البروفسور دنيس سوليفان في صورة له بالقاهرة |
وقد تغير الوضع هذا العام ووجد سوليفان نفسه محاصرا بصراع كبير تخوضه الجماعات الموالية لإسرائيل ضد ما تعتبره عملية تطبيع للعلاقات الأمريكية مع المجتمعات الإسلامية تقوم بها الجامعات الأمريكية ومراكز البحوث الشرق الأوسطية والتي تمثل من وجهة نظر تلك الجماعات تهديدا للمصالح الإسرائيللية في الولايات المتحدة.
وتركز الجماعات اليهودية في حملتها ضد سوليفان وفي شريط فيديو مدته نصف ساعة على نشاطين لسوليفان دون ان تورد ولو اقتباس واحد من اي مؤلف له يؤكد عدائه للسامية:
الأول، مادة يدرسها سوليفان بعنوان "امريكا، الإسلام، والشرق الأوسط" ويتبع سوليفان في تعليمها نظام المادة المفتوحة حيث يمكن لجميع طلاب، اساتذة، خريجو الجامعة والساكنون في مدينة بوسطون بشكل عام المشاركة فيها وقد استقطبت المادة العام الماضي العديد من الأصوات التي ربما ازعجت الجماعات اليهودية وخصوصا وان سوليفان يبث فعاليات المادة على الإنترنت
والثاني، برامج التبادل الثقافي بين طلاب الجامعة وطلاب الدول العربية والإسلامية وخصوصا برنامج "حوار الحضارات" الذي يحمل سوليفان وطلابه الى العديد من الدول العربية والإسلامية حيث يتحاور الطلاب الأمريكيون مع نظرائهم من جامعات الدول العربية والإسلامية ويطورون تفاهمات جديدة يمكن ان تشكل نقطة تحول في العلاقات الأمريكية الإسلامية.
لقد تميز عهد الرئيس باراك اوباما في الولايات المتحدة على الصعيد الخارجي بسعيه الدؤوب الى تطبيع العلاقات بين امريكا والعالم الإسلامي ومثلت برامج التبادل الثقافي ابرز علامات المرحلة. لكن الواضح ان توجهات اوباما نحو بناء مستقبل مختلف للعلاقات الأمريكية مع العرب والمسليمن يثير مخاوف عميقة لدى الجماعات اليهودية المتطرفة التي بدأت في استهداف الجامعات والحريات الأكاديمية ومراكز الدراسات الشرق الأوسطية، فكل من لا ينحاز لإسرائيل ويتبنى اجندتها ويسعى لمد الجسور بين امريكا والمسلمين يتم وصمه بالعداء للسامية.
انها وصمة قديمة يتم توظيفها لتحقيق اهداف جديدة وهي الحفاظ على درجة من العداء والتوتر والحرب ان امكن بين المسلمين والأمريكيين تسمح لإسرائيل بالإستمرار في سياسة ابتلاع اراضي الفلسطينين وحقوقهم العادلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق