الأحد، 14 أبريل 2013

رموز المجتمع الدنيىء في اليمن: علي سيف حسن وعز الدين الأصبحي!

لفت انتباه: عزيزي القارىء..اذا وجدت في هذا المقال قدرا معقولا من الصدق والمشروعية فاحرص على مشاركته مع من تعرف سواء عبر صفحتك على الفيس بوك او تويتر أو في مدونتك أو عبر بريدك الإلكتروني..لا تتوقع ابدا ان تقوم اي صحيفة او وسيلة اعلامية عامة او حزبية أو خاصة بنشر هذا المقال..ان مساعدتك لي على نشر راي احسبه مستقلا يفتح ثقبا صغيرا امامي وامامك لإختراق السيطرة الحديدية على وسائل الإعلام في اليمن والتي باتت تعمل على خنق كل راي  مستقل يمكن ان يكون مؤثرا وكل فكرة جديدة يمكن ان توسع خيارات الناس  لصالح مشروع سياسي واجتماعي واقتصادي غامض يقوم على استبعاد ممنهج لكل كفاءة يمنية!

تعرفت من خلال متابعتي الدقيقة لما يسمى بالمجتمع المدني (أو الدنيىء بالأصح) في اليمن على الكثير من النصابين يستوي في ذلك السادة و القبائل  والنساء والرجال واصحاب مطلع واصحاب منزل.لكنه اذا ما طلب مني  أن اضع قائمة باشهر نصابي المجتمع المدني في اليمن فسيأتي على راس تلك القائمة دون تردد  كل من: علي سيف حسن صاحب منتدى التنمية السياسية ومقره مدينة صنعاء؛ وعز الدين سعيد الأصبحي صاحب مركز المعلومات للتأهيل والتدريب ومقره مدينة تعز..

بالنسبة لعلي سيف حسن أو مقهوي الحوار كما وصف نفسه ذات يوم في مقابلة مع صحيفة ايلاف اليمنية، فقد تمكن بانتهازية عز نظيرها من الحصول على قرار جمهوري بوظيفة مستشار لوزير التخطيط  والتعاون الدولي مع كافة  الإمتيازات المرتبطة بالمنصب بالإضافة الى الشرعية المطلوبة لتوجيه بعض الدعم الدولي نحو منتداه ونحو المنظمات الأخرى التابعة. 


وربما كان علي سيف هو السياسي اليمني الوحيد الذي يقبض من كل دولة مانحه ومن كل مركز قوى داخل اليمن ومن كل المسئولين بما في ذلك رئيس الجمهورية، وهو الوحيد الذي يعرف كيف يتاجر بمواقف  الأحزاب والقوى السياسية سواء في الداخل أو في الخارج..

وتقول معلومات ان علي سيف المنتمي الى فئة السادة وهو ما يفسر العمق الطائفي لمنتداه، بات يتحكم بجزء هام من الدعم الدولي للصحافة ووسائل الإعلام والأحزاب السياسية، وكذلك بالدعم الذي تقدمه بعض الدول المانحة مثل المانيا للمجتمع المدني..

ولا غرابة بعد ذلك ان يزدهر المجتمع الطائفي، ويتلاشى في المقابل المجتمع المدني، لدرجة ان ثلاث اسر يمنية باتت تحتكر الجزء الأكبر من الدعم الدولي الخارجي الأمريكي والأوروبي الموجه نحو المجتمع المدني. كما لا غرابة ايضا ان ينهار الشكل الجنيني للإعلام الوطني مفسحا الطريق لإعلام طائفي قبيح يعادي الوطن وابنائه ويتحالف مع اعداء البلاد ويعمل على عزل اليمن عن اطاره الإقليمي وتحطيم هويته..

وربما كان علي سيف حسن ايضا هو الوحيد الذي يعمل عضوا في مؤتمر الحوار الوطني (ويقبض مقابل ذلك مبلغا محترما وبالدولار) ويعمل ايضا مالكا ومديرا لمشروع دعم الحوار ويهبر من خلال ذلك مبلغا محترما وبالدولار ايضا..ويحتفظ علي سيف حسن بعلاقة اكثر من ممتازة بعلي سالم البيض الذي يقود من المنفى التيار المطالب بالإنفصال في جنوب اليمن، وذلك بحكم العصبية السلالية التي تجمع البيض بحسن. ووصلت درجة الثقة المتبادلة بين الطرفين حدا مكن حسن خلال السنوات السابقة وبالتعاون مع آخرين  من بلورة مواقف سياسية وقرارات وبيانات باسم علي سالم البيض  وباسم الحراك الإنفصالي وعمل بالتعاون مع آخرين على نشرها من خلال امبراطورية اعلامية معقدة ومتعددة الممولين الداخليين والخارجيين..

يقول علي سيف حسن عن نفسه في مقابلة صحفية انه اصبح مواطنا في شارع هائل بالعاصمة صنعاء لكن علي سيف حسن لا يؤمن سوى بمواطنة "البطنين" وان تحت قناع المدنية ..واذا كان امام اي شخص آخر فرصة واحدة لتحقيق هدفه ، فإن علي سيف حسن من شده ذكائه ومكره، وعلى عكس غيره، لديه فرصتان؛  فهو يعمل من جهة على قيام دولة يمنية اتحادية يحكم اقاليمها من ينطبق عليهم شرط "البطنين"، أو على قيام دولة جنوبية يحكمها  مبدأ "البطنين" وان كان تحت قناع الإشتراكية كما كان عليه الوضع قبل عام 1990..


ولهذا السبب لم  يعترف علي سيف حسن  في الموقع الذي انشأه على الإنترنت كجزء من مشروع دعم الحوار الوطني الذي يملكه ويديره بدولة اسمها "الجمهورية اليمنية" واسماه فقط موقع دعم الحوار متعاملا مع اليمن ليس كبلد أو هوية بل كاحزاب وقوى وجغرافيا مفتتة يريد تشكيلها بالطريقة التي يراها مناسبة.

وفي حين يتولى علي سيف حسن تدريب قادة  ونشطاء واعلاميي الأحزاب، فان ما يقوم به في الواقع هو اختراق الأحزاب وتجنيد قادتها وشراء مواقفهم لتنفيذ اجندات معينة وخصوصا تلك المتصلة بتجارة المعلومات والمواقف في الأسواق الداخلية والخارجية والإعداد لقيام دولة "البطنين" بالتنسيق مع منظمات اخرى ذات طابع طائفي دربت كما تقول تقديرات، قد يكون فيها بعض المبالغة، خلال العشر السنوات الماضية ما لا يقل عن 300 الف ناشط  لم يتم استخدامهم حتى الآن، وذلك لإن  الوقت الملائم لثورة "البطنين" على الشعب اليمني  لم يحن بعد وما زال الإعداد لتلك الثورة مستمرا..

عز الدين الأصبحي (الشامي)
 

يحتل عز الدين الأصبحي صاحب مركز  المعلومات للتدريب والتأهيل بتعز، والذي بات يفضل بعد الإنتصارات التي حققها الحوثيون في حروب صعدة ان ينادى بعز الدين الشامي وهو لقبه الأسري،  نفس المكانة التي يحتلها على سيف حسن  من حيث القدرة على ممارسة درجة عالية من النصب والإحتيال باسم المجتمع المدني...ويجمع عز الدين بين ثلاث خصائص هي انه "نصاب-سيد-ويعمل من تعز"..

عرف عز الدين كصحفي  في صحيفة الجمهورية التي تصدر من مدينة تعز وهي مؤسسة صحفية بحكم كونها في تعز ذات ولاء للمشروع الإمامي الجارودي لا يخفى على المتابع رغم محاولاتها التظاهر بـ"الجمهورية" التي تحمل اسمها.. ويصعب توصيف توجهات عز الدين السياسية. فمع ان العقيدة السياسية الواضحة هي إمامية جارودية،  الإ انه تظاهر وما زال الى اليوم يتظاهر ومثله في ذلك الكثيرين من انصار الإمامة، بالإشتراكية..


عمل عز الدين  من خلال مركز المعلومات بتنسيق تام مع وزارة الخارجية اليمنية وبهدف استيعاب جزء من الدعم الدولي الموجه نحو المجتمع المدني مع توظيف ذلك الدعم بطريقة لا تخل  بالوضع السياسي القائم، ثم عمل بشكل مستتر مع حزب المؤتمر الشعبي العام لذات الغرض. وسيستفيد عز الدين لاحقا من  الشراكة مع وزارة الخارجية  ومن تقاسم المكاسب مع وزيرها القربي  بشكل كبير حيث سيصبح لمركز المعلومات نشاطا اقليميا ودوليا، وسيصبح فجأة عضوا مراقبا في الأمم المتحدة ،  والجامعة العربية!

لكن  النشاط الأساسي  الذي شغل عز الدين طوال عقد من الزمن  تحت غطاء مركز المعلومات هو الدعوة السرية للإمامة في مدينة تعز وهي المدينة التي احتلت مكانة خاصة لدى الأئمة في النصف الأول من القرن العشرين. فمع تزايد عدد المعارضين لهم بين شيوخ القبائل الزيدية في اقصى الشمال ومع احتدام الصراع بين الأسر الإمامية الحاكمة من جهة والأسر الإمامية الطامحة، وجدت الأسر الإمامية الحاكمة  في تعز المحافظة السنية المسالمة التي كان ابنائها يقبلون الأقدام والركب لال البيت بطيب خاطر ويعتبرون ذلك جزء من العقيدة الدينية رغم اختلافهم المذهبي مع الإئمة، مفرا لهم من مؤامرات شيوخ حاشد وبكيل والأسر المنافسة  في العاصمة صنعاء. 


وقد ادت تلك العلاقة الحميمية الخاصة التي نشأت بين مدينة تعز والإماميين الى استقرار كثير من الأسر الإمامية في مدينة تعز وهو ما جعل الحضور والنشاط الإمامي في المدينة مستمرا، وان بشكل مستتر، حتى بعد سقوط الإمامة في شمال اليمن في عام 1962.  وهذا النفوذ الإمامي في المدينة، وليس في المحافظة، هو الذي يفسر اولا: المظاهرات التي تخرج في تعز مؤيدة للإنفصال رغم ان ابناء المحافظة سيكونون المتضرر الأول من الإنفصال؛ وثانيا،  دعوات الكراهية التي تظهر  على اساس فئوي ومناطقي على شكل طفرات؛ وثالثا: مقالات عز الدين الشامي التي وصلت خلال السنتين الماضيتين الى العشرات حول تعز والتي تحاول بشكل مفضوح وفي تنسيق وتناغم مع كتابات اخرى  خلق هوية دون الوطنية  لمحافظة لا تعتبر فقط الأكبر من حيثم حجم السكان،  ولكنها  توصف بانها اليمن..

ولم يكن عز الدين وحده في مهمة الدعوة الإمامية السرية في تعز، فقد شاركه في المهمة الكثيرون،  ومنهم على سبيل المثال الكاتبة والروائية نبيلة الزبير ،  انتخبت مؤخرا رئيسة لفريق صعدة في مؤتمر الحوار الوطني،  والتي كانت تظهر من آن الى آخر كاحد ابرز النشطاء في مركز المعلومات. وربما كان عز الدين نفسه اضعف الشخصيات واقلها مساهمة في نشر الدعوة لكنه كان بانتهازيته الفطرية اكثر الناس استفادة منها.

ولإن عز الدين، وبعيدا عن اجندته الخاصة، كان مقربا من النظام ويعمل معه ضد حقوق الإنسان وليس من اجل حقوق الإنسان، فقد انتخب في عام 2007 عضوا في الهيئة العليا لمكافحة الفساد ممثلا للمجتمع المدني. ورغم التناقض الواضح في المصالح والنصوص القانونية الواضحة التي تحرم على عضو الهيئة ممارسة اي نشاط آخر، فقد ظل عز الدين محتفظا بمركز المعلومات، الدجاجة التي تبيض ذهبا، بل ومشاركا في انشطته، وبالمخالفة لقانون الهيئة.  ولم يكن لعز الدين اي موقف حقيقي مكافح للفساد تماما مثلما لم يكن له قط  اي موقف حقيقي من حقوق الإنسان  أو من قضايا الحياة عندما كان كاتبا صحفيا في الجمهورية!

وعندما قامت الثورة الشبابية الشعبية في اليمن في مطلع عام 2011 فر عز الدين الأصبحي من اليمن  على الأرجح خوفا من ان يلاحظ احد طبيعة الدور الذي  لعبه  من خلف الظهور في الإعداد للثورة رغم ضالة ذلك الدور قياسا بشخصيات أخرى.


 وبينما عين عز الدين نفسه في البداية ممثلا لشباب الثورة في الخارج وتظاهر بطرح الإنتهاكات ضدهم امام هيئات الأمم المتحدة المختلفة في جنيف، فقد تبين  انه بعد ان اكتشف ان الثورة التي قامت كانت اوسع بكثير من الثورة التي كان يعد لها، عاد الى العمل بتنسيق تام مع وزارة الخارجية في الدفاع عن  قتلة الشباب وعمل خلال شهور على منع الهيئات الحقوقية الدولية من اتخاذ اي موقف قوي يمكنه ان يردع القتلة في صنعاء..  

لقد كانت جهود عز الدين في الدفاع عن القتلة محل تقدير في وزارة الخارجية اليمنية ولدى النظام السابق الذي يسيطر على جيب الخارجية حتى الان. ولذلك فقد فاز عز الدين كما قيل بـ"الجائزة العربية لحقوق الإنسان وبناء السلام" وكأن هناك حقوق للإنسان العربي حتى يكون هناك جائزة. وبعد النفخ الإعلامي في الجائزة الحقوقية التي فاز بها عز الدين والتي تحتاج تفاصيلها الى تناولة مستقلة عن هذه، رشحت الخارجية اليمنية عز الدين الشامي كخبير قانوني مستقل في مجال حقوق الإنسان لعضوية ما يسمى لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان  والتي تضم في عضويتها كما قيل الى جانب عز الدين الشامي خبراء في حقوق الإنسان من السعودية، والبحرين، والجزائر!!!

وبينما استمر النفخ الإعلامي  في الجائزة وفي النصر الإنتخابي الذي حققه عز الدين على منافسيه على عضوية اللجنة التي لم يسمع بها اليمنيون ولا العرب من قبل، طار عز الدين واعضاء اللجنة المهتمين جدا جدا بحقوق الإنسان العربي الى صنعاء لمقابلة الرئيس اليمني عبد ربه هادي (ربما للتأكد من أن احدا لا ينتهك حقوقه). وتؤكد مصادر ان النصاب الحقوقي عز الدين الشامي اصبح المرشح الأبرز لقيادة الهيئة الوطنية المستقلة لحقوق الإنسان التي ستنشأ في اليمن وفقا لمبادىء اعلان باريس لتحل مكان وزارة حقوق الإنسان.  

 وتذهب مصادر أخرى الى ان اكثر من قرار جمهوري ينتظر عز الدين الشامي بفضل نفوذ التيار الإمامي المتقنع بالليبرالية "الأتاتوركية" في الدائرة الضيقة حول الرئيس الإنتقالي عبد ربه منصور هادي والذي من ابرز رموزه  السياسي الداهية عبد القادر هلال امين العاصمة صنعاء عضو مؤتمر الحوار الوطني، واكثر الشخصيات اليمنية تأثيرا في المرحلة الحالية؛ وكذلك السياسي نصر طه مصطفى الرئيس السابق لوكالة سبأ اليمنية للأنباء والمدير الحالي لمكتب رئاسة الجمهورية!! 



 

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا دكتور ... اتمنى المزيد من فضح المجتمع المدني ...
    الغريب يا دكتور هو تساقط جوائز مثل المطر على مجتمعاتنا ( المدنية ) والغريب ان كل الجوائز نسوية ... هل نستطيع الجمع بين تلك الجوائز والمدونة ...

    ردحذف