سيتطلع العرب عامة والخليجيون خاصة، وفي نفوسهم الكثير من الأمل، الى القمة الخليجية القادمة التي ستعقد في الكويت منتصف هذا الشهر والى الموضوعات التي ستناقشها والقرارات التي ستخرج بها وخصوصا وان القمة تعقد في مرحلة صعبة من تاريخ المنطقة تتعدد فيها التحديات وتتداخل وتتشابك بطريقة تجعل من الصعب التعاطي معها أو تجاهلها. واذا كان من غير المنطقي ان يتوقع الناس الكثير من قمة الكويت فيما يتصل بالمشاكل المزمنة في العالم العربي بدءا بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي مرورا بالوضع في الصومال والعراق والسودان وانتهاء بالملف النووي الإيراني، فانه سيكون من العسير ومن الخطأ الجسيم ايضا ان يتجاهل قادة الخليج بعض التحديات الانية.
وتمثل الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية في اليمن اخطر التحديات التي تواجه الأمن الخليجي نظرا لما يمكن ان يترتب عليها من تداعيات سواء بالنسبة لليمن وأمنه أو لأمن الخليج ككل أو حتى للمجتمع الدولي. ومع ان هناك الكثير من الفرص لإحتوءا المشاكل القائمة في اليمن باقل تكلفة واسرع وقت، الإ ان هناك الكثير من المخاطر ايضا. وهناك بالتحديد ثلاثة مخاطر يخشى ان يقع قادة الخليج في واحدة منها وهي: تجاهل الوضع في اليمن والنظر اليه على انه مشكلة تخص اليمن واليمنيين او تخص دولة خليجية معينة وليس كل دول الخليج؛ المرور على الوضع في اليمن مرور الكرام واتخاذ قرارات من قبيل حث الأطراف المعنية والإعراب عن القلق البالغ وغير ذلك من المفردات التي تمتلىء بها بيانات القمم العربية؛ وربما وهو الأسوء الانقسام حول تشخيص المشكلات القائمة في اليمن وبالتالي حول الإجراءات العاجلة المطلوب اتخاذها لتجنب المزيد من التدهور. والمحظور الثالث ليس بعيد الإحتمال.
ويتوفر لدى قادة دول الخليج اليوم خيارات عقلانية ومضمونة النتائج في التعاطي مع الوضع في اليمن. وهناك في المقابل الكثير من الخيارات النرجسية والشمشونية من قبيل بناء "سور الخليج العظيم" ليكون على غرار جدار الفصل العنصري الذي يبنيه الصهاينة او على غرار جدار برلين سيىء الصيت. ومن المؤكد ان الخيارات الأنانية وغير العقلانية سيكون مآلها الفشل الذريع. وايا كان موقف القادة الخليجيين من الوضع في اليمن في هذه القمة أو في القمم القادمة، فان الشيىء الأكيد والحقيقة التي لا يمكن الفرار منها هي ان اليمن تشكل بوابة الجزيرة العربية والخليج العربي وهي بوابه يزيد طولها عن الألفي كيلومتر ومفتوحة على قارتين وبحرين وعلى عشرات الملايين من الجائعين وعشرات الالاف من القراصنة ومهربي المخدرات والإرهابيين، وتطل على واحد من اوسع الممرات الدولية واكثرها ازدحاما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق