لابد ان الثوار في مختلف ارجاء العالم العربي يشعرون اليوم ببعض الإرتياح بعد ان اعلنت اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية المصرية فوز المرشح الدكتور محمد مرسي (اخوان مسلمين) برئاسة مصر على منافسه اللواء احمد شفيق بنسبة 51.7 لمرسي مقابل 48.3% للواء احمد شفيق. وجاءت النتائج بعد التقريب على النحو التالي:
1)عدد المصريين الذين لهم حق الإنتخاب: حوالي 50 مليون من اصل حوالي 85 مليون هم عدد سكان مصر (اي ان الذين لهم حق الإنتخاب يبلغون قرابة 60 في المائة).
2) عدد الناخبين الذين ادلوا باصواتهم: حوالي 26 مليون اي 51% ممن لهم حق الإنتخاب او حوالي 30 % من السكان
3)عدد الذين صوتوا لمرسي: 13230131 (51.7)
4)عدد الذين صوتوا لشفيق: 12347380 (48%)
وربما كانت نتيجة الـ51.7 اغلبية مقبولة في الديمقراطيات المستقرة . اما في بلد كمصر فإن فارق المليون بين المرشح الفائز والمرشح المهزوم يجعل الوضع بالغ الدقة. فنحن امام مرشح لم يفز سوى بـ15% من اصوات المصريين جميعا او بحوالي ربع اصوات الهيئة الناخبة في حين ان الذين لم يشاركون في الإقتراع بكاد عددهم يصل الى النصف من اعضاء الهيئة الناخبة.
ومن المؤكد ان مرسي لم يفز باصوات الإخوان وانصارهم وانما فاز ايضا بفضل دعم القوى الأخرى لحملته بعد ان غدا في الجولة الثانية بمثابة مرشح الثورة.
تحديات امام مرسي
لقد خرج مرسي من السجن الى الرئاسة وهنا تكمن عظمة الثورات وعبرها لكنه لا يخفى على احد ان الرئيس مرسي يواجه العديد من التحديات.
ولعل التحدي الأهم هو استعادة السلطة من العسكر وتأكيد انه رئيس لمصر بالفعل وانه ليس هناك على ارض مصر من يمارس اي سيادة على رئيسها. واستعادة السلطة من العسكر يعني ابطال مفعول الإعلان الدستوري المكمل الذي سعى العسكر من خلاله الى الإنقلاب الإستباقي على السلطة المدنية المنتخبة.
وعندما ينجح مرسي في استعادة السلطة من العسكر فإن التحدي الثاني الذي سيكون عليه مواجهته هو أن يحكم لصالح مصر والمصريين مسلميين ومسيحيين محافظين وليبراليين وليس لصالح الأخوان وان يوازن بين مطالب الداخل ومصالح الخارج دون تفريط بمصالح المصريين. وبينما سيكون على مرسي متابعة تحركات خصومه فإنه سيكون عليه ايضا ضمان السيطرة على حلفائه والمسألة الأخيرة تتعلق بقدراته القيادية.
واما ان يقرر اسلاميو مصر العودة الى الماضي مع ما يمكن ان يقود اليه ذلك من تفتيت للبنية الإجتماعية وانهيار اقتصادي وفشل سياسي أو يقرروا الإنفتاح على العصر وتبني مشروع للنهضة يتكامل مع الجهود الإنسانية ولا يهددها.
وفي كل الأحوال، فإن ما سيحدث في مصر سيكون له تأثيره الكبير والعميق على العالم العربي ان ايجابا او سلبا.
واما ان يقرر اسلاميو مصر العودة الى الماضي مع ما يمكن ان يقود اليه ذلك من تفتيت للبنية الإجتماعية وانهيار اقتصادي وفشل سياسي أو يقرروا الإنفتاح على العصر وتبني مشروع للنهضة يتكامل مع الجهود الإنسانية ولا يهددها.
وفي كل الأحوال، فإن ما سيحدث في مصر سيكون له تأثيره الكبير والعميق على العالم العربي ان ايجابا او سلبا.