الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

أشكال ووظائف ومستقبل الدولة

أولا- أشكال الدولة

1. المقصود بشكل الدولة

يقصد بشكل الدولة الطريقة التي يتم بها توزيع السلطة راسيا داخل الدولة وذلك بموجب الدستور والممارسة.

ويمكن للدولة ان تتخذ واحد من ثلاثة اشكال:

أ. الدولة البسيطة Unitary state :

هي تلك الدولة التي يتم فيها تركيز السلطة بموجب الدستور في حكومة مركزية. ويتسم الشكل البسيط للدولة بالخصائص التالية:

o يوجد داخل الدولة حكومة واحدة هي الحكومة المركزية. ويمكن للحكومة المركزية في هذا الشكل إنشاء الوحدات المحلية (كالمحافظات أو الولايات أو المقاطعات أو المخاليف، والمديريات، ...الخ ) أو إلغائها بالقانون، وكذلك تفويض بعض سلطاتها للوحدات المحلية (حكام الأقاليم، المحافظون، مجالس محلية منتخبة) أو سحب تلك الاختصاصات باعتبارها صاحبة الحق الدستوري في تلك الاختصاصات. لكن كل ذلك لا يغير من شكل الدولة البسيط.

o يكون هناك دستور واحد جامد أو مرن: والمقصود بالدستور الجامد ذلك الدستور الذي يصعب تعديله مثل الدستور الأمريكي. أما الدستور المرن فهو ذلك الدستور الذي يسهل تعديله.

o القانون المطبق في جميع أرجاء الدولة واحد

o يمكن تغيير الحدود الداخلية بسهولة

o تكلفة منخفضة للحكم

ويتناسب الشكل البسيط أكثر مع الدولة التي تتميز بالخصائص التالية:

o صغر المساحة

o تجانس السكان أو عدم التجانس المصحوب بالتداخل

ومعظم دول العالم هي دول بسيطة مثل بريطانيا، ايرلندا، فرنسا، الصين، اليمن، مصر، ...الخ.

ب. الدولة الفدرالية Federal state:

يتم في هذا الشكل من الدول توزيع السلطة دستوريا وفعليا بين حكومة مركزية وحكومات محلية. ويتميز هذا الشكل بالخصائص التالية:

o تعدد الدساتير، والحكومات،

o سلطات المحافظات او الولايات (الحكومة، الجهاز التشريعي، ...الخ) ووظائفها مستمدة من الدستور ولا يمكن للحكومة الفدرالية/المركزية سحبها الا بالاتفاق مع السلطات المحلية

o غالبا ما تحتكر الحكومة المركزية وظائف الدفاع، السياسة الخارجية بما في ذلك إعلان الحرب، والعملة.

o يوفق بين نزعتين الأولى نزعة الاستقلال والثانية نزعة التوحد. فجذور هذا الشكل للدولة تعود في الواقع إلى عام 1787 والى الجدل الذي دار بين مؤسسي الولايات المتحدة خلال مؤتمر فيلادلفيا حيث طالب البعض باحتفاظ الدول التي ستشكل الإتحاد بما تتميز به من استقلالية في ممارسة سلطاتها الداخلية بينما طالب الآخرون بحكومة اتحادية قوية وقد مثلت الفدرالية حلا توفيقيا بين الطرفين.

o تعزز الفدرالية كما يقول مؤسسو الولايات المتحدة الأمريكية في الأوراق الفدرالية الديمقراطية والعدالة عن طريق نشر السلطة في المجتمع ونقل الحكم إلى مكان قريب من الناس وفتح قنوات جديدة للمشاركة السياسية، ومنع أي فئة اجتماعية من الاستحواذ على السلطة..

o تختلف القوانين المطبقة على المواطنين من مكان إلى آخر

ويتناسب الشكل الفدرالي مع الدولة التي تتميز بالخصائص التالية:

o كبر المساحة: معظم دول العالم ذات الشكل الفدرالي هي دول كبيرة المساحة مثل الولايات المتحدة، كندا، روسيا ومن بين الدول الست الأكبر مساحة في العالم فان دولة واحدة فقط تتبنى شكلا بسيطا وهي الصين (ولكن هذا لا يمنع بالطبع من وجود دولة صغيرة ولكن فدرالية مثل سويسرا التي تتعدد فيها القوميات).

o تعدد القوميات وعدم تداخلها جغرافيا: أي غياب التجانس السكاني داخل المجتمع حيث تتعدد الأديان أو اللغات أو غيرها وتحتل كل فئة اجتماعية منطقة مختلفة عن الفئات الأخرى (مثل إقليم كوباك الناطق بالفرنسية في كندا مع ملاحظة صعوبة تحقق هذا الشرط. ففي العراق مثلا هناك شيعة في الجنوب وسنة في الوسط وأكراد في الشمال، ومع ذلك هناك تداخل كبير)

وتبلغ نسبة الدول التي تدعي الفدرالية في العالم 10% لكنها تحتل نصف الكرة الأرضية وتضم نصف سكان العالم..واهم الدول الفدرالية هي الولايات المتحدة، روسيا، كندا، البرازيل، واستراليا والهند.

ج. الدولة الكونفدرالية Confederal state

يتم في هذا الشكل تركيز السلطة في الولايات أو الحكومات المحلية بينما لا تعطى الحكومة المركزية. ويعد هذا الشكل تاريخيا حيث ينطبق على الولايات المتحدة بين 1776 و1787.

أشكال الدول


الدولة البسيطة

الدولة الكونفدرالية

الدولة الفدرالية

توزيع السلطة

معطاءة كلها بموجب الدستور لحكومة مركزية واحدة

السلطة معطاة بموجب الدستور للوحدات المكونة للدولة

تقسيم السلطة بموجب الدستور بين الحكومة المركزية وحكومات الوحدات

انتشار النموذج

معظم الدول

قليل من الدول

بعض الدول

تفويض الحكومة لسلطاتها

لا يغير شكل الدولة

لا يغير شكل الدولة

لا يغير شكل الدولة

الدستور

واحد، مرن أو جامد، مكتوب أو غير مكتوب

متعدد وهناك معاهدة تنظم العلاقة بين الدول الأعضاء

متعدد، الفدرالي جامد

ثانيا- وظائف الدولة

1. الدفاع: الدفاع عن البلاد ومواطنيها وأراضيها في مواجهة التهديدات الخارجية

2. الأمن: حماية الأفراد من بعضهم

3. القضاء

3. التنظيم وحماية الحقوق: خلق الشروط الضرورية لتمكين الفرد من بلوغ أقصى ما يمكنه بلوغه دون إعاقة، وهذا هو السائد في الدول الرأسمالية وخصوصا الولايات المتحدة.

4. تحقيق الرفاه: دور اكبر للدولة يبلغ أقصى مدى له في دول مثل السويد والنرويج والى حد اقل المانيا وفرنسا

ثالثا- مستقبل الدولة

تواجه الدولة تحديات من الخارج ومن الداخل:

1. على المستوى الخارجي:

أدت ثورة الاتصالات ومد العولمة، وبعض المشكلات الجديدة إلى دفع الدول للدخول في تكتلات إقليمية أو دولية الغرض منها الحلول محل الدولة في القيام ببعض الوظائف التي كانت بمثابة احتكار للدولة. فالتغيير المناخي مثلا لا يمكن التعامل معه من قبل دولة دون أخرى او إقليم دون آخر. وينطبق ذات الأمر على التجارة الدولية. ولذلك تلجأ الدول إلى الانضواء تحت تلك التنظيمات رغم ما تدفعه من ثمن يتمثل في تخليها عن جزء من سلطاتها لتلك التنظيمات.

2. على المستوى الداخلي

أما على المستوى الداخلي فأن ابرز التحديات التي تواجه الدولة في الوقت الحاضر فهي لجوء الأقليات العرقية والإقليمية الى النضال المسلح من أجل إنشاء دولها المستقلة. ورغم فشل تلك الأقليات في اغلب الحالات الإ ان تأثيرها على قوة الدول وتماسكها يبدو واضحا. وتواجه الدولة المركزية كذلك ضغوطا من مواطنيها تطالب بنقل السلطات والاختصاصات المركزية إلى المحليات .

هوامش

اولا- سألني احد الطلاب لماذا يتم شخصنة الولايات المتحدة ب"العام السام" ولم يكن لدي جوابا محددا في المحاضرة وقد بحثت ووجدت ان "العم سام" يرمز إلى الولايات المتحدة فعندما يقول شخص ان سياسات العم سام مرفوضة فهو يعني ان سياسات الحكومة الأمريكية أو الولايات المتحدة مرفوضة. وتقول المصادر ان هذا التعبير استخدم لأول مرة في عام 1812. وغالبا ما يظهر "العام سام"، وهو بالطبع شخصية خيالية، في الصور على شكل رجل عجوز "ابيض" جاد ويرتدي ثيابا صنعت تعكس في تصميمها علم الولايات المتحدة الأمريكية.

ثانيا- أسئلة للمراجعة:

1. ناقش التعريفات المختلفة لعلم السياسة، ثم بين مكانة علم السياسة بين العلوم الأخرى.

2. اشرح بالتفصيل النظريات المختلفة لنشأة الدولة مع التركيز بشكل اكبر على نظرية العقد الاجتماعي

3. ما المقصود بشكل الدولة؟ وما هي أوجه الاختلاف بين كل من الدولة البسيطة والدولة الفدرالية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق