الجمعة، 20 أغسطس 2010

حرب النظام ضد المشايخ


توظف الأجهزة الأمنية قناة السعيدة في الدعاية ضد المشايخ  وإظهار الدولة عكس ما هي عليه من ضعف..

ولا احد بالتأكيد يمكن  أن يدافع عن المشايخ وخصوصا إذا كانوا من طراز الفاشق أو طفاح أو منصور أو غيرهم ..

لكن المشكلة الكبيرة في اليمن تكمن كما كتب احمد الصوفي ذات مرة في أن الدولة ليست أكثر من قبيلة  والرئيس ليس أكثر من شيخ ..

بل أن أي مقارنة عادلة بين سلوك "طفاح" شيخ مسلسل "همي همك" الذي بثته قناة السعيدة  تجاه رعيته وسلوك صالح تجاه مواطنيه  لن تكون  لصالح الأخير. فشتان بين ما حدث لعبد الكريم الخيواني، محمد المقالح، عبد الإله حيدر شائع،  وكمال شرف وغيرهم وبين ما حدث لشوتر وجعفر على أيدي الشيخ طفاح.

وشتان بين دولة "همي همك" في قناة السعيدة ودولة الجمهورية اليمنية. ففي الأولى يذهب فتيني  إلى القسم ليبلغ السلطة بان الشيخ "طفاح" لديه سجن خاص فيخرج احد الضباط مع فتيني لضبط طفاح  وتحرير الرعية وما أن يسمع طفاح بالخبر حتى يهرع  إلى إطلاق السجين ورشوته حتى ينكر انه كان مربوطا إلى النخلة..

أما في دولة الجمهورية اليمنية، فان المئات من أبناء الجعاشن الذين شردهم الشيخ منصور وصادر بيوتهم وممتلكاتهم ونكل بهم اشد تنكيل لم يدعوا باب مؤسسة من مؤسسات الدولة اليمنية إلا وطرقوه. وفي الوقت الذي اسمعوا فيه أصواتهم للعالم كله ما تزال الدولة اليمنية عمياء لا ترى وصماء لا تسمع  وبكماء لا تنطق ومشلولة لا تستطيع الحركة.

لا غرابة إذن أن يواجه المشاهدون صياح فتيني  "هناك قانون" بالضحك لهذه الكوميديا السوداء التي ينتجها الأمن القومي وترعاها السعيدة.  

ومن الواضح ان هناك من يعتقد أن  الدعاية ضد المشايخ وخلق الحقد الاجتماعي ضدهم  كفيل بأضعافهم وحل مشكلة المجتمع وتقوية الدولة.. لكن تجربة أهالي الجعاشن تقول شيئا آخر.  فالدعاية ضد المشايخ تضعف الدولة أكثر فأكثر وتطعن في أي شرعية يمكن إن تدعيها.

والحقيقة المرة هي أن النظام اليمني  يزيد في سب المشايخ فيزدادون قوة وتماسكا ونفوذا بينما تزداد قوة النظام تراجعا واضمحلالا ربما لان الدعاية ضد المشايخ هي في جوهرها دعاية ضد نظام هش يتلاعب به المشايخ يمينا ويسارا ولا يملك ذلك النظام في مواجهتهم سوى  ممارسة الدعاية المستترة ضدهم.

وهناك بالطبع طرق عدة لإضعاف المشايخ والتخلص من تأثيرهم واهمها أن يتم أعمال مبادئ المواطنة المتساوية وسيادة القانون على الجميع وفي مقدمتهم الرئيس وأركان حكمه وإذا ما حدث ذلك فلن يكون هناك حاجة لمقاربة سطحية لمشكلة المشايخ كتلك التي يقدمها "همي همك."  

أما أحسن أسلوب يمكن للأمن القومي استخدامه في الدعاية للدولة فهو أن يتوقف عن خطف المواطنين اليمنيين وإخفائهم أو اعتقالهم خارج نطاق الدستور والقانون..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق