الأربعاء، 13 يناير 2010

الأحزاب السياسية



1. تعريف الحزب السياسي

يمكن تعريف الحزب السياسي بأنه "مجموعة من الناس يتفقون في المبادئ والمصالح ولهم تنظيم مشترك ويسعون للوصول إلى السلطة عن طريق إنزال مرشحين في الانتخابات العامة."

أ. مجموعة من الناس: يحدد القانون عادة الحد الأدنى لعدد المؤسسين وكذلك الحد الأدنى لعمر العضو المؤسس والعضو غير المؤسس وغير ذلك من المسائل المتصلة بالعضوية في الأحزاب.

ب. اتفاق في العقيدة السياسية وفي المصالح: لا بد ان يجتمع أعضاء الحزب حول عقيدة سياسية كما كان عليه حال الأحزاب الشيوعية أو حول رؤية سياسية أو يتفقون حول برنامج سياسي يميزهم عن غيرهم من القوى والأحزاب. وعادة ما تصنف الأحزاب حسب العقيدة السياسية على خط يسمى خط الطيف السياسي political spectrum وذلك وفقا لموقفها من تغيير الوضع الراهن. فإلى اليمين من خط الطيف السياسي تقع الأحزاب التي ترفض التغيير أو تنادي بالعودة إلى الماضي أو تستميت في المحافظة على الوضع الراهن. اما في الوسط فتقع الأحزاب التي تقبل بالتغيير التدريجي وتدعو إلى الجمع بين الأصالة والمعاصرة. وفي اليسار تقع الأحزاب التي تطالب بالتغيير السريع. وقد كانت الأحزاب اليسارية في الماضي تنادي بالتغيير ولو استدعى ذلك إراقة الدماء كما حدث في الكثير من الدول التي تمكن فيها اليسار من الوصول إلى السلطة وعمل على تغيير الواقع. وهناك احزاب يمينية تتبع نفس النهج فهي تريد العودة إلى الماضي ولو عن طريق العنف.

ج. وجود تنظيم: يختلف الحزب عن الرأي العام وعن الحركات السياسية بأنه يملك تنظيما قويا بما يعنيه ذلك من هيكل تنظيمي وبرنامج سياسي ومقرات وفروع وغير ذلك ويعتبر التنظيم بمثابة القوة التي تربط الأعضاء ببعضهم البعض. ويختلف التنظيم من حزب الى آخر ولكن التنظيمات الإيديولوجية عادة ما تملك تنظيما قويا

د. يسعى للوصول إلى السلطة عن طريق الانتخابات وهذا ما يميز الحزب السياسي عن غيره من الجماعات التي قد تسعى إلى الوصول إلى السلطة بأساليب أخرى مثل الثورة أو الانقلاب.

2. نشأة الأحزاب السياسية

نشأت الأحزاب السياسية ابتداء من القرن التاسع عشر، وهناك ثلاث طرق للنشأة:

أ. النشأة داخل البرلمان: تؤدي النقاشات التي تشهدها البرلمانات إلى ظهور اتجاهات فكرية ومصلحيه مشتركة بين مجموعات من الأعضاء مما يؤدي إلى ظهور التكتلات داخل البرلمانات والتي تتحول مع مرور الزمن إلى أحزاب.

ب. النشأة خارج البرلمان (النقابات): تتقارب النقابات مع بعضها البعض فتشكل حزبا كما حدث بالنسبة لحزب العمال البريطاني الذي كان في بدايته عبارة عن مجموعة من نقابات العمال التي تقاربت مع بعضها وشكلت نواة الحزب وما زال حزب العمال البريطاني سواء في تسميته أو في البرامج والسياسات التي يتبناها يمثل إلى حد كبير الطبقة العاملة في المجتمع وان كان الحزب قد شهد الكثير من التحولات فيما يتعلق برؤاه الاقتصادية والسياسية.

ج. حركات التحرر الوطني: تحولت كثير من حركات التحرر الوطني إلى أحزاب وابرز الأمثلة على ذلك حزب المؤتمر الهندي

3. وظائف الأحزاب

أ. تجميع المصالح والتعبير عنها: فالأحزاب تتعرف على الاحتياجات المختلفة لأعضائها ومناصريها وللشعوب بعامة وذلك عن طريق الاستطلاعات ووسائل الإعلام المختلفة ثم تقوم بتحويل تلك المصالح إلى برامج سياسية

ب. قنوات للمشاركة السياسية: تعمل الأحزاب السياسية كقناة فعالة للمواطنين الراغبين في المشاركة السياسية سواء عن طريق التصويت أو الترشيح أو حضور الاجتماعات.

ج.التجنيد السياسي: ويقصد به ان الأحزاب تعلب دورا كبيرا في استقطاب النشطاء والقادة وتدريبهم وتأهيلهم ليلعبوا أدورا هامة في النظام السياسي.

د. التنشئة السياسية Political socialization: يمكن تعريف التنشئة السياسية بأنها عملية نقل القيم والاتجاهات والمعتقدات السياسية من جيل إلى آخر، وعملية التنشئة مستمرة طوال حياة الإنسان، وتقوم الأحزاب بالتنشئة السياسية للمجتمع بشكل عام من خلال الحملات الانتخابية والبرامج التي تعرضها للناخبين وما تعرضه في قنواتها السياسية وغير ذلك. وتتشارك الأحزاب في هذه الوظيفة مع مؤسسات اجتماعية أخرى كالأسرة والمدرسة

ه. صنع السياسة العامة Public policy-making: تصنع الأحزاب السياسات العامة عندما تكون في الحكومة وتقدم بدائل لتلك السياسة عندما تكون خارجها وخصوصا عندما تكون ممثلة في البرلمانات.

و. تحويل الانقسامات الاجتماعية الأفقية (قبائل، مذاهب، مناطق، ... ) إلى انقسامات رأسية قائمة على المصالح والأخيرة اخف بكثير من الانقسامات الأولى

4. أنواع الأحزاب

تصنف الأحزاب بعدة طرق وذلك اعتمادا على معيار معين كما يلي:

أ. أحزاب عقائدية: هي أحزاب تتمسك بقوة بعقيدة سياسية (إيديولوجية) معينة، أي رؤية شاملة للجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما كان عليه حال الأحزاب الماركسية.

ب. أحزاب برامج: لا تتمسك بعقيدة سياسية معينة ولكنها تتبنى برامج معينة يصوت لها الناس اعتمادا على تلك البرامج. فالحزب الديمقراطي الأمريكي مثلا يتبنى رفع الضرائب على الأغنياء وقيام الدولة بتوظيف تلك الضرائب في إنشاء برامج اجتماعية للفقراء كالعلاج المجاني والغذاء وغير ذلك من الخدمات.

ج. أحزاب جماهير: وهي أحزاب تتيح لأي كان ان يلتحق بها وتخاطب الجماهير بشكل عام

د. أحزاب نخب: وهي أحزاب يصعب على الناس الالتحاق بها ما لم تتوفر فيهم شروط معينة

ه. أحزاب الموضوع الواحد: مثل أحزاب الخضر في أوروبا

5. النظام الحزبي:

المقصود بالنظام الحزبي هو عدد الأحزاب التي تملك الفرصة في الفوز في الانتخابات في بلد معين. ويتم تحديد نوع النظام الحزبي بملاحظة الأحزاب التي تفوز في الانتخابات والتشكيلات الحكومية التي تنتجها تلك الانتخابات خلال فترة زمنية طويلة.

أ. نظام الحزب الوحيد (الحزب المسيطر Single dominant party ): هناك حزب واحد يسمح له بالوجود قانونا في حين لا يتم السماح للأحزاب الأخرى بالوجود أو المنافسة، وابرز الأمثلة على هذا النظام الحزبي "الحزب الشيوعي الصيني." ويلاحظ في هذا النوع من الأنظمة الحزبية انه حين يسمح بوجود أحزاب فإنها تنضوي في إطار الحزب الوحيد.

ب. نظام الحزب الواحد One dominant party : بالرغم من ان هناك العديد من الأحزاب المسموح لها بالوجود قانونا الا ان حزبا واحدا هو الذي يفوز دائما في الانتخابات إما لان الحزب يستغل موارد الدولة لشراء الو لاءات أو عن طريق التزوير أو غير ذلك.

ج. نظام الحزبين Two dominant parties: هو نظام تتعدد فيه الأحزاب قانونا لكن حزبين فقط يملكان الفرصة في الفوز في الانتخابات وذلك كما هو الحال في الولايات المتحدة حيث يفوز في الانتخابات كل مرة الديمقراطيين أو الجمهوريين وكما هو الحال كذلك وان بدرجة اقل في المملكة المتحدة حيث يسيطر العمال والمحافظين على الانتخابات.

د. نظام التعدد الحزبي Multiparty : هو نظام حزبي يملك فيه ثلاثة أحزاب على الأقل الفرصة في الفوز في الانتخابات. وهذا النظام الحزبي يفرزه نظام التمثيل النسبي. وابرز الأمثلة على هذا النظام كندا، استراليا، الهند، وايطاليا. وعادة ما تكون الحكومة في هذا النظام ائتلافية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق