الاثنين، 30 أبريل 2012

قانون اخضاع قطاع الأعمال

رغم ان دماء الثوار لم تجف بعد الا ان الإصرار الحكومي على تطبيق قانون ضريبة المبيعات بكل ما فيه من تشوهات يثير الكثير من الأسئلة عن الدوافع السياسية خلفه. واستطيع ان اجزم ان رئيس حكومة الوفاق الوطني لا علاقة له بما يجري.
والواقع اننا اذا اردنا بناء الدولة المدنية الحديثة فعلينا ان ندرك ان الدولة المدنية تقوم بشكل اساسي على الضرائب وليس على تسول الخارج. فلا دولة مدنية بدون ضرائب. لكن الدولة المدنية هي ايضا دولة الحقوق والواجبات ودولة العدالة والمشاركة. فلا ضرائب بدون تمثيل حقيقي ومشاركة سياسية فعالة. ولا يطيع الناس القانون في الدولة المدنية الإ عند ما يشاركون في صنعه ويقتنعون بعدالته وبتحقيقه للتوازن بين المصالح المتنافسة في المجتمع وعدم تغليبه لمصلحة على اخرى.
وبالنسبة لقانون ضريبة المبيعات الذي كان وما زال مثار خلاف بين الحكومة وقطاع الأعمال منذ سنوات فان الخلل فيه يكمن في الطريقة التي اعد بها من قبل طرف واحد ودون ان تشارك في سنه الأطراف المعنية وعلى نحو خاص المستهلكين وقطاع الأعمال. ولذلك فان افضل الحلول من وجهة نظري هو اعادة صياغة القانون من خلال عملية غير مسيسة تضمن النمو الطبيعي لقطاع الأعمال بعيدا عن الهندسة السياسية.
ويمكن ان يتم اعادة صياغة القانون بواسطة لجنة خبراء تضمن تمثيلا قويا ومتوازنا لكل من المستهلكين وقطاع الأعمال والحكومة (مجلس الوزراء ومجلس النواب)، وعلى ان تتولى اللجنة خلال اسبوعين اعداد مشروع قانون جديد يمرره مجلس الوزراء ويصادق عليه مجلس النواب ويقوم على مبدأ "لا ضرر ولا ضرار."
وفي كل الأحوال علينا ان ندرك ان الرهان في تحقيق النمو الإقتصادي لا يقع على الحكومة وان كان دورها محوريا وانما يقع بشكل اساسي، وخصوصا في ظل تجذر الفساد في مؤسسات الدولة، على القطاع الخاص الذي اثبت انه الأقدر على تحقيق قدر معقول من التراكم في الموارد وتوظيفها بشكل فعال..

الخميس، 26 أبريل 2012

د عبد الله العزعزي: غاب نقابيا وغاب نقيبا


في يوم الأربعاء 16 ابريل 2008 نظم اتحاد طلاب اليمن في جامعة صنعاء ندوة بعنوان "لا لعسكرة جامعة صنعاء." كانت المواجهة بين الطلاب والأساتذة من جهة ورئيس جامعة صنعاء المخلوع خالد عبد الله طميم قد وصلت الى ذروتها وكان يفترض ان يتحدث في الندوة (انظر الصورة الأولى) كل من
 د.د عبد الله فارع العزعزي المسئول الإعلامي في نقابة اعضاء هيئة التدريس
 د. عبد الله الفقيه استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء
 د. محمد المخلافي (الوزير الحالي للشئون القانونية)
لكن عبد الله فارع العزعزي اختفى فجأة قبل دقائق فقط من بدء الندوة التي اقيمت على بوابة الجامعة بعد ان رفض رئيس الجامعة السماح للطلاب والأساتذة باقامتها داخل الجامعة. يومها كانت الشمس حارة جدا (انظر الصورة رقم 2) وكان المكان مليئا بافراد وضباط الأمن المركزي الذين جلبهم خالد عبد الله طميم لقمع طلاب الجامعة واساتذتها ..

غاب يومها عبد الله العزعزي بعد ان تلقى اتصالا من طميم رئيس الجامعة ابلغه فيه ان مستقبله النقابي سيكون في خطر اذا شارك في تلك الندوة. واختار العزعزي يومها حلف الفساد والإستبداد وقد اوصله ذلك الحلف الشيطاني الى موقع نقيب اعضاء هيئة التدريس بعدها بقليل.
وكما غاب العزعزي وهو عضو في الهيئة الأدارية للنقابة عن ندوة نظمها زملاؤه وطلابه ارضاء لطميم فقد غاب عن اوضاع الجامعة المتدهورة وتماهى مع فساد طميم الى اقصى حد ممكن فتحولت الجامعة في عهد طميم والعزعزي الى معمل لطبع الشهادات وبيعها. وقد تم خلع طميم بعد نضال شاق لم يكن العزعزي جزءا منه.
وانتهت الفترة القانونية لنقابة العزعزي.. لكن العزعزي بدلا من ان يعتذر لزملائه عن وصول اوضاع الجامعة الى ما وصلت اليه وعن العبث الذي مارسه في اشتراكاتهم الشهرية ما زال مصرا على التمسك بالزعامة التي صنعها له طميم والتي بدت دائما اكبر من حجمه، وما زال غير مستعد لتسليم اصول النقابة وممتلكاتها لجهة محايدة كي تعمل على تغيير اللوائح الأمنية وتنظم انتخابات جديدة يختار فيها اعضاء هيئة التدريس نقيبا لهم وليس نقيبا عليهم.

الأربعاء، 25 أبريل 2012

الإرياني ومهمة انقاذ المؤتمر


تتواتر الأخبار التي لا يعرف حتى الان مقدار صحتها عن ايكال اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام مهمة انقاذ المؤتمر وقيادته نحو المستقبل الى الدكتور عبد الكريم الإرياني. واذا ما صحت تلك الأخبار فان المؤتمر يكون قد لعب ابرز وآخر كروته. فليس هناك داخل المؤتمر من شخصية تحظى بقبول داخل المؤتمر ذاته وخارجه مثل السياسي المخضرم الدكتور عبد الكريم الإرياني الذي رغم معاصرته لصالح وعمله معه لسنوات طويلة كواحد من رجاله ظل دائما يحتفظ لنفسه، وبشكل مستقل عن صالح واسرته، برصيد سياسي يمكن الرهان عليه اليوم في انقاذ (ان لم يكن كل المؤتمر) فعلى الأقل بعضه. 
وليس المطلوب بالطبع انقاذ كل المؤتمر لإن ذلك خارج عن قدرة اي شخص او مجموعة من الأشخاص ولا يخدم  اليمن ولا الحياة السياسية، والمهم ان يتم انقاذ البعض الأهم من المؤتمر والذي يمكن ان يحقق بعض التوازن في الحياة السياسية. لكن اي نجاح للإرياني الذي تجاوز الـ75 من العمر في المهمة الصعبة سيظل مرهونا بشكل اساسي باستقلالية جهود انقاذ الحزب عن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وافراد اسرته وبقدرة الإرياني على تشكيل حزب سياسي حقيقي من سياسيين حقيقيين وبرؤية حزبية حقيقية وبحيث تدور الأسرة المخلوعة حول الحزب ولا يدور الحزب حولها. واذا لم يتمكن الإرياني من فصل الحبل السري للمؤتمر عن الأسرة فان اي جهود يبذلها سيكون مآلها الفشل الذريع.

عشرة اسباب لرفض الموازي

هناك الكثير من الأسباب لرفض نظام التعليم الموازي في الجامعات الحكومية اليمنية، واهم تلك الأسباب من وجهة نظري العشرة التالية:
1. لإنه يخلق انقساما طلابيا داخل الجامعات لا مبرر له ويمكن ان يمتد هذا الإنقسام الى المجتمع ذاته.
 2. لإنه يخلق انطباعا بان هناك "تعليم" وهناك "تعليم موازي" في حين ان العملية التعليمية واحدة.
 3. لإنه اما يعاقب ابناء الفقراء على تحصيلهم العلمي المتدني في الثانوية العامة أو يكافىء ابناء الأغنياء المستهترين بالتعليم على استهتارهم.
 4. لإنه حول الجامعات الى مؤسسات اشبه ما تكون بمصلحة الضرائب فصرف موظفيها وقادتها عن التعليم الى ادارة الأمور المالية.
 5. لإنه اوجد موردا للفساد اضر كثيرا بالجامعات وسمعتها.
 6. لإنه جعل الجامعات الحكومية المملوكة للدولة تدخل كمنافس في مجال الإستثمار في التعليم والدولة دائما منافس غير شريف للقطاع الخاص.
 7. لإنه لم يحسن من وضع الجامعات بقدر ما زاد من الضغوط على مواردها 8. لإنه ادى الى تخفيض الطاقة الإستيعابية للجامعات من طلاب العام وتحويل الطلاب الذين كان يتم قبولهم في النظام العام الى النظام الموازي وهو ما ادى في المحصلة النهائية الى انخفاض طلاب العام والموازي على السواء
 9. لإنه يحرم قاعات الدراسة من التنوع الإيجابي في المستويات 10. لإنه يهدم مبدأ التضامن الإجتماعي الذي يفترض ان يقوم عليه اي مجتمع
10. لإنه يهدم مبدأ التضامن الإجتماعي الذي يفترض ان يقوم عليه اي مجتمع

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

موازنة مصلحة شئون القبائل

اثار نشطاء الثورة ومعهم عناصر الثورة المضادة التي يقودها الرئيس المخلوع وافراد اسرته خلال الأيام الماضية ضجة ما زالت تتفاعل على الشبكات الإجتماعية تتصل بتخصيص الحكومة مبلغ 13 مليار ريال يمني او ما يعادل حوالي 60 مليون دولار كموازنة لمصلحة شئون القبائل ويقال ان هذا المبلغ هو عبارة عن مرتبات لشيوخ القبائل. 
ولا اعتقد شخصيا ان هذا المبلغ المتواضع فقط هو الذي يغطي مرتبات شيوخ القبائل في اليمن. كما لا اعتقد ان شراء ولاءات شيوخ القبائل في عهد الرئيس المخلوع قد كان زهيدا في سعره الى هذا الحد. 
ومشكلة حكومة باسندوة هي انها لا تتحكم حتى اللحظة باي جهاز اعلامي حكومي حتى الان ولا حتى بصحيفة عامة، ولم تبذل حكومة باسندوة الجهد المطلوب في اتجاه نشر المعلومات والتعامل بشفافية مع الجمهور حتى تضع حدا للشائعات، التي يتوقع ان تتزايد، وتدع الحقيقة تاتي منها مهما كانت مريرة بدل ان تاتي من صحف ومواقع لا هم لها سوى نشر المعلومات الكاذبة وتوظيفها لأغراض سياسية.
وبالنسبة للنشطاء وخصوصا اولئك الذين سألوني شخصيا حول الموضوع اقول اننا اولا نريد ان نحصل على المعلومات من مصادرها فحتى مصلحة القبائل نريد ان نعرف ماذا تفعل بالضبط وهل الموازنة عبارة عن مخصصات للمصلحة نفسها ام هي مرتبات لمشايخ ام انها تصرف لأغراض اخرى؟ واذا حصلنا على المعلومات الكافية نريد بعد ذلك ان نفكر في السبب الذي يجعل الحكومة تعطي المشايخ مرتبات في اطار خارج عن الجهاز الوظيفي للدولة وما اذا كانت تلك المرتبات هي لشراء الولاء السياسي او لتقديم خدمات اخرى. 
فاذا توصلنا الى ان المشايخ يقبضون مرتبات لتقديم خدمات فعلينا ان نفحص تلك الخدمات لنتاكد من طبيعتها وما يخص منها المصلحة العامة كالأمن والإستقرار وما يخص اشخاص الحاكمين. 
 بالنسبة للوظائف التي يقدمها المشايخ للدولة كدولة وليست لأشخاص فيفترض ان يتم ماسستها ودمجها في اطار الجهاز الإداري للدولة وتطبيق قانون موظفي الدولة عليها. وبالنسبة للمبالغ التي تعطى مقابل الولاء فهذه يعاد النظر فيها ويتم وضع المعالجات اللازمة ووفقا لكل حالة على حده. 
وفي كل الأحوال فانا ضد المعالجات المتسرعة التي تاتي على نحو مرتجل او انتقامي لإنها يمكن ان تؤثر سلبا على قدرة البلاد على الإنتقال بسلاسة من وضع الى وضع آخر وانا شخصيا مع الخطوات المدروسة التي تعالج هذه المسائل بطريقة ايجابية وتدرجية وبحيث لا يخرج في النهاية اي ريال من موازنة الدولة الا مقابل خدمة تقدم للدولة.