استاذ
العلوم السياسية بجامعة صنعاء
شهد الأسبوع المنصرم
هجومين ارهابيين لا يفصل بينهما سوى أقل من 12 ساعة: الأول استهدف د. عبد الوهاب
محمود رئيس اللقاء المشترك والثاني استهدف
السفير البريطاني في صنعاء السيد تم تورلوت. ولقد
كان من لطف الله باليمن ان جنب السفير
البريطاني في صنعاء السيد تارلوت شر
الهجوم الإرهابي على موكبه في يوم الديمقراطية اليمنية وأحاق المكر السيىء بأهله
هذه المرة.
وقد أقتصر ضرر الهجومين
الإرهابيين (والثاني على نحو خاص) حتى الان على اعادة اليمن مرة أخرى الى الواجهة كملجأ آمن
للارهاب، وعلى التشكيك بشكل أكبر بقدرة
الحكومة اليمنية على محاربة الإرهاب، وعلى خلق المزيد من الضغوط على حكومة الرئيس
باراك اوباما للتصرف مع الوضع في اليمن
بإسلوب آخر. لكن الضرر الأكبر الذي يمكن أن يلحق بالبلاد والذي عجز الهجومان الإرهابيان
الجبانان عن تحقيقه يمكن ان يحصل بطرق
أخرى. فالتقارب الزمني بين الهجوم
الإرهابي على رئيس اللقاء المشترك والهجوم
على السفير البريطاني والمعلومات التي
تتكاثر حول منفذ الهجوم الثاني والتي تقول انه كان سجينا بتهمة الإرهاب
لمدة عامين وانه خرج للتو قبل أقل من شهرين وأنه كان يفترض أن يثبت تواجده لدى الشرطة اليمنية على نحو
يومي وان والده ابلغ الأجهزة الأمنية عن
اختفائه قبل حوالي شهر ونصف تخلق كلها ملابسات أكثر مما ينبغي وتفتح الباب
واسعا أمام الكثير من الإفتراضات التي تطلق هنا وهناك— سواء بحسن أو بسوء نية— ودون ادراك
لحساسية الموقف داخل البلاد والنتائج الوخيمة التي قد تقود اليها بعض
الإفتراضات التي قد لا تكون صحيحة.
وليس الحل في هذه
الحالة تكميم الأفواه أو العودة الى الأسطونة القديمة التي تشكك في وطنية اليمنيين
وولائهم لبلادهم لإن مثل هذا السلوك يزيد
من كثافة الملابسات بدلا من أن يقلل منها،
وانما يكون الحل بالشفافية الكاملة في التعامل
وبمكا يكفل لجميع الأطراف الداخلية والخارجية تصحيح فهمها واستبعاد الإفتراضات غير الصحيحة
والمبنية على الملابسات. ومع ان الشفافية قد يكون لها تكلفة بالنظر الى الوضع
الحرج للنظام وللبلاد الإ أن تكلفة الشفافية هي بالتأكيد أقل بكثير من تكلفة الغموض وحجب المعلومات والتي قد تجعل الآخرين
يبنون قناعات ويتخدون قرارات ذات نتائج
خطيرة. وليكن
معلوما أن الدولة التي تلجأ الى ممارسة الإرهاب ضد مواطنيها انما تضع نفسها موضع المتهم في عيون الدول
الأخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق