الأربعاء، 6 يناير 2010

اليمن المطلوب تغييره (الفصل الرابع: فقر الدخل)

"عيد مبارك وكل عام وانتم بخير. ونظرا للظروف الاقتصادية وغلاء الأسعار فان هذه الرسالة صالحة لمدة سنة وتشمل قدوم رمضان، عيد الفطر، عيد الأضحى، الزواج، الترقية، قدوم سنة جديدة، مولود جديد، أعياد الوطن، عيد ميلادك."

رسالة معايدة للمؤلف من المواطن محمد هزاع

في 30 سبتمبر 2008

يقصد بالدخل إجمالي ما يحصل عليه الفرد كأجور، أو مرتبات، أو أرباح، أو فوائد، أو إيجارات وما في حكمها خلال فترة زمنية معينة. ويتم قياس دخل الفرد بالنقود التي يحصل عليها غالبا خلال سنة. ويعتبر معدل دخل الفرد ، أي مقدار ما يحصل عليه من نقود في أسبوع أو شهر أو سنة، مؤشر هام على وضعه المعيشي. وحيث انه يصعب قياس دخل كل فرد على حده، فانه يتم بدلا عن ذلك تقدير قيمة الأنشطة الاقتصادية التي تم تنفيذها داخل الدولة خلال سنة معينة بالنقود ويتم بعد ذلك قسمة الإجمالي على عدد السكان. ويعرف معدل الدخل السنوي للفرد في هذه الحالة على انه النصيب الذي يمكن ان يحصل عليه الفرد بالعملة النقدية من الدخل الذي تحققه الأنشطة الاقتصادية داخل الدولة خلال سنة معينة، لو ان ذلك الدخل تم توزيعه بالتساوي على المواطنين.

وكما يبين الجدول رقم (35) فان الدرجة التي حصلت عليها اليمن على مقياس الدخل من أصل 999 هي 372 درجة. وهذه الدرجة هي الأسوأ في العالم العربي مما يعني بان معدل الدخل الافتراضي لليمني هو أيضا الأسوأ في العالم العربي..أسوأ حتى من دخل المواطن السوداني والجيبوتي وحتى من دخل الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال ويخوض معركة نضالية مضى على بدأها حوالي قرن من الزمن…ودرجة اليمن على مقياس الدخل هي أسوأ من الدرجة المحققة على مقاييس التعليم والصحة.

جدول رقم (35): درجة اليمن على مقياس الدخل مقارنة بالدول العربية الأخرى

الدولة

الدرجة (من أصل 999)

قطر

938

الكويت

930

الإمارات

925

البحرين

896

السعودية

844

عمان

843

ليبيا

774

تونس

739

الجزائر

711

لبنان

671

الأردن

670

المغرب

637

مصر

629

سوريا

607

جيبوتي

514

السودان

507

فلسطين

505

اليمن

372

Source: UNDP, Human Development Report 2007-2008

وكما يبين الجدول رقم (35)، فان الدرجة التي حققتها اليمن على مقياس الدخل هي 372 درجة في حين حققت جيبوتي 514 درجة، السودان 507، فلسطين 505، سوريا 607، مصر 629، المغرب 637، الأردن 670، ولبنان 671. اما الدرجة المحققة في الكويت والإمارات وقطر فتتجاوز ال900.

أولا- معدل الدخل السنوي

يمكن تعريف الدخل المحلي الإجمالي لدولة معينة—كما تم الإشارة سابقا—بأنه القيمة النقدية (أي بالريال أو الدولار) للأنشطة الاقتصادية التي تتم داخل حدود دولة معينة. ويبين الجدول رقم (36) في العمود الثاني الناتج المحلي الإجمالي لليمن وللدول العربية الأخرى. ويتم قياس هذا الناتج بمليارات الدولارات. والمليار يساوي 1000 مليون دولار. وحتى يفهم الإنسان العمود الأول لا بد له من ان يفكر بحجم سكان الدولة وليس فقط بقيمة الأنشطة الاقتصادية. فالناتج المحلي الإجمالي كما يبين الجدول للبحرين مثلا هو 13 مليار دولار. أما الناتج المحلي الإجمالي لليمن فهو اكبر بقليل من الإنتاج المحلي للبحرين حيث يبلغ حوالي 15 مليار دولار. لكن الناتج المحلي الإجمالي لليمن لا يعني ان اليمن أفضل من البحرين بل ان الناتج المحلي للبحرين هو أفضل بكثير من الناتج المحلي لليمن وذلك لأن البحرين التي لا يزيد عدد سكانها عن ال700 ألف نسمة يبلغ الدخل المحلي الإجمالي فيها 13 مليار دولار في السنة في حين ان اليمن التي يزيد عدد سكانها عن ال21 مليون نسمة في عام القياس تنتج ما قيمته حوالي 15 مليار دولار فقط.

جدول رقم (36): الناتج المحلي الإجمالي في اليمن والدول العربية الأخرى في عام 2005 (بمليارات الدولارات)

الدولة

الناتج المحلي الإجمالي

الناتج المحلي الإجمالي حسب القوة الشرائية

ليبيا

38.8

..

قطر

42.5

..

جيبوتي

0.7

1.7

البحرين

12.9

15.6

اليمن

15.1

19.5

لبنان

21.9

20

الأردن

12.7

30.3

عمان

24.3

38.4

الكويت

80.8

66.7

سوريا

26.3

72.5

السودان

27.5

75.5

تونس

28.7

84

الإمارات

129.7

115.7

المغرب

51.6

137.4

الجزائر

102.3

232

مصر

89.4

321.1

السعودية

309.8

363.2

Source: UNDP, Human Development Report 2007-2008

واعتمادا على ما سبق، فانه يمكن القول بان الدخل المحلي الإجمالي لليمن هو الأسوأ من بين الدول العربية بما في ذلك جيبوتي التي ينتج سكانها البالغين 800 ألف نسمة ما يقارب ال700 مليون دولار في السنة.

لكنه يصعب مقارنة الدخل المحلي الإجمالي بين الدول دون التعرف على مستوى الأسعار في الدول الأخرى. ولذلك يقدم العمود الثالث من الجدول رقم (36) الدخل المحلي الإجمالي معدلا بالقوة الشرائية أي بما يستطيع الأفراد شرائه بذلك المبلغ. وكما يلاحظ من الجدول رقم (36) فانه عند تعديل الدخل بالقوة الشرائية، فان الناتج المحلي لبعض الدول العربية يتزايد كما هو الحال بالنسبة للبحرين واليمن وعمان والسعودية والأردن بينما يتناقص بالنسبة لبعض الدول الأخرى مثل الكويت والإمارات ولبنان.

ويتم احتساب معدل الدخل السنوي للفرد بقسمة الناتج المحلي الإجمالي، قبل وبعد تعديله بالقوة الشرائية، على إجمالي السكان. ويبين الجدول رقم (37) معدل الدخل السنوي للفرد في اليمن والدول العربية الأخرى في عام 2005 أولا قبل تعديل الدخل الإجمالي بالقوة الشرائية (العمود الثاني من الجدول رقم 37) وثانيا بعد تعديله بحسب القوة الشرائية (العمود الثالث في الجدول رقم 37). وكما هو واضح، فان الدخل السنوي للفرد في اليمن هو 718 دولار في حين يبلغ الدخل السنوي للفرد في الكويت حوالي 32 ألف دولار، في الإمارات حوالي 29 ألف دولار، في البحرين حوالي 18 ألف دولار، وفي عمان حوالي 10 ألف دولار. وهذه الأرقام تعني ان الدخل الافتراضي للكويتي يصل إلى 45 ضعف الدخل الافتراضي لليمني، وان دخل الإماراتي يصل إلى حوالي 40 ضعف الدخل الافتراضي لليمني، وان دخل البحريني هو 25 ضعف دخل اليمني. أما دخل العماني الجار الشرقي لليمني فيبلغ حوالي 14 ضعف دخل اليمني.

ويتحسن ذلك الدخل بعد تعديله بالقوة الشرائية ليصبح حوالي 900 دولارا. لكن دخل اليمني يظل هو الأسوأ في العالم العربي...وكما سبقت الإشارة فان دخل الفرد في اليمن هو أسوأ من دخل الفرد في جيبوتي وفي السودان. وتتسع الفجوة بين اليمني وغيره من سكان العالم العربي عندما يتم تعديل الدخل بالقوة الشرائية. ففي هذه الحالة يلاحظ (انظر العمود الثالث من الجدول رقم 37) ان دخل الجيبوتي والسوداني يساوي أكثر من ضعفي دخل اليمني (دخل الجيبوتي 2178 دولارا ودخل السوداني 2083 في حين ان دخل اليمني هو 930 دولار). ويبلغ دخل العماني أو السعودي قرابة 17 ضعف دخل اليمني.

جدول رقم (37): معدل دخل الفرد في اليمن والدول العربية الأخرى (2005)

الدولة

معدل دخل الفرد

معدل دخل الفر معدلا بالقوة الشرائية

الكويت

31,861

26,321

الإمارات

28,612

25,514

البحرين

17,773

21,482

عمان

9,584

15,602

السعودية

13,399

15,711

الأردن

2,323

5,530

لبنان

6,135

5,584

تونس

2,860

8,371

الجزائر

3,112

7,062

سوريا

1,382

3,808

مصر

1,207

4,337

المغرب

1,711

4,555

السودان

760

2,083

جيبوتي

894

2,178

اليمن

718

930

Source: UNDP, Human Development Report 2007-2008

وإذا تم تحويل المبلغ إلى الريال، بحسب سعر الدولار في أول ديسمبر 2008، وهو 200 ريال للدولار، فان الدخل السنوي للفرد اليمني يكون مبلغ 143600 ريال يمني في السنة. وإذا ما تم تقسيم المبلغ على عدد أشهر السنة ال12 فان النتيجة هي ان دخل الفرد اليمني في الشهر الواحد يبلغ حوالي 12000 ريال شهريا.

ولو ان كل يمني يحصل سنويا بالفعل على 718 دولارا أو على 143 ألف ريال في السنة او على مبلغ 12 ألف ريال في الشهر لما كان هناك داع للتشكي والتذمر. فالأسرة التي يصل عدد أفرادها إلى خمسة سيكون دخلها الشهري 60 ألف ريال شهريا وهو مبلغ يمكن ان يوفر للأسرة حاجتها من الخبز والماء على الأقل.

لكن الواقع المر هو ان عائد الأنشطة الاقتصادية في اليمن يذهب إلى فئة صغيرة في المجتمع. فقبل عشر سنوات تقريبا، وكان الوضع مازال مقبولا، كان ال20% الأغنى في المجتمع يحصلون (انظر الجدول رقم 38) على 41.2 من الدخل في حين يحصل ال20% الأفقر على 7.4% من الدخل. وكان ال10 الأغنى يحصلون على حوالي 26% من الدخل بينما يحصل ال10% الأفقر من السكان على 3% من الدخل. أما اليوم—بعد مرور عقد من الزمن—وبعد سلسلة من الجرع كما يسمي اليمنيون الزيادات السعرية المستمرة الناتجة عن تخفيض الدولة للدعم عن السلع الأساسية، فان الصورة قد غدت أسوأ من ذلك بكثير. ويمكن القول بتوظيف الحدس الذكي ان 10% من سكان المجتمع يحصلون على 95% من الدخل في حين ان 90% من السكان يحصلون على 5% فقط.

جدول رقم (38): التفاوت في الدخل بين الأغنياء والفقراء في اليمن وبعض الدول العربية الأخرى

الدولة

سنة جمع البيانات

نصيب ال10% الأفقر من الدخل

نصيب ال20% الأفقر من الدخل

نصيب ال20% الأغنى من الدخل

نصيب ال10% الأغنى من الدخل

الأردن

2002-2003

2.7

6.7

46.3

30.6

الأردن

2000

2.3

6

Z47.3

31.5

الأردن

1995

2.8

7

42.6

26.8

مصر

1999-2000

3.7

8.6

Z43.6

29.5

المغرب

1998-1999

2.6

6.5

46.6

30.9

اليمن

1998

3

7.4

41.2

25.9

Source: UNDP, Human Development Report 2007-2008

ثانيا- دخل النساء

يتفاوت دخل المرأة عن دخل الرجل في اليمن بشكل كبير. فكما يوضح الجدول رقم (39) فقد بلغ معدل الدخل السنوي للذكر اليمني في عام 2005 مبلغ 1422 دولارا في حين بلغ معدل دخل الأنثى لنفس العام 424 دولارا. وكما ان دخل اليمني الذكر هو الأسوأ في العالم العربي، فان دخل اليمنية الأنثى هو الأكثر سوءا على مستوى العالم العربي. فكما يبين في الجدول رقم (39)، فان دخل السودانية يبلغ حوالي ضعفي دخل اليمنية. ويبلغ دخل الجيبوتية أكثر من 3 أضعاف دخل اليمنية. ويصل دخل المصرية إلى 4 أضعاف دخل اليمنية. ويبلغ دخل كل من المغربية والسورية حوالي 5 أضعاف دخل اليمنية. ويبلغ دخل الكويتية حوالي 30 ضعف دخل اليمنية، والبحرينية حوالي 25 ضعف، والعمانية حوالي 11 ضعف دخل اليمنية.

جدول رقم (39): دخل النساء والرجال في اليمن و الدول العربية الأخرى معدلا بالقوة الشرائية وبالدولار

الأمريكي (2005)

الدولة

الدخل (إناث)

الدخل

(ذكور)

اليمن

424

1,422

السودان

832

3,317

جيبوتي

1,422

2,935

مصر

1,635

7,024

المغرب

1,846

7,297

سوريا

1,907

5,684

الأردن

2,566

8,270

لبنان

2,701

8,585

الجزائر

3,546

10,515

تونس

3,748

12,924

السعودية

4,031

25,678

ليبيا

4,054

13,460

عمان

4,516

23,880

الإمارات

8,329

33,555

قطر

9,211

37,774

البحرين

10,496

29,796

الكويت

12,623

36,403

Source: UNDP, Human Development Report 2007-2008

ثالثا- نمو الدخل

نما الدخل السنوي للفرد في اليمن خلال عقد ونصف (1990-2005) بمعدل سنوي يبلغ 1.5%. ومع ان هذا المعدل ليس الأسوأ في العالم العربي بل ويمكن ان يكون قريب من المعدل السائد للنمو كما يبين ذلك الجدول رقم (40)، الإ ان مأساة اليمني تبدو واضحة عندما يتم التأمل في العمود الثالث من ذات الجدول وعنوانه "معدل التغير في الأسعار." ففي حين نما معدل دخل الفرد ب1.5% فقط، فان معدل التغير في الأسعار خلال نفس الفترة قد بلغ 20.8% وهو المعدل الأسوأ في العالم العربي إذا ما تم استثناء السودان الذي يعيش حالة حرب شبه مستمرة منذ عقود مضت. ولم يكن هذا ليعني في السياق اليمني سوى نمو دائرة الفقر والذي سيتم الحديث عنه بالتفصيل في الفصل السادس.

جدول رقم (40): النمو السنوي للدخل والتغير في الأسعار في اليمن والدول العربية الأخرى خلال الفترة 1990-2005

الدولة

معدل النمو السنوي لدخل الفرد

معدل التغير السنوي في الأسعار

السعودية

0.1

0.4

الكويت

0.6

1.8

الجزائر

1.1

10.7z

سوريا

1.4

4.9

المغرب

1.5

2.8

اليمن

1.5

20.8

الأردن

1.6

2.8

عمان

1.8

0.1

البحرين

2.3

0.5

مصر

2.4

6.6

تونس

3.3

3.6

السودان

3.5

41.8

Source: UNDP, Human Development Report 2007-2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق