قال محمد عبد الله اليدومي رئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح في مقابلة مع قناة سهيل بثتها في وقت مبكر من يوم 28 يوليو ان حزبه واحزاب اللقاء المشترك الأخرى يعملون على مراجعة مبادرة الإنقاذ الوطني التي كان اللقاء المشترك قد طرحها كمشروع طموح للإصلاح السياسي قبل بضع سنوات. وربما كان ما قاله اليدومي بهذا الشأن هو الأهم في المقابلة التي استمرت ساعتين.
ورغم ان هناك الكثير من المعوقات ومعظمها يكمن في حزب الإصلاح تحديدا باعتباره اكبر الأحزاب على الساحة الإ ان هذا التوجه اذا ما خرج الى حيز الوجود يمكن ان يشكل شرعية جديدة لتكتل اللقاء المشترك وخصوصا اذا صدقت النوايا والتزمت الإطراف فعلا بتعهداتها ولم تلجأ الى اساليب الحيلة والإحتيال على بعضها والأخيرة عادات معروفة في ممارسات الأحزاب اليمنية.
وليس مطلوبا في هذا الصدد ان تتفق احزاب اللقاء المشترك على كل شيىء لإن ذلك غير ممكن ولكن المطلوب هو الإتفاق على عدد من القضايا الجوهرية وخصوصا شكل الدولة وشكل النظام السياسي ونوع النظام الإنتخابي والطريقة التي ينبغي من خلالها معالجة التمرد في صعدة والحراك في الجنوب وبعيدا عن التفاصيل والجزئيات التي يمكن دائما التفاوض حولها لاحقا طالما تم الإتفاق بوعي وبصدق على المبدأ العام.
والمهم هو أن يؤدي ذلك الإتفاق في النهاية الى خروج احزاب اللقاء المشترك بمشروع وطني يمكن بالفعل الإصطفاف حوله وطرحه على طاولة الحوار في المؤتمر الوطني الذي من المتوقع ان ينعقد مطلع العام القادم ان لم يكن قبل ذلك.
وسيكون التحدي الحقيقي امام احزاب اللقاء المشترك متمثلا في: اولا، ان تخلق رؤية قبل حلول مؤتمر الحوار الوطني بوقت كاف، وثانيا، ان يشارك التكتل في مؤتمر الحوار الوطني بصوت واحد في مواجه الصوت أو الأصوات الأخرى. وربما كان هذا الطريق هو الأمثل لضمان نجاح مؤتمر الحوار وعدم تحوله الى سوق عكاظ من جهة ولوضع كابح امام حالة التشرذم التي تعيشها البلاد من جهة ثانية.
وبدون انجاز احزاب اللقاء المشترك لمشروع مثل هذا فإنه يصعب الحديث عن امكانية استمرار التكتل في المستقبل. كما يصبح الإستمرار ذاته ان حدث فاقدا لأي قيمة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق