وكأي يمني فإن هذه الأنباء تحمل لي جانبا مؤلما وجانبا آخر سار. فبالنسبة للجانب المؤلم، فإن ترقية بن عمر وتعيينه رئيسا لمكتب الأمم المتحدة في اليمن يعني ان اليمن ليست بخير وانه تم وضعها تحت وصاية دولية لا يمكن انكار طبيعتها مهما كانت درجة النعومة والسلاسة التي تتصف بها لإن وضعها الصحي في غاية الصعوبة.
اما الجانب السار فيتمثل في شعور بالطمأنينة لإن المجتمع الدولي يهتم باليمن بالقدر الكافي وبالشكل المطلوب، ولإن هذه الوصاية الدولية الجماعية ومهما كانت مساوئها تظل بالنسبة للكثيرين اخف من وضع اليمن تحت وصاية دولة او مجموعة من الدول مع ما يمكن ان يثيره ذلك من اقاويل وما يفتحه من آفاق لأنصار نظرية المؤامرة..
وما يبعث على الطمأنينة ايضا هو القناعة الذاتية بصعوبة الوضع السياسي في اليمن وبأن حالة التفتت في الإرادة الوطنية والإنقسامات الحادة في صفوف وبين النخب يجعل تعليق الأمل على تلك النخب في القيام بما ينبغي عليها القيام به لإنقاذ البلاد ووضعه على المسار الصحيح امر غير منطقي.
وما يزيد من حجم الثقة بالدور البناء الذي يمكن ان تلعبه الأمم المتحدة في اليمن هو شخصية جمال بن عمر وقدرته الملحوظة على التغلغل في الشأن اليمني والعمل بهدوء مع جميع الأطراف دون التصادم معها وكذلك سجله الواضح في تحقيق النجاح في بيئة صعبة مثل البيئة اليمنية