الجمعة، 27 أغسطس 2010

الدوحة 3 : آخر فرص السلام


تحليل سياسي
كتبه لـ " التغيير " ـ الدكتور عبد الله الفقيه :

http://www.al-tagheer.com/news21600.html

وقعت الحكومة اليمنية مع المتمردين الحوثيين يوم 25 أغسطس الجاري ما يمكن أن يطلق عليه "الدوحة 3" والذي يأتي مكملا لاتفاقات سابقة بين الحكومة والمتمردين في عام 2007 ثم في عام 2008. ويمكن النظر إلى اتفاق الدوحة 3 على انه آخر فرص السلام خلال الوقت الحالي. لكن احتمال نجاح هذا الاتفاق لا تبدو أفضل من سابقيه.

أسباب للتفاؤل

هناك من الأسباب ما يدعو للتفاؤل بان هذا الاتفاق الذي لم تعلن تفاصيله قد يمثل خارطة للسلام ولعل أهمها هو أن تشكيل الوفدين اللذين يمثلان الطرفين يمكن أن يفهم منه وجود توجه وخصوصا من جانب الدولة للمضي في تنفيذ الاتفاق. أما السبب الثاني فهو أن قبول القطريين للتوسط من جديد بعد ان رفضوا ذلك في مراحل سابقة وطالبوا الطرفين بضمانات يمكن أن يفهم منه أيضا وجود قناعات لديهم بان الطرفين قد عقدا العزم على وضع نهاية لست سنوات من الحرب.


هناك أيضا سبب ثالث للتفاؤل وهو أن المجتمع الدولي يضغط مجتمعا على الطرفين وعلى السعودية أيضا كطرف ثالث غير مباشر للمضي قدما نحو السلام وذلك نظرا لما ينطوي عليه تفجر الصراع من جديد من مخاطر على الآمنين الإقليمي والدولي وخصوصا في ظل المخاوف الدولية من الخطر الذي تمثله القاعدة في جزيرة العرب والتي تتخذ من اليمن مقرا لها. وليس من قبيل المبالغة القول بان اندلاع حرب سابعة في صعدة سيزيد على ضوء المعطيات الحالية من فرص التدخل العسكري الخارجي في اليمن لوجود يقين تام في الدوائر الدولية من ان الحكومة اليمنية لن تستطيع أن تحارب المتمردين والقاعدة والحراك الجنوبي وان الحكومة اليمنية إذا لم تفرغ نفسها لمحاربة القاعدة وقررت بدلا عن ذلك خوض حربا جديدة ضد المتمردين فان الخارج سيتصدى بنفسه ومباشرة لقاعدة اليمن.

أسباب للتشاؤم

هناك أسباب كثيرة للتشاؤم تفوق في عددها أسباب التفاؤل المشار إليها. أولا، سبق محادثات الدوحة وتزامن معها عمل إعلامي قامت به بعض المواقع والصحف يفهم منه التحريض على حرب سابعة وعدم وجود توجه حقيقي نحو السلام.

ثانيا، تشير المواجهات التي شهدتها مدينة حوث الثلاثاء الماضي وقيام قبيلة حاشد كما تقول الأخبار باحتجاز عشرات الهاشميين وهدم عدد من بيوتهم إلى أن الصراع مرشح للتطور في عدد من المسارات.

ثالثا، رغم توقيع الطرفين على "الدوحة 3" الإ أن عدم الإعلان عن تفاصيله يقلل من فرص تنفيذه وذلك لان الاتفاقات السرية نادرا ما تحظى بالتطبيق لعدم وجود الدعم الشعبي اللازم لتنفيذها.

رابعا، يتميز اتفاق النقاط الـ22 الذي وقع بين الحكومة والمتمردين في يوليو الماضي والذي يفترض أن "الدوحة 3 " حوله إلى برنامج زمني قابل للتنفيذ على العديد من الثغرات التي تجعله غير قابل للتطبيق على الأرض. وان لم يكن الاتفاق الجديد قد عالج تلك الثغرات فان احتمال نشوب حرب سابعة يبدو اقرب إلى الحدوث.

خامسا، يشير التقليل الرسمي من خطر القاعدة ومحاولة احتواء انفجار لودر إلى أن التمرد الحوثي وليس القاعدة هو الذي يحظى بالأولوية خلال المرحلة الحالية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق