الأحد، 19 ديسمبر 2010

قال أنه سيطلب حق اللجوء السياسي إلى "الجنوب" في حال تفرد الحاكم بالانتخابات... د.عبد الله الفقيه لـ" اليقين":

د.عبدالله الفقيه - أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء – يجيب عن أسئلة قراء (اليقين):
نقابة أعضاء هيئة التدريس ضعيفة جدا وأسوأ نقابة في تاريخ جامعة صنعاء
الانتخابات القادمة هي انتخابات التمديد والتوريث، وهدفها تعبئة مجلس النواب بهياكل بشرية تدار بالريموت كنترول 


- هشام المسوري : كيف تقرأ طبيعة المشهد السياسي الراهن في بلادنا؟
لقد كنا هنا من قبل، والواضح أن أسلوب إدارة البلاد بالأزمات ليس جديدا؛ فحكامنا يصنعون الأزمات في كل بقعة لا يجدون أزمة فيها، وينفخون الكير على نار كل أزمة صغيرة حتى تتحول إلى حريق كبير يصعب على الجميع السيطرة عليه. لقد انتهى عام 2009 بأزمة مشابهة بين السلطة والمعارضة- مثلا، وهاهو عام 2010 يتم إنهاؤه بنفس الطريقة.
- أبو محمد العمري : ما مستقبل اليمن في ظل ثالوث التخلف والتوريث والفساد والإفساد وأجندة الخارج؟وهل آن الأوان لثورة برتقالية بعد تعطيل أدوات نجاح أي ثورة بنفسجية؟
سيرتبط مستقبل البلاد خلال الفترة القادمة بما سيقوم به الحراك والحوثي ومعارضة الخارج والقاعدة والمجتمع الدولي. ولا أعتقد في ظل تعدد الفاعلين وتناقض الأجندات أن يكون هناك- يا معمري- ثورة برتقالية؛ لأن اليمن أقرب إلى الصومال منها إلى أوكرانيا. أما الثورة البنفسجية فلم تفشل فقط ولكنها أعادتنا أيضا إلى الخلف بشكل متكرر، وستقودنا هذه المرة إلى عصر ’’أحمد يا جناه’’.
- عبدالمعز محسن (إب) : بعد تصويت البرلمان على تعديلات قانون الانتخابات من طرف واحد. هل أنت مع أن تُجرى أو مع المقاطعة؟ وماذا يجب على المعارضة أن تفعل؟
لا أحد يستطيع أن يقاطع أو يشارك أو يجري انتخابات في هذه المرحلة. ونصيحتي للمعارضة أن تبقي كل خياراتها مفتوحة إلى أن يعقد مؤتمر الحوار الوطني ويحدد التوجهات العامة لما ينبغي أن يعمله الجميع، هذا على افتراض أنه عقد قبل أن تنزلق البلاد إلى المزيد من التدهور. لم يعد ممكنا حل مشاكل اليمن بالطريقة التي يريدها النظام.
- محمد زبارة (أمانة العاصمة) : ما موقف المعارضة في حال نجاح السلطة بإقامة الانتخابات قياساً بما حصل من نجاح تنظيم أمني وجماهيري في خليجي 20؟
من الخطأ أن نقارن بين منافسة في كرة القدم وبين انتخابات عامة، ومن المبالغة أن يسمى ما حدث في خليجي 20 نجاحا بل هو خسارة كبيرة وهدر لموارد البلاد المحدودة على ’’مغامرة’’ لم تستفد منها اليمن سوى الملاعب التي نتمنى أن لا تتحول إلى زرائب للكلاب أو مقالب للنفايات. وبالنسبة للانتخابات فإني أسأل كل من لديه بقايا من ضمير أو وطنية: كيف يمكن للفشل أن يتحول إلى نجاح؟ وكيف يمكن لانقلاب دستوري أن يقود إلى شرعية؟ وكيف يمكن للجنة انتخابات يقودها قضاة تخرجوا من الجهاز المركزي للأمن السياسي أن تدير انتخابات؟ وكيف يمكن أن تجري انتخابات خلال 4 أشهر ؟ لكني سأجيب يا محمد على سبيل الجدل؛ فإذا نجحت السلطة فهذا يعني أنه ليس هناك في اليمن أي مشاكل أو أزمات، وأن التمرد الحوثي والحراك الجنوبي والقاعدة ومعارضة الخارج هي فزاعات خلقتها السلطة، كما يقول الكثيرون في الداخل والخارج، للابتزاز. وإذا نجحت السلطة في تنظيم انتخابات بهذه الطريقة فمعنى ذلك أننا خرجنا من الحكم الفردي الدكتاتوري ودخلنا في عصر الحكم الفاشي.
-ناصر سعيد (الضالع) : كيف تنظر إلى كل من: الانتخابات النيابية ..القاعدة..الحراك الجنوبي..الحوثية؟
بالنسبة للانتخابات النيابية فستعني، إن عقدت بالفعل، عودة الكهنوت من بوابة الثورة وعودة التمزق من بوابة الوحدة. ستلغي كل الأحزاب، حاكمة ومعارضة، وسيبدأ الناس يتذكرون العصر الذهبي لعبده الجندي ويترحمون عليه كما يترحمون اليوم على آل حميد الدين. أما القاعدة والحراك والحوثي ومن في حكمهم فسنعرفهم في المرحلة القادمة كما لم نعرفهم من قبل.
- مطهر الشرفي (تعز) : لماذا يسعى حزب الحاكم إلى دخول الانتخابات بمفرده؟ وما الأرباح التي سيحققها المشترك بدخوله الانتخابات؟ وما هي الخسائر في حال المقاطعة؟
الانتخابات القادمة هي انتخابات التمديد والتوريث، وهدفها تعبئة مجلس النواب بهياكل بشرية تدار بالريموت كنترول وتعمل أي شيء في سبيل تجنب الفتنة بما في ذلك ترديد نشيد :’’اليمن تفديك’’ يا بو حمد. أما بالنسبة للحزب الحاكم فهو لا يسعى إلى شيء وليس بيده شيء.. هناك تيار حاشد وتيار بكيل وتيار الجنوب وتيار الحوثي، وكل تيار يعتقد أنه إذا دخل وحده سينال أكبر نصيب من الكعكة، وفي نهاية اليوم سيخرج الكل بخفي حنين. وبالنسبة للمشترك لن يستطيع المقاطعة او المشاركة، فأنت في اليمن وليس في أي دولة أخرى، وهو سيفعل كل ما يستطيع فعله، والدعم الشعبي هو الذي سيحدد ما سيفعله بالضبط.
- إبراهيم الخطيب (أمانة العاصمة) : برأيك ماذا تملك المعارضة من أوراق تجبر الحزب الحاكم على عدم الانفراد بالانتخابات البرلمانية في ظل إصرار الأخير على ذلك؟
الأوراق القوية يملكها الحراك والحوثي ومعارضة الخارج والقاعدة وحاشد وبكيل وأمريكا وبريطانيا والرياض. أما أحزاب اللقاء المشترك فليس لديها سوى كرت الدستور والشرعية الدستورية والمواطن المسحوق بفساد السلطة وجرعها وما تبقى من الجمهورية ومؤتمر الحوار الوطني المنتظر. وهذا لا يعني ضعف المشترك لكن أدواته مختلفة؛ فإذا كان الفيل يغتر بقوته فإن النملة ستركن إلى الخديعة حتى تصل بالفيل إلى الهاوية..
- عبد الحميد الصحاف (الضالع) : هل تعتقد أن تمرير قانون الانتخابات وسيلة ضغط على المشترك؟ أم المؤتمر ماضٍ في الانتخابات؟
ليس لدى المشترك ما يستطيع تقديمه حتى يتم الضغط. عليه أما أن المؤتمر ماض في الانتخابات فلا أعتقد ذلك، لأنه لا أحد يمكن أن يسعى إلى حتفه.. ربما كان هناك من يسعى إلى الانتخابات منفردا، لكني أستبعد تماما أن يكون المؤتمر؛ لأن الخطة هي إحلال 90 في المائة من الأعضاء الحاليين للمؤتمر في مجلس النواب بضباط من الجيش والأمن ينفذون ولا يسألون.
- محمد الفتاحي (الضالع): هل الانتخابات المقبلة إذا انفرد بها الحزب الحاكم ستكون بمثابة استفتاء على الوحدة إذا قاطعها أبناء الجنوب، ويكون ثمنها انفصال الجنوب كالسودان؟
هناك من يريد تقليد تجربة مصر.. لكن أين مصر من اليمن وأين اليمن من مصر! وكما تعرف- يا فتاحي- فاليمن أقرب إلى السودان منه إلى مصر. وانفصال الجنوب في ظل السياسات الحالية هو مسألة وقت فقط ويمكن أن يتحقق خلال الأربعة الأشهر القادمة إذا مضى الحاكم بنفس الوتيرة من النشاط، فالمجتمع الدولي يعرف نقطة ضعف الحاكم العربي؛ وبما أن له موقف واضح ومعلن من أي انتخابات انفرادية في اليمن عبر عنه في أكثر من مناسبة فإن التراجع عن ذلك الموقف لن يكون دون ثمن وثمن باهض. والذي تنازل عن ثلث مساحة اليمن للجيران وأعطى الأصدقاء تصريحا مطلقا بالقتل لن يهمه في سبيل البقاء في الكرسي أن تتجزأ اليمن إلى الف دويلة . فإحدى وثائق ويكيليكس تقول أن النظام في اليمن عرض على الأمريكيين أن يقوم بتعديل الدستور حتى يتمكن من تسليمهم من يطالبون بهم ويتهمونهم بالإرهاب.
شخصيا، إذا مضى الحاكم منفردا في الانتخابات فسأملأ ثلاث طلبات لجوء سياسي، وسأرسل الأول إلى الأستاذ على سالم البيض إلى المانيا أو النمسا، وسأرسل الثاني إلى الرئيس علي ناصر محمد في دمشق، والثالث إلى المهندس حيدر أبو بكر العطاس إلى الرياض.. وسأرجو الثلاثة إعطائي حق اللجوء السياسي في الجنوب.
- ناصر حمود أحمد (تعز) : ما قراءتك للحالة السياسية اليمنية وأضرار الانفراد بالانتخابات القادمة؟
الحالة السياسية مليئة بالجنون الذي لا لزوم له، وللأسف أن هناك أيادي تعبث بالبلاد بطريقة مخجلة وتهدم جدران المعبد على نفسها وعلى الجميع في حالة من الطيش وفقدان العقل تثير الحيرة والارتياب. وبالنسبة للانتخابات فإن من يسعى إلى عقدها أشبه ما يكون بالطالب الذي يشتري له شهادة بفلوس دون أن يدرس؛ فهو يخسر نفسه مبالغ طائلة ويصر على أيهام الآخرين على أنه حامل شهادة بينما الكل يعرف أنها مزورة، ثم يصدق نفسه أنه أصبح حامل شهادة رغم أنها مزورة ثم يجد نفسه مدان بالتزوير ثم يتعرض للابتزاز ويصبح مرغما على تنفيذ ما يطلبه منه الآخرون أو يفضحوه.
- فيصل الشراعي (الضالع) : إلى أين تتجه اليمن في ظل دخول المؤتمر الانتخابات منفرداً؟
علينا أن نتفاءل؛ فكثرة المتآمرين والصفقات السرية والدور الكبير للخارج وتدفق ملايين الدولارات إلى داخل البلاد، كلها تعني أن مفاجاءات كبيرة تنتظر الجميع وأن المسرحية قد تنتهي برحيل المخرج والممثلين وصعود الكومبارس وكتاب السيناريو إلى الواجهة. وبالنسبة للقوى السياسية فأعتقد أن المستهدف الرئيس هو حزب الإصلاح وسيكون أمامه خلال المرحلة القادمة إحدى خيارين: الاندماج في السلطة أو الانحياز كليا للشعب وخياراته والاستعداد لتحمل أي تكلفة كانت.
- معين الخليدي : ما هي الوسائل المشروعة والديمقراطية المتاحة أمام الشعب لرفض نتائج الانتخابات إذا ما خاضها الحزب الحاكم منفرداً وقاطعها المشترك؟
عندما يخرج الحاكم عن الشرعية فلا تتوقع من الحفاة العراة الجائعين أن يبحثوا عن الوسائل المشروعة والديمقراطية. بالنسبة لهم لن يكون هناك أكثر مشروعية وديمقراطية من تنظيم القاعدة والتمرد الحوثي والحراك الجنوبي. ولا أبالغ أن قلت أن عنصرية النظام القائم وفساده واستهانته بأبناء شعبه لن تدع خلال قادم الأيام الكثير من الخيارات أمام اليمنيين وأنا واحد منهم.
- القاضي أبو مروان (المنار) : أولاً نشكرك وكل صوت حر يصدع بالحق دون خوف، وثانياً برأيك ما الفرق بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الوطني المصري؟ وهل ستكون أساليب الأخير نموذجاً للأول؟ وإن حصل، هل ستمر الأمور على خير؟
أولا: نرجو أن نكون عند حسن ظن شعبنا ونعتذر عن كل تقصير. ثانيا، بالنسبة للفرق بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الوطني المصري فهو كالفرق بين اليمن ومصر وبين مبارك وصالح. لا يوجد في اليمن ما يمكن تسميته حزب حاكم أو حتى حزب الحاكم ولكن يوجد جماعات من الأجراء والنهابين الذين يعملون موسميا ..يوجد اصطفافات قبلية ومناطقية وطائفية وعشائرية تمكن المصريون من التحرر من الكثير منها منذ وقت طويل.
- مالك العودي (إب) : برأيك هل أحزاب المعارضة تؤدي الدور المطلوب وبالأخص الدور الاجتماعي والاقتصادي ، وهل بينها وبين الحزب الحاكم فرق في أداء هذا الدور؟
الصراع في اليمن ليس بين سلطة ومعارضة فتلك مجرد مسميات ..الصراع الحقيقي هو بين حاشديين وبكيليين وهاشميين وجنوبيين وشوافع ، وليس هناك من هو أفضل من الآخر على الصعيد السياسي، وكل مجموعة تريد الوصول الى الكرسي المتفجر والسيطرة على البنك المركزي وبناء جيش يدافع عن مكتسباتها..دعونا لا نكذب على بعضنا بالحديث عن مسميات كبيرة كالأحزاب والمجتمع المدني التي ليست أكثر من ديكور أو أقنعة يتخفى خلفها المتصارعون حول السلطة، فما زلنا في الواقع مجتمع يفوق في بدائيته بعض القبائل التي تسكن في جزر في أعماق المحيطات.. وفي هذا الإطار فإن السلطة والمعارضة يؤديان دورهما على أكمل وجه، لكن المشكلة أن الأقنعة والديكورات بدأت في التآكل ليظهر ما خلفها
- علي هادي (ريمة): هل توافقني- يا دكتور- أن المؤتمر أهلك الحرث والنسل، والمشترك مزايد ولا يهمه معاناة الناس وأوجاعهم قدر همه المكايدة والتشفي بالحاكم؟
طريقة طرحك للسؤال- يا علي- غير محايدة. نحن لن نستطيع الحكم على المعارضة إلا إذا أتيح لها فرصة الحكم، ولا نقول لفترة 32 سنة ولكن لأربع سنوات فقط وبعد ذلك يقرر الناس. أعتقد أن كل جماعة يمنية تريد الوصول إلى الحكم، وإذا تحقق لها ذلك مارست نفس سلوكيات الجماعة التي قبلها وذلك لسبب بسيط وهو عدم وجود دولة نظام وقانون.
- أنيس خالد (الشعيب): هل سيكون مؤتمر الرياض بداية النهاية للنظام؟ أم نهاية البداية للحراك الجنوبي وقوى التغيير في اليمن؟
يعتمد الوضع على ما سيحدث خلال الفترة القادمة، ولن أستبعد أن يتحول مؤتمر الرياض إلى مؤتمر لتقسيم اليمن. كل شيء جائز وممكن ومحتمل طالما والبلاد تدار بالطريقة التي تدار بها اليوم؛ فاليمن بالنسبة للسعودية تمثل مشكلة ودولة فاشلة- كما يقولون- وما يحدث اليوم سيزيد من درجة الفشل بالتأكيد.
- مطهر الشرفي (تعز) : هل أنت مع الكونفدرالية؟
أنا مع التخلص من العنصرية والتمييز بين المواطنين سواء تم ممارستها من قبل ’’عيال الله’’ أو من قبل ’’عيال الشيخ’’ أو من قبل’’ ذو الخُمس’’. وأنا ضد الاستقواء بالعصبية سواء مارسته حاشد أو بكيل أو الهاشميين أو أبناء العم سام. وأنا مع المواطنة المتساوية وسيادة القانون. ومنذ أن هبت إحدى القبائل لعزل رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة صنعاء من موقعه لأنه رفض منح أحد أبنائها المفصول من القسم شهادة ماجستير، أيقنت أن اليمنيين لا خلاص لهم إلا بتوزيع السلطة والثروة بطريقة أو بأخرى حتى لا يتحولوا إلى أجراء لدى حاشد وبكيل والهاشميين.
- هشام المسوري (ريمة) : ما هو تفسيرك من وجهة نظر سياسية لما نشره ويكيليكس عن تزويد المخابرات اليمنية بإحداثيات لمقر اللواء علي محسن الأحمر؟ وما الأهداف الحقيقية من وراء الاستهداف الذي سبق وأن تحدث عنه حميد الأحمر عن معلومات مشابهة لوثائق ويكليكس؟
الوثائق التي تقول الخارجية الأمريكية أنه تم تسريبها من إرشيفها تحتوي على الكثير من الأسرار والتفاصيل، وأعتقد أنه سيكون لها أثرا عميقا على الدبلوماسية وعلى الطريقة التي تدير بها الدول سياساتها الخارجية. نحن أمام حدث تاريخي هام.. ويبدو أن فترة رئاسة باراك أوباما للولايات المتحدة ستكون مليئة بالإثارة والتشويق والتسلية والمآسي أيضا.
بالنسبة للمحضر الذي جاء فيه أن السعوديين أبلغوا الولايات المتحدة بأن السلطات اليمنية قدمت لهم إحداثيات موقع اللواء الركن علي محسن الأحمر لقصفه بالطيران على أنه موقع لعبد الملك الحوثي، فإنه في الحقيقة مخيف؛ لأنه يؤكد ما كان يتحدث عنه اليمنيون من وجود صراع على السلطة بين الأسرة الحاكمة والأسر المنافسة لها أو بين بيت حميد الدين وبيت الوزير. والمعلومات التي تم الكشف عنها- إن صحت- لا تمثل انقطاعا عن التاريخ اليمني المليء بالمذابح التي ترتكب في إطار الصراع على السلطة.. وما مذابح عام 1948 وعام 1955 ببعيدة علينا!نتمنى من السلطة أن توضح الموقف للرأي العام..
- فؤاد الحساني (الضالع): دكتور عبدالله، أشكرك على شجاعتك.. الجميع يعرف أن الحاكم وعماله في الوزارات يكذبون، لكن بعد تسريبات ويكيليكس، ونظامنا يتفاخر بكذبه على النواب والشعب! فهل المشترك يصدق المؤتمر بأنه صادق في الحوار وأنه مستعد أن يغادر من كرسي الحكم عبر الصندوق؟
بالنسبة للحوار فقد أثبت الحاكم بنفسه بأنه كذاب ولم يدع للمعارضة أي مجال للتشكيك في احتمال كذبه؛ ومشكلة النظام اليمني أنه أفلس حتى في الكذب وليس فقط في النزاهة والإدارة والعدالة. أما بالنسبة لقول المؤتمر بأنه سيغادر كرسي الحكم عبر الصناديق فلم يعد ينطق بمثل هذا الكلام منذ عام 2006.. ويعرف الكل في اليمن أن ’’هم ’’لن يغادروا السلطة إلا بصناديق الأموات وليس بصناديق الانتخابات، وما يبحث عنه الشعب اليمني ليس ترحيل الأئمة الجدد عن السلطة بل الشراكة معهم في خيارات وخيرات البلاد التي يحتكرونها لأنفسهم.
- العثماني (إب) : أين وصلت قضية الغاز المسال ؟
لقد شكل الحاكم تحالفا مدنيا لمناهضة صفقة الغاز بنفس الطريقة التي شكلت بها بريطانيا جامعة الدول العربية. والغريب أن بعض أعضاء مجلس النواب وبعض أعضاء الهيئة العليا لمكافحة الفساد، وحتى شيخ مشايخ بكيل الجديد نفسه، أصبحوا جميعا أعضاء في التحالف الجديد الذي حَّول القضية إلى شكل بلا مضمون! ولن أستغرب إذا ما تحول التحالف المدني الجديد إلى حزب سياسي!! نأمل أن نرى التحالف المدني الجديد يرفع قضية ضد رئيس الدولة أو رئيس الحكومة أو حتى ضد هيئة مكافحة الفساد أو ضد الإمام يحيى أو ضد رئيس تحرير صحيفة اليقين..المهم أن يفعلوا شيئا حتى لا يصبحوا جزءا من الفساد.
- مروان النقيب (إب) : لماذا بالغالب أكاديميو السياسة يلعنون الظلام دون إشعال الأمل؟
أعتقد أنك لا تتابع البروفسور أحمد الكبسي أو الدكتور جلال إبراهيم فقيرة أو غيرهم من أساتذة السياسة، وأنك تركز في قراءاتك على الدكاترة المحسوبين على المعارضة..أنصحك بحضور محاضرات أو متابعة مقابلات وتصريحات الدكتور عبد العزيز الشعيبي- رئيس جامعة إب، أو محاضرات الدكتورة بلقيس أبو إصبع- نائب رئيس هيئة مكافحة الفساد، وستسمع ما يسرك وما يعيد لك الثقة بالأكاديميين. فغير صحيح أن غالبية الأكاديميين المتخصصين في السياسة يلعنون الظلام.
- يلاحظ في الفترة الأخيرة أن الدكتور عبدالله الفقيه بدأ يشن هجوماً غريباً على كثير من وسائل الإعلام، لماذا؟
وسائل الإعلام أصبحت أداة هامة من أدوات تثبيت أو زعزعة الاستقرار. وفي ظل الانفتاح الإعلامي الكبير الذي نعيشه بدأ وعينا يتفتح على ممارسات في غاية الخطورة، ويندرج بعضها تحت إطار ممارسة الحرب النفسية ضد المجتمع. والوضع الإعلامي الذي تعيشه اليمن اليوم شبيه إلى حد كبير بالوضع الإعلامي الذي عاشته لبنان قبل انفجار الحرب الأهلية فيها في عام 1975. والصحافيون اليمنيون معذورون إلى حد ما؛ فالجوع كافر، والجماعات المتصارعة على السلطة كثيرة وكل جماعة مستعدة لفعل أي شيء في سبيل البقاء في السلطة أو الحصول على نصيب منها وهي لذلك توظف الإعلام دون أي ضوابط.
بدأنا نرى صحفاً لا تغطي في أخبارها أو مقابلاتها سوى المنتمين إلى قبيلة معينة، وبدأنا نرى مواقع تابعة لمشايخ أو لمستقلين لا عمل لها سوى زرع الشائعات وإثارة الصراع القبلي والعرقي، وبدأنا نرى صحفيين يعملون ليل نهار لإشعال الحرب في صعدة أو استهداف دول شقيقة لليمن مثل السعودية أو صديقة مثل إيران. ووصل الأمر إلى درجة أن أحد الصحافيين كتب يبرر إحدى الهجمات الأمريكية في محافظة أبين والتي أدت إلى مقتل العشرات من المدنيين الأبرياء قبل يوم واحد فقط من وقوع الهجمة.
صحيح، الإعلامي اليمني معذور إذا استلم من السلطة أو حصل على دعم خارجي في ظل الوضع المعيشي الصعب وفي ظل عنصرية النظام القائم، ومن حق الصحفي أن يتبنى أي قضية أو موقف سياسي، لكن الذي ليس من حق ايٍّ كان ولأي مبرر كان هو أن يعمل خارج القيم وأن يؤلف أخبارا كاذبة لحساب أي جهة داخلية أو خارجية إذا كان يعرف مسبقا أن هدفها الإضرار بالمجتمع وزعزعة الاستقرار فيه وإثارة الصراعات داخله وإراقة دماء الأبرياء.
أعتقد أنه من المهم أن نعمل جميعا على فضح أي إعلامي يساهم أو يشارك أو يقوم بتوزيع رسائل إعلامية وأخبار مفبركة بهدف الإضرار بالسلم الاجتماعي، وعلينا جميعا أن نساند الصحافة المهنية التي تنشر الحقائق بغض النظر عن ما يترتب على تلك الحقائق من آثار. ما تحتاجه اليمن هو الشفافية حول كل شيء وما لا تحتاجه هو الدعاية السوداء والحرب النفسية ضد اليمنيين سواء أكانت تلك الحرب ضد الشعب اليمني أو ضد النظام أو ضد معارضيه أو ضد الدول الأخرى.
- ما هو موقفك من تحالف مناهضة صفقة الغاز المسال؟
كنت طرحت فكرة التحالف قبل تشكله بعدة أشهر خلال جلسة لمنتدى الشيخ الأحمر وبحضور الأستاذ صخر الوجيه، الذي حاضر يومها حول الصفقة المشبوهة، وعدد كبير من الأعضاء الحاليين للتحالف. وكنت أتمنى أن يكون مثل هذا التحالف أداة شعبية لممارسة ضغوط على النظام وعلى الشركات الأجنبية المستفيدة من صفقات الغاز. لكن التحالف- للأسف- ولد ميتا؛ وبقدر ما ضم العديد من الشخصيات التي لها مكانتها في البلد، فإنه لم يكن أكثر من مجرد شكل، ولم يختلف كثيرا عن لجنة الأستاذ سالم صالح محمد.. ونتمنى أن يتغير الوضع في قادم الأيام.
- ما الجديد في مسألة ترقيتك في الجامعة؟
لا أستطيع أن أصبح حاشديا أو بكيليا حتى ترضي عني القبائل، وإذا لم أحظ بدعم من حاشد أو بكيل فلن أحظى بدعم من السعودية أو أمريكا، كما لا أستطيع أن أغير مذهبي حتى يرضي عني رئيس جامعة صنعاء ونائبه للشئون الأكاديمية.هناك معاملة خاصة لشوافع اليمن داخل الجامعة، وقد رقى رئيس جامعة صنعاء عددا من الأساتذة في نفس الفترة التي قدمت فيها للترقية، دون العودة إلى الكبسي أو المجلس الأكاديمي، رقاهم بالمخالفة للقانون..ففقيه صنعاء غير فقيه إب! وعندما تقدمت له بمذكرة أطلب فيها منه ممارسة اختصاصاته في مواجهة عنصرية نائبه، أحالها إلى النائب الذي اشتكيت به، وما زلت أحتفظ بها لدي وعليها توقيعه. نقابة أعضاء هيئة التدريس ضعيفة جدا بل هي أسوأ نقابة في تاريخ جامعة صنعاء ولا يستطيعون أن ينصفوا زميلا لهم فما بالك بالقضايا الأخرى.
ولا أعتقد أن مشكلتي ومشاكل غيري من شوافع اليمن يمكن حلها دون أن يكون لشوافع اليمن هبتهم ضد التمييز والعنصرية التي تمارس ضدهم في كل جهة حكومية بما في ذلك جامعة صنعاء ومجلس النواب. وما أشكو منه- كشافعي- من تمييز يشكي منه الدكتور عبد الكريم الإرياني والأستاذ عبد العزيز عبد الغني وسلطان السامعي وكل من أعرف. فشخص مثل يحيى الراعي رئيس مجلس النواب لا يجرؤ أبداً كما قال الأستاذ أحمد سيف حاشد على رفض شيء لشخص من حاشد، وشخص مثل أحمد الكبسي- نائب رئيس جامعة صنعاء، كما أعرف أنا، لا يمكن أن يتجرأ على رفض ترقية شخص من بكيل. ومن سوء حظنا كشوافع أن الروابط القبلية والعصبية التي ننتمي إليها ضعفت بشكل كبير، وأصبحنا ضيوفا غير مرغوب فيهم على موائد بعض اللئام، وليس مواطنين بحقوق متساوية مع غيرنا، بل فريسة سهلة لنظام عنصري في بنيته وفلسفته.
وما يحدث لنا اليوم هو أن التركيز الطائفي والمناطقي للسلطة بيد القبائل الزيدية يجعلنا، كما يؤكد الكثير من الشوافع بشكل خافت، مواطنين من الدرجة الرابعة، يحرمون من أبسط الحقوق ويتجرأ عليهم أرذل خلق الله.. وحتى ممثلونا في هيئة الفساد أو مجلس النواب أو الحكومة هم من المنتمون إلى المراكز المقدسة للسلطة. وعلينا من وجهة نظري في ظل تصاعد التمييز والعنصرية ضدنا -كشوافع المناطق الوسطى- أن لا نخجل من المطالبة بحقوقنا كلما أتيحت لنا الفرصة وأن نعبر عن انتمائنا الديني بصراحة وصوت عال؛ فالذي يجب أن يخجل- كما قال النعمان ذات مرة- هم الأشخاص الذين يمارسون العنصرية والمناطقية. أنا على ثقة تامة أن شوافع اليمن لن يسكتوا أبد الدهر وأنهم وإن تأخروا في الحركة فإنهم سيتحركون بقوة حين يفعلون. لكني أخشى أن ينفجروا بنفس الطريقة التي انفجر فيها الجنوب والشمال أو كما حدث في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وهذا له عواقبه، وسيرفع تكلفة الانعتاق من حالة التمييز الذي نعيشه. إنني أدعو كل رموز شوافع اليمن أو المناطق الوسطى إلى توحيد الجهود للمطالبة بحقنا من السلطة والثروة ومن المعاملة المتساوية كغيرنا فنحن القوة التي سترجح كفة الميزان. فمن حق شبابنا أن يكون لهم مستقبل وأن لا يدفع بهم النظام القائم إلى براثن القاعدة أو أن يحوِّلهم إلى وقود لحروبه في الشمال والجنوب والشرق والغرب.
- سليمان الحملي (الوازعية): باعتبارك أستاذ جامعي، تدرك حدود العلاقة بين الأستاذ والطالب، ولكن هناك من أعضاء هيئة التدريس من اعتدى على بعض قيادة الاتحاد العام لطلاب اليمن –كلية الهندسة- فكيف تنظر لمثل هذا التصرف؟
لا أعرف تفاصيل القضية وقد قرأتها في الصحف مثل غيري. هناك طلاب يعتدون على الأساتذة وهناك أساتذة قد يدافعون عن أنفسهم وهناك احتكاكات هنا وهناك، لكن اعتداء أستاذ على طالب هو عمل مدان وهو أخطر من اعتداء الطالب على الأستاذ، وإذا صح فإن الأستاذ ينبغي أن يحال إلى التحقيق وأن يتم فصله في حال ثبوت الاعتداء. إن مثل هذه التصرفات الرعناء التي تنتهك كرامات الناس هي التي تحول الشباب إلى إرهابيين وتسبب المذابح. وهناك في الجامعة اليوم من الممارسات ما يندى له الجبين ويستحي الواحد منا الحديث فيه.
- ونحن في نهاية العام 2010م، ما تقييمك لأبرز الأحداث السياسية التي شهدتها بلادنا في هذا العام؟ وما مدى تأثيرها في العام القادم؟
انتهى عام 2009 بالتفريط بسيادة اليمن والسماح للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بتوجيه ضربات عسكرية داخل الأراضي اليمنية قادت إلى قتل الكثير من اليمنيين الأبرياء سواء في صعدة أو أبين أو شبوة. ويعتبر عام 2010 الأسوأ على الإطلاق في تاريخ الجمهورية اليمنية، وقد برزت فيه القاعدة من خلال الكثير من العمليات الإرهابية الصغيرة والموجهة ضد الجيش والأمن. وشهد العام من جديد تفريط النظام بسيادة البلاد ومقتل جابر الشبواني في حادثة كادت تؤدي إلى انهيار الدولة في اليمن وخصوصا بعد استهداف قبيلة الشبواني لمحطة الكهرباء في مآرب. وشهد العام وضع اليمن تحت الوصاية الدولية من خلال مؤتمرات لندن وأبو ظبي وبرلين ونيويورك، واستمرار التدهور الاقتصادي والأمني. وباختصار فان عام 2010 هو عام القاعدة والتجريع والتدخل الدولي.
وما يتهدد اليمن في عام 2011 هو تجدد الحرب في صعدة وإمكانية تحولها إلى حرب طائفية شاملة، غزو خارجي تم التهيئة له بشكل كبير من خلال حادثة الطرود وتسريبات ويكيليكس، خطر الانهيار الاقتصادي، ونشوء أزمة كبيرة في العلاقات اليمنية السعودية بسبب الحدود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق