لم يستند
سلمان في الوصول إلى العرش على قوة ضاربة كما فعل أخوه الشقيق فهد، ومن بعده أخوه
غير الشقيق عبد الله، وكما كان اخوانه الأشقاء سلطان ونايف في طريقهما لأن يفعلا
لولا أن الموت عاجلهما قبل أن يجلسا على كرسي الملك.
لقد قضى
سلمان 5 عقود من عمره كأمير لمنطقة الرياض، ثم حدثت الأشياء بسرعة، فرأى اشقائه
الأقوياء يتساقطون بسرعة في الطريق إلى العرش. قضى ولي العهد سلطان بعد معاناة
طويلة مع المرض في عام 2011 فأصبح سلمان في 5 نوفمبر 2011 وزيرا للدفاع، وفي 16
يونيو 2012، قضى ولي العهد نايف، فأصبح
سلمان، بعد اقل من 8 اشهر على توليه وزارة الدفاع، وليا للعهد. وبعد حوالي سنتين ونصف أصبح سلمان
ملكا، ولعله كان يردد في نفسه "يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء."
وصحيح أن
سلمان لم يصل إلى العرش على ظهر دبابة أو مجنزرة، غير أن ذلك لا يعني أنه وصل الى
العرش على بساط الريح، أو أن العرش ذاته أخطأ طريقه إلى سلمان. لقد أعتمد سلمان في وصوله المتأخر، وغير
المتوقع إلى السلطة، أولا وقبل كل شيء، على مهاراته كوسيط ومحكم في خلافات العائلة
المالكة وكصندوق أسود لأسرارها، وهو ما مكنه خلال عقود من بناء نفوذ داخل الأسرة
لا يستهان به. ومكنته العقود التي قضاها
أميرا لمنطقة الرياض، من الظهور كرجل دولة، ومن بناء قاعدة واسعة من الحلفاء
المدنيين والتكنوقراط.
وكان لسلمان
عددا كبيرا من نقاط الضعف. بالنسبة لعامل السن، فقد أصبح سلمان ملكا في ذات السن
الذي اصبح فيه عبد الله ملكا (نهاية العقد الثامن) ولم يكن السن يمثل قضية بهذا
الحجم عند تولي عبد الله لأن الأخير مكث في ولاية العهد وقتا طويلا (1982-2005)،
وكانت معظم، إن لم يكن كل، اختصاصات الملك قد انتقلت اليه بالتدريج منذ اصابه
الملك فهد بأول جلطة دماغية في عام 1995. وعندما اصبح عبدالله ملكا، بدا ذلك
كتحصيل حاصل، وبغض النظر عن اعتبار السن.
بالنسبة
للحالة الصحية لسلمان، فقد بدت أسوأ بكثير مما كانت عليه الحالة الصحية لعبد الله
عند توليه الحكم، ولعل الدعاية المكثفة التي تعرض لها منذ توليه للعهد قد ضخمت
المشاكل الصحية التي يعاني منها وخصوصا فيما يتصل بإصابته
بالزهايمر وبمرض في الظهر وعدم قدرته على تحريك إحدى يديه، وقد كان على سلمان كولي
للعهد كي يدحض تلك الدعاية مجهولة المصدر أن يظهر في فيديو على اليوتيوب يتحدث فيه
الى الشباب، وهو يحرك بشكل مستمر اليد التي قيل انه لا يستطيع تحريكها، كالمعتوه
تماما. كان على سلمان أن يحاول أيضا الحديث بشكل متواصل أمام الكاميرا لأكثر من
عشر دقائق على الأقل لدفع تهمة التشتت الذهني المصاب به والناتج كما قيل عن الخرف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق