دعا الجميع إلى الحوار وأشاد برؤية الإنقاذ الوطني
الفقيه يتخوف من انهيار البلد ويتفق مع اعتبار الحكم الفردي سببا لكثير من الأزماتالجمعة 11 سبتمبر-أيلول 2009 الساعة 03 صباحاً / مأرب برس- نشوان العثماني:
أوضح الدكتور عبد الله الفقيه بأن رؤية الإنقاذ الوطني هي مشروع وضع ثلاثة خطوط تحت كلمة مشروع رؤية؛ أي مجموعة من الأفكار مطروحة لأبناء الشعب اليمني للحوار حولها وإثرائها وبناء إجماع وطني حولها.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية في حديث لـ"مأرب برس" أن المشروع, من وجهة نظره, يكتسب أهمية على كثير من المستويات, ويعتبر نقطة تطور مهمة في النضال السياسي السلمي وفي تطور الوعي السياسي للنخب السياسية اليمنية سواء في السلطة أو في المعارضة أو خارج الاثنين, على حد تعبيره.
واعتبر الفقيه أن أهم ما ورد في الرؤية هو وصفها للنظام القائم بأنه حكم فردي عصبوي, وذهابها إلى أن هذا النموذج التاريخي يشكل مصدرا للكثير من الأزمات. فهذا التشخيص للوضع القائم يضعه في سياقه التاريخي الصحيح ويفتح الباب واسعا للنضال من أجل تفتيته بالطرق السلمية, وفقا لتوصيفه.
والرؤية هنا, حسب الفقيه, ليست ضد علي عبد الله صالح كما يقول البعض, ولكنها ضد استئثار أي فئة بالسلطة والثروة سواء أكانت تلك الفئة قبلية أو مذهبية أو مناطقية.
النظام البرلماني أنسب لليمن
وحول سؤال لـ"مأرب برس" فيما يتعلق برأيه من النظام البرلماني, الذي طرحته رؤية الإنقاذ الوطني, قال الدكتور الفقيه إن اليمن لن تستقر بدونه أبدا, معتقدا في الوقت ذاته, أن هذا رأي الكثير من النخب بأنه يمكن تقديم تنازلات في هذا الجانب للنخبة السياسية؛ الحاكمة إذا هي أقرت بالمواطنة المتساوية لليمنيين وأوقفت حروبها الإقصائية وقبلت بالحوار وبالحل السلمي للمشاكل, طبقا لما ذكره.
وأبدى الفقيه تخوفه من السلطة إذا ما مضت على خطى سياد بري, فـ"الخوف أن لا يقبل اليمنيين بعدها بنظام رئاسي أو برلماني أو حتى بالدولة" مؤكدا أن اليمنيين "إذا قبلوا بعدها بشيء فلن يكون سوى نظام برلماني كامل ورئيس بسلطات رمزية جدا".
حزب "الحاكم"
وكان حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم قد رفض مشروع رؤية الإنقاذ الوطني, وشن هجوما حاد ضد أحزاب اللقاء المشترك, على لسان رئيسه- رئيس الجمهورية/ علي عبد الله صالح, وعدد من قياداته, وقال الحاكم أن لديه "مشروع رؤية وطنية للتحديث والإصلاحات" متهما المعارضة بأنها أخلت باتفاق فبراير الذي نص على تأجيل الانتخابات التشريعية التي كانت ستجري في ابريل من هذا العام, إلى ابريل 2011.
وفي هذا الصدد قال الدكتور عبد الله الفقيه إن الجميع يعرف بأنه لا يوجد في اليمن شيء اسمه الحزب الحاكم, وما يوجد, كما يقول الدكتور محمد الظاهري, هو حزب "الحاكم" وهذا بشهادة الكثير من قيادات حزب "الحاكم" على حد تعبيره.
واتهم الفقيه حزب "الحاكم" حسب وصفه, بأنه أوصل البلاد إلى أوضاع سيئة, وبدد موارد الشعب اليمني في حروب لا طائل منها.
وفيما يتعلق برفض الحاكم لرؤية الإنقاذ الوطني, كان الفقيه سيثير الكثير من التساؤلات, وسيشكك بمصداقية المعارضة, لو أن حزب "الحاكم" قبَل بها, لكنه اعتبرها هامّة, وأنها لصالح الشعب, وفقا لما قال.
ووصف الفقيه ما طرحه "الحاكم" من "مشروع رؤية وطنية للتحديث والإصلاحات" بأنه "مظاهرة واضحة". مبينا أن "هناك حرب في الشمال, ومطالب انفصال في الجنوب, وعصبية تسيطر على كل شي من سلطة وثروة, حتى الكعك صاروا يتاجروا به" وهذه هي خلاصة 30 سنة من التحديث والإصلاحات, ومن أراد المزيد منها فلينعم بها, فالآتي أعظم من الماضي, حسب الفقيه الذي أوضح أنه كان يجيب على أسئلة هذا الحديث و"الكهرباء طافية".
حوار بدون شروط
وعما يراها من حلول مناسبة للأزمة اليمنية الراهنة, اقترح أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن تجلس السلطة والمعارضة والحوثي والحراك وقيادات الخارج, على مائدة الحوار بدون أي شروط مسبقة, وان يتفقوا على إجراءات إنقاذية وإصلاحات سياسية تدريجية قبل فوات الأوان, على حد تعبيره.
منوها إلى أنه "غير خاف على أحد أن البلد مهدد بالانهيار, وأن الحرب الدائرة في صعدة ومطالب الانفصال في الجنوب تفتح كل يوم باب من أبواب جهنم على الشعب اليمني".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق