الجمعة، 10 ديسمبر 2010

صالح لتاونسند: خذوا فارس مناع الى جوانتناموا

ما من شك في أن  التسريب الكبير للوثائق الدبلوماسية الأمريكية سيشغل العالم خلال القرن الواحد والعشرين  كله. وكله كوم كما يقولون واللقاءات الدبلوماسية بين صالح والأمريكيين كوم ثاني، وهي بالتأكيد تصلح لفلم كوميدي  يمكن ان يحتل المركز الأول في شبابيك المبيعات لفترة طويلة أو لألف حلقة من المسلسل السياسي الأمريكي الشهير وست وينج.
خذوا على سبيل المثال محضر اللقاء الذي تم بين الرئيس صالح ومساعدة الرئيس الأمريكي لشئون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب السيدة  فرانسيس تاونسند في مدينة عدن في 22 أكتوبر 2007 لمناقشة التعاون بين البلدين في مجال الحرب على الإرهاب. وقد عقد جزء من اللقاء الذي كتب محضره السفير ستفن سش  الذي ربما كسب الملايين من الدولارات ان الف كتابا عن تجربته في اليمن، على مائدة الغذاء.
تحت ميكرسكوب الرئيس
طلبت تاونسند من الرئيس صالح اطلاعها على تطورات قضية جمال البدوي المدان في الهجوم على المدمرة الأمريكية يو اس اس كول، فاكد لها صالح ان الحكومة اليمنية اطلقت سراح البدوي  وانه تحت الإقامة الجبرية حيث يعمل ويقيم في مزرعة يملكها قرب مدينة عدن وان الحكومة اليمنية تراقب تحركاته.   وأوضح صالح  لتاونسند انه بينما كانت الحكومة اليمنية تلاحق البدوي فإنها أوصلت إليه رسائل بان وضعه سيكون أفضل أن هو سلم نفسه. وقال صالح لتاونسند بانه شخصيا قابل البدوي قبل أسبوعين وكان له نقاش صريح وواضح  معه وان البدوي وعد صالح بالتخلي عن الإرهاب وبدأ يتفهم اثر أعماله على اليمن وصورتها في الخارج.   وقد اعربت تاونسند عن استيائها من اطلاق البدوي وطلبت من الحكومة اليمنية السماح للحكومة الأمريكية بالتحقيق معه الإ ان صالح طمأنها قائلا "لا تقلقي انه تحت ميكرسكوبي" ولم يعترض صالح على طلب تاونسند السماح للحكومة الأمريكية التحقيق مع البدوي مؤكدا لها بشكل متكرر ان أي وكالة امريكية راغبة في التحقيق مع البدوي  يمكنها القيام بذلك بالتنسيق مع جهاز الأمن السياسي.
خذوا فارس مناع
عندما بدأت تاونسند تسأل الرئيس صالح عن جهوده في مكافحة تهريب السلاح  قاطعها صالح ليستدعي كما جاء في المحضر،  واحدا من أشهر ثلاثة مهربين للسلاح في اليمن وهو فارس مناع للانضمام الى مائدة الغداء. وعندما دخل مناع  قال صالح للملحق القانوني في السفارة منكتا "يمكن لمكتب التحقيقات الفدرالي أخذه إذا لم يسلك بالشكل المطلوب إلى واشنطن في طائرة تاونسند أو الى  جوانتنامو." وقد رد الملحق القانوني في السفارة "لدينا متسع في الطائرة لمناع والبدوي" الإ ان المترجم كما يقول المحضر لم ينقل تلك العبارة لصالح. وبينما كان موظفو الرئاسة يعدون كرسيا لمناع حول المائدة قال صالح لتاونسند ان الحكومة اليمنية صادرت على مناع باخرة محملة  بالمسدسات وقامت بتوزيعهم على الجيش. وقد ردت تاونسند باريحية ما دام ان مناع قد تبرع باسلحة للجيش فيمكن اعتباره وطنيا  وقد رد عليها صالح ضاحكا "لا، بل هو عميل مزدوج ..فهو يعطي اسلحة للحوثيين ايضا."
ويعلق السفير سش على هامش المحضر  بان ما قاله الرئيس صالح وحضور مناع على مائدة الغذاء يشير أسئلة خطيرة بخصوص التزام الرئيس صالح بمكافحة تهريب السلاح وعلاقته بمناع الذي يدير شركة مقاولات وخدمات نفطية ولها أعمال في العراق مرجحا بان علاقة صالح بمناع قد تتجاوز الشراكة في الأموال  التي يتم جنيها من تهريب السلاح.  
شيخوخة القمش
امتدحت تاونسند عمل جهاز الأمن القومي رغم شبابيته واشتكت من عدم تعاون جهاز الأمن السياسي مع الحكومة الأمريكية فرد صالح بان التعديلات الدستورية التي اقترحها تمثل الخطوة الأولى في معالجة تلك المشكلة. وعندما الح القربي الذي حضر اللقاء في طلب جواب أكد صالح انه اعطى للأمن السياسي اوامر واضحة بالتعاون لولا ان العاملين فيه دخلوا في مرحلة الشيخوخة  في إشارة كما قال كاتب المحضر الى شيخوخة غالب القمش.
دول الخليج تحسد اليمن
اكد صالح لتاونسند ان دول الخليج المجاورة  تعمل على زعزعة الاستقرار في اليمن عن طريق دعم الحركة الإنفصالية في الجنوب ليس لإن لديها شيىء ضد اليمن ولكن لإن اليمن تتبع النموذج الديمقراطي الأمريكي  ودول الخليج لا تريد ديمقراطية في المنطقة.
ويشير محضر الإجتماع الى ان صالح حمل تاونسند رسالة شفوية للرئيس بوش  بخصوص إيران تقول "يجب تربية وترويض الطفل قبل ان يكبر." كما حذر صالح الأمريكيين من علاقة قطر بإيران. وهذا مجرد غيض من فيض مما ورد في المحضر..  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق