يمكن
الافتراض بالطبع إن أحسن الإنسان النية أن الرئيس اليمني حاول الاتصال بالملك لطلب
موعد فلم يتمكن من ذلك، وأنه نتيجة لذلك قرر أن يبعث برسالة للملك في يوم 20 ابريل
وان معاوني الملك وحاشيته قد فاتهم اخذ ملاحظة بالرسالة وتضمينها بيان وزارة
الدفاع وما نشرته وكالة الأنباء السعودية، وأن هادي نفسه الذي يعتمد على الآخرين
في كتابة الخطابات المنمقة وغير المنمقة، قد نسي أن يشير في خطابه يوم 21 ابريل
إلى الرسالة الغرامية التي بعث بها إلى ملك السعودية يوم 20 ابريل، غير أن ما يصعب افتراضه وما لا يمكن القبول به
هو أن يكون هادي الذي وجه رسالة الى الملك سلمان يوم 24 مارس طالبا منه التدخل
لدعم الشرعية، وإنهاء الانقلاب، قد قرر يوم 20 ابريل أن يطلب من الملك سلمان، وقبل
أن تحقق "عاصفة الحزم" أي قدر من النجاح بأن يضع نهاية لتلك العمليات
ذات الدم الثقيل، وأن يدشن عمليات جديدة تتسم بالرقة تحت مسمى "إعادة الأمل."
أن أمر مثل هذا لا يمكن تصوره حتى في فيلم للمحششين، فما بالك بإدارة حرب عدوانية لتحالف
"مزعوم" يتكون من 9 دول.
ومع ذلك، فقد
مضى بيان التحالف العربي، وفي تحد لكل قواعد المنطق التي وضعها أرسطو، في تعداد
النجاحات التي حققتها "عاصفة الحزم" كما وردت، حسب زعمه، في رسالة الرئيس اليمني:
"وأوضحت الرسالة أن تاريخ اليمن والأمة
العربية سوف يسجل بمداد من ذهب ذلك الموقف التاريخي الصارم الذي أعاد للشعب اليمني
الأمل في مستقبله حيث حققت عملية عاصفة الحزم ولله الحمد أهدافها المتمثلة في
الآتي:
1 ـ الاستجابة لطلب فخامته في رسالته المؤرخة في 24 مارس 2015م والتي جاءت استناداً إلى مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة ( 51 ) من ميثاق الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك ، وذلك بالتصدي للعدوان الذي تعرضت له اليمن وشعبها من قبل ميليشيات الحوثي والقوات التابعة لحليفها علي عبدالله صالح والمدعومة من قوى خارجية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعله قاعدة لنفوذها على المنطقة مما أصبح يهدد المنطقة بأسرها والأمن والسلم الدوليين
1 ـ الاستجابة لطلب فخامته في رسالته المؤرخة في 24 مارس 2015م والتي جاءت استناداً إلى مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة ( 51 ) من ميثاق الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك ، وذلك بالتصدي للعدوان الذي تعرضت له اليمن وشعبها من قبل ميليشيات الحوثي والقوات التابعة لحليفها علي عبدالله صالح والمدعومة من قوى خارجية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعله قاعدة لنفوذها على المنطقة مما أصبح يهدد المنطقة بأسرها والأمن والسلم الدوليين
2ـ حماية الشرعية
في اليمن وردع الهجوم على بقية المناطق اليمنية
3ـ إزالة التهديد
على أمن المملكة العربية السعودية والدول المجاورة , خاصةً الأسلحة الثقيلة
والصواريخ البالستية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لعلي
عبدالله صالح من القواعد العسكرية للجيش وقامت باستخدامها أو هددت باستخدامها ضد
أبناء الشعب اليمني.
4ـ العمل على
مكافحة خطر التنظيمات الإرهابية.
5ـ التهيئة
لاستئناف العملية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات
مؤتمر الحوار الوطني الشامل."
ولا يعرف
لماذا تحفظ هادي فجأة، وهو يعدد نجاحات عاصفة الحزم، وأحجم عن الإشارة إلى إيران
بالاسم، وفضل الإشارة إليها بالتلميح دون التصريح على أنها "قوى خارجية هدفها
بسط هيمنتها على اليمن وجعله قاعدة لنفوذها على المنطقة مما أصبح يهدد المنطقة
بأسرها والأمن والسلم الدوليين"، ومن الغريب أن يلبس هادي فجأة ثوب
الوقار رغم أن خطابه في الليلة السابقة قد حرص وبشكل متكرر على إيراد اسم إيران وكأنه
"الجوكر" الذي سيكسب به لعبة الحرب المميتة.
أما ما ذكره البيان اقتباسا عن رسالة
هادي كنجاح رقم (2) وهو "حماية الشرعية في اليمن وردع الهجوم على بقية
المناطق اليمنية" فلا بد أنه قد أصاب هادي ذاته، والذي كان قد تم ردعه إلى
الرياض، بالرعب عندما قرأه. ولا بأس من الإشارة العابرة إلى ما ورد في البند
الثالث حول "إزالة التهديد على أمن المملكة العربية السعودية والدول المجاورة
، خاصةً الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها الميليشيات
الحوثية والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح من القواعد العسكرية للجيش وقامت
باستخدامها أو هددت باستخدامها ضد أبناء الشعب اليمني" والذي من الواضح أن أوله
يلعن آخره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق