الجمعة، 8 فبراير 2013

اليمن واشكالية السيادة

مع تنامي عدد العمليات التي تنفذها الطائرات الأمريكية بدون طيار داخل اليمن والإرتفاع المهول في عدد الضحايا الذي تتركه مثل هذه العمليات تزداد تساؤلات اليمنيين حول مفهوم السيادة ومدى امتلاك الدولة اليمنية لسيادة كاملة. 

وقد طرح علي   فهمي فؤاد الأغبري السؤال اليوم بقوله "نسمع في وسائل الاعلام عن الطائرات بدون طيار الامريكيه التي تجول في سماء يمننا الحبيب وتنزل صواريخها علي من تسميهم بالارهبيين... السؤال هو هل هذا الشي يجعل من اليمن تقف علي صفوف الدول ناقصه السياده (مع ذكر السبب)؟؟؟؟؟ وبالأخذ بالاعتبار المبررات التي تصدرها بلادنا علي لسان المسؤلين."

وجوابي هو أن السؤال مهم ويحتاج الى ندوة تناقشه. ولكني بعجالة شديدة أقول هنا ان الأمر اخطر من أن يكون نقصا في السيادة. فالطائرات الأمريكية بدون طيار التي تعربد في سماء اليمن وتقتل ابنائه خارج اطار القانون اليمني والقانون الدولي ليست سوى جزئية صغيرة ضمن شبكة من الجزئيات التي تجعلنا نتسائل ان كنا كيميين قد صرنا في مرحلة الدولة أم اننا ما زلنا نعيش في مرحلة ما قبل الدولة

وبداية ليكون واضحا لدينا جميعا أن السيادة تنبع من داخل الدولة لا من خارجها بمعنى ان اكتمال سيادة الدولة على الصعيد الداخلي هو الذي يكسبها صفة السيادة على الصعيد الخارجي وليس العكس. 

وبالنسبة للحالة اليمنية فإن هناك العديد من الظواهر التي تجعل الدولة اليمنية في وضع أقل من دولة ناقصة السيادة وذلك للأسباب التالية على سبيل المثال لا الحصر:

1. في عام 2001 وضع الرئيس المخلوع اليمن في تحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية في اطار الحرب على الإرهاب واعطى الولايات المتحدة الحق في تنفيذ عمليات بطائرات بدون طيار داخل الأراضي اليمنية بهدف القتل خارج القانون. وعندما احتجت بعض الأطراف الداخلية والخارجية على ذلك بعد تنفيذ اول عملية سارع نظام صالح الى التأكيد بان تلك العملية تمت برضاه وانه سيسمح لأمريكا بشكل مستمر بتنفيذ عمليات مماثلة..

2. في عام 2004 بدأ التمرد الحوثي في شمال البلاد ليشكل ضربة قوية أخرى لما يمكن ان يطلق عليه مجازا فقط "سيادة الدولة" وادى عجز نظام صالح عن وضع نهاية للتمرد سلما أو حربا الى المزيد من الإضعاف لسيادة الدولة اليمنية في بعدها الداخلي.

وقد بلغ هذا التمرد مداه مع قيام الثورة الشبابية وبحيث اصبح التمرد الحوثي صاحب السيادة الفعلية على جزء كبير من اراضي الجمهورية. 

3. شكلت الجماعات الإرهابية على نحو متكرر تحد للسيادة اليمنية وبلغ هذا التحدي ذروته باستيلاء تلك الجماعات على مدن ومحافظات كاملة وباعلان الحكومة اليمنية بشكل متكرر عجزها عن مواجهتها.  

4. تشكل القبائل اليمنية المستقلة باراضيها وشئونها عن الدولة اليمنية تحد تاريخي للدولة اليمنية. وبلغ التحدي ذروته من خلال العلاقات الدولية التي اسستها هذه القبائل وحصول مشايخها على الدعم المالي من تلك الدول. 

5. تشكل الأحزاب والحركات اليمنية بمختلف اشكالها امتدادات لأحزاب وحركات في دول اخرى. فالأحزاب القومية على سبيل المثال بمختلف اشكالها  شكلت دائما وما تزال تشكل انتقاصا لسيادة الدولة اليمنية لإن ولائها دائما كان اما للقاهرة او بغداد او دمشق.

6. في مطلع عام 2010 وضع المجتمع الدولي اليمن تحت وصاية دولية في عديد من الجوانب وخصوصا الإقتصادية.

7. يشكل الحراك الجنوبي ذو الطبيعة الإنفصالية تحد كبير ليس فقط لسيادة الدولة اليمنية ولكن لإستمرارها ايضا..

8. وضعت المبادرة الخليجية التي وقعت عليها مختلف الأطراف اليمنية اليمن تحت وصاية دولية واضحة لمدة عامين وجاءت قرارات مجلس الأمن الدولي التي تم اتخاذها بالإجماع لتؤكد ذلك ولتعطي مجلس الأمن الدولي الحق في اتخاذ اجراءات انفرادية بما في ذلك تلك التي تقع في اطار الفصل السابع دون الحاجة الى اذن من الحكومة اليمنية.

وللتقريب فقط فان وضع اليمن اليوم يشبه وضع المانيا واليابان في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية مع الفارق بأن اليمن لم تخض حربا مع المحور ضد الحلفاء..

هناك تعليقان (2):

  1. بس كيف الحل بادكتوووووور حتى نتخلص من المشاكل التي تواجهها اليمن ...... ونتخلص من التدخلات الاجنبية التي تجعلنا ناقصين السيادة ....... ومن من وجهة نظرك الطرف الاكثر ... اخلال للوضع في اليمن .......؟؟؟؟؟

    ردحذف
  2. ارى بأن سبب عدم وجود سيادة لليمن هو عدم وجود مؤسسات حقيقية ومخلصة وفعالة , فما يوجد في اليمن هم الاشخاص الذين لا يهتمون الا لمصالحهم لذلك لا يمكن ان ترقى اليمن الى مستوى الدول ذات السيادة الا من خلال ايجاد مؤسسات حديثة تبني الدولة الجديدة و لكن هذا من المستحيل لما حصل بعد الثورة التي في النهاية انتهت بحوار اعضائه تم انتقائهم من الاشخاص السابقون في النظام المنحل , و تم اهمال الشعب الذي يعتبر هو الاساس في بناء الدولة الحديثة

    ردحذف