الجمعة، 21 أغسطس 2009

عاصمة الفقر!

• الحديدة محافظة غنية لكن سكانها هم الأشد فقرا في الجمهورية وان لم تقل ذلك تقارير البنك الدولي. وفي الحديدة يتجسد الفقر بابشع صوره. فالدحابشة الذين نهبوا اراضي الجنوب كانوا قد مروا قبل ذلك أو بعده على الحديدة وحولوها عن طريق الشراء باسعار بخسة او عن طريق النهب الى اقطاعيات وفي استغلال بشع يؤسس لمجتمع الحقد والكراهية وليس لمجتمع العدالة الذي ينشده اليمنيون. وفي مجتمع تتحدد فيه المكانة والدور الإجتماعي بملكية الأرض، تحول معظم سكان المحافظة الى مهمشين.
• في سوق الخليفة الأسبوعي الذي يعقد كل خميس يكشر الفقر عن انيابه بطريقة مرعبة من خلال التدمير الواضح للبيئة وانابيب المدع القديمة والزبالة المتراكمة هنا وهناك والرجل الذي لايبيع سوى قراطيس الملح. وهناك يباع كل شيىء بالتجزئة بما في ذلك زيت الطبخ وعسل الدبس.
• ويبلغ فقر الكهرباء ذروته في محافظة الحديدة التي تصل ايراداتها السنوية الى اكثر من 50 مليارا. ورغم ان البعض يوهم الناس ان الحكومة تقطع الكهرباء على سكان الجبال لضمان امداد المناطق الساحلية شديدة الحرارة بالكهرباء الا ان الواقع هو ان ساعات الإنقطاع في بعض المناطق الساحلية هي الأطول ربما في العالم كله.
• في القُطيع جوار مصنع الكندا دراي شرق الحديدة يتم قطع الكهرباء عند ال6 مساء ويستمر الإنقطاع حتى منتصف الليل وبعدها تعود لساعة ثم تنقطع من جديد. ويقضي الرجال ساعات الليل صعودا الى السطوح مع انطفاء الكهرباء هربا من حر الداخل، ونزولا الى الداخل عند عودة الكهرباء هربا من النامس والجو الحار وبحثا عن برودة المكيف. ويصعب تخيل حال النساء والأطفال الصغار في شهور الصيف وفي ظل الإنقطاعات المتكررة للكهرباء والتي تصل الى 14 ساعة في اليوم.
• وتساهم مخلفات مصنع الكندا دراي في جعل الوضع اصعب في البلدة. وعند سؤال السكان حول ما يقدمه لهم المصنع يتحدثون عن المخلفات التي يتركها وعن الإستغلال الذي يمارسه ضدهم من خلال الأجور التي يمنحها للعاملين فيه من ابناء المنطقة والتي لا تزيد كما يقولون عن 500 ريال في اليوم.
• وتبدو الطرق الأسفلتية التي توصل المسئولين والوجاهات الإجتماعية بمزارعهم افضل حالا من الطرق في المحافظات الأخرى، لكنها لا تعني الكثير لأبناء تهامة الذين ما زالوا يعتمدون على الدراجة النارية كوسيلة مواصلات حديثة الى جانب الحمير طبعا. وكثيرا ما تمر الطرق الأسفلتية بقرى التهاميين المكونة من القش لتعبر بشكل صارخ عن التهميش الذي يعيشه ابناء المحافظة.
• وكما في كل المحافظات الأخرى يستغل مسئولوا المكاتب الحكومية والمرافق الصحية بكافة اشكالها والمدارس وغيرها الجهات التي يسيطرون عليها للاثراء الشخصي بما يحرم الكثير من المواطنين الفقراء من تلك الخدمات الرديئة بطبيعتها.
• وعندما تسأل التهامين عن رايهم في مسئولي المحافظة يتحمسون كثيرا للمحافظ السابق محمد صالح شملان، ويثنون على جهود الحجري في مكافحة الدعارة، ثم يعبرون عن درجة كبيرة من اللامبالاة عندما تسالهم عن الجبلي.
• موقع محافظة الحديدة على الإنترنت www.hod.gov.ye بُدأ بنائه في عهد شملان واصيب بالكساح كما يبدو في عهد الحجري ثم دخل في حالة موت سريري في عهد الجبلي. لكن ما يبعث على الإطمئنان هو انه ما زال حيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق