الخميس، 9 أغسطس 2018

هل ينقلب محمد بن سلمان على ابيه؟

لا تبدو العلاقة بين ملك السعودية سلمان ابن عبد العزيز من جهة، ونجله وولي عهده محمد بن سلمان، من جهة ثانية، على خير ما يرام منذ زيارة الأخير المطولة للولايات المتحدة خلال الثلث الأخير من مارس والثلث الأول من ابريل الماضيين. 

وبينما تركز الخلاف في البداية بين الملك ونجله حول الموقف السعودي من القضية الفلسطينية، فإن هناك الكثير من المؤشرات اليوم على أن الخلاف بين الاثنين قد اتسع كثيرا ليشمل قضايا أخرى، وأن الهجوم المسلح الذي استهدف قصرا كان يتواجد فيه بن سلمان بعد عودته من أمريكا قد تم على الأرجح بأوامر من الملك نفسه وهو يحاول كبح جماح نجله. 
 
الملك سلمان ابن عبد العزيز وولي عهده محمد
وفي الوقت الذي كان الملك سلمان قد عبر عن موقف المملكة من القضية الفلسطينية من خلال بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي يناقض كما سرب مقربون من ولي العهد الكثير من ثرثرة بن سلمان في تصريحاته ومقابلاته خلال زيارته لأمريكا ، وكذلك من خلال بيان قمة القدس التي عقدت في الظهران في منتصف ابريل، يقول مراقبون أن الملك وبعد عرض للسرك الروسي وصفته مواقع بانه "سرك عري" لم يكتفي باقالة رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، أحمد بن عقيل الخطيب، في 18 يونيو الماضي بل جمد ايضا عمل الهيئة مستدلين على ما خلصوا اليه بان الأمر الملكي باعفاء الخطيب لم يعين بديلا له. 

وتعد هيئة الترفيه أهم مبادرات بن سلمان، وكانت قد أعلنت انها ستستثمر خلال السنوات العشر القادمة بالشراكة مع القطاع الخاص 64 مليار دولار في قطاع الترفيه، وان عام 2018 سيشهد أكثر من 5 الاف فعالية. 

ولاحظ مراقبون أن الملك سلمان، ولأول مرة، لم يسافر حتى الان الى الخارج لقضاء اجازته السنوية فيما يعتقد أنه بسبب قلقه من انقلاب يمكن ان يدبره نجله محمد، رغم أن الأخير يعيش وضعا، اشبه ما يكون بالاقامة الجبرية. وكان الاعلام السعودي نشر مؤخرا خبرا بأن الملك سلمان سيقضي إجازته السنوية في "نيوم" فيما فسره المراقبون على أنه سخرية من الملك حول الطريقة التي يقوم بها نجله بالدعاية لنفسه من خلال مشاريع وهمية! 

ويبدو من خلال الصراع الدائر بين الملك ونجله أن احتمالات انقلاب بن سلمان على ابيه تتزايد يوما بعد آخر رغم المخاطر الكبيرة التي يمكن ان يحملها مثل هذا التصرف الأهوج. 

ولا تعد انقلابات الأبناء على الاباء في الملكيات الخليجية المطلقة ظاهرة جديدة. فقد كان صراع الاجيال ونزعة الاباء الى اتباع سياسات داخلية وخارجية محافظة في مواجهة ابناء تواقون الى التحديث السبب الرئيس لانقلاب السلطان قابوس بن سعيد على ابيه سعيد بن تيمور في 23 يوليو عام 1970 وكذلك في انقلاب امير قطر السابق حمد بن خليفة على ابيه خليفة بن حمد في عام 1995.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق