان، فيورد  أن فخامته اختتم رسالته بــ"وأننا لعلى ثقة...... الخ"، وكل ما سبق كارثة، وأن يقتبس بيان صادر باسم "دول التحالف" في سياق نصه جملة "سائلين الله جل جلاله أن يعيد للشعب اليمني أمنه واستقراره. وتقبلوا خالص التقدير والاحترام عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية" هو بحق أم الكوارث.
وربما كان اغرب ما ورد في الاقتباسات الساخنة القول بأن "فخامته ..اكرر فخامته يتطلع إلى بدء عملية ( إعادة الأمل ) للشعب اليمني" رغم أن البيان اشار في بدايته "أن تاريخ اليمن والأمة العربية سوف يسجل بمداد من ذهب ذلك الموقف التاريخي الصارم الذي أعاد للشعب اليمني الأمل في مستقبله."  ويمضي البيان، وإن بالكثير من التكرار والكثير من الادعاءات المجوفة، فيذكر ما يلي:

"وحيث تم بتوفيق من الله إنجاز أهداف عملية عاصفة الحزم المشار إليها في رسالة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وفق الخطط الموضوعة وفي وقت قياسي منذ بدء العمليات والتي شملت تحييد معظم القدرات العسكرية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية وكانت تشكل تهديداً لليمن وللدول المجاورة والمنطقة , إضافة إلى السيطرة على الأجواء والمياه الإقليمية لمنع وصول الأسلحة إلى الميليشيات الحوثية والمحافظة على السلطة الشرعية وتأمينها وتهيئة البيئة المناسبة لممارسة مهامها ومساندة الموقف الإنساني داخل اليمن والمساعدة في إخلاء الرعايا الأجانب وتسهيل مهمة الكوادر الطبية التطوعية وتقديم الإغاثة العاجلة لمختلف المناطق خاصةً تلك التي تشهد اشتباكات مسلحة، فإن دول التحالف , واستجابة منها لطلب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي المشار إليه في رسالته المؤرخة في 20 / 4 / 2015م , تعلن عن انتهاء عملية "عاصفة الحزم" مع نهاية هذا اليوم وبدء عملية "إعادة الأمل " والتي سيتم خلالها العمل على تحقيق الأهداف التالية :
1
. سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن رقم ( 2216) , والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
2.استمرار حماية المدنيين.
3.استمرار مكافحة الإرهاب.
4. الاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية
5 . التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية ومن تحالف معها , وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة من الخارج.
6. إيجاد تعاون دولي ـ من خلال البناء على الجهود المستمرة للحلفاء ـ لمنع وصول الأسلحة جواً وبحراً إلى الميليشيات الحوثية وحليفهم علي عبدالله صالح من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين.
وفي هذا الخصوص تثمن دول التحالف صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله " بتخصيص مبلغ ( 274) مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في (اليمن) من خلال الأمم المتحدة
وتود دول التحالف تأكيد حرصها على استعادة الشعب اليمني العزيز لأمنه واستقرار بعيداً عن الهيمنة والتدخلات الخارجية الهادفة إلى إثارة الفتنة والطائفية وليتمكن من بلوغ ما يصبو إليه من آمال وطموحات , وليعود اليمن لممارسة دوره الطبيعي في محيطة العربي ـ بإذن الله ـ".