الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

واقع اليمنيين بين سلطتين

فتحي ابو النصر*

يتسع سخط الناس على سلبية سلطة هادي كلما استمرت في الخارج.. وهؤلاء يشعرون بحظهم العاثر، الواقع بين سلطة انقلابية لاتبالي بحالة الانهيارات المتفشية في البلد ، وبين سلطة شرعية تتعامل مع النظام العام واللحظة الوطنية الحرجة، بشكل استعراضي بهلواني، كما لو تستخف بهم وتقهرهم أكثر من سلطة الإنقلاب نفسها. وبنظرهم: لاجدوى من تعيينات هادي الغائب، لمسؤولين" ماهلهمش في الواقع" أوسيغيبون مثله على الأرجح ، سوى منح رواتب سعودية مجزية لهم وخلاص .. 
فتحي ابو النصر


والمعنى ان الشعب وحيدا ، ويتجرع الآلام والتشظيات كلها، بينما ينتظر قيادة ناضجة، تضحي معه وتؤازره، كما تقاسمه البؤس والبأس معا بحسب مايفترض، إلا ان شلة هادي تتكاثر وتسويات أوضاعها جاهزة، بل وتفصح عن لامبالاة وتنصلات جشعة ومراوغة تماما ، فضلا عن غبطة الإنتقال إلى وضع مادي أفضل . 

والمؤكد فقط -كمايرى الناس - هو أن أكثر الخيارات سوءاً لوجوه تلك السلطة غير الواقعية تكمن في التعامل مع الواقع عن بعد ، والإدمان المذل على التنصل من المسؤولية الوطنية الكبرى؛ خصوصاً باعتبارها جانب الشرعية كما يزعق أطرافها، وبالمحصلة لايفترض استمرار المبالغة بالشرعية ، في ظل عدم عودة هادي وجميع من معه، للانخراط الإيجابي في هموم وأحلام الناس. 

* فتحي ابو النصر، صحفي يمني وسكرتير تحرير صحيفة الثوري، نشر على حائطه في 23 اغسطس 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق