السبت، 17 ديسمبر 2011

اليمن بين الخوف والرجاء

منذ تسلمت حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة مهام عملها في 10 ديسمبر 2011 واليمنيون تتنازعهم مشاعر الخوف من جهة والرجاء من جهة أخرى. فاليمنيون يخافون من استمرار صالح واسرته في العبث بامن البلاد واستقراره من خلف ستار ليس فقط خلال فترة الأشهر الثلاثة السابقة على انتخابات 21 فبراير 2012 الرئاسية المبكرة ولكن ايضا بعد عقد تلك الإنتخابات. ومقابل ذلك الخوف هناك شعور بالرجاء بان المجتمعين الإقليمي والدولي لن يتركا الشعب اليمني فريسة سهلة لأكلة لحوم البشر من ال عفاش الدم، وانه في النهاية ومهما كان حجم التضحيات فلن يصح الا الصحيح. 
عوامل الخوف
يملك اليمنيون  مخاوف حقيقية نابعة من تجربة طويلة مع نظام صالح برمته، وما جبل عليه من غدر ومن استهتار بحياة الناس ومن نزعة الى القتال من اجل البقاء واللعب على كل الحبال وبكل الأوراق بما في ذلك الإرهاب والطائفية والمناطقية. وتحديدا فان اليمنيون يخافون من الاتي:
  • ما زال صالح يوجه كالعادة وكان شيئا لم يتغير
  • ما تزال الإنفجارات الليلية تسمع في حي الحصبة
  • ما تزال مواقع الإنترنت محجوبة رغم توجيهات وزير الإعلام برفع الحجب
  • ما زال الكثير من الثوار وخصوصا من ابناء القوات المسلحة والأمن بدون مرتبات
  • ما زال الإحتشاد القبلي والسلالي والطائفي والمناطقي الذي اوجده صالح على اشده
  • ما زال يحيى صالح يوظف عشرات المواقع والصحف وشلة من المرتزقة الذين ظلوا طريقهم الى بلاط صاحبة الجلالة ليشن حربا نفسية على الثوار والثورة باسم الثورة نفسها
  • ما زال حجم الحكومة بعد 21 عشرين سنة على توحيد اليمن 35 مقعدا لتكون بذلك اكبر حتى من حكومة الصين التي يبلغ سكانها مليار ونصف انسان
  • تم تشكيل الحكومة على مبدأ التقاسم الحزبي
  • لم تحترم الحكومة في تشكيلها مبدأ التخصص فاصبح المخبري وزيرا للخارجية والمؤرخ وزيرا للإتصالات ومهندس الكهرباء وزيرا للأسماك والمتخصص في القانون الدولي وزيرا للكهرباء
  • ما زال الإستبداد يعشعش في بعض العقول وما زال الثوار من اساتذة السياسة بجامعة صنعاء مصرون على تدريس الطلاب كتابا يمجد الإستبداد والفردية ويشخصن القيادة والنظام السياسي  ويحقر الشعب ويعبأ العقول بالنفايات ويعتبر "الضرطة" اجمل في رائحتها من البرفيوم. 
  • ادت الثورة بحسب بعض الطلاب الى تكليف ضابط في الأمن السياسي ليدرس لطلاب جامعة صنعاء حقوق الإنسان
  • لا يعرف كيف سيتمكن محمد سالم باسندوة من قيادة حكومة يبلغ قوامها 35 وزيرا وباي سلطة سيتمكن من ذلك؟
  • ما زال من الصعب على اي شخص لديه رقم من سبأ فون ان يتصل دوليا او برقم ثابت او يتلقى مكالمة دولية رغم توجيهات رئيس الوزراء ووزير الإتصالات
  • تعمل اسرة صالح على التلون واعادة انتاج نفسها على شكل حزب اسمه المؤتمر الشعبي العام
  • ما زالت اسرة صالح تملك نصف الوزراء الموالين للأسرة في حكومة باسندوة والمكلفين بمهمة الإعاقة للحكومة والتخريب الممنهج وزرع الفوضى في البلاد.
  • ما زال القتلة في تعز وارحب ونهم وصنعاء في مواقعهم لم يتغيروا وما زالت الوجوه التي ارتبطت بنظام صالح هي الوجوه البارزة في حين لا يحظى رئيس الوزراء نفسه باي تغطية محترمة ولا يملك اي وسيلة اعلامية يتخاطب بها مع الناس
  • ما زالت اخبار السفاح تتصدر نشرات الأخبار وتغطي على كل فعل خلاق يهدف الى نقل البلاد من الجحيم الذي ادخلها صالح فيه طيلة ثلث قرن
عوامل الرجاء
رغم كل عوامل الإحباط ما زال شباب الثورة صامدين في الميادين. وما زال الشعب الذي عاقبه صالح باطفاء الكهرباء ورفع اسعار البنزين الى سقف يتجاوز الأسعار السائدة في الأسواق الدولية وقتل ابنائه دون وازع من دين او ضمير يختار الموت واقفا على الحياة ساجدا للقتلة من آل عفاش الدم. لم يتزحزح الشعب اليمني عن موقفه قيد انملة حتى والأسرة المجرمة تستهدفه بقذائف المدافع والصواريخ.
ومع ان متاريس صالح ما زالت تحاصر اليمنيين في المدن والقرى  وقذائف الغدر والخيانة للبلاد تروع الأطفال خلال الليل والنهار الإ ان اليمنيين قد اختاروا بشكل واضح المدارس على المتاريس والإعتصام السلمي لإسقاط النظام مهما تطلب ذلك من وقت وجهد على توظيف العنف وممارسة التخريب والقتل والدمار. وتبدت رغبة الشعب اليمني في الحياة في مواجهة الموت الذي يصنعه صالح واسرته في السعي الحثيث لتطبيع الأوضاع اليومية والمضي قدما في ترجيح كفة الحياة على كفة الموت بالرغم من ادراك اليمنيين للمخاطر..
وهناك تفاؤل كبير يعم اليمن اليوم ليذكر اليمنيين بالسنوات الأولى لقيام الوحدة اليمنية وما حملته تلك السنوات لليمن واليمنيين من تفاؤل ابى صالح بانانيته المعروفة الا ان يقتله  لكنه ابدا لن يقتل بعد الان رغبة اليمنيين في الحياة وبناء بلادهم بعيدا عن الأسرة الغادرة التي لا يحمل لها الشعب اليمني سوى الشعور بالإحتقار.
وهناك امل بان المجتمعين الإقليمي والدولي لن يخذلا الشعب اليمني وانه بغض النظر عن الطريق الذي سيختاره عدو الشعب فان الشعب لا يمكن الا ان ينتصر. اما القتلة فان مصيرهم معروف في كل الشرائع السماوية والوضعية.  

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق