الثلاثاء، 12 أبريل 2011

حوار صحيفة التغيير مع الدكتور الفقيه


حوار صحيفة التغيير التي تصدر عن التنظيم الشبابي الشعبي الحر من ساحة التغيير بصنعاء مع الدكتور عبد الله الفقيه..اجرى الحوار توفيق الكوري

بتاريخ 3/4/2011م

·    بعد أن دخلت الثورة أسبوعها السادس...كيف تقيمون الثورة الشبابية السلمية  حتى الأن؟

لقد قدمت ثورة الشباب صورة حضارية جميلة طمست الصورة القبيحة التي رسمها علي صالح واسرته لليمن واليمنيين بكل فئاتهم وتمكنت هذه الثورة المباركة من  الحفاظ على طابعها السلمي رغم الجرائم المفزعة التي ارتكبها علي صالح واسرته واسقطت ثورة الشباب بما قدمته من تضحيات شرعية النظام وتحول علي صالح الى مجرد زعيم عصابة يجب القبض عليه في اقرب وقت ومحاكمته عن الجرائم التي ارتكبها في حق اليمن واليمنيين منذ عام 1978  وحتى اليوم

·    من وجهة نظركم ماهي الوسائل والأدوات التي يمكن أن تتبعها الثورة  في تصعيد احتجاجاتها من أجل إسقاط النظام؟

تجمع فعاليات الثورة الشبابية حتى الان بين الاعتصام والتظاهر وهما شكلان فعالان من اشكال الاحتجاج وفي تصوري ان فعاليات الثورة القائمة بالإضافة الى العمل الإعلامي المصاحب وان كان ما زال محدودا ستحقق الهدف في النهاية حتى وان اخذت وقتا أطول من اللازم، فالعصابة المتمردة على الشعب ستتفكك ورئيسها سيلاقي جزاء ما اقترفت يده من  جرائم ضد الإنسانية، وهناك مسار سريع بالطبع لوضع نهاية للعصابة لكنه يتطلب افراز قيادة على المستوى الوطني تقوم على قبول كل مكونات الثورة ببعضها البعض وتقسيم العالم الى قسمين قوى الثورة والقوى المضادة للثورة والعمل على تنسيق الفعاليات والتنظيم الدقيق لعمليات التصعيد، وهناك الكثير من الأساليب الكفيلة بتحقيق الأهداف والمهم هو التناغم والتنسيق الذي تتطلبه الثورة السلمية. 
  
·    هل الثورة الشبابية في اليمن تختلف عن ثورتي تونس ومصر؟ وما مدى تأثيراتها على الثورة في اليمن؟

تختلف الثورة الشبابية في اليمن عن مثيلاتها في تونس ومصر في بعض الجوانب وتتفق معها في البعض الآخر. فمن حيث جوانب الاتفاق فان عوامل قيام الثورة تبدو متشابهة ان لم تكن متطابقة في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا.  فأسرة بن علي مثلا لا تختلف كثيرا عن اسرة حسني مبارك او اسرة علي صالح أو أسرة القذافي من حيث الفساد القيمي والأخلاقي والأنانية ونهب السلطة والثروة  والغدر بالثورات والأنظمة الجمهورية والركون الى البلاطجة والمجرمين.  
وهناك اوجه اختلاف،  فالمجتمع اليمني ما زال مجتمعا ريفيا مقارنة بالمجتمعين التونسي والمصري، ويثور شباب اليمن على عصابة من عتاولة اللصوصية والإجرام وليس على نظاما تسيطر عليه عصابة ولذلك اعتقد ان ثورة اليمن هذه ستكون في نتائجها اكثر عمقا في التغيير الذي ستحققه مقارنة بالثورتين التونسية والمصرية لإنها ستضيف الكثير الى تراكم الوعي الجماهيري وستمثل نقلة هامة نحو المجتمع والدولة المدنية..

·    ما هو الدور الذي ينبغي أن يقوم به ويمارسه الأكاديميين في هذه الثورة ...خصوصاً من يطرح ان هناك مؤشرات عن ملامح الدولة المدنية الحديثة... والتحول الديمقراطي؟

اعتقد ان الدور الرئيسي للأكاديمي هو دور سابق ومصاحب ولاحق على الثورة. فالأكاديمي الملتزم يخلق شروط الثورة وينحاز الى خيار الثورة عندما تندلع ويعمل كبوصلة توجه حركة التاريخ بعقلانية ووعي بعيدا عن تشدد الثوار من جهة وتشدد اعداء الثورة من جهة اخرى،  وما لم يكن الأكاديمي كذلك فالأغلب انه مخبر بين الأكاديميين واكاديمي بين المخبرين وهذا الصنف كثير في اليمن للأسف  لان  علي صالح ظل دائما يعادي التعليم لشعوره وهو الذي لم ينل قدرا كافيا من التعليم بالنقص امام المتعلمين وقد عمل بكل طريقة على تخريب التعليم ونظر الى الجامعات على انها عدوه الأول لكن حركة التاريخ اكبر من ان يفهمها شخصا لم يتجاوز تعليمه الابتدائية ولا غرابة بعد ذلك ان تكون الجامعات بشبابها واساتذتها في طليعة الثورة.  

·    كيف تقرأون واقع الحركات التي تكونت منذ اندلاع ثورة التغيير في ساحة الجامعة؟

هي تعكس تطلعات اليمنيين الى الانتقال من دولة الأسرة الى دولة المواطنة ومن القبيلة الى الحركة والحزب والتنظيمات الحديثة بمختلف اشكالها.. لكنها ايضا قد تعكس التفتت الذي تفرضه الأشكال التقليدية للتنظيم الاجتماعي، وصعوبات الاتصال والتنسيق، وانخفاض الوعي السياسي والافتقار الى المهارات والمعارف التي تتطلبها الحركات السياسية ..  واعتقد ان التحدي الكبير امام الشباب واليمنيين جميعا في المرحلة الحالية وحتى عقد اول انتخابات هو افراز حركة وطنية جامعة تضم كل هذا الخليط دون ان تلغي التنوع، وتركز على الأهداف ذات الصبغة  العامة التي هي محل اتفاق كل اليمنيين مثل اسقاط النظام القائم وبناء الدولة المدنية ومكافحة الفساد وغير ذلك، وانا مع الداعين للشباب الى تجنب تشكيل احزاب جديدة في مرحلة اسقاط النظام وفي المرحلة الانتقالية التي ستشهد بناء الدولة لإن هذه المراحل تتطلب توحيد الجهود حول الأهداف العامة المتفق عليها بين قوى التغيير.  
    
·    كيف تنظرون إلى المبادرات ودعوات الحوار بين الحزب الحاكم واللقاء المشترك وخاصةً المبادرة الأخيرة من دون الرجوع إلى مطالب وأهداف ثورة الشباب والمعتصمون في ساحة التغيير ؟

لقد اسقطت ثورة الشباب شرعية النظام القائم وافقدته القدرة على الحركة الإرادية الفاعلة والحوار معه لا يختلف عن الحوار مع زعيم عصابة فهو حوار يدور حول تسليم رئيس العصابة وافراد العصابة لأنفسهم أو هو حوار هدفه الهاء العصابةعن ممارسة الجريمة لكن لا احد يمكن ان يسترضي رئيس عصابة أو يحاوره بهدف توليته امور الأمة،  ونصيحتي للشباب عدم الإستعجال في القبول او الرفض وان يتهيئوا للنفس الطويل ويعرفوا ان العجلة التي دارت ستظل تتحرك الى الأمام. وعلينا ان نفرق بين امرين الأول احتواء رئيس العصابة واعضائها وضمان عدم تهديدهم للبلاد وهذا امر ارى ان يترك للقوى السياسية واساليبها اما الأمر الآخر فهو بناء اليمن الجديد يمن ما بعد صالح وهذا هو ما يهم الشباب.. 

·    خلال هذه الفترة لوحظ بأن هناك وعي جديد يتخلق بين أوساط الشباب والقبائل في ساحة التغيير .. كيف يمكن توجيه هذا الوعي واستمراره  نحو قيام الدولة المدنية الحديثة؟

ثورة الشباب هي تعبير عن وعي من جهة وتنمية للوعي من جهة أخرى ومن حسن الحظ انها استمرت كل هذه الفترة  ووحدت اليمنيين بهذه الطريقة فكل هذا القلق وهذه المعاناة وهذه التضحيات ستخلق الشروط الضرورية ليمن جديد ودولة مدنية والمهم هو التأكيد على ما يجمع الناس من اهداف وتطلعات  والقبول بوجود الاختلافات وسيأخذ الأمر بعض الوقت للوصول الى وضع مثالي وسيحتاج الشباب مستقبلا الى الكثير من الدعم المالي والفني حتى يتمكنوا من تطوير وسائلهم الإعلامية وشبكات الاتصالات التي يحتاجون.. ومن وجهة نظري، فان رحيل العصابة التي جثمت على صدور اليمنيين ونهبت ثرواتهم سيفتح افاقا واسعة امام الشباب وهناك الكثير من الموارد التي كانت تتحول الى حسابات خارجية يمكن ان توظف لدعم الحركة الشبابية والثقافية والحزبية للشباب.
  
·    هل هناك من كلمة يقولها الدكتور عبد الله الفقيه في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد ؟

§       للشباب المعتصمين في ساحة التغيير وميادين الحرية عموماً
علينا ان نتوقع ما هو افضل وان نعد انفسنا لما هو أسوأ لكن العربة لا بد ان تمضي الى الأمام ولامجال للتراجع مهما كانت التكلفة فإما ان نعيش احرارا بحقوق متساوية للجميع وبوطن نمتلكه جميعا بالتساوي او نموت شهداء ونحن نستعيد حقنا المغتصب من اسرة غدرت بشعبنا وثورتنا ونظامنا الجمهوري ووحدة بلادنا ودستورنا ونظامنا الديمقراطي
§       للقوي السياسية في الساحة اليمنية ومن ضمنها الحزب الحاكم
لقد انحازت الأحزاب السياسية الى ثورة الشباب ومطالب الشباب وانحاز اجمل ما في المؤتمر وفي السلطة الى ثورة الشباب وهناك عناصر في المؤتمر ما زالت باقية مع السلطة تؤدي خدمات هامة للثورة وهناك المتردية والنطيحة من بلاطجة وبهائم وهؤلاء لا قيمة لهم ولا خطر منهم وسيغرقون مع زعيم العصابة وافراد اسرته. واقول لكل وطني نزيه في حزب الحاكم ودوائر السلطة ان يلتحق بالثورة ان كان يرى ان ذلك في صالحها وان يبقى في موقعه اذا كان يمكن ان يؤدي للثورة خدمات افضل من خلال ذلك الموقع وهذه في الواقع هي ثورة اليمنيين ضد حكم الأسرة وليس ضد حزب او فئة.
§       للمثقفين ومنظمات المجتمع المدني.
عليهم التأكيد خلال هذه المرحلة على وحدة قوى الثورة والبعد عن الفرز البغيض الذي يمثل تهديدا لتلك الوحدة وغالبا ما يقوم به مندسون أو اغبياء من كتاب وصحفيون وعناصر مؤدلجة لا ترى الأمور سوية الإ اذا جاءت وفق مصالحها ومزاجها. فالثورة بحاجة الى علي محسن الأحمر كما هي بحاجة الى بشرى المقطري وبحاجة الى عبد المجيد الزنداني كما هي بحاجة الى امل الباشا وسعاد القدسي ..ولا وصاية لأحد على الثورة لإنها ثورة الشعب اليمني بكل فئاته ضد اسرة سرقت سلطة الشعب وثروته وكرست الجهل والفقر وحولت جيل من اليمنيين الى مشردين ومتسولين..  

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق