الأحد، 17 يناير 2010

في ندوة نظمتها فئة الأكاديميين في التشاور الوطني

أكاديميون يشخصون الأزمة: صعده منبع كل الأزمات، وهي نتاج لغياب الدولة
انتقد مداخلون عدم تشخيص أصحاب الأوراق للأزمة تشخيصا دقيقا، وعدم وجود رؤية واضحة للحل، وهو ما دفع د. عبد الله الفقيه للقول: أستغرب من مطالبتكم بالحل، مع أن الحل موجود في اتفاقيات الدوحة، وأضاف بانفعال: أقنعوا علي عبد الله صالح بأن أبناء صعده مواطنين يحق لهم العيش بحرية ويمارسون عقائدهم وبرامجهم على النحو الذي يحبوا، فقاطعه النائب فؤاد دحابة قائلا: أقنعوه أم اقلعوه؟: فرد عليه الفقيه: إما ان تقنعوه أو تقلعوه!.

http://www.almasdaronline.com/index.php?page=news&article-section=1&news_id=4532

المصدر أونلاين ـ الخطاب الروحاني

اتفق أكاديميون على أن أزمة صعده هي نتيجة حتمية لغياب الدولة وغياب المشروع المؤسسي لديها.
وقال د. فؤاد الصلاحي – أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء- أن الدولة "حينما لم تنجح في تحقيق الاستقرار والعدل والمساواة جعلها منها قوة ذات مشروعية غائبة"، مشيراً إلى أن المبررات التي اتخذتها السلطة في حربا مع الحوثي لم تقنع الشعب، وأن الأزمة تتسق مع المساق السياسي المأزوم وعدم التمثيل السياسي لكل القوى والمناطق.
وأكد الصلاحي على ضرورة إعادة النظر وتكاتف القوى لبناء دولة مدنية بعيدة عن القبيلة تحقق العدل والمساواة والتطور "كحل وحيد للخروج من أزماتنا"، لافتاً إلى أن بقاء الدولة والمجمع في ظل الأزمة الراهنة "أمر مشكوك فيه".
جاء ذلك في ندوة نظمتها فئة الأكاديميين بلجنة الحوار الوطني بعنوان "حرب صعدة، تعقيدات الأزمة وآفاق الحلول"، حضرها عدد من الأكاديميين والسياسيين والمهتمين، وقدمت فيها عدد من الأوراق التي حاولت تشخيص الأزمة واستقراء حلولها.
اتفاقيات الدوحة:
وقدم د. عبد الله الفقيه ورقة ناقش فيها عوامل نجاح وصعوبات تطبيق اتفاقيات الدوحة بين السلطة والحوثيين، وأشار إلى ضرورة اعتبار اتفاق الدوحة مرجعية لكل الاتفاقات، لأنها "استطاعت تشخيص الأزمة ووضع الحلول المنطقية لمعالجتها، وبوصف الدوحة أيضاً طرفا محايدا لا يتوفر في أي وساطة يمكن ان تطرح مستقبلا".
وأشار الفقيه إلى أن اتفاق الدوحة "جاء بسعي من الحوثي بعد انعدام الثقة بين السلطة والحوثي"، مؤكداً على أن عوامل النجاح لاتفاق الدوحة الأول تمثل في أربع نقاط وهي: دخول وسيط خارجي محايد، وتمثيل لكافة القوى الوطنية في الإتفاق، ودخول بند إعادة الإعمار، وخطة صندوق ساهمت فيه قطر وجعلت المساهمة فيها مفتوحة ما يعني عدم إثارة أي طرف".
وأرجع الفقيه عدم التزام السلطة بالاتفاق إلى سفر الرئيس إلى محافظة عدن لعدة أشهر "الذي ينبني على وجوده في صنعاء اتخاذ كل القرارت"، واستغلال الحوثي لهذا الفراغ بعدم تطبيق البنود "لأنها لم تكن في صالحهم".
وأكد الفقيه ان اتفاق الدوحة الأول شكل قوة تفاوضية للدولة، بينما شكل الإتفاق الثاني قوة تفاوضية كبيرة للحوثيين.
ودعا الفقيه دولة قطر إلى أن "تغفر لليمن على ما بدر منها من إساءات تجاهها"، معللاً الإساءات "باشتداد الأزمات وارتفاع السكر والضغط لدى قائليها"، وأضاف: أملنا في قطر لأننا لن نجد بديلا محايداً غيرها.
واعتبر الفقيه عام 2004م "عام بداية انهيار الدولة اليمنية"، مشيراً إلى أن صعده "ساهمت بشكل كبير في اندلاع كل الأزمات، بل هي مصدرها"، منتقداً بدء إعلام الحكومة بالإساءة لبعض الدول بينها بريطانيا بعد الدعوة لمؤتمر لندن، معتبرا ذلك تأكيدا على أن الحكومة اليمنية "تعيش حالة انقراض".
مشاكل إقتصادية:
أما د. أحمد سعيد الدهي فقد أشار إلى أزمات اقتصادية ضخمة تعرضت لها اليمن جراء حرب صعده، وقال: الحرب تكلف الدولة 3 مليار ريال في اليوم، ما يعني 360 مليار ريال في السنة (مليار ونصف دولار)، وإذا ما أضفنا تكاليف الحروب السابقة فتصل 5.3 مليار دولار، كان يفترض أن تسخر للبنية التحتية للبلاد لكن سياسات الحاكم شاءت أن تنفق في هذا العبث حتى يستطيع تمرير مشاريعه الأسرية والعائلية – حسب قوله.
وأوضح الدوهي في ورقته إلى أن 20% من ذوي النفوذ يحصلون على 80% من الدخل، مقابل 80% من البسطاء يحصلون على 20% من الدخل، وأن القفر بلغ نسبته 80% ومؤشرات دولية تقول أن 92% من الأسر اليمنية لا تكاد توفر غذاءها.
وعن نسبة البطالة تحدث الدوهي عن ارتفاعها إلى ما بين 55% إلى 65%، وتستغل في توظيف التطرف والحقد، وأشار إلى التضخم وانهيار العملة وضرب المقومات للدولة وأضرار المناخ ووجود اختلالات داخلية وخارجية (من حيث التصدير والاستيراد)، وازدياد نسبة الأمية إلى 65%، وانهيار خدمات الكهرباء والمياة التي صارت حسب تعبيره "محط سخرية".
ودعا الدوهي كافة أبناء المجتمع إلى أن يسألوا أنفسهم: أين مساهمتنا وأين موقفنا وموقعنا من هذا الانهيار، ولماذا لا نندمج في تعميق مجرى التغيير السلمي الديمقراطي حتى يبقى اليمن موحد ومستقل؟.
آفاق وحلول:
من جانبه أشار د. محمد الظاهري –أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء- إلى وضوح الأزمة بعد ان كانت "ملخبطه" غير أنه أشار إلى صعوبة التشخيص الدقيق لهذه الحرب، وقال: "تقلب المزاج اليمني على النحو الذي حدث في إيقاف الحرب الخامسة باتصال تلفوني شكلت لنا سكتة تحليلية، خاصة وأن الرئيس قال: انتهت الحرب وإلى الأبد (..) وهذه ليست مقولة علمية".
وأوضح الظاهري إلى أن الحياة السياسية اليمنية تعيش ظواهر غير سوية، وأن العقل اليمني يعجز عن التوصيف بالرغم من وضوح الأحداث.
وأشار الظاهري في ورقته المقدمة في الندوة إلى عدد من المخاطر الاجتماعية والعسكرية والقومية والثقافية جراء حرب صعده، مستقرئا السيناريوهات القادمة للحياة السياسية اليمنية.
وقسم الظاهري الحالة السياسية إلى أربعة مشاهد الأول منها الحكم عبر الثعبنة والحربنة والحكم المشخص بمعنى استمرار الوضع الراهن، أما المشهد الثاني فهو في التحايل السياسي والحوارات التي لا تؤتي أكلها، والمشهد الثالث: المصداقية السياسية وهو المشهد المنقذ والمرغوب فيه، أما المشهد الرابع فهو هدم السد وتكاثر المشاكل والحروب وظهور الهويات المتصارعة كحالة ما قبل الدولة.
واعتبر الظاهري أن ما يحدث في صعده يعد "اخفاق لأهداف الثورة اليمنية"، وما يحدث في الجنوب "فشل للوحدة اليمنية" وأزمة السلطة والمعارضة عدها "وفاة للتعددية السياسية".
واختتمت الندوة بمداخلات لعدد من السياسيين والمشايخ والمواطنين، فقد قال أحد مواطني صعده المتضررين في مداخلته أنه يتمنى أن تستفيد اليمن مما حصل لصعده حتى لا تتمزق، متحدثاً عن "جرائم" شهدها بنفسه.
وهو ما دفع الناشط الحقوقي عبد الرشيد الفقيه إلى طمأنته بالقول: أبشرك يا ابن صعده أن طرفي النزاع علي عبد الله صالح وعبد الملك الحوثي في طريقهم إلى المحاكمة الدولية في لاهاي، وأن هناك توثيق لكافة الجرائم ليلاحقهم القضاء الدولي على غرار ما حدث للبشير وقادة إسرائيل".
وانتقد مداخلون عدم تشخيص أصحاب الأوراق للأزمة تشخيصا دقيقا، وعدم وجود رؤية واضحة للحل، وهو ما دفع د. عبد الله الفقيه للقول: أستغرب من مطالبتكم بالحل، مع أن الحل موجود في اتفاقيات الدوحة، وأضاف بانفعال: أقنعوا علي عبد الله صالح بأن أبناء صعده مواطنين يحق لهم العيش بحرية ويمارسون عقائدهم وبرامجهم على النحو الذي يحبوا، فقاطعه النائب فؤاد دحابة قائلا: أقنعوه أم اقلعوه؟: فرد عليه الفقيه: إما ان تقنعوه أو تقلعوه!.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق