الثلاثاء، 2 يونيو 2009

الثقافة السياسية العربية والديمقراطية

أولا- تعريف الثقافة السياسية

تعرف الثقافة السياسية بأنها "المعتقدات، والقيم، والاتجاهات، والتصورات المثالية، والمشاعر والاحاسيس، والتقييمات السائدة للنظام السياسي ولدور النفس في ذلك النظام." والمقصود بالنظام السياسي هنا المؤسسات، صناع القرار، السياسات. والثقافة السياسية هي جزء مؤثر في، ومتأثر ب، بالثقافة العامة السائدة في المجتمع. وتمثل الثقافة انعكاسا للتراث الثقافي والحضاري والبيئة الجغرافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
و يعود اهتمام الباحثين بالعلاقة بين الديمقراطية في بلد ما والثقافة السياسية السائدة إلى تأثير الاعمال الريادية لعلما ء سياسيين بارزين مثل جبرائيل الموند وسدني فربا و باي و باي وانجلهارت ودايموند، ولينز، وليبست.

ثانيا- آلية التكوين
1- تشكل التنشئة المبكرة الاتجاهات الذاتية: الأسرة، المؤسسات التعليمية، المؤسسات الدينية، وسائل الإعلام، ..الخ
2- تشكل الاتجاهات الذاتية السلوك السياسي للافراد.
3- تتنوع الاتجاهات الذاتية بتنوع الثقافات وبتعدد المجموعات الثقافية داخل نفس الثقافة.
4- تؤثر الاتجاهات الذاتية المكتسبة في مرحلة التنشئة المبكرة على التعليم في المراحل اللاحقة.
5- تحتاج الاتجاهات الذاتية الى وقت طويل حتى تتغير. وهي تتغير بتغير الأبنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية

ثالثا- الثقافة الديمقراطية
1- الإيمان بالمساواة
2- الإيمان بالحرية المسئولة
3- التسامح والقبول بالآخر
4- الثقة بالآخر
5- الولاء للمجتمع السياسي
6- التفاوض وتقديم التنازلات
7- المرونة

رابعا- الثقافة السياسية العربية
(1) قوة الولاءات العشائرية والقبلية و الطائفية والتي تمنع انبثاق شعور عام ومشترك بالمواطنة،
(2) غياب اي تقليد يحترم التعددية والاختلاف في الرأي،
(3) العقلية التآمرية التي تمنع بناء الثقة كخاصية هامة للثقافة الديمقراطية،
(4) سيادة الأنماط السلطوية والخضوع عبر التاريخ والتي تكرس ثقافة الطاعة للسلطة الحاكمة
(5) البناء العمودي للمجتمع العربي والدور الذي يلعبه الاب (البطريارك) في الأسرة وفي الأمة
كل تلك الخصائص الثقافية، وفقا للبعض، تمثل عقبات في طريق قيام نظام ديمقراطي في المنطقة. فالثقافة هنا تمثل متغير مستقل والديمقراطية متغير تابع.

خامسا- الثقافة والديمقراطية
1. ان الثقافة أي ثقافة لا تتصف بالسكون وخصوصا في عصرنا الحالي
2. ان الثقافة الديمقراطية ليست شرطا مسبقا لقيام نظام ديمقراطي بل قد يكون العكس هو الصحيح.
3. جدلية الثقافي والسياسي: هناك من يعتقد أن الثقافة تؤثر على شكل المؤسسات السياسية وعلى السلوك السياسي للأفراد فان المؤسسات السياسية والسلوك السياسي للأفراد يؤثران بدورهما في الثقافة السائدة.

سادسا- التجربة العربية
1. لا يفسر متغير الثقافة قرار الأنظمة العربية بتبني او التخلي عن الإصلاح السياسي
أ‌. تبني السادات للانفتاح السياسي 1976
ب‌. تبني الملك حسين للانفتاح السياسي 1989
ت‌. تبني قادة اليمنيين في عام 1990 للديمقراطية
كيف تأتى لقرارات مثل تلك أن تنبثق من ثقافة يصفها البعض بأنها معادية للديمقراطية؟
2. عجز المتغير الثقافي عن تقديم شرح مقنع للقوى التي ولدتها حركة الإصلاح سواء أكان ذلك الإصلاح محدودا كما في مصر أو الأردن أو أكثر شمولا كما في الجزائر أو الى حد ما اليمن. كيف تسنى لمجتمعات ابوية أن تخرج الى الشارع لمعارضة الحاكم وان تأسس الصحف لنقد السلطة وأن تصوت لغير الحاكم المستبد؟
3. القابلية لإساءة الاستخدام لإغراض سياسية أو دعائية وأحيانا بعيدا عن العلم ومقتضيات الحياد
4. تقديم صورة نمطية للمجتمع والإنسان العربي كمجتمعات مقدر عليها بحكم الممارسات المتجذرة فيها كسيطرة الاب "البطرياريكية"، زواج الأقارب، والعلاقات الانتفاعية.
5. الميل إلى الحديث عن ثقافة واحدة والتي قد لا توجد على ارض الواقع بحكم التنوع الثقافي في الدول العربية والإسلامية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق