الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

نائف حسان في مهمة تجسس

في الأول من يوليو الماضي اتصل نائف حسان بالأستاذ حسن زيد امين عام حزب الحق يطلب  منه مقابلة لصحيفة الشارع ومثلنا جميعا ربما شعر حسن زيد كسياسي بالزهو نتيجة لما يحظى به من اهتمام اعلامي وذلك من حقه. وتم تحديد موعد المقابلة ليكون بعد ظهر يوم السبت الثاني من يوليو. وما لم يدركه الأستاذ حسن زيد ان نائف حسان كان في مهمة تجسسية على معارضي النظام وان تحديد الموعد بعد ظهر السبت قد قصد به ان يتم  اللقاء الصحفي بعد ان يكون  المجلس الأعلى للقاء المشترك  الذي سيناقش اول مسودة من مشروع  تشكيل المجلس الإنتقالي  قد عقد في الصباح، وهو ما كان لنائف ومرافقه الذي لم يكن هذه المرة محمد عايش.  
وتمكن نائف من الحصول على الكثير من المعلومات ربما اكثر مما توقع بما في ذلك مسودة مشروع تشكيل المجلس التي يفترض انها سرية على اعتبار انها مجرد افكار اولية. وسيفاجأ اعضاء المجلس الأعلى للقاء المشترك يوم 3 يوليو  بصحيفة الأولى التي يملكها نائف بالإضافة الى الشارع او هكذا يقال تنشر مسودة مشروع المجلس الإنتقالي وتسبب زوبعة سياسية، وسيجد حسن زيد نفسه كعضو في المجلس الأعلى للقاء المشترك في موقف لا يحسد عليه  لم يجد معه سوى التهديد بالإستقالة من المجلس.
ولم يكن نشر مسودة المشروع هو الإنجاز الوحيد لنائف على أهميته. فكجاسوس محترف تمكن نائف يومها من توظيف المقابلة مع زيد لتحقيق هدفين: الأول الحصول على معلومات عن خطط ومشاريع وتوجهات وخيارات قوى الثورة ممثلة بالمشترك والثاني توظيف تلك المعلومات لضرب قوى  الثورة واثارة الخلافات بينها وخصوصا بين الطائفة الزيدية والطائفة السنية والذي يريد قراءة المقابلة التي تشبه تحقيقا يقوم به ضابط محترف مع متهم فعليه العودة الى عدد صحيفة الشارع ليوم 9 يوليو.
لم يكن لدى حسن زيد كسياسي ما يخفيه لكن الصحفي الذي تحول الى جاسوس وخان امانة المهنة وفرط بشرفها كان يحاول بكل ما يستطيع طعن ثورة شعبه من الخلف حتى يحظى بصحيفة ثالثة او يحقق مكسب ما..ولم تكن مهمة نائف يوم 3 يوليو المهمة التجسسية الوحيدة لصحفي جرفته اموال السلطة فهناك مهمات اخطر  لا يتسع الوقت لمناقشتها هنا ..   
بدأ نائف حسان حياته الصحفية ككاتب  في صحيفة الثوري لسان حال الحزب الإشتراكي اليمني وقد برز كناقد بارع لرئيس الجمهورية وسياساته وكقلم رشيق لا يبارى. وحظي بشهرة  واسعة وكان اعلام النظام والإعلام شبه الرسمي المرتبط بالنظام يعانيان من حالة فقدان الثقة بهما من قبل الناس والنظام يعيش ظروفا صعبة في ظل حرب طاحنة مع الحوثيين تجعله يبحث عن كتاب وصحفيين ذوو مصداقية يمكن الإستفادة منهم، وكان لدى نائف الكثير من المصداقية في الشارع اليمني  وكان هناك العديد من الوجبات الدسمة في مطعم حميدة بكوكبان حظي كاتب هذه السطور ببعض منها ومقايل القات الفاخر التي حضر كاتب هذه السطور بعضها. وفجأة اصبح لدى نائف حسان صحيفة ومقر ثم صحيفتين ومطبعة ليكون بذلك الصحفي اليمني الوحيد في تاريخ اليمن الذي يملك صحيفتين ومطبعة.    
وتغيرت الأجندة بحسب حاجات النظام واذنابه. وبالإضافة الى التجسس وجمع المعلومات للنظام كان هناك ايضا مهمات تعميق الخلاف الطائفي وتعزيز المناطقية وضرب علي محسن وانصاره ومهاجمة السعوديةعند اللزوم  وتفكيك قوى المعارضة وضرب الحراك. وبدأ اعلام النظام يبني هالة لنائف ويقدمه على انه صوفي الصحافة اليمنية وفيلسوفها تمهيدا لتوصيله الى منصب نقيب الصحافيين وتحويله الى مركز الهام واشعاع للصحافة.  لكن قيام ثورة 11 فبراير كشف الأوراق وتبين الحق من الباطل. ولو دامت لغير نائف ما وصلت اليه.
اما حسن زيد الذي لم يكن الضحية الأولى لنائف او الأخيرة وان كان اكثر الضحايا حسن نية فقد توقف منذ تلك التجربة عن اعطاء تصريحات او مقابلات ربما حتى يستوعب ما حدث. وبعدها بايام حظي بتعزية في صحيفة الأولى في رحيل والده. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق