السبت، 30 مايو 2009

الإسلام والديمقراطية

أولا- مقولة التناقض بين الإسلام والديمقراطية: قديم، أكثر شعبية بعد أحداث ال11 من سبتمبر 2001، يقول بعدم إمكانية تجاوز التناقض، لا مستقبل للديمقراطية في الدول الإسلامية، لا يخلو من عناصر الدعاية والعنصرية والعمل على خدمة الأجندات الأمريكية والإسرائيلية، وتمول دراسات التيار
أ. المبادئ والتعاليم: شمولية الإسلام للأبعاد الدينية والدنيوية وعلى دمجه بين السياسة والدين، والشريعة تحكم كل جوانب الحياة الإنسانية، وبالتالي فأن السيادة، كركن هام من أركان النظام الديمقراطي لا تعط للمجتمع كما هو الحال في الأنظمة الديمقراطية بل لله. هناك قفز ملحوظ في ربط المقدمات بالنتائج، فالقول بان السيادة لله لا تعني باي حال أن الشريعة وهي المستمدة من الكتاب والسنة قد انطوت على كل التشريعات والاحكام التي يحتاج اليها المسلمون، فهذه نظرة سكونية الى الاسلام لا تتفق مع الواقع ولا مع تأكيد الدين الاسلامي على ثبات الأصول واختلاف الفروع وعلى الاجتهاد كمصدر من مصادر التشريع. يتم التركيز هنا أيضا على 1- غياب المساواة في الدين الإسلامي بين الرجل والمرأة وبين المسلمين وغير المسلمين وخصوصا الأقليات، 2- أهمية النظام (بمعنى الاستقرار السياسي)، 3- تأكيد الدين الاسلامي على "الوحدة" وهو تأكيد يمكن أن يفهم على انه رفض لكل الاراء والممارسات المخالفة للمبادئ السائدة باعتبارها فتنة وجريمة بحق وحدة الصف الإسلامي.
ب. التجربة التاريخية: خلت كما يقول أنصار هذه المقولة من أي تقليد ديمقراطي يمكن استخدامه كنقطة بداية (أو كعامل تقوم عليه الشرعية) لأي نظام ديمقراطي. وهذا غير صحيح
ج. الوضع الراهن: بسيادة الطغيان والاستبداد والندرة البالغة للديمقراطية في العالم الإسلامي. وفقا لهنتينجتون فانه بين عام 1981 و1990 لم يكن هناك سوى دولتين (جامبيا وقبرص) من اصل 37 دولة تسكنها غالبية مسلمة حصلت على تقدير "حر" في التقرير السنوي لبيت الحرية وذلك لسنتين ولأربع على التوالي. يتم أيضا الإشارة إلى شعبية الحركات الإسلامية والتي تؤكد كما يقولون أن مصير الديمقراطية ان تبنت في الدول الاسلامية هو الفشل (مقولة أن الديمقراطية ستقتل نفسها) لأنها ستؤدي كما يقولون الى صعود القوى الأصولية الإسلامية المعادية أساسا للمشروع الديمقراطي والتي سيكون أول عمل لها هو إلغاء الديمقراطية (مقولة "صوت واحد لرجل واحد لمرة واحدة"). ويذهب البعض في هذا الخصوص إلى عقد التشابه بين الاصولية الاسلامية من جهة والحركة النازية في المانيا والأحزاب الشيوعية في شرق اوربا من جهة ثانية مؤكدين أن الحركات الأصولية في العالم الاسلامي ستتبع نفس الخطة التي اتبعها الحزب النازي في المانيا والأحزاب الشيوعية في شرق أوروبا وهي استخدام الديمقراطية كتكتيك مرحلي وكعربة توصلها إلى السلطة.

ثانيا- مقولة التوافق: هناك قواسم مشتركة بين الاثنين والإسلام يمكن ان يساعد كثيرا في عملية بناء نظام ديمقراطي
أ. المبادئ: الإسلام جسد كبير من المبادئ والأفكار والتجارب لا يمكن اختزاله بالتركيز على جزئية معينة. فالإسلام ككل دين عظيم يمكن ان يجد فيه أعداء الديمقراطية ما يستخدمونه صوابا أو خطأ لدعم مشروع السلطة المطلقة، وبالمثل فأن دعاة الديمقراطية يمكن أن يجدون فيه ما يدعم مبادئ الحرية والمساواة. هناك الكثير من المبادئ الإسلامية، التي يمكن أن تمثل أساسا للشرعية الديمقراطية مثل مبدأ الاجتهاد، ومبدأ الشورى، ومبدأ الإجماع، ومبادئ المساواة، العمل الخيري والتطوعي، الملكية الخاصة، وفوق ذلك كله مبدأ العدالة.
ب. أما بالنسبة للتجارب التاريخة والسوابق السلوكية التي تعكس الديمقراطية فأبرزها الطريقة التي انتقلت بها السلطة بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام إلى خلفائه أبو بكر وعمر وعثمان ثم علي.
ج. الحالة الراهنة في العالم الإسلامي: مقولة ان الإسلام وقواه السياسية تمثل خطرا على الديمقراطية تفتقر إلى أي برهان تاريخي.
(1) تجربة الجزائر 1989-1992: التأييد الشعبي منقطع النظير كيف نفهمه؟ ما هو السيناريوهات المختلفة التي كان يمكن ان تحدث؟ (الوصول الى السلطة والإلتزام بالديمقراطية في ظل دور الجيش، الوصول إلى السلطة والانقضاض على الجيش والديمقراطية، انقضاض الجيش على السلطة والديمقراطية). ما هي الدروس التي نتعلمها من حالة الجزائر؟
(2) الحالة السودانية: الإنقلاب.
(3) الحالة الإيرانية:
(4) الحالة الفلسطينية:
الدروس المستفادة:
حول هذه الموضوعات، انظر:
الإسلام والديمقراطية، الشيخ فتحي منصور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق