الجمعة، 6 أبريل 2012

جماعة بن بن


سن الرئيس عبد ربه منصور هادي تقليدا في الحياة السياسية اليمنية كان قد بدأه الحمدي ثم غاب بغياب الحمدي. فقد اكتفى الرئيس هادي بلقب "الأخ الرئيس" ونزع  عن اسمه الفاظ الفخامة والتبجيل والألقاب العسكرية، وهذه خطوة تحمل الكثير من الدلالات الأخلاقية وتشكل رفضا لتقديس الفرد أو تأليهه أو تشجيعه على الاستبداد بالباطل. وما احوج بلد مثل اليمن الى ارساء دعائم ثقافة جديدة ترفض الاستبداد وشخصنة السلطة. 
وهناك الكثير من الأشخاص في اليمن  يحتاجون الى مراجعة الأسلوب الذين يطرحون به انفسهم في مراسلاتهم وفي كافة تعاملاتهم. واخص بالذكر هنا كل من الأستاذ محمد اليدومي رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح والشيخ صادق الأحمر  شيخ مشايخ قبيلة حاشد والشيخ حميد الأحمر عضو مجلس النواب. فقد لاحظت ان الثلاثة، وهم ليسوا وحدهم في هذا، يتمسكون عند كتابة اسمائهم في ذيل المذكرات بكلمة "بن" فيكتب الأول "محمد بن عبد الله" ويكتب الثاني والثالث "صادق بن عبد الله" و "حميد بن عبد الله." وغير خاف على احد ان "بن" في السياق السياسي والاجتماعي والثقافي اليمني  تفهم حتى وان لم يقصد صاحبها على انه ضرب من التفاخر بالنسب، وهو سلوك جاهلي  لا ينسجم مع تطلعات اليمنيين الى بناء دولة المواطنة المتساوية. ولذلك يتمنى الكثيرون ان يتخلى الثلاثة عن "بن" فلعل ذلك يشجع الكثيرين على التخلي عن "بن..بن"

الفدرالية وفيتو الشيخ صادق

في مقابلة اجرتها صحيفة الخليج مع الشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد ونشرتها  الثلاثاء الماضي سال الصحفي الشيخ الأحمر   "كيف تنظرون إلى شكل الدولة اليمنية القادمة ، هل تتفقون مع فكرة الفيدرالية؟"  وقد رد الشيخ صادق:

"ما كان عليه آباؤنا وأجدادنا سنسير عليه، فلا كونفدرالية ولا فيدرالية، هذه المسميات والتقسيمات غربية، والأفضل أن نظل كما نحن عليه الآن، أي نظام محافظات، على أن يتم توزيع خيرات البلاد على كافة المحافظات والمحافظة التي فيها خيرات تمنح لها نسبة زيادة من الخيرات فوق ما يمنح للمحافظات الأخرى كون هذه الموارد ملكها وتوجد في أرضها ، في اليمن خيرات كثيرة، ولو لم يكن هناك فساد وسلب ونهب للخيرات لكانت نفعت كل أبناء اليمن ولكنا في خير، ولما وصلنا لما نحن عليه الآن ".

والواضح ان  الشيخ صادق لم يكن موفقا في الإجابة على السؤال  وخصوصا في استدعائه، في مسألة سياسية،  لما كان عليه الآباء والأجداد. فقد تعايش اليمنيون تاريخيا مع التجزئة وعندما يقول احد الجنوبيين اليوم انه مع الانفصال لإن اليمن كانت مجزأة في عهد ابائه واجداده فان ذلك لن يقبل منه كحجة وكذلك الحال بالنسبة لرفض الشيخ صادق مسألة الفدرالية. 
وعاد الصحفي فسأل الشيخ صادق"  لكن بعض القوى السياسية يطرح بقوة فكرة الفيدرالية للخروج من الأزمة القائمة، فهل تتفقون معهم؟"  وقد جاء رد الشيخ صادق مطمئنا بعض الشيء حيث قال:

فكرة الحوار الوطني هي إما أن تقنعني أو أقنعك وشخصياً، وهذه وجهة نظري الخاصة، أننا عندما نلتقي للحوار فإننا سنخرج إلى طريق، وقد عبرت عن موقفي ورأيي الشخصي حول قضية شكل الدولة بأن نظل كما نحن عليه نظام المحافظات وأن توزع الخيرات بعدالة على جميع ابناء اليمن .

وغني عن الذكر بانه من حق الشيخ صادق الأحمر (اواي من اخوانه) ان يعبر عن رايه حول اي قضية سياسية ومن حقه كذلك  ان يختار مضمون ذلك الراي دون قيد أو شرط. لكن ما ينتظره الناس من الشيخ صادق في هذا الجانب هو توضيح المواقف بشكل كافي وبما لا يدع مجالا للشك لدى الناس في ان ما يعبر عنه هو راي سياسي  وليس "فيتو سياسي" على نتائج الحوار أو على الخيارات التي يتبناها اليمنيون بغض النظر عن مضامين تلك الخيارات.  وسيكون مفيدا جدا للكثيرين لو ان ابناء الشيخ الأحمر اعلنوا صراحة انهم سيلتزمون بما  يتم التوصل اليه من نتائج من خلال الحوار السياسي  سواء اتفقت تلك النتائج مع وجهة نظرهم أو لم تتفق وبانهم سيحترمون بشكل كامل خيارات الشعب اليمني  ولن يوظفوا نفوذهم السياسي او الاجتماعي او المالي أو قوتهم القبلية  لإعاقة تنفيذ الاتفاقات التي سيتم التوصل اليها.  
         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق