اجرت صحيفة الجماهير في عددها الصادر أمس الأريعاء مقابلة مع الدكتور عبد الله الفقيه استاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء اليكم نصها
- خطوة هامة ومسئولة في ظرف حرج وهي رسالة قوية للحراك وللجنوبيين بشكل عام بأن الشمال ليس فقط جبالاً لا تتحرك ودحابشة لا يفهمون وأن المعارضة ليست امتدادا للسلطة كما يقولون ولكنها امتدادا للشعب وطليعته التي ينبغي ان يعقد الجميع الآمال عليها
*برأيك لماذا هذا التصعيد الآن بالذات وبعد مرور فترة زمنية طويلة على الانتهاكات وعسكرة الحياة المدنية؟
- الوضع في الجنوب أكثر خطورة من الوضع في صعدة واندلاع حرب أهلية في الجنوب لن يعني سوى شيئا واحداً وهو ضياع الوحدة وتمزق اليمن إربا إربا ولذلك جاء تحرك المعارضة.
*البعض يرى هذا التصعيد بأنه من باب تهذيب المشاعر ليس إلا بين الشمال والجنوب من جهة، ثم بين المعارضة والحراك؟
- باستثناء قلة قليلة من المنتفعين من نهب الجنوب وفي مقدمتهم 15 نافذا ذكرهم تقرير هلال باصرة، فإن الكثير من أبناء الشمال يتفهمون دوافع الحراك الجنوبي والمعاناة اليومية للجنوبيين والخلاف الوحيد بين ابناء الشمال وقادة الحراك يقتصر على مطالب الإنفصال التي يرفعها الحراكيون واذا ما دعى الجنوبيون الى التغيير لتفادي التشطير كما فعل الرئيس علي ناصر محمد فإن الشماليين بشكل عام سيساندون تلك المطالب المشروعة فالمصلحة واحدة.
*هل ستستمر هذه الفعاليات أم إنها وسيلة ضغط مؤقتة أو ردة فعل على خطاب السلطة؟
- سيتوقف تطور الوضع على نوع الإستجابة التي ستقوم بها الحكومة وعلى الموقف الذي سيعلنه الحراك، لكن المعارضة تملك الكثير من الأوراق التي يمكن أن تلعبها إذا شعرت بزيادة المخاطر المهددة للوحدة اليمنية فليس لدى اليمنيين الكثير ليخسروه باستثناء وحدة بلادهم واذا لم تتمكن المعارضة من حماية الوحدة فلن يعول عليها الناس كثيرا.
*ما أهم هذه الأوراق التي بيد المعارضة؟
- ليس من المناسب الحديث عنها في اللحظة الراهنة حتى لا يسأ فهمها
*وهل المعارضة قادرة فعلاً على تحريك الشارع أم أنها عاجزة حسب اتهام السلطة لها؟
- الشارع اليوم مهيىء لما هو أكثر من مجرد الخروج، وهناك سخط عام في الجامعات والمدارس وبين الصحافيين والمؤسسات العامة وحتى داخل السلطة القضائية، ومهمة المعارضة هي التهدئة ومنع الإنفجارات والعمل بفعالية كقنوات للتعبير السلمي عن السخط السياسي ومطالب التغيير.
*هناك من يقترح على القيادات المركزية للمعارضة(التي تحكم العقل قبل العاطفة) نقل صلاحياتها للقيادات الشابة في المحافظات للتعامل مع المستجدات حسب رؤيتهم الشبابية؟
- الأوضاع تتطور بسرعة، والخوف أن تخرج الأوضاع من سيطرة الجميع سلطة ومعارضة وخصوصاً إذا ظل سعر الريال يتراجع أمام الدولار ويكفي أن ندرك ان الحراك لم يأخذ إذنا من قادة المعارضة كما أن الحوثي بدوره لم يأخذ إذنا أو ضوءا أخضر من المعارضة.
*برأيك ما آثار المعالجات الأمنية التي تمارسها السلطة تجاه القضايا السياسية في المحافظات الجنوبية؟
- تزيد المتطرفين تطرفا وتضعف موقف المعتدلين وتصيب شرعية الوحدة السلمية بمقتل وتفتح الباب واسعا لتدخل خارجي يعيد صياغة الأرض والإنسان بوحشية كما رأينا في أفغانستان والعراق.
*لكن الجنوب لم يعد يمتلك السلاح الذي كان يمتلكه سابقاُ؟
- وهنا مكمن الخطورة فمواجهة جيش نظامي تختلف كثيرا عن مواجهة مجاميع من الناس العزل.
* هل على السلطة أن تلزم الصمت حيال من يقطعون الطريق ، بل ويقتلون الناس بالهوية؟
-قادة الحراك والمشاركين فيه ليسوا مجموعة من قطاع الطرق والقتلة، واذا كان هناك من يمارس العنف فلا بد من التعامل معه كفرد في إطار سيادة القانون ،لكن قطع الطريق كأسلوب احتجاجي وبدون استخدام القوة وفي اطار ازمة سياسية عاصفة لا يمكن التعامل معه بالأدوات الأمنية وما على السلطة سوى الإقرار بحقوق الجنوبيين والقبول غير المشروط بحوار معهم يعيد للوحدة اعتبارها وللجنوبيين حقهم كشريك كامل في السلطة والثروة اما الأدوات الأمنية فعلى السلطة توظيفها في مواجهة اباطرة الفساد وناهبي الأراضي والمجرمين والقتلة وقاطعي الأرزاق.
*الحزب الحاكم لا يشترط على من يريد الحوار معه سوى أن يعلن التزامه بوحدة الوطن والخضوع لمصالحه العليا؟
- دعوات الحاكم في اليمن الى الحوار تشبه عزومة المراكبية كما يقول المصريون ففي الوقت الذي يبدأ فيه قارب المراكبي بالإبتعاد عن اليابسة يبدأ المراكبي بدعوة الناس لمشاركته طعامه، والدعوات المتكررة للحوار هي إلهاء للداخل والخارج ومحاولة للهروب من مشاكل اليمن التي تكبر كلما تدحرجت وما يفعله الحاكم هو دحرجة المشكلات.
*إلى أين؟
- بعيدا عن اليابسة
*كيف تفسر تحول إجتماع أصدقاء اليمن من ألمانيا إلى أبو ظبي، رغم أن البعض كان يطالب بأن يكون في الرياض؟
- لا تمتلك حكومات الغرب ما تحتاجه اليمن من دعم اقتصادي، واستقرار اليمن يمثل مصلحة خليجية بالدرجة الأولى ثم مصلحة غربية بعد ذلك ودولة الإمارات العربية المتحدة وابوظبي تحديدا هي المرشح الثاني بعد السعودية لدعم خطط إنقاذ اليمن وخصوصا وأن أبو ظبي تملك أكبر صندوق احتياطي نقدي في العالم، والخوف أن تظل مشاكل اليمن تنتقل من عاصمة الى أخرى بينما مشاكل اليمن تتزايد.
*ما توقعاتك لنتائج اجتماع أبو ظبي، هل سيختلف عن إجتماع الرياض ولندن من حيث النتائج؟
- التغيير يبدأ من صنعاء، واليمن هي المتغير المستقل بينما الدعم الخارجي هو المتغير التابع.
*كيف؟
- يعني حدوث تطور هام على الصعيد الخارجي سيظل مرتبطا بحدوث تحول هام على الصعيد الداخلي، والذين لا يستطيعون مساعدة انفسهم لن يستطيع الخارج مساعدتهم ولا اتوقع ان يبدأ الدعم بالتدفق على اليمن ما دام النظام يعتقد ان الفاسدين الصغار فقط هم الذين يجب أن يحاكموا اما الفاسدون الكبار فلا جناح عليهم.
*لكن الحكومة تنتظر من اجتماع أبو ظبي تأسيس صندوق لدعم اليمن بشكل مستمر،كما قال رئيسها مجور؟
- لن يحدث ذلك قبل أن يبدأ اليمنيون بدعم أنفسهم وحتى ان حدث ذلك على الصعيد النظري فان التطبيق سيؤجل ولن يدعم الخارج نظام مشغول بعسكرة الحياة وصنع الحروب وإحراق مليارات الدولارات في جبال صعدة وتغذية حالة مقلقة من عدم الاستقرار المحلي والإقليمي وسيظل الخارج كما يقول أكاديمي خليجي يعمل على معالجة النظام القائم بالصدمات الكهربائية حتى يعيده إلى وعيه أو يفقده الوعي بشكل كامل.
*رئيس الحكومة قال بأن اجتماع أبو ظبي سيخرج بإشهار مجموعة أصدقاء اليمن، وسيكون لهذه المجموعة كيانها الاعتباري، وستتابع باستمرار الأوضاع في اليمن، ماذا يعني هذا؟
- إشهار مجموعة أصدقاء اليمن سيكون خطوة هامة واعلان وصاية كاملة على بلد فقد نظامه القدرة على التفكير والتعقل والتخطيط السليم، لكن الأهم منها هو ما سيفعله ابناء اليمن وما اذا كانوا سيدعون الى الوليمة أم سيظلون غائبين عنها، وليس من المستبعد أبداً أن يفرض النظامان الإقليمي والدولي حجرا على النظام اليمني ويضعان اليمن تحت وصاية الأمم المتحدة اذا استمر النظام القائم يحكم البلاد بذات الطريقة.
*أنت كعضو اللجنة الإعلامية في اللجنة التحضيرية للحوار، إلى أين وصلتم في قضية الحوار؟
- لجنة الحوار الوطني هي قيادة لحركة سياسية وجماهيرية واسعة وليست حزبا سياسيا، وهي لا تمتلك وسائلها الإعلامية الخاصة بها حتى يكون لديها لجنة إعلامية أكون عضوا فيها بالمعنى الحرفي وإنما هناك محاولات للاعتماد على الإعلام الحزبي الذي يعاني الكثير من المشكلات ثم إن السلطة ماهرة في إنفاق ملايين الدولارات على الوفود القادمة من مختلف الدول لتقوم بدور الوساطة بينها وبين الأخيرة وذلك بهدف اشغال المعارضة عن مهامها، ولن استغرب إن تمكن النظام القائم من فرض الصوملة على الجميع كخيار وحيد، وإذا أردنا كيمنيين أن ننقذ البلاد من المصير الذي تقاد اليه فان علينا سواء أكنا في السلطة أو في المعارضة تحمل مسئولياتنا،والنضال ولو بالكلمة الصادقة وسيرتبط النجاح بتحمل كل منا لمسئوليته تجاه بلده وتجاه الوحدة الوطنية وتجاه الإستقرار السياسي والإقتصادي.
*لكن اللجنة التحضيرية للحوار الوطني أصبحت أهم عائق للحوار بين السلطة والمعارضة، كما يقول البعض؟
- كلام غير صحيح، فمن كان يعوق الحوار قبل قيام اللجنة،ومن وجهة نظري انه لا قيمة لأي حوار بين السلطة والمعارضة ما لم يكن مشروع الرؤية المقدم من اللجنة هو موضوع الحوار، فعن ماذا سيتحاور الناس اذا لم يتحاوروا حول قضايا الإصلاح الشامل واذا لم يتفقوا على اجندة اصلاحات جذرية كفيلة بالحفاظ على الوحدة الوطنية وتجنيب اليمن المخاطر الكبيرة التي تهددها، واذا كانت المشكلة هي الإنتخابات لإختيار ممثلين لليمنيين في مؤسسات ضعيفة كمجلس النواب اليمني فلا داعي للحوار أصلا.
*كيف تريدون الحوار مع السلطة وأنتم تستهدفون شخص رئيس الجمهورية في مشروع رؤية الإنقاذ؟
- لا يمكن لمشروع وطني بحجم رؤية الإنقاذ أن يستهدف اشخاصا وليس هناك على وجه الأرض اليمنية من شخص أو فئة أو حزب يمكن ان يكون أهم من اليمن ومن أبنائه، والرؤية على كل حال ما زالت مشروعاً، واذا كان هناك فيها ما تعتبره السلطة استهدافا شخصيا فيمكن الحوار حوله وتعديله بحسب ما يتم الإتفاق عليه لكن الغرور والإستكبار وتغليب المصالح الفردية والأسرية والحزبية الضيقة على المصالح الوطنية ستقود الجميع الى التهلكة.
*ألا ترى أنه بإعلان انتهاء الحرب في صعدة تم الغاء إحدى مبررات الحوار، وغدا قد تسحب القضية الجنوبية من تحت بساط لجنة الحوار إذا ما قامت السلطة بحلها؟
- توقفت الحرب في صعدة تطور هام بالتأكيد والأهم منه ازالة أسباب الحرب التي ما زالت قائمة واذا تمكنت السلطة من القضاء على اسباب الحروب ومطالب الإنفصال فلا داعي لأن تقلق بشأن المعارضة أو لجنة الحوار الوطني فالمعارضة اليمنية لا تعيش في المريخ، ولو كان هناك سلطة فاعلة ما قام للمعارضة اليمنية قائمة، وما المعارضة اليمنية سوى الصوت المعبر عن وجع اليمنيين وأنينهم المكتوم، وما انفجارات الشمال والجنوب الا مؤشرات على ما تعرضت له المعارضة من إضعاف وعلى ما يعتمل تحت الرماد.
*ألا يوجد تناقض بين مواقف المعارضة تارة مع الحل الداخلي وأخرى مع الحل الخارجي "رعاية دولية وعربية للحوار"؟
- المعارضة مع حل المشاكل وتفكيك عوامل التأزيم والحفاظ على الوحدة وتفكيك عوامل الحروب والصراعات وبالنسبة للمعارضة كمعارضة فهي لا تتحدث الا عن حل داخلي لكن استدعاء الخارج هو أزمة نظام وليس أزمة معارضة فالخارج بات هو الضامن لإستمرار النظام السياسي والدولة اليمنية، ولذلك عمل النظام بشكل مستمر على تدويل مشاكله بما في ذلك خلافاته مع المعارضة، وكانت النتيجة وهذه وجهة نظري الشخصية أن البلاد لم تعد تمتلك خياراتها وانه يعد هناك من خيار أمام السلطة والمعارضة سوى القبول بدور الخارج، والمشكلة ليست في حضور الخارج بل في الدور الذي يمكن أن يلعبه.
*تتحدث هنا وكأنك ناطق رسمي بإسم المعارضة؟
- لا لست ناطق باسم المعارضة وانما اقدم هنا رؤية لما هو حاصل على الساحة مع انحيازي لقضية الإصلاح السياسي
*هل مازال الوقت متاحا لتنفيذ اتفاق فبراير من وجهة نظرك؟
- أخشى أن الوقت قد فات، وأن مشاكل اليمن أصبحت أعمق من أن تسمح بتنظيم انتخابات في القريب العاجل وسترتبط شرعية الدولة وقدرتها على الإستمرار بقيام حوار لا يستثني أحداً، وبالإتفاق على ترتيبات جديدة تعيد صياغة الدولة والنظام السياسي وتحظى بدعم القوى السياسية والإجتماعية اليمنية في الداخل و شركاء اليمن في الخارج وحتى يحدث ذلك سيظل استمرار مجلس النواب الحالي على ضعف شرعيته الإحتمال الأكثر حدوثا.
*ألا يمكن أن يتم الحوار على ما يمكن تنفيذه وتأجيل المسائل ذات الأمد الطويل إلى بعد الانتخابات، وتنفذ وفق جدول زمني عقب الانتخابات، حسب اقتراح البعض؟
- من غير المتوقع أن تنجح السلطة لوحدها، أو السلطة والمعارضة معاً، في تنفيذ انتخابات في الظروف الحالية ما لم يكن هناك حوار شامل بحضور جميع الأطراف وحول كل القضايا المختلف حولها وفي مقدمتها شكل النظام السياسي والنظام الإنتخابي وغير ذلك من القضايا.
* حرب في صعدة وحراك ملتهب في الجنوب وأزمة اقتصادية واحتقان سياسي، ومع هذا كله فإن الصحفيين وحدهم من يتعرضون للانتهاكات بشكل متزايد،كيف تفسر مثل هذا؟
- ليسوا وحدهم من يتعرض للانتهاكات لكن حضورهم القوي في الفضاء العام يجعلهم هدفا سهلا من جهة ويجعل قضاياهم أكثر حضورا من جهة أخرى، ومن المؤسف ان بعض الصحفيين ارتضوا لأنفسهم دور المرتزقة ولم يستطيعوا ومن خلال التضحيات التي يقدمونها ان يحدثوا تراكما في جوانب المهنية او الحريات الصحفية وما زالوا أجراء لدى السلطة او احزاب المعارضة و لم يتحولوا الى مواطنين ولم تتحول الصحافة الى مهنة لها قواعدها ولم تتجذر القيم الملطوبة ووصل الحال ببعض ملاك الدكاكين الصحافية ان يقول لك صراحة ان الفساد خط احمر تحت مبرر الخوف من اغلاق دكانه أو ان ينشر لك قضية فساد ثم ينشر في الأسبوع التالي مقالا يلعنك فيه ارضاء للفاسدين.
*كيف تقرأ مستقبل الحياة السياسية في بلادنا في ظل المعطيات الحالية؟
- المستقبل يفترض ان يصنعه اليمنيون ولا ينتظرون قدومه ورغم ان كل العلامات تشير الى ان القادم أسوأ من الماضي كما قال رئيس الوزراء اليمني السابق، الا ان علينا ان نتفائل وان نسعى لصنع المستقبل الذي نريد مهما كانت التكلفة اما اذا انتظر كل واحد منا ما ستجود به السلطة عليه من فتات فقل على البلاد السلام.
*باعتبارك أحد مؤسسي "أكاديميون ضد الفساد" لماذا توقفتم عن المضي في تأسيس هذه المنظمة؟
- لم تتوقف اللجنة التحضيرية لمنظمة اكاديميين ضد الفساد لكن نقابة اعضاء هيئة التدريس مارست عليها ضغوطا على اعتبار ان مكافحة الفساد في الجامعات هو مسئولية النقابة، ولو أدت النقابة دورها كما ينبغي لما وجدت هذه اللجنة، ثم لا ننسى أن منظمة مدنية مثل اكاديميين ضد الفساد تتطلب الكثير من الموارد لتحدث تغييرا وتخلق وعيا نوعيا وحركة مناهضة للفساد لكن الدعم الذي تتطلبه هذه المنظمة يمر عبر الفاسدين الذين تريد المنظمة محاربتهم، وعليك ان تسأل نفسك لماذا توقفت منظمة برلمانيين ضد الفساد ولماذا يبدو عمل منظمة صحافيين ضد الفساد بهذه الهشاشة.
*لماذا؟
- لأن هناك من يريد ان يحول الجميع الى مجرد ممثلين في مسرحية سلطوية سوداء تريد الهاء الناس عن الأسباب الحقيقية للفساد وعن قواه الخفية والواضح ان هناك طريقا واحدا لمكافحة الفساد يبدأ باعادة النظر بالفاسدين والمؤسسات الفاسدة وهذا ما يسعى اليه الجميع في الداخل والخارج.
*وأنتم ما الذي أنجزتموه في إيقاف عملية الفساد بجامعة صنعاء؟
- لقد أدينا دورنا في التبليغ ولن يستطيع 10 أساتذة في الجامعة فعل الكثير في ظل دولة منهارة يعجز رئيسها عن تغيير أو محاكمة فاسد واحد واذا كان الفساد يسيطر على هيئة المكافحة وعلى مجلس النواب وعلى رئاسة الدولة والحكومة والجيش والأمن ونقابة اعضاء هيئة التدريس فما الذي بامكان منظمة مدنية ان تفعله، ربما كان الطريق الأمثل لمكافحة الفساد هو التغيير الشامل وما دون ذلك هو ضياع للوقت وتبديد للطاقات، وأنا أدعو أحزاب اللقاء المشترك إلى مساءلة أعضائها في نقابة أعضاء هيئة التدريس وفي مجلس النواب وخصوصا في لجنة التعليم العالي في مجلس النواب حول الفساد في جامعة صنعاء وحول الدور الذي يقومون به في مكافحته وان تنشر نتائج تلك المسائلة في صحفها.
*يقال أنك تفكر في مغادرة البلاد والهجرة إلى دولة خليجية للتدريس هناك، ما صحة ذلك؟
- الخارج لا يستقطب سوى الأفضل وهو ما يعني حرمان البلاد من الأكفاء من ابنائها وترك الساحة خالية لأصحاب العقول الخاوية، وبالنسبة لي فإن النضال من اجل اصلاحات واسعة وشاملة تنقل اليمن من حكم الأمزجة الى حكم القانون ومن العنصرية الى المساواة ومن الفساد الى النزاهة هو القضية الإستراتيجية والمحورية ومتى ما وجدت ان الإلتحاق بالخارج اكثر جدوى في دعم هذا البلد وقضاياه فسأفعل، حتى الآن ما زلت أجد أن العمل من الداخل وفي اطار من الثوابت مازال ممكنا.
*ننتقل إلى قضية الساعة وهي "زواج الصغيرات" لماذا أثيرت في هذا الوقت بالذات من وجهة نظرك؟
- القضية تتجاوز موضوع زواج الصغيرات والصراع الدائر اليوم هو في عمقه صراع حول حق الخروج على الحاكم الفاسد والسعي لتغييره من خلال الإنتخابات ووفقا للدستور والقانون، فالقائلون بعدم جواز تحديد سن الزواج اليوم هم الذين سيقولون غدا ان على الجميع طاعة ولي الأمر وان الإنتخابات بدعة والدستور كفر ولذلك يتم تقويتهم بكل الطرق، وانا باسمي وباسم كل الضحايا واعرف منهن المئات في اسرتي ومجتمعي الصغير اطالب بتحديد سن الزواج لإن عدم تحديده يساهم في بؤس وهلاك الآلاف من النساء اليمنيات، واتمنى ان يحول العلماء الأجلاء جهودهم من محاربة تقنين سن الزواج الى محاربة كافة اشكال الكفر والفجور وفي مقدمتها الفساد المالي والأخلاقي وتجارة الخمور والدعارة المنظمة والإعتداء على الحقوق والتمييز السلالي والمناطقي بين اليمنيين والإفقار للشعب اليمني، اما تحديد سن الزواج فهو حماية لليمنيين واليمنيات من ان يصبحوا مستقبلا عرضة لكافة اشكال الإستغلال الجنسي والسياسي والإقتصادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق