للمرة الثالثة يرفض صالح التوقيع على المبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه خلال شهر ومع ان صالح لم يوقع على المبادرة بعد الإ ان توقيع جميع الأحزاب اليمنية بما في ذلك الحزب الحاكم على المبادرة يعني ان العد التنازلي لمغادرة صالح قد بدأ ..حاول صالح جاهدا البحث عن مبرر لعدم التوقيع والقاء اللوم على احزاب المعارضة التي لم تذهب الى القصر الرئاسي الذي فقد شرعيته في اعين كل اليمنيين، لكن الوسطاء الدوليين واحزاب المعارضة وحزبه الحاكم ايضا اكدوا ان التوقيع تم وفقا لبروتوكول قبلت به جميع الأطراف قبل قدوم امين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الى صنعاء.
وجاءت ردود الفعل عكس ما تمنى صالح. اختلفت اللغة لكن المضمون هو ان صالح وللمرة الثالثة نكث بوعده وتبلطج ايضا ، وعندما حاول صالح بشكل بائس تحميل حزبه مسئولية محاصرة سفارة الإمارات وبنفس الطريقة التي حمل بها سكان الحارات حول ساحة التغيير بصنعاء مسئولية قتل اكثر من 50 معتصما في 18 مارس رد الحزب بتوجيه وسائل الإعلام الرسمي بحذف الإتهامات من خطاب صالح..
رد فعل دول الخليج كان تحميل صالح مسئولية الطريق المسدود الذي وصلت اليه المبادرة حيث شكر وزراء خارجية دول مجلس التعاون باستثناء قطر الأطراف التي وقعت على المبادرة وعبروا عن املهم في ان يسارع صالح الى التوقيع في اقرب وقت ممكن لكنهم في ذات الوقت علقوا المبادرة بما يعني انهم لن يقوموا باي جهود جديدة في هذا الجانب وهو ما يعني نزع اي غطاء عن صالح.
وما لم تقله دول الخليج قالته اوروبا وامريكا. وزارة الخارجية الفرنسية قالت في بيان نقلت عنه رويترز "هذا التحول الجديد غير مسؤول وغير مقبول." وأضافت "ندعو الرئيس اليمني مرة أخرى للتوقيع على هذا الاتفاق دون تأجيل لانه الوسيلة الوحيدة القابلة للتطبيق لحل الازمة." اما وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي فقد قالوا في بيان "الاتحاد الاوروبي يندد بتراجع الرئيس صالح أكثر من مرة عن توقيع المبادرة التي اعدها مجلس التعاون الخليجي ... الدول الاعضاء في الاتحاد ستراجع سياساتها نحو اليمن."
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الأسرع في رد الفعل
حيث اكدت في بيان لها "إن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل شديدة إزاء رفض الرئيس صالح المستمر للتوقيع على مبادرة مجلس التعاون الخليج " واتهمت صالح بإنه "يتنصل من التزاماته ويزدري التطلعات المشروعة للشعب اليمني" وانه الطرف الوحيد الذي يرفض قبول المبادرة. وقالت "نحضه على تنفيذالتزاماته المتكررة فورا بنقل سلمي ومنظم للسلطة وضمان تلبية الرغبة المشروعة للشعب اليمني."
صحيفة الواشنطن بوست سارعت الى التنبيه الى ان رفض الرئيس اليمني التوقيع على المبادرة الخليجية يعتبر اختبارا للرئيس اوباما الذي كان قد طالبه بصراحة ووضوح التنحي عن منصبه قبل ايام.
وكان رد فعل صالح كما نقلت وكالة الأنباء الرسمية سبأ عن مصدر لم تسمه بوزارة الخارجية هو التعبير عن استغرابه للتصريح الصادر عن السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية حول شعورها بخيبة الأمل لرفضه التوقيع على المبادرة مؤكدا انه " من الواضح أن السيدة كلينتون قد استندت في تصريحها على معلومات غير صحيحة من سفارتها بصنعاء" اما قرار التوقيع على المبادرة، كما نقلت الوكالة، فشأن يمني داخلي وأن اليمن لاتقبل بفرض الحلول عليها من الخارج أو التدخل في شؤونها الداخلية.
لم ينكشف صالح كما انكشف خلال اليومين الماضيين. فالرئيس الذي طالب دول الخليج بالوساطة يقول الان انه لا يقبل الإملاءات ويواجه صالح الذي سحب عنه المجتمع الدولي غطاء الشرعية اجراءات اشد قسوة لن ينجيها منها سوى التوقيع صاغرا على مبادرة كان هو نفسه قد اعد مسودتها. . اما قتل صالح لشعبه فانه لن يقنع احدا باهمية بقائه فقد انكشف المخبأ وبان المستور..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق