الأربعاء، 10 أغسطس 2011

المجتمع الدولي والمجلس الإنتقالي في اليمن

بينما تتهيىء قوى الثورة في اليمن لعقد الإجتماع الأول للجمعية العمومية لقوى الثورة يوم 17 رمضان واختيار مجلس انتقالي يقود الثورة الى منتهاها ويكون بمثابة البديل الجاهز لتولي الحكم، فإن الضغوط الإقليمية والدولية على صالح واسرته  للبدء الفوري بعملية انتقال السلطة تتزايد.  لكنه من الواضح ان صالح واسرته المهووسيين بالسلطة الى حد لا يمكن تصوره  والذين يوجهون بنادق الشعب الى ظهور ابنائه لا يبدو انهم استوعبوا ما يجري حتى الان وليس من المتوقع ان يفعلوا غدا. وفي الوقت الذي يسحق فيه الملايين من اليمنيين تحت وطأة ازمة امنية واقتصادية تزداد سوءا ساعة بعد أخرى، فإن  ما تبقى من سلطة الدولة اليوم لا يزيد عن سلطة اطلاق الألعاب النارية. 
وفي ظل الضعف الواضح في الحزب الحاكم وما تبقى بداخله من شخصيات وهي بالتأكيد ليست افضل مافيه والخلافات العميقة فيما بينها، فإن الرهان على نائب الرئيس او اي شخصية اخرى داخل المؤتمر يمثل خطئا استراتيجيا. ولا يكفي في هذا الجانب ان تثق امريكا بقدرات عبد ربه منصور هادي على قيادة الإنتقال اذا لم يكن هو نفسه يملك قدر كاف من الثقة بنفسه، واذا لم يكن زملائه في المؤتمر يقبلون به.
وفي ظل الوضع القائم فإن المسارات الآمنة للعودة بالبلاد الى مسارها الطبيعي تبدو جد محدودة. فلا المعارضة يمكنها ان تتراجع عن تشكيل المجلس الإنتقالي وسلوك الطريق الصعب في ايصال الثورة الى محطتها النهائية، ولا المجتمع الدولي يستطيع تجاهل المجلس عند اعلانه وعدم الإعتراف به كسلطة شرعية في البلاد تمثل ارادة الشعب اليمني وتطلعه ليس فقط نحو التغيير ولكن وهو الأهم الى انقاذ البلاد من انهيار تزداد وتيرته وتشتد يوما بعد آخر.
وسيظل انقاذ اليمن مرهونا بقدرة قوى الثورة الان وليس في سبتمبر على الإتفاق على مجلس انتقالي وعلى استجابة المجتمع الدولي للخطوة بشكل ايجابي. وفي حال فشل اي من الطرفين في القيام بالخطوة المنتظرة منه فإن على اليمنيين وجيرانهم والمجتمع الدولي ان يحظروا انفسهم للأسوأ ولفترة قد تستمر لعقود..  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق