الخميس، 21 أغسطس 2014

سري جدا: الثورة السعودية على اخوان اليمن


- عمل الرئيس السابق وحزبه والحوثيون، في اطار خطة سعودية أمريكية، على قيام ثورة يمنية مطابقة الى حد كبير لما حدث في مصر في عام 2013 وبحيث تنتهي بابعاد عناصر الإخوان المسلمين وشيوخ القبائل وقادة الجيش المناصر لثورة الـ11 من فبراير 2011 عن المشاركة في السلطة. 

- يحاول الرئيس هادي تنفيذ المخطط السعودي، لكنه لا يثق بدعم السعوديين له للبقاء في السلطة ولذلك يعمل على وضع نفسه في مكانة الحكم بين خصومه ويتجنب ما يعتبره مزالق ستؤدي بنظامه الى التهلكة. 

-يحاول الرئيس هادي بكل طريقة ممكنة من خلال دور الحكم الذي اختاره لنفسه وضع منافسيه السياسيين المتمثلين في الرئيس السابق والمناصرين له داخل المؤتمر والحوثيين كمعسكر أول في مواجهة الإخوان وشيوخ القبائل وقادة الجيش المناصر للثورة كمعسكر ثاني. 

- يرى الرئيس هادي ان مستقبله السياسي يتوقف على اندلاع حرب طاحنة بين خصومه داخل العاصمة صنعاء بحيث يقضي كل منهما على الآخر أو يضعفه بينما يتولى هادي في نهاية المطاف وبما يقع تحت أمرته من قوات عسكرية وأمنية الإنقضاض على الطرفين او ما يتبقى لهما من قوة. 

- يتفق السعوديون مع الرئيس هادي في هدف القضاء على الحوثيين والإخوان ورجال القبائل، لكن خططهم لما بعد ذلك تختلف جذريا عن خطط الرئيس هادي. 

- قد يلجأ الرئيس هادي والملتفين حوله، او قد يقوم بذلك عملاء الإستخبارات السعودية، الى افتعال حادث امني لتفجير الموقف بين خصومه مستغلا قبض كل طرف على الزناد ومستوى التوتر المرتفع. 

- كان الرئيس هادي ومن خلفه السعوديين والأمريكيين قد حاولوا خلق شروط المواجهة بين الفرقاء السياسيين عن طريق الإغتيالات وخصوصا تلك التي طالت الدكتور احمد شرف الدين والنائب عبدالكريم جدبان لكن المواجهة المأمولة لم تحدث. 

- يقوم الحوثيون في اطار خطة الثورة السعودية على اخوان اليمن بدور "الإلتراس" الذي قام به في مصر فيما يسمى ثورة 30 يوليو عناصر في الجيش المصري والأجهزة الأمنية وبعض الشباب المتحمس. 

- قام الحوثيون منذ اكتوبر 2013 وبتنسيق تام مع الرئيس هادي والحزب الإشتراكي اليمني والسعودية والولايات المتحدة والمندوب الدولي جمال بن عمر بعدة حروب بهدف ضرب القوى القبلية التي قد تناصر أو تصطف مع الإخوان بما في ذلك المعسكرات التي ناصرت الثورة وكان مقتل العميد القشيبي جزء من الخطة السعودية.

- قبل تدشين ثورة الحوثيين، ذبحت المخابرات السعودية بالتنسيق التام مع الرئيس هادي ووزير دفاعه واجهزته الأمنية 14 جنديا من منطقة معينة كرسالة لقبائل حاشد بان ابنائها سيلقون نفس المصير اذا حاولوا التدخل في الصراع القادم الذي يهدف الى اجتثاث حاشد والإخوان على السواء. 

- تولى الإعلام اليمني وعملاء سعوديين لعدة ايام نشر رؤوس الجنود الضحايا بشكل مركز وفي كل مكان بغية ارهاب اليمنيين وتحييدهم في الصراع القادم واضعاف قدرتهم على المقاومة. 

- عمل السعوديون والمتحالفين معهم من اليمنيين على خلق ظروف مشابهة لظروف ثورة الـ11 من فبراير والتي انتهت بعزل الرئيس السابق. قتم اخفاء النفط وقطع الكهرباء بشكل متواصل لشهور تماما كما حدث في اليمن خلال الفترة من مايو الى نوفمبر 2011. 

- تم العمل على بعث محاولة اغتيال الرئيس السابق عن طريق افتعال حادثة النفق.
- حدد الحوثيين للرئيس هادي مهلة لتنفيذ مطالبهم لمدة 3 ايام تماما مثلما حدث في مصر. 

- تقوم قناة المسيرة المملوكة للسعوديين والممولة من قبلهم بنفس الدور الذي كانت تقوم به قناة سهيل مع بث نفس الأناشيد والتركيز على نفس مضامين المقابلات. 

- يقوم الرئيس هادي باتباع نفس الجدول ونفس السياسات والتصرفات التي اتبعها الرئيس السابق قبل سقوطه بما في ذلك المقابلات التي يجربها مع شيوخ القبائل المجاورة لصنعاء والخطاب الذي القاه يوم 20 اغسطس على اعضاء مجلسي النواب والشورى والقيادات الحزبية. 

- في كل محاولة سعودية لخلق ثورة على الإخوان في اليمن تم الإلحاح على تنفيذ جرعة للمشتقات النفطية لإقناع الناس بالقيام بالثورة بما في ذلك تلك المحاولة التي حدثت في منتصف عام 2013 وبالتزامن مع الثورة ضد إخوان مصر. 

- في أواخر رمضان الماضي دعا السعوديون الرئيس هادي الى جدة وامروه بتنفيذ الجرعة وتفاصيله وقد كان مقصودا في مسألة الديزل بالذات تقوية الحوثيين وسلخ اي دعم من كبار المزارعين لهم وتوجهيه نحو الحوثيين. 

- قبل بدء ثورة الحوثيين بيوم واحد قامت قناة اليمن الفضائية باجراء مقابلة مع الشيخ عبدالمجيد الزنداني اراد منها المخططون ان تكون شبيهة للخطاب الذي القاه الرئيس المصري محمد مرسي وقام عملاء الإستخبارات السعودية على الشبكات الإجتماعية وفي وسائل الإعلام المختلفة بتقديم تلك المقابلة للناس والتعليق عليها بما يحقق هدفهم. 

- يستعين هادي بنصيحة من السعودية في ادارته لثورة الحوثيين بغرفة عمليات سرية برئاسة احمد عبيد بن دغر وعضوية وزير الإعلام نصر طه مصطفى وامين عام الحزب الإشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان وآخرين.

- يأمل الرئيس هادي ان يتمكن بعد استنزاف خصومه والقضاء عليهم من تشكيل الحكومة التي يريد ومن اختيار الوزراء الذين يخدمون مشروعه السلطوي. 

- يراهن الرئيس السابق من خلال انصاره في صفوف الحوثي على الإطاحة بالرئيس هادي ويقول مراقبون تمكنوا من الحديث مع بعض المعسكرين على مشارف العاصمة ان الهدف هو اسقاط الرئيس هادي وتنصيب الرئيس السابق بدلا عنه. 

- يعتقد الحوثيون انهم سيتمكنوا من التخلص من الرئيس السابق والرئيس الحالي واعادة بناء دولة الإمامة التي يناضلون من اجلها. 

- يعمل السعوديون والأمريكيون على ايهام كل طرف بانهم معه وبانه سيكون الكاسب في نهاية الأزمة القائمة لكن الأزمة مفتوحة على كل الخيارات.






















الجمعة، 1 أغسطس 2014

الوزير الترب وصراع المراكز المقدسة في اليمن


لم يشك كاتب هذا التحليل ولو للحظة واحدة منذ استلام  اللواء عبده حسن الترب مهام منصبه كوزير للداخلية في الثلث الأول من شهر مارس 2014 بأن الوزير الجديد الذي جاء متحررا من كل الإنتماءات في ممارسته لمهامه الأمنية ذات الطابع السيادي سيصطدم بسرعة بالرئيس عبدربه منصور هادي وفريق عمله.

وربما كان الجزء الأكبر من مشكلة الترب، الذي ينتمي الى المناطق الوسطى في اليمن، هو أنه لا ينتمي الى المركز الشمالي المقدس الذي يستهدفه الرئيس هادي بالتفكيك والتصفية بعد قرابة ربع قرن من الهيمنة على السلطة، ولا الى المركز الجنوبي المقدس الذي هيمن على السلطة في جنوب اليمن لمعظم سنوات ما بعد الإستقلال (1969-1986) ويسعى الرئيس هادي الى ترميمه واعادة بنائه ليتمكن من جديد من فرض هيمنته،هذه المرة ليس فقط على الجنوب، ولكن على اليمن بكامله!

ونظر الترب، غير المثقل بالمكائد والمؤامرات والصراعات الدائرة على السلطة بين المركزين المقدسين، الى المشكلة الأمنية في اليمن على انها مشكلة قيادة وموارد وعصابات وجماعات ارهابية وميليشيات، ولم يفطن أو ربما تظاهر بذلك، الى أن المشكلة الأمنية الحالية في اليمن تمثل في خطوطها العريضة انعكاسا لمشروع سلطوي عصبوي مناطقي يشق طريقه عن طريق "الإدارة بالفوضى" ويسعى من ضمن اهداف كثيرة الى إضعاف وتصفية المؤسسات العسكرية والأمنية المحسوبة على المركز الشمالي المقدس واحلالها بقوات عسكرية وامنية موالية للمركز المقدس الذي يسعى الى التشكل من جديد !

وفي حين اعتبر الترب الإرهاب تحديا وطنيا يجب مواجهته على كل شبر من اراضي البلاد، فقد حصر الرئيس هادي جهوده، وفق ضرورات مشروعه السلطوي، في محاربة الإرهاب بشكل مستمر في محافظتي ابين وشبوة باعتبارهما موطن المركز المقدس الجنوبي. واقتصرت حروب هادي على الإرهاب خلال عامي 2012 و2014 على الدفع بالجماعات الإرهابية خارج ذلك المركز ذو الأهمية الخاصة غير مبال بالعواقب التي ستترتب على المناطق الأخرى وخصوصا محافظة حضرموت التي كان وما زال من الواضح ان الجماعات الإرهابية تتقهر دائما نحوها. كما لم يبال ايضا بالتداعيات المحتملة لسياسته تلك على أمن الدول المجاورة لليمن.

وحدث تباين مماثل في نظرة الطرفين الى المتمردين الحوثيين. ففي حين رأى الترب أن الحوثيين جماعة متمردة خارجة عن القانون وتشكل تهديدا للدولة اليمنية والدول المجاورة، وان تطهير محافظتي ابين وشبوة من خطر القاعدة لا بد ان يتبعه اخضاع المتمردين الحوثيين في الشمال لسيادة الدولة، فقد كان الرئيس هادي يرى في الحوثيين، منذ وقت مبكر ، حليفا قويا يمكن توظيفه لتفكيك المركز المقدس في الشمال واستكمال هيمنة المركز المقدس "الأبيني" على اليمن معتقدا اعتمادا على نصائح وتطمينات اطراف داخلية ودولية واقليمية ان بامكانه بعد القضاء على خصومه ومنافسيه احتواء القوة المتصاعدة للجماعة ضمن تنظيم سياسي موحد وتوظيفها بعد ذلك لتثبيت نظامه في مواجهة الداخل والخارج.

ولم يكن هناك مفر، في ظل تلك التباينات، من أن يصطدم الوزير الترب بالرئيس هادي ووزير دفاعه وأن يوجه الأول بنقل اختصاصات الأخير الى نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر الأخشع المنتمي الى المركز المقدس الأبيني، وهو ما دفع وزير الداخلية الى تقديم استقالته. وتكشف رسالة الإستقالة المطولة والمفصلة، والتي تداولها النشطاء عبر الشبكات الإجتماعية والمواقع الإخبارية على نحو واسع، الإختلافات العميقة في الأهداف والرؤى والمواقف بين الوزير والرئيس.

لقد حقق الترب، الذي أظهر في زمن قياسي قدرات قيادية استثنائية، نجاحات سريعة وحاسمة ضد عصابات القتل المأجورة، وجماعات الإرهاب والتخريب. وليس من قبيل المبالغة القول أن القدرات التي اظهرها الوزير الترب والنجاحات التي حققها قد أحرجت كثيرا الرئيس هادي وفريق عمله بما عرف عنهم من قدرات قيادية متواضعة ومن اعتماد شبه كلي على المؤامرات التي يحيكها الخارج كلما كان ذلك محققا لمصالحهم الذاتية، ولو على حساب الوطن وأمنه واستقراره.كما ان تلك النجاحات قد اربكت كثيرا مشروع الرئيس هادي في اقامة نظام عصبوي، ويمكن لها ان استمرت ان تقضي عليه تماما.

ولا يعتقد، رغم ان الرئاسة ما زالت صامتة بشأن الإستقالة، أن التباينات القائمة بين وزير الداخلية ورئيس الجمهورية يمكن تجاوزها. واذا كان اسدال الستار على دور الوزير الترب كوزير للداخلية يبدو حتميا، فإنه لا يعتقد أن الدور السياسي للترب سينتهي عند هذا الحد!