الخميس، 17 مايو 2012

بصراحة مع اللقاء المشترك


كنت من اشد المتحمسين للقاء المشترك والمناصرين له ليس طمعا في غنيمة أو سعيا لتحقيق مصلحة ولكن نتيجة لإيمان عميق بالدور التاريخي الذي يمكن ان يلعبه اللقاء المشترك في مواجهة الطاغية والطغيان. ومن سوء حظي انني اكتشفت في الكثير من اللحظات ان حماسي للقاء المشترك كان يفوق بمراحل حماس الكثير من قياداته. لكني اليوم ساكون صريحا مع اللقاء المشترك كما لم اكن من قبل وسأقول لأعضائه وقياداته ان الغرض الذي وجد اللقاء المشترك من اجله قد تحقق وان استمرار اللقاء المشترك في المرحلة القادمة لن يضيف اي شيء للحياة السياسية بقدر ما سيشكل عبئا على الحياة السياسية في اليمن.

بالطبع، كنت اتمنى ومثلي الكثيرون ان يكون اللقاء المشترك ليس فقط مجرد اصطفاف وطني في مواجهة الطاغية والطغيان ولكن ان يكون ايضا حاملا لمشروع وطني تحديثي يمكن ان يناضل الجميع من اجل تحقيقه. لكن الوضع ليس كذلك. لقد تبين لي حجم الفجوة والتباين بين قوى اللقاء المشترك عندما طرحوا عبر ما سمي في ذلك الوقت باللجنة التحضيرية للحوار الوطني "مشروع رؤية للإنقاذ الوطني" وهي وثيقة لا يمكن المبالغة ابدا في التأكيد على اهميتها التاريخية وانها مثلت خلاصة للوعي في اليمن واختزلت في مضامينها التطور التاريخي لليمنيين.

ولم تكن المشكلة من وجهة نظري في اختلاف القوى السياسية حول "المشروع" الذي يتم طرحه على الشعب فهذا امر مقبول ومعقول بقدر ما كانت المشكلة في ان القوى التي طرحت المشروع كانت كلها تعارضه وان كان الإصلاحيون قد اظهروا بانهم الأشد معارضة للوثيقة. ففي قضية مثل الفيدرالية اكتشفت حينها ان مشكلتنا الحقيقية مع الإصلاحيين لا تكمن في كونهم حزبا دينيا بقدر ما تكمن في نزعتهم الى تحويل المواقف من المشاكل السياسية الى دين. فقد تعامل الإصلاح وما زال حتى اليوم مع فكرة الدولة الموحدة وكانها الركن السادس من اركان الإسلام وليس على انها مجرد امر دنيوي قابل للإختلاف حوله ونتيجة ذلك اعتبر بعض قادة الإصلاح الفدرالية ضربا من ضروب الكفر.

والخلاصة هي ان اليمن بحاجة الى اصطفافات جديدة حول قضايا وطنية محددة. اما الإصلاحيين فانهم بحاجة لإن يخوضوا حوارا داخليا فيما بينهم علهم يتوصلوا الى مواقف موحدة من الكثير من القضايا وعليهم ان يدركوا ان اللقاء المشترك لم يعد من الممكن ان يعمل كغطاء يهربون اليه من خلافاتهم الداخلية العاصفة.