وتقوم حجة الحوثيين في معارضتهم لمن يدعوهم الى تسليم السلاح الثقيل والمتوسط الى الدولة قبل الدخول في حوار وطني على ان المؤتمر الشعبي العام سيدخل الحوار مسلحا من خلال القوات التي يسيطر عليها المخلوع واتباعه وان الإصلاح سيدخل الحوار ايضا مسلحا من خلال القوات التي يسيطر عليها اللواء علي محسن التي يرون انها قوات تابعة لحزب الإصلاح، وهم بالتالي سيدخلون الحوار كجماعة ثالثة مسلحة.
ويعرف الحوثيون جيدا ان توحيد الجيش سيؤدي الى ثلاث نتائج رئيسية لا تصب في صالحهم وهي:
1. نزع سلاح كل من المؤتمر والإصلاح وبالتالي نزع اي شرعية يملكها الحوثيون الان كجماعة مسلحة.
2. خلق قوة عسكرية موحدة تحت لواء القيادة الشرعية للدولة يمكنه ان يؤدي الى نزع سلاح الحوثيين سواء بالسلم أو بالحرب.
3. تقوية الرئيس عبد ربه منصور هادي وبالتالي ضياع مشروع الحوثيين في الإنقضاض على السلطة وهو المشروع الذي يعملون عليه منذ سنين سواء من خلال الأحزاب السياسية بما في ذلك المؤتمر والإصلاح او من خلال التمرد في صعدة.
ولذلك يعارض الحوثيون مسألة توحيد الجيش مدركين تماما ان قدرتهم على الإستمرار وقدرة مشروعهم على البقاء انما يكمن في بقاء الجيش منقمسا من جهة وبقاء هادي كرئيس بدون انياب من جهة ثانية.
ويأمل الحوثيون، ويعملون بنشاط على تحقيق ذلك، بحدوث مواجهة عسكرية مسلحة بين قوات المؤتمر من جهة وقوات الإصلاح من جهة ثانية تؤدي في النهاية الى تدمير الجيش الذي يفترض انه جيش الدولة وبالتالي الى فتح الطريق امام الجماعة للزحف الى صنعاء واقامة مشروعها السلالي.
والغريب ان الحوثيين تمكنوا من اقناع الدول الراعية للمبادرة الخليجية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية بان الإبقاء على الجيش اليمني منقسما يصب في مصلحة الحوار الوطني ويمنع الإصلاحيين من السيطرة على الحوار وتحويل اليمن الى جمهورية طالبانية. فكيف ياترى يمكن لجيش منقسم ان يمنع الإصلاحيين من تحويل البلاد الى جمهورية طالبانية اذا كان الجيش الموحد لا يمكنه ان يفعل ذلك؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق