الثلاثاء، 6 يوليو 2010

اعلان الإستقلال

د. عبد الله الفقيه
استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء
 عن موقع التغيير
يحتفل الأمريكيون في الرابع من يوليو من كل عام باليوم الوطني لبلادهم أو بعيد ميلاد أمريكا كما يحلو للبعض تسميته. ويعيد الإحتفاء السنوي بذكرى الإستقلال الأمريكي  الى الأذهان فصل هام من  تاريخ الإمبراطورية الأمريكية الشابة.
لقد بدأ ظهور المستعمرات الأوروبية في ما يعرف اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية في مطلع القرن السابع عشر.  وتأسست أول مستعمرة انجليزية في  امريكا في عام 1606 ثم توالى  بعد ذلك ظهور المستعمرات الإنجليزية حتى بلغ عددها بحلول منتصف القرن الثامن عشر 13 مستعمرة. أما الخلاف بين المستعمرات والدولة الأم فقد بدأ  في عام 1763  وذلك لأسباب كثيرة أهمها فرض انجلترا للضرائب على سكان المستعمرات دون اعطائهم حق التمثيل السياسي  في البرلمان الإنجليزي . ومع تصاعد الخلاف بين الطرفين قررت  المستعمرات  في عام 1774 ارسال  وفود الى  ما سمي بالكونجرس القاري الأول والذي عقد في مدينة فيلادلفيا  بولاية بنسلفانيا بغرض تنسيق تحركات المستعمرات لإسماع صوتها. وقد قرر الكونجرس القاري الأول رفع رسالة بمظالم المستعمرات الى جورج الثالث ملك انجلترا. 
وفي مواجهة مطالب المستعمرات قرر جورج الثالث ارسال المزيد من القوات الى شمال شرق أمريكا، وهو ماقاد الى مصادمات عنيفة بين قوات الإحتلال وسكان المستعمرات في ابريل 1775. وفي مايو من نفس العام ردت المستعمرات  على التطورات  بارسال ممثليها الى الكونجرس القاري الثاني في فلادلفيا. وقد تحرك الكونجرس الثاني على مسارين الأول هو محاولة حل خلافات  المستعمرات مع جورج الثالث؛ والثاني  الإعداد لحرب الإستقلال باختيار جورج واشنطن، المعروف باب الثورة الأمريكية، قائدا للجيش القاري. 
وفي يونيو 1776 وقد يأس المجتمعون من امكانية حل المشاكل مع الدولة الأم، شكل الكونجرس القاري الثاني لجنة لصياغة اعلان الإستقلال ضمت توماس جيفرسون  وجون آدامز وبنجامين فرانكلين وروبرت ليفنجستون وروجر شرمان. وقد فرغت اللجنة من عملها وقدمت مسودة الإعلان الى الكونجرس في 28 يونيو.   وبعد ادخال العديد من التعديلات على المسودة تم التصويت عليها في نهار الـ4 من يوليو 1776  وأصبح  ذلك التاريخ هو اليوم الذي ولدت فيه أمريكا والذي يحتفي به الأمريكيون  كل عام.  
وقد جمع اعلان الإستقلال الأمريكي، الذي صاغ جيفرسون مسودته،  بين الروح الوطنية لقادة الإستقلال  وبين ليبرالية الفيلسوفين الإنجليزي جون لوك والفرنسي جان جاك روسو. وركز الإعلان على تبرير الإستقلال  مشيرا الى انه عندما تصل الأوضاع الى نقطة يصبح من الضروري معها لشعب ما ان يفصم العرى التي تربطه بشعب آخر فإنه لابد لذلك الشعب  ومن باب الإحترام لآراء الآخرين  ان  يعلن عن الأسباب التي   دفعت به  لفعل ذلك.
ويقول الإعلان في جملتيه الثانية والثالثة على لسان الشعب الأمريكي  "إنه لمن الحقائق البديهية التي نراها ان جميع البشر خلقوا متساويين وانهم يتمتعون بحقوق غير قابلة للإنتزاع ومن بينها الحق في الحياة والحرية  والسعي لتحقيق السعادة،  وان الغرض من وجود الحكومات هو  ضمان تلك الحقوق، وان الحكومات تستمد سلطاتها العادلة من رضا المحكومين." ويمضي الإعلان مؤكدا انه عندما  يصبح وجود اي شكل من اشكال الحكومة هادما للغرض من وجودها فانه يصبح من حق الناس تغييرها او التخلص منها واقامة حكومة جديدة مكانها تؤسس  وتنظم العلاقة بين سلطاتها على المبادىء التي يعتقد الناس انها  يمكن ان تحقق لهم الأمن والسعادة.
* استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق