الجمعة، 18 فبراير 2011

الخطر الأول يكمن في بقاء النظام اليمني واستخدامه للقوة ضد المتظاهرين

د. عبد الله الفقيه في حوار مع دويتشه فيله

أجرى الحوار: عبده جميل المخلافي
مراجعة: سيد منعم

دخلت المواجهات في اليمن مرحلة حرجة واتسع نطاقها وسقط قتلى وجرحى في الاشتباكات المتواصلة. فما هي مطالب المحتجين، وكيف تتعامل السلطات معهم. دويتشه فيله حاورت الناشط السياسي المعارض عبدالله الفقيه حول الوضع في اليمن


دويتشه فيله: تتواصل المظاهرات الاحتجاجية والمواجهات منذ أيام في اليمن، فكيف تقيمون الوضع الحالي في البلاد، لاسيما بعد سقوط قتلى وجرحى؟

 أعتقد أن الثورة الشعبية للإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح قد بدأت منذ خمسة أيام، وهذه الثورة تتصاعد تدريجيا إلى أن تصل إلى إبعاده عن السلطة، بعد أن قضى فيها وقتا طويلا؛ أكثر من 32 سنة، وسيتم الاحتفال بعد خمسة أشهر بمناسبة إكماله 33 سنة في الحكم، ونتمنى أن تأتي هذه المناسبة وقد رحل.

هل تعتقدون أن مطالب المحتجين مبررة، لاسيما بعد تقديم الرئيس اليمني لبعض التنازلات؟

أولا الرئيس اليمني لم يقدم أي تنازلات خلال ثلاثة وثلاثين عاما، ونحن عرفناه كمناور كبير، يتكلم كثيرا ويعِد كثيرا، لكنه لا يفي بأي شيء، وقد وضعته المعارضة اليمنية أمام اختبار هام، فإذا كان فعلا ينوي المغادرة في عام 2013 فليبدأ بعزل أنجاله (أبنائه) وأبناء أخيه وأنسابه وأقاربه من السلطة لأن هؤلاء يسيطرون على كل شيء في البلد؛ من التجارة مرورا بالسياسة إلى الاقتصاد. ولا يعقل أن تدخل في حوار مع الرئيس وبنادقه موجهة إلى رؤوس المتحاورين.

هل أنت اذن مع مطالب المحتجين كما أفهم من كلامك هذا؟

أنا لا أتبنى مطالب المحتجين، أنا اقرأ فقط مطالبهم، وعما إذا كانت مشروعة أو غير مشروعة، وما هو هدفهم، وهل هي أهداف ممكنة أم لا؟ وردي على كل ذلك هو أن الشعب اليمني وصل إلى مرحلة لم يعد فيها يطيق بقاء الرئيس علي عبدالله صالح. الآن أكبر خطر يواجهه اليمن والمنطقة والعالم هو بقاء الرئيس علي عبدالله صالح في السلطة. هذا ما أريد أن أقوله بصدق، وبأن الوضع في اليمن بهذا الشكل، وبقاء الرئيس يمثل خطرا على البلاد، لأنه الآن يدفع بكل الأوراق. قبل يومين هاجمنا في جامعة صنعاء مجموعة من البلطجية التابعين للرئيس.

أنت تقول هاجموكم، فهل يعني هذا أنك كنت من المنظمين للمظاهرة أو المشاركين فيها؟

لا أنا لست من المنظمين للمظاهرة، لكن أنا أستاذ في الجامعة، هل أترك الجامعة، الشعب يغلي أينما ذهبت.

هل تم الاعتداء عليكم كمتظاهرين أم كأستاذ جامعة؟

كأستاذ في الجامعة، احتلوا حرم الجامعة، كيف يدخل بلطجيون إلى حرم الجامعة، ثم يبدؤون بالتهكم على أعضاء هيئة التدريس ويهاجمونهم؟ هذا لا يمكن أن يحدث إلا في ظل سلطة منتهية الصلاحية.

تقولون "سلطة منتهية الصلاحية"، فهل هذا يعني في اعتقادكم أن ما حدث في مصر وتونس سوف يتكرر في اليمن؟

 من وجهة نظري أن ما حدث في تونس ومصر كان يفترض أن يبدأ في اليمن. وفعلا كان قد بدأ عندما خرجت جماهير المحافظات الجنوبية إلى الشوارع تطالب بإصلاحات، لكن الكل لم يفهمها آنذاك، وهذا ما حدا بها إلى رفع شعارات انفصالية بعد ذلك. لكن الآن الحوثيون والجنوبيون والمعارضة، وأدباء وكتاب وجامعات يطالبون برحيل الرئيس علي عبدالله صالح. وهذا بالتأكيد لصالحه ولصالح البلاد. ونحن نحذر بأن اليمن في خطر إذا بقي عبد الله صالح على رأس السلطة.


ما مدى استغلال الحراك الجنوبي والحوثيين وربما تنظيم القاعدة لهذا الوضع؟

الحوثيون أصدروا بيانا قالوا فيه بصريح العبارة إنهم مع الشعب اليمني في سعيه لتغيير النظام القائم، والحوثيون هم مظلومين ومضطهدين مثلهم مثل أي جماعة أخرى في الشعب اليمني كما أثبتت الوقائع. الجنوبيون الآن بدؤوا برفع شعارات بتغيير الحاكم، لقد تُركت شعارات الانفصال وتحولت إلى مطالب برحيل السلطة ولو أنهم رفعوا شعارات انفصالية لما تم إطلاق النار عليهم.

إذن هناك أكثر من نقطة توتر في البلد. فما هي المخاطر التي قد تترتب عن اتساع دائرة الاحتجاجات وربما سقوط النظام؟

المخاطر هي في بقاء النظام وفي استخدامه للجيش والأمن ضد المتظاهرين والمحتجين، هذا هو الخطر رقم واحد. الخطر الثاني يمكن احتواءه إذا تعاون اليمنيون في حالة سقوط النظام، حيث سيكون هناك فراغ محدود واليمنيون يستطيعون احتواءه. هناك معارضة ربما جاهزة، وهناك شباب يمكن أن يحكموا هذا البلد ويتولون معظم المواقع. كما أن هناك مجتمعا دوليا داعما لاستقرار اليمن ورافضا للفوضى والعسكرة والتخريب والإرهاب.

قلتم ان هناك "معارضة ربما جاهزة" لسد الفراغ. فما تقييمكم لموقف المعارضة، وبالذات أحزاب اللقاء المشترك، مما يجري الآن؟

موقف المعارضة اليمنية حتى الآن لا يشرف أحدا، لكن المعارضة اليمنية لا تستطيع الوقوف مكتوفة الأيدي، ولن تنتظر أوامر قادتها، وعندما تحين اللحظة المناسبة ستجدهم في الشارع مع غيرهم من اليمنيين. الناس الذين خرجوا إلى الشوارع خرجوا بشكل تلقائي وعفوي، لكن المعارضة لا يمكن أن تترك النظام يقتلهم. المعارضة يجب أن تخرج وإلا فإنها ستحكم على نفسها بالموت.

لكن المعارضة تتحاور الآن مع النظام؟

هذا كلام في الاعلام، ليس صحيحا أن المعارضة تتحاور مع النظام. المعارضة قبلت بمبدأ الحوار وفق شروط ، أهمها أولا أن يقيل الرئيس أقاربه، ثانيا أن يقبل دخول الحوثيين والحراك الجنوبي وكل الأطراف السياسية اليمنية في الحوار. إلى حد الآن لم تقم السلطة بتنفيذ أيا من هذين الشرطين، وليس هناك أي مؤشرات على أنها ستقوم بذلك.

ألا يعد قبول الرئيس بهذه الشروط انتحارا سياسياً له؟

إذا كان الرئيس فعلا سوف يرحل في عام 2013 كما يقول ( نهاية فترته الرئاسية الحالية) فإن الأمر بالنسبة اليه سيان. لكنه لا يريد الرحيل وهو يعتبر اليمن مزرعة خاصة به، وهذا ما يدركه كل اليمنيين، ولذلك لن يجدي أي حوار مع الرئيس أو مع النظام. ما سيكون مجدياً في المرحلة الحالية هو الشارع الذي بدأ يتحرك...

من الذي يتحرك في الشارع الآن؟ هل هم من أضحوا يعرفون بـ"شباب الفيسبوك" أم أننا أمام ثورة شعبية تشترك فيها مختلف شرائح المجتمع اليمني؟

أعتقد أن "جيل الفيسبوك" ربما يشكل جوهر هذه الحركة، لكن هذا الجيل ليس بمعزل عن الشباب الآخرين في المجتمع. الجميع وصل إلى مرحلة ليس لديه فيها ما يخسره، الفرصة سانحة لإنقاذ اليمن [من خلال]   تغيير نظامه.

روابط اخرى من دويتشه فيله
مقابلة مع المحامي والناشط الحقوقي اليمني خالد الأنسي حول تعامل السلطات مع المحتجين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق