كنت بالنسبة لي اكثر من اب واكثر من أخ واكثر من صديق وهانا اليوم افقد برحيلك المفاجىء، يا عمي العزيز، عددا من الأشخاص الذين عرفتهم لسنوات عديدة، واني اذ ارثيك اليوم فانما ارثي بعض نفسي التي رحلت برحيلك، لقد خذلتني هذه المرة وانت الذي لم يخذلني قط، تركتني فجأة ومضيت وانا الذي آمن جانبك وما فكر قط بانك سترحل في الزمن الصعب وعلى حين غفلة منا جميعا، وهأنت فجأة وانت الذي عاد من فم الموت اكثر من مرة تذهب اليه على قدميك ولا تعود، وها هو كل شيىء ينتهي بصوت جلف لموظف في احدى المستشفيات يقول دون مقدمات "عظم الله اجركم في علي حمود." لقد غمرتنا جميعا بحنانك وودك طوال حياتك وما بخلت علينا بشيىء وآثرتنا على نفسك وهانت اليوم تخلف لنا تركة ثقيلة من الحزن والشعور بالفقد، نتذكر حديثك الجدي فنبكي ونتذكر مزحك وهزلك فنبكي ونتذكر كفاحك المرير فنبكي، فقد احببنا وجودك بكل تفاصيله واعتدناه وصار لنا مثل الماء والهواء. سنفتقدك جميعا بشدة، ستفتقدك "سهى" التي لن تتمكن بعد الان من تمرير يدها الصغيرة على صلعة رأسك، أو من دس اصابعها النحيلة في شعر لحيتك البيضاء، ولن تصيح بعد اليوم بصوت عال عندما يقرع الجرس "جاء جدي." ليتك انتظرت حتى يرحل الشتاء، ويسقط المطر، وتتعلم سهى كيف ترسم ملامح وجهك من الذاكرة وكيف تتهجى اسمك المكتوب على مشهد قبرك.
نؤمن بأن ما اصابنا من ضرر هو قضاء الله وقدره وانه لا راد لمشيئته ، وان ما اصابنا ما كان ليخطئنا وما اخطئنا ماكان ليصيبنا، وان كل نفس ذائقة الموت وان الحياة الدنيا لعب ولهو وان الآخرة خيرا وابقى ، لكننا حزينون لفراقك وملتاعون لفقدك لإنك كنت بالنسبة لنا اغلى ما يمكن ان نفقد. وحسبنا ان الله ابدلك الدار الفانية بكل ما فيها من كروب وخطوب بالدار الباقية وانك كما تقول "سهى" ذهبتالى "الجنة" التي اعدت للمتقين، ولله ما اعطى ولله ما أخذ وكل شيىء عنده بحسبان، وليلهمنا الله الصبر والإحتساب وانا لله وانا اليه راجعون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق