الجمعة 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 الساعة 08 مساءً / مأرب برس- حاوره نشوان العثماني:
استبعد الدكتور عبد الله الفقيه نشوب حرب إقليمية جراء المواجهات الدائرة على الحدود اليمنية السعودية مع جماعة الحوثيين, لكنه ألمح إلى أن لدى إيران أوراقا, لم يكشف عنها, ستكون كفيلة بجعل التدخل الإيراني المباشر في اليمن خيارا ممكنا, محذرا من أن تزايد المؤشرات على تدهور الاستقرار في اليمن سيمكن السعودية من خلق منطقة عازلة داخل اليمن؛ لحماية أمنها من التداعيات التي يمكن أن تحدث في حال انهيار الدولة في صنعاء. محملا كافة الأطراف, وعلى رأسها النظام اليمني, مسئولية الحرب التي قال إن خياراتها مفتوحة خصوصا بين الحكومة اليمنية والحوثيين, كاشفا عن أن صفقة السلاح بين السعودية وروسيا ستقود إلى عمليات عسكرية ستشنها المملكة من وقت إلى آخر على مواقع القاعدة أو الحوثيين القريبة من الحدود اليمنية السعودية داخل أراضي الأولى.
خيارات اندلاع الحرب الإقليمية
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء إن نشوب حرب إقليمية "احتمال بعيد جدا في الوقت الحالي", مرجعا الأمر إلى أسباب كثيرة، حيث تتطلب الحرب الإقليمية تدخلا عسكريا سعوديا على الأرض, إلا أنه من غير المحتمل أن يتورط السعوديون في حرب كهذه لما تنطوي عليه من مخاطر كبيرة بالنسبة لأمن المملكة.
كما أن الحرب الإقليمية, تتطلب, وفقا له, تدخلا إيرانيا مباشرا أو حتى غير مباشر, وهو ما استبعده أيضا؛ لأن شيعة اليمن والمنطقة الجغرافية التي يحتلونها لا تمثل بالنسبة لهم أهمية إستراتيجية، ثم أن بُعد اليمن عن إيران يجعل خيارات الإيرانيين في التدخل محدودة جدا, حسب وصفه.
وأضاف الفقيه في حوار قصير مع "مأرب برس" أن دخول إيران يتطلب تحول الحرب إلى حرب مذهبية, وهذا جانب حاولت بعض الأطراف الوصول إليه في الحروب السابقة دون نجاح يذكر بسبب التقارب القائم بين السنة والشيعة في اليمن والذي يجعل شيعة اليمن اقرب إلى السنة منهم إلى الشيعة في إيران, طبقا لما ذكره.
انخداع المملكة
وفيما يتعلق بتحول الحرب نحو المواجهات بين الحوثيين والجيش السعودي, يعتقد الفقيه أن جر القدم السعودية إلى اليمن يخدم بشكل أو بآخر كل من الحكومة اليمنية والحوثيين والسعوديين أيضا وأطراف أخرى. مشيرا إلى أن الحكومة اليمنية نجحت في تصوير الحرب الدائرة في صعدة, على الأقل للسعوديين, على أنها حرب إقليمية تستهدف المملكة وأمنها واستقرارها وهو ما قد يترجم إلى المزيد من الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري للحكومة اليمنية وإن بشكل مؤقت, على حد تعبيره.
تمكن الحوثيون من لفت نظر العالم
وبالنسبة للحوثيين, اعتبر الفقيه أن استثارتهم رد الفعل السعودي بهذا الحجم يعتبر نجاحا. "فقد تمكنوا من لفت نظر العالم إلى الصراع الذي يخوضونه وكسبوا الكثير من التعاطف من بعض القوى في الداخل وفي الدول المجاورة وبرهنوا على وجود تدخل سعودي كبير في اليمن في الحرب الدائرة في حين ما زالت الحكومتان اليمنية والسعودية تبحثان عن أي دليل مادي على تورط إيراني في اليمن".
وأكد السياسي اليمني, أن كل صاروخ سعودي يضرب في القرى اليمنية يحدث نفس القدر من التآكل في شرعية النظام اليمني داخليا وخارجيا, على حد تعبيره.
وأوضح أن آخر ما يفكر به السعوديون "أن يدخلوا طرفا في الحرب الدائرة في اليمن", وكما يبدو للفقيه فإن ضخامة الحشد يبين أن السعوديين لهم أهدافهم الخاصة في هذه الحرب, مضيفا "مع تزايد المؤشرات على تدهور الاستقرار في اليمن سيحاول السعوديون حشد قواتهم على الحدود وخلق منطقة عازلة داخل اليمن بحيث تحميهم من التداعيات التي يمكن أن تحدث في حال انهيار الدولة, لا سمح الله, في اليمن".
إحكام الخناق على القاعدة وجياع اليمن
ويسعى السعوديون من خلال التواجد الكبير على حدود اليمن, بحسب الفقيه, إلى إحكام الخناق على عناصر القاعدة. وقال "بالنظر إلى صفقة السلاح السعودية مع روسيا ونوع السلاح الذي يسعى السعوديون للحصول عليه يبدو واضحا أن الصفقة مرتبطة بعمليات عسكرية ستشنها السعودية من وقت إلى آخر على مواقع للقاعدة أو للحوثيين داخل اليمن وقريبة من الحدود اليمنية السعودية".
وإضافة إلى إحكام السيطرة على القاعدة والحوثيين فإن للسعوديين هدف ثالث, يتمثل بالسيطرة على التهريب والتسلل, وهو مورد هام للاقتصاد اليمني, وفق ما اعتبره الفقيه, فقد "أعلن السعوديون مثلا بعد أقل من أسبوع على حشد قواتهم على الحدود اعتقال 8000 شخص من المتسللين وهؤلاء بالطبع ليسوا إيرانيين ولا حتى حوثيين ولكنهم ينتمون فقط إلى جياع اليمن", ويعتقد أن العمليات السعودية إجمالا ستترك الحكومة اليمنية في وضع أسوأ والحوثيين كذلك, لكن الأثر الأكبر سيتحمله الشعب اليمني الذي لن يجد طريقا للتهرب إلى السعودية, حد تعبيره.
مسئولية الأطراف الثلاثة
وقال الدكتور الفقيه إن "مسئولية الحرب تقع على الأطراف الثلاثة, وإذا كان لا بد من تحديد طرف بمفرده فهو النظام اليمني". مضيفا "هذا ليس رأيي الشخصي, لكنه التوجه الذي بدأ يتشكل بين المحللين الإستراتيجيين الدوليين".
تدخل إيراني ممكن
واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء إيران الطرف الكاسب في أزمة مثل هذه بغض النظر عن الطريقة التي ستتطور بها الأوضاع. مؤكدا أن الإيرانيين سيكتفون بالتصفيق والتعاطف والدعم الإعلامي وفيما عدا ذلك فإنهم سينتظرون ما سيحدث على الأرض وما سيصب بالضرورة في مصلحتهم.
إلا أن هذا, وفق ما ينوه, لا يعني أن إيران لا تملك أوراقا قوية يمكن لعبها, ملمحا إلى أن هناك أوراقا قوية من غير الملائم الحديث عنها في الظرف الحالي, لكن تلك الأوراق إن قررت إيران لعبها ستكون كفيلة بجعل التدخل الإيراني المباشر في اليمن خيارا ممكنا, حسب تعبيره.
الموقف الأمريكي
وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة الأمريكية من هذه الحرب, قال الفقيه إن هناك أكثر من أجندة تتصارع على تحديد الموقف الأمريكي مما يجري, أما "بالنسبة لموقف إدارة باراك أوباما فيبدو واضحا, لكن هناك أجندات أمريكية أحيانا لا تخضع لما يقوله الرؤساء أو ما يتبنونه".
وأشار إلى أن الخلاف بين إيران والغرب حول البرنامج النووي الإيراني وما يمثله من تهديد للمصالح الحيوية يجعل الولايات المتحدة تحتفظ بخيارات مفتوحة.
نقطة النهاية
وقال الدكتور الفقيه في ختام الحوار إن من السهولة التنبؤ بالدور السعودي في الحرب, لكن "الطريقة التي ستتطور بها الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين تظل مفتوحة على كل الخيارات", مؤكدا على أن "الشيء المتوقع هو أن الانتصار في الحرب الدائرة لأي طرف ليس فقط غير ممكن, ولكن وهو الأهم (غير مسموح به)", على حد تعبيره.
استبعد الدكتور عبد الله الفقيه نشوب حرب إقليمية جراء المواجهات الدائرة على الحدود اليمنية السعودية مع جماعة الحوثيين, لكنه ألمح إلى أن لدى إيران أوراقا, لم يكشف عنها, ستكون كفيلة بجعل التدخل الإيراني المباشر في اليمن خيارا ممكنا, محذرا من أن تزايد المؤشرات على تدهور الاستقرار في اليمن سيمكن السعودية من خلق منطقة عازلة داخل اليمن؛ لحماية أمنها من التداعيات التي يمكن أن تحدث في حال انهيار الدولة في صنعاء. محملا كافة الأطراف, وعلى رأسها النظام اليمني, مسئولية الحرب التي قال إن خياراتها مفتوحة خصوصا بين الحكومة اليمنية والحوثيين, كاشفا عن أن صفقة السلاح بين السعودية وروسيا ستقود إلى عمليات عسكرية ستشنها المملكة من وقت إلى آخر على مواقع القاعدة أو الحوثيين القريبة من الحدود اليمنية السعودية داخل أراضي الأولى.
خيارات اندلاع الحرب الإقليمية
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء إن نشوب حرب إقليمية "احتمال بعيد جدا في الوقت الحالي", مرجعا الأمر إلى أسباب كثيرة، حيث تتطلب الحرب الإقليمية تدخلا عسكريا سعوديا على الأرض, إلا أنه من غير المحتمل أن يتورط السعوديون في حرب كهذه لما تنطوي عليه من مخاطر كبيرة بالنسبة لأمن المملكة.
كما أن الحرب الإقليمية, تتطلب, وفقا له, تدخلا إيرانيا مباشرا أو حتى غير مباشر, وهو ما استبعده أيضا؛ لأن شيعة اليمن والمنطقة الجغرافية التي يحتلونها لا تمثل بالنسبة لهم أهمية إستراتيجية، ثم أن بُعد اليمن عن إيران يجعل خيارات الإيرانيين في التدخل محدودة جدا, حسب وصفه.
وأضاف الفقيه في حوار قصير مع "مأرب برس" أن دخول إيران يتطلب تحول الحرب إلى حرب مذهبية, وهذا جانب حاولت بعض الأطراف الوصول إليه في الحروب السابقة دون نجاح يذكر بسبب التقارب القائم بين السنة والشيعة في اليمن والذي يجعل شيعة اليمن اقرب إلى السنة منهم إلى الشيعة في إيران, طبقا لما ذكره.
انخداع المملكة
وفيما يتعلق بتحول الحرب نحو المواجهات بين الحوثيين والجيش السعودي, يعتقد الفقيه أن جر القدم السعودية إلى اليمن يخدم بشكل أو بآخر كل من الحكومة اليمنية والحوثيين والسعوديين أيضا وأطراف أخرى. مشيرا إلى أن الحكومة اليمنية نجحت في تصوير الحرب الدائرة في صعدة, على الأقل للسعوديين, على أنها حرب إقليمية تستهدف المملكة وأمنها واستقرارها وهو ما قد يترجم إلى المزيد من الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري للحكومة اليمنية وإن بشكل مؤقت, على حد تعبيره.
تمكن الحوثيون من لفت نظر العالم
وبالنسبة للحوثيين, اعتبر الفقيه أن استثارتهم رد الفعل السعودي بهذا الحجم يعتبر نجاحا. "فقد تمكنوا من لفت نظر العالم إلى الصراع الذي يخوضونه وكسبوا الكثير من التعاطف من بعض القوى في الداخل وفي الدول المجاورة وبرهنوا على وجود تدخل سعودي كبير في اليمن في الحرب الدائرة في حين ما زالت الحكومتان اليمنية والسعودية تبحثان عن أي دليل مادي على تورط إيراني في اليمن".
وأكد السياسي اليمني, أن كل صاروخ سعودي يضرب في القرى اليمنية يحدث نفس القدر من التآكل في شرعية النظام اليمني داخليا وخارجيا, على حد تعبيره.
وأوضح أن آخر ما يفكر به السعوديون "أن يدخلوا طرفا في الحرب الدائرة في اليمن", وكما يبدو للفقيه فإن ضخامة الحشد يبين أن السعوديين لهم أهدافهم الخاصة في هذه الحرب, مضيفا "مع تزايد المؤشرات على تدهور الاستقرار في اليمن سيحاول السعوديون حشد قواتهم على الحدود وخلق منطقة عازلة داخل اليمن بحيث تحميهم من التداعيات التي يمكن أن تحدث في حال انهيار الدولة, لا سمح الله, في اليمن".
إحكام الخناق على القاعدة وجياع اليمن
ويسعى السعوديون من خلال التواجد الكبير على حدود اليمن, بحسب الفقيه, إلى إحكام الخناق على عناصر القاعدة. وقال "بالنظر إلى صفقة السلاح السعودية مع روسيا ونوع السلاح الذي يسعى السعوديون للحصول عليه يبدو واضحا أن الصفقة مرتبطة بعمليات عسكرية ستشنها السعودية من وقت إلى آخر على مواقع للقاعدة أو للحوثيين داخل اليمن وقريبة من الحدود اليمنية السعودية".
وإضافة إلى إحكام السيطرة على القاعدة والحوثيين فإن للسعوديين هدف ثالث, يتمثل بالسيطرة على التهريب والتسلل, وهو مورد هام للاقتصاد اليمني, وفق ما اعتبره الفقيه, فقد "أعلن السعوديون مثلا بعد أقل من أسبوع على حشد قواتهم على الحدود اعتقال 8000 شخص من المتسللين وهؤلاء بالطبع ليسوا إيرانيين ولا حتى حوثيين ولكنهم ينتمون فقط إلى جياع اليمن", ويعتقد أن العمليات السعودية إجمالا ستترك الحكومة اليمنية في وضع أسوأ والحوثيين كذلك, لكن الأثر الأكبر سيتحمله الشعب اليمني الذي لن يجد طريقا للتهرب إلى السعودية, حد تعبيره.
مسئولية الأطراف الثلاثة
وقال الدكتور الفقيه إن "مسئولية الحرب تقع على الأطراف الثلاثة, وإذا كان لا بد من تحديد طرف بمفرده فهو النظام اليمني". مضيفا "هذا ليس رأيي الشخصي, لكنه التوجه الذي بدأ يتشكل بين المحللين الإستراتيجيين الدوليين".
تدخل إيراني ممكن
واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء إيران الطرف الكاسب في أزمة مثل هذه بغض النظر عن الطريقة التي ستتطور بها الأوضاع. مؤكدا أن الإيرانيين سيكتفون بالتصفيق والتعاطف والدعم الإعلامي وفيما عدا ذلك فإنهم سينتظرون ما سيحدث على الأرض وما سيصب بالضرورة في مصلحتهم.
إلا أن هذا, وفق ما ينوه, لا يعني أن إيران لا تملك أوراقا قوية يمكن لعبها, ملمحا إلى أن هناك أوراقا قوية من غير الملائم الحديث عنها في الظرف الحالي, لكن تلك الأوراق إن قررت إيران لعبها ستكون كفيلة بجعل التدخل الإيراني المباشر في اليمن خيارا ممكنا, حسب تعبيره.
الموقف الأمريكي
وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة الأمريكية من هذه الحرب, قال الفقيه إن هناك أكثر من أجندة تتصارع على تحديد الموقف الأمريكي مما يجري, أما "بالنسبة لموقف إدارة باراك أوباما فيبدو واضحا, لكن هناك أجندات أمريكية أحيانا لا تخضع لما يقوله الرؤساء أو ما يتبنونه".
وأشار إلى أن الخلاف بين إيران والغرب حول البرنامج النووي الإيراني وما يمثله من تهديد للمصالح الحيوية يجعل الولايات المتحدة تحتفظ بخيارات مفتوحة.
نقطة النهاية
وقال الدكتور الفقيه في ختام الحوار إن من السهولة التنبؤ بالدور السعودي في الحرب, لكن "الطريقة التي ستتطور بها الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين تظل مفتوحة على كل الخيارات", مؤكدا على أن "الشيء المتوقع هو أن الانتصار في الحرب الدائرة لأي طرف ليس فقط غير ممكن, ولكن وهو الأهم (غير مسموح به)", على حد تعبيره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق