الخميس، 11 فبراير 2010

مقال الكبسي الذي اصبح مقررا على طلاب الجامعة

تلقى د. عبد الله الفقيه الكثير من الرسائل والإستفسارات عن المقرر الذي خرج عليه كما جاء في الرسالة التي وجهها احمد الكبسي الى عميد كلية التجارة طالبا منه ايقاف الفقيه لخروجه على المقرر، وهنا ينشر الدكتور الفقيه مقالا كتبه الكبسي ثم حوله بعد ذلك الى مقرر على طلاب كلية التجارة والإقتصاد وعلى زملائه..هذا هو احمد الكبسي وهذا هو مقرره..

22 مايو الانجاز والدلالات

أ. د احمد محمد الكبسي

قليلون جداً هم الزعماء والقادة الذين يخلدهم التاريخ وتدرس سيرهم وانجازاتهم الاجيال المتعاقبة، واجزم ان الرئيس علي عبدالله صالح قد دخل التاريخ من اوسع واشرف ابوابه وانضم الى مجموعة العظماء من قادة العالم الذي أثروا في حياة شعوبهم واممهم واثروها.?فقد استطاع بإيمانه وجهده وتخطيطه وتنفيذه تغيير مجرى حياة شعب بأكمله ونقله من طور حضاري الى طور حضاري اكثر تقدماً ورقياً، ونعرف دائماً ان تحول الشعوب والمجتمعات عبر الاطوار الحضارية من الاعمال الكبيرة التي تتعاون على تحقيقه الاجيال المتعاقبة جيلاً بعد جيل، الا ان ماحصل في اليمن وفي فترة وجيزة وفي مختلف شؤون الحياة يدل دلالة واضحة على العزم الأكيد والتصميم على تجاوز كل التحديات ومن مختلف المصادر.
وماحصل في اليمن ابتداءً من 22مايو 1990م الى يومنا هذا يثير اعجاب كل المتابعين وكل المتخصصين في المجالات المختلفة لانة يمثل سباق مع الزمن وتحد لكل المعوقات التي يمكن التغلب عليها اذا وجدت الارادة الصادقة ومحاولة تغطية كل الانجازات يحتاج الى مجلدات ويمكن للكاتب هنا ان يرسل برقيات الى اهم المحطات التي رافقت ميلاد الدولة اليمنية الحديثة في22مايو في التاريخ الوطني والعربي والدولي حدث فرض نفسه وطنياً حيث اعتبر اهم حدث شهد الوطن في القرن العشرين فبتحقيقه تحقق أمل اليمنيين كما تحقق اهم هدف من اهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر بإعادة تحقيق وطن تم تقسيمه رغما عن ارادة ابنائه الذين واصلوا النضال لكي تعود الامور الى طبيعتها وعربياً فيعتبر 22مايو من اهم الانجازات في النصف الثاني من القرن العشرين، فبإعادة تحقيق الوحدة اليمنية تجدد الأمل العربي بإمكانية تحقيق الوحدة العربية التي كاد الحلم بها ان يذبل الا ان ماحصل في اليمن قد جدد الامل بتحقيق الحلم العربي، وعالمياً فلقد اعتبرت الوحدة اليمنية من اهم الاحداث التي شهدها العالم في النصف الثاني من القرن العشرين وخاصة في العقد الاخير منه الذي شهد تفككاً للكثير من دول العالم الا ان اليمن قد عمل على إعادة تحقيق وحدته، ولقد اعتبر الرئيس علي عبدالله صالح دولياً من قادة العالم الذين اثروا في حياة شعوبهم ومناطقهم واستطاع ان يقود السفينة بشعبه الى بر الأمان محققاً الكثير من الطموحات التي كانت تعتبر بمثابة الأحلام لشعبه وايضاً كان يعتبرها الكثير من المراقبين من المستحيلات..فماذا تم في اليمن وما هي الانجازات التي تحققت كنتيجة لتوافر الارادة السياسية الصادقة والعازمة على تحقيق التغيير والانتقال بالشعب وبالوطن الى مصاف الدول الحديثة.
ففي اليمن وفي 22مايو رفع علي عبدالله صالح راية الجمهورية اليمنية والتي لو لم يتم اعلانها في ذلك التاريخ وتأخرت كما كان مقرراً لها لما تمت حتى اليوم والكل يعرف لماذا فبعد اقل من تسعين يوماً من ميلادها تفجرت ازمة الخليج الثانية ولكن الدول الوليدة والمحفوفة بإرادة سياسية صادقة وعازمة بالالتزام بما عاهدت الله والشعب عليه حافظت على الانجاز وفي احلك الظروف ملتزمة بتنفيذ كل وعودها للشعب الذي وفى والذي بادل ويبادل زعيمه الذي وعد بتأسيس الدولة اليمنية الحديثة التي ستكفل الحرية والامن والامان لكل ابناء البلاد والذي لم يخذل شعبه ابداً في كل الظروف، فقد عمل على ترسيخ الممارسة الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية التي اعتبرت من اهم مرتكزات الدولة اليمنية الحديثة فأصر على قيام الاستفتاء على دستور الجمهورية اليمنية بعد قيام الوحدة وفي ابريل1991، كما اصر على قيام اول انتخابات نيابية تشهدها الدولة الحديثة في 27ابريل 1993م رغم مطالبة الكثير بتمديد الفترة الانتقالية وتمت الانتخابات بنجاح مشهود وبإشادة من لجان الرقابة المحلية والعربية والدولية، وتتواصل المسيرة الديمقراطية التي شكك الكثير باستمراريتها الا ان القيام بالانتخابات النيابية الثانية وفي موعدها المحدد 27 ابريل 1997م قد اثبت للجميع وبما لا يدع مجالاً للشك بأن الديمقراطية اصبحت خيار شعب.وتتواصل المسيرة الديمقراطية بتحديد فترة رئاسة الجمهورية بفترتين انتخابيتين ويتم تدشين الانتخابات الرئاسية في 23سبتمبر 1999م ولاول مرة ويجمع الجميع على تحقيق هدف من اهداف الثورة والديمقراطية الا وهو التداول السلمي للسلطة ولا يكاد يمر الزمن دون تزامن منجزات تعزز الاساس الديمقراطي للدولة اليمنية الحديثة فوداع القرن العشرين كان بانجاز عظيم تمثل باجراء الانتخابات الرئاسية واستقبال القرن الواحد والعشرين تم بحدث عظيم اخر شهدته البلاد في 20فبراير2001م تمثل باجراء الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي تتطلبها المرحلة وليساير التطورات التي يشهدها العالم الذي نحن جزء منه وقد تزامن ذلك مع حدث عظيم آخر تمثل باجراء انتخابات السلطة المحلية ولتي تهدف الى توسيع قنوات المشاركة الشعبية من خلال الانتقال الى نظام اللامركزية الادارية التي تعطي المجالس المنتخبة مسؤولية تبني المشاريع التنموية التي تتطلبها كل منطقة وذلك انجاز يعزز من التنافس بين المجالس المختلفة كما يبرز الخصوصية لكل منطقة حيث يمكن لكل مجلس ان يرعى متطلبات نطاقه الجغرافي بعيدا عن المركزية الادارية التي قد تعيق تحقيق متطلبات المناطق المختلفة نتيجة لشمولية التخطيط لكل البلاد .ان تبني انتخابات السلطة المحلية يعني توسيع المشاركة الشعبية وذلك يعزز التوجهات الديمقراطية التي تم تبنيها في 22مايو 1990م وهي نتاج له.
وتتواصل مسيرة بناء الدولة اليمنية الحديثة المرتكزة على الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية دولة النظام والقانون برؤيا واضحة وبارادة سياسية قوية تقود دفة البناء باتجاه تحقيق المزيد من المكاسب والمنجزات على الرغم من كل التحديات الداخلية والخارجية وها نحن نحتفل هذه الايام بنصر جديد للوطن تحقق وأضيف الى قائمة الانجازات والمكاسب التي تحققت وتتحقق ولايمكن التفريط بأي منها، بل وقد اصبحت من الثوابت الوطنية ومن اهمها الاستحقاق الديمقراطي الذي يؤكد قائد المسيرة الرئيس علي عبدالله صالح بأنه اصبح خيارنا ولايمكن التراجع عنه. وعلى الرغم من كل التحديات التي تشهدها المنطقة ومطالبة المعارضة تأجيل الانتخابات النيابية الثالثة عن موعدها المحدد في 27ابريل 2003م الا ان مهندس النظام وقائد مسيرته يصر على قيام الانتخابات في موعدها ويتوجه الى الشعب الذي يبادله الوفاء بالوفاء مطالباً اياه بالاصطفاف للحفاظ على مكتسباته ومن اهمها ممارسة الاستحقاق الديمقراطي في موعده المحدد. ويبادل الشعب قائده الذي وفى بنفس الوفاء ويتم الاعداد والاستعداد للانتخابات النيابية الثالثة ويتم تنفيذها في موعدها المحدد وبحضور لجان الرقابة الدولية، وتتم العملية الانتخابية بنجاح كبير شهد به كل المواطنين الذين مارسوا العملية الانتخابية، كما شهدت به كل لجان الرقابة الدولية من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي التي اشادت بخلوها من العنف وبحسن الاداء والاستعدادات التي قامت بها اللجنة العليا للانتخابات. وينتصر اليمن في 27ابريل ويثبت للعام كله ان الديمقراطية اصبحت خياره. ولقد وضحت المشاركة الكبيرة للمواطنين في الانتخابات رسالة واضحة لكل من يجهل العلاقة بين مهندس النظام وقائد سفينته وبين الشعب الذي وضع كل الثقة في قيادته التي لم ولن تفرط في اي منجز تحقق ولذا فقد هب الشعب لممارسة حقوقه قائلا لبيك لبيك ياعلي ونحن نحتفل بنجاح الانتخابات التي يمكن اعتبارها اكبر وافضل واجمل هدية تقدم للعيد الثالث عشر لاعادة تحقيق وحدة الوطن الذي نحتفل به يومنا هذا الثاني والعشرين من مايو2003م وفي هذا اليوم تتحدث المنجزات والمكاسب عن نفسها ولايمكن ان يتجاهلها وفي كل الميادين الا اعمى البصيرة والبصر.
وفي هذه المناسبة العزيزة على كل قلب والتي لا يمكن حصر كل ما قد تحقق من انجازات وفي كل المجالات نتيجة لكثرتها وعظم شأنها الا اننا ووفاءً لمن عمل من أجل تحقيق الحلم اليمني المتمثل بالدولة اليمنية الحديثة بمؤسساتها المختلفة نقول ان منجزات 22مايو هي اعمال خالدة ومآثر ناطقة يكاد بعضها يبلغ درجة المعجزات ويكفي بطل تحقيق 22مايو انه قد دخل التاريخ من اوسع ابوابه وانه بحق مؤسس الدولة اليمنية الحديثة وان 22مايو بما ارتبط به من انجازات ارتبط تحقيقها بعزيمة وارادة الرئيس علي عبدالله صالح الذي لا يمكن ان يذكر ذلك التاريخ العزيز على كل قلب دون ان يذكر الرئيس علي عبدالله صالح. وكل عام ويمننا يسير من حسن الى احسن وكل عام والجميع بخير.
٭استاذ العلوم السياسية -جامعة صنعاء
http://26sep.net/newsweekprint.php?lng=english&sid=4360


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق