الأربعاء، 27 يونيو 2012

الموازي مشكلة وليس حلا


لا احد يعرف ما هي مشكلة الدكتور احمد باسردة القائم باعمال رئيس جامعة صنعاء مع الأستاذ محمد سالم باسندوة رئيس حكومة الوفاق الوطني لكن الواضح ان باسردة لا يترك فرصة تمر الإ ويحاول فيها الحط من شأن الحكومة ورئيسها وربما انه لا يدرك حتى الان ان من وضعه في موقعه ليس العفاشيين الذين يحرص دائما على كسب رضاهم بتصريحاته والتي غالبا ما تخرج عن اللياقة.
باسردة قال في تصريح للثورة امس "استغرب عدم اهتمام رئيس الحكومة لأمر سبعين الف طالب وطالبة ينتسبون لجامعة صنعاء في وقت يتهيئون فيه لإحتجاجات تطالب بفتح الموازي ابتداء من 1 يوليو المقبل يوم اعلان نتائج المقبولين فيما لا يزال امر الموازي معلقا لدى رئيس الحكومة والمجلس الأعلى للجامعات."
ورغم ان التصريح معجون ملتوت الا ان ما يفهم منه هو ان الطلاب اليمنيين يعدون لمظاهرات ليتم قبولهم بموجب نظام الجزية المسمى بالموازي بعد ان تكون الجامعة قد رفعت نسب القبول او خفضت عدد ايام التسجيل لتوجيه الطلاب بعد ذلك وبطريقة غير مشروعة نحو نظام الجزية.
ويعكس تصريح باسردة مقدار التلهف لدى قيادة الجامعة لمليارات الموازي التي لم يقل باسردة للناس اين ذهبت خلال الأعوام السابقة وكذلك ما تم استلامه على ذمة العام الدراسي الحالي. ولم يقل باسردة ايضا اين تذهب عائدات برامج التعليم عن بعد رغم انها تقدر بالمليارات.
وباسردة معذور فقد عاصر رئاسة خالد طميم للجامعة وراى كيف تلاعب بالمليارات هنا وهناك وسرق منها ما سرق وتصدق على باسرده بما تصدق وحول ما تبقى الى استثمارات في التعليم الخاص باسماء ولافتات مافوية عديدة بعضها حزبي والبعض الآخر اسري وشخصي.
انا مع باسردة في نقطة واحدة هي ان مستقبل التعليم الموازي ينبغي ان يقرر الان وفورا لإن التأجيل في النظر فيه لا يساعد الجامعة كثيرا، وربما ان باسردة معذور فقد جاء الى الجامعة بعد ان جفف خالد طميم كافة مواردها الخاصة بالعام الحالي.
واذا كان وزير التعليم العالي قد وجه بأن يدخل طلاب الموازي الإختبارات ليتم بعد ذلك النظر في وضعهم وان يتم تأجيل القبول بهذا النظام الى ما بعد الإنتهاء من القبول بالنظام العام فإن توجيهه ينطوي على خبث كبير ونية مبيتة على الدفع بالعملية التعليمية نحو الإنهيار . لقد فعل ذلك دون ان يعالج الأوضاع المالية للجامعة ودون ان يعالج مسائل القبول وخصوصا فيما يتعلق بالفترة المسموح بها للقبول بالنظام العام وكذلك مشكلة المبالغة في النسب المطلوبة للقبول والتي يتم المبالغة في رفعها لإجبار الطلاب على الإتجاه نحو الموازي.
ومشكلة باسردة انه وبدلا من ان يطرح مشاكل الجامعة المالية على الحكومة وبامانة ووضوح ويخضع كافة موارد الجامعة لسيادة الدولة ويطالب الحكومة بتحمل مسئولياتها يسعى كما يفهم من تصريحه الى الإستمرار في لعبة مد الأيادي الى جيوب الطلاب من خلف ظهر الحكومة ثم تسخير المليارات بعد ذلك في مشاريع شراء الولاءات السياسية لأحزاب واشخاص وتمويل مشاريع سياسية غير مشروعة.
وبالنسبة للموازي فانه كان وسيظل جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل وعلى باسردة وهو عضو في المجلس الأعلى للجامعات ان يجهد ذهنه في البحث عن حلول بدلا من البحث عن غنائم وان يلوم نفسه قبل القاء اللوم على الآخرين.