السبت، 19 ديسمبر 2009

الدكتور خالد الفهد

د. عبد الله الفقيه
عن صحيفة العاصمة

دخل الدكتور خالد الفهد المجتمع الأكاديمي من بوابة الجامعة والشروط الصعبة والتقدير العالي والتفوق العلمي ولم يدخله من باب النسب والمصاهرة والقرابة او من بوابة الأمن السياسي والأمن القومي. كانت الجامعة حين دخلها خالد الفهد الذي ينتمي بحكم الميلاد الى صعدة المحرومة من كل شيىء فيما عدا قذائف الموت ما زالت جامعة بالفعل ومؤسسة وطنية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولم تكن التنظيمات السرية قد حلت محل العمل العلني الملتزم بقضايا الأمة. ولم يكن خالد طميم قد اصبح رئيسا لها واحمد الكبسي نائبا لطميم لشئونها الأكاديمية.

وعاد الفهد الى اليمن بعد انهاء دراسته العليا وهو يحمل تلك المشاعر الوطنية التي نمتها السنوات الأولى للتسعينيات. ولإن الفهد لم يعرف غير المؤتمر والرئيس فقد التزم حزبيا بالمؤتمر وفكر المؤتمر وصار ذكر الرئيس بالسوء امامه من الكبائر. كما اصبح المؤتمر وفكر المؤتمر بمثابة الخطوط الحمراء. ولم يكن الفهد يجهل حجم الفساد الذي بات يهدد الأمن القومي للبلاد عن طريق تحوله الى ممول لمشاريع تمزيق البلاد. لكنه بحكم تخصصه في الفكر السياسي ربما ظن ان طريق التغيير يمر من بوابة الحاكم وليس من الشارع.

وبعد سنوات وحرب شعواء شنها ضده زملاؤه في المؤتمر بسبب توجهه للتغيير والتجديد داخل القسم ورفضه للفساد، تمكن الفهد من الوصول الى رئاسة قسم العلوم السياسية رغم معارضة رئاسة الجامعة . وانفجر الفساد في الجامعة في وجه الفهد ومجموعة من زملائه مثل قنبلة فوسفورية. ورفض الفهد الفساد جملة وتفصيلا. رفض ان يتحول قسم العلوم السياسية الى طابعة لإصدار شهادات الماجستير وفق اهواء أرباب الفساد. رفض التمييز بين اليمنيين وان يسرق من معيد درجته العلمية بعد ظلم استمر لعشر سنوات. رفض تزوير محاضر القسم كما يريد المتنفذون في جهات عليا.

ولم يترك الفهد مع زملائه باب أحد من كبار المسؤولين في البلاد الا وطرقوه ..بدء بالرئيس ونجله ويحي وطارق، وانتهاء بباب المغلوب على امره عبد ربه منصور هادي وغيرهم من جماعة "لا يهش ولا ينش" وهو حال الكثيرين اليوم. ولما عجزوا لجأوا الى الصحافة. وخسر الفهد منصب رئيس قسم العلوم السياسية بعد بضعة اشهر فقط، لإنه كشف عورة الجامعة وحجم الفساد المعشش فيها.. لكنه كسب نفسه. وليت الفهد ينىء بنفسه عن حزب تحول الى ماكينة للتآمر والى مافيا لتبييض الأموال وعن نظام ضاعت عليه البوصلة فلم يعد يفرق بين الحلال والحرام وبين الصديق والعدو.

هناك 3 تعليقات:

  1. نتمنى أن ينىء كل حر بنفسه عن حزب الفساد فوجوده في حزب كهذا هو دعم للفساد وإن لم يشترك فيه..فقد تجاوزت الأمور حدها.. أستغرب كثيرا من وجود أناس شرفاء في الحزب الحاكم وأستغرب أكثر حين أراهم أفضل من غيرهم من كثير من المعارضة في مواقف وطنية مشرفة .. بقدر إعجابي وتقديري لهم ولسنا نحن من يقدر لهم مصلحتهم إلا أننا نراهم أقرب لنا من هؤلاء..وأن مكانهم بين الشعب ومع قضاياه وهي للأسف لا تلتقي أبدا مع فساد وإفساد الحاكم وحزبه .. نتمنى أن نراهم قريبا بيننا.. مع شعبهم الذي أحبهم وأحبوه وأحب غيرتهم ووطنيتهم وإخلاصهم إلا أنه ينتظر إرتصاص الصفوف الحرة معا في خندق واحد... كل التحية والتقدير والحب لكل وطني حر ..أينما كان موقعه..فكلنا موقعنا و ملاذنا أبدا مع الحق..مع الوطن .

    ردحذف
  2. اليس لنقابة المدرسين اي دور في قرار الفساد اقالة الشرف والنزاهة ومتى تضع الحكومة المشلولة حدا لمهزلة جامعة صنعاء..

    ردحذف
  3. اغرب من الخيال..الفاسد يعاقب النزيه

    ردحذف